الاحتفال باليوم الوطني لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ، و هدايا الوزارة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ...

جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين:
((على الآباء والأولياء الوعي بأن التربية ليست وقفا على المدرسة وحدها,وبأن الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي تؤثر إلى حد بعيد في تنشئة الأطفال وإعدادهم للتمدرس الناجح, كما تؤثر في سيرورتهم الدراسية والمهنية بعد ذلك.))
فإذا كان الأمر كذلك فعلى الوزارة أن تستشير الآباء والأولياء في كل ما تعتزم تطبيقه من مشاريع وقرارات تهم تمدرس المتعلمين وتكوينهم وأن لا تمارس سياسة الإنزال كما هو الشأن في المذكرة 122 الخاصة بتدبير الزمن المدرسي والتي زادت من تنقلات الآباء أربع مرات لمصاحبة أبنائهم خصوصا تلاميذ المستويات الدنيا. وهذه هي الهدية الأولى التي تلقاها الآباء من الوزارة، كما جاءت كضربة قاضية لهم خصوصا وأن الآباء كانوا يتمنون تكييف الزمن المدرسي المعمول به في المدن أسوة بالعالم القروي.
كما جاء في الميثاق أيضا:
((وعليهم كذلك تجاه المؤسسة المدرسية واجب العناية والمشاركة في التدبير والتقويم وفق ما تنص عليه مقتضيات الميثاق.))
ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف يشارك الآباء في العناية بالمدرسة ونحن نعرف مستوى الأسر الاقتصادي المتدهور والذي تفاقم مع غلاء المعيشة والزيادة في الأسعار، ماذا عملت الدولة للتخفيف من أزمات الأسر المعوزة ومساعدتها على تمدرس أبنائها والتخفيف من إكرهات القدرة الشرائية. ومن بين هدايا الوزارة في هذا المجال ارتفاع رسوم التسجيل مثلا بالنسبة للإعدادي إلى حوالي 88 درهم ناهيك عن ثمن الوزرة والمحفظة وللعلم فإنه لم يتم توزيع إلا مرجعين أو ثلاثة على التلاميذ فأين خطاب الوزارة عن دعمها في مجال الكتب والأدوات المدرسية.
كيف يشارك الآباء في التدبير والتقويم ونحن نعرف النسبة المرتفعة لأمية الآباء والأولياء خصوصا بالعالم القروي، فماذا فعلت الوزارة لمحاربة الأمية والجهل واستئصالهما.
كما جاء في الميثاق أيضا:
((وعلى جمعيات الآباء والأولياء, بصفة خاصة, واجب نهج الشفافية والديمقراطية والجدية في التنظيم والانتخاب والتسيير, وواجب توسيع قاعدتها التمثيلية لتكون بحق محاورا وشريكا ذا مصداقية ومردودية في تدبير المؤسسات التربوية وتقويمها والعناية بها.))
ونحن في الميدان نعرف أن حضور الآباء والأولياء للمشاركة في انتخاب ممثليهم يكون حضورا ضعيفا نظرا لعدم مبالاتهم بهذه الجمعية التي يعتبرونها ترفا زائدا ما دامت آراؤهم لا تأخذ على محمل الجد ويكون أمر الرئيس محسوما لوجاهته أو مكانته ومستواه المادي. كما جاء في مقرر وزير التربية حول الدخول المدرسي 2009/2010 المادة 16
((يخصص يوم الأربعاء 30 شتنبر 2009 للاحتفاء باليوم الوطني لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ باعتبارهم شريكا أساسيا في بلورة وأجرأة أهداف البرنامج الاستعجالي وتعزيز مسارات الإصلاح وترسيخ موقع المؤسسة التعليمية.))
إلا أن الخطاب في واد والأفعال في واد آخر ويدل على هذا التناقض:
1ـ عدم إشراك جمعية آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ في مخططها الاستعجالي.
2ـ إصدار المذكرة 122 لتكريس معاناة الآباء في المدن والبوادي بالتنقل 4 مرات في اليوم لمصاحبة أبنائهم خصوصا تلاميذ وتلميذات المستويات الدنيا.
3ـ توزيع الكتب المدرسية فقط وحذف المحافظ والأدوات المدرسية من في بعض المناطق.
4ـ لم يستفد تلاميذ وتلميذات السنة السابعة إلا من مرجع أو مرجعين فقط (قديمة بالطبع).
5ـ عدم تعميم المذكرة 93 الخاصة باللباس الموحد في التعليم الإلزامي حيث لم يشمل توزيع البذل كافة المتعلمين والمتعلمات (وكان الأولى توزيع البذل والأحذية الرياضية)، كما يحتاج التلاميذ إلى بذلتين، كما لم تتم استشارة جمعية الآباء رغم أنها هي صاحبة الفكرة.
6ـ رسوم التسجيل التي بلغت 88 درهما في الإعدادي.
7ـ أين هي الدراجات الهوائية التي وعدت الوزارة للتلاميذ والتلميذات الذين يقطنون بعيدا عن مقرات سكناهم؟
8ـ لم يتم تفعيل النقل المدرسي وتعميمه بالعالم القروي.
9ـ إن مبلغ 60 أو 100 درهم (بالنسبة للأسر التي تدفع أبنائها لسوق الشغل) مقابل احتفاظ الآباء بأبنائهم وبناتهم بالمدرسة غير كاف للتخفيف من وطأة الغلاء المعيشي.
10ـ استمرار اعتماد الوزارة لرواية (محاولة عيش) لمحمد زفزاف التي تنتهك القيم الأخلاقية والدينية التي رسمتها الوزارة انطلاقا من مبدأ التربية على القيم، ونحمل النيابات والمشرفين التربويين والأساتذة مسؤولية اختيار هذه الرواية من بين ثلاث روايات أقرتها وزارة التربية الوطنية.
11ـ لم تنطلق الدراسة بعد في الثانوي والاعدادي إلى حدود كتابة هذه الأسطر، الأدهى أن هناك بعض خريجي المراكز لم يتعرفوا لحد الآن على مقرات عملهم، وهذا يتنافى مع اعتبار 10 شتنبر يوم أول درس يقدم للتلميذات والتلاميذ.
12ـ استمرار ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام مما يؤثر سلبا على اكتساب الكفايات المسطرة في البرامج.
فهذا عيد من بين الأعياد التي ستتوالى تباعا في منظومتنا التعليمية قريبا وتبقى دار لقمان على حالها تزيين وتنميق وشعارات فكل ما تقوم به الوزارة ليس سوى سياسة ترقيعية لبناء آيل للسقوط سياسة مهرولة للنماذج الغربية، أما الأفعال فغائبة لغياب إرادة للإصلاح الحقيقي تنسف البناء المتهالك وتعيد بنائه على أسس ( وطنية ) وعلمية دقيقة.

محمد أزوض- اقليم الحوز