2010-10-18, 20:07
|
رقم المشاركة : 19 |
إحصائية
العضو | | | رد: الضرب كوسيلة تربوية | خلاصــــات : من خلال جرد آراء المتدخلين في مناقشة موضوع "الضرب كوسيلة تربوية" ، يتضح أنهم انقسموا إلى فريقين متباينين تارة متقاربين تارة أخرى : - فريق يرى الضرب وسيلة من الوسائل التربوية دون أن يكون الوسيلة الوحيدة ، وقد استند هؤلاء على المنطلقات التالية : * انطلق البعض من تجربته الذاتية التي استفاد خلالها مما تعرض له من الضرب ، إذ لولاه لما نجح في دراسته . * يؤكد هذا الفريق على عدم الإفراط في الضرب، وألا يتم اللجوء إليه إلا عند الضرورة ، عندما يستنفذ المربي كل وسائل الحوار والإقناع ، مع تأكيدهم على ضرورة استعماله بحكمة . ويصر هؤلاء ، وهم قلة ، على تجنب الضرب المبرح المؤذي ، وخاصة على الوجه ، مع تجنب الضرب في حالة الانفعال ، وأن يكون إصلاحيا لا انتقاميا ، وأن يكون متدرجا ومتناسبا مع حجم الخطإ . - أما الفريق الثاني : فيرى الضرب مؤذيا ومؤلما ، ونوعا من أنواع العنف ، يتسبب في الإيذاء العاطفي ، كما يعلم العنف للطفل ، ويؤدي إلى فقدانه الثقة بنفسه . ومن الأمراض النفسية التي يولدها : الاكتئاب ، الخوف ، الوحدة ، الانعزال ، ضعف الشخصية وعدم القدرة على المبادرة ... ويعتبر معارضو الضرب أن العنف ( الجسدي واللغوي والرمزي )وسيلة لتبرير فشلنا وأخطائنا في تربية الأبناء ، ويكشف عن هشاشة بعد نظرتنا التربوية . ويرى أنصار هذا الاتجاه ( الحواري الإقناعي ) أن العقاب البدني وسيلة تربوية لمن لا وسيلة له ، أما العقاب المعنوي فوسيلة لإفراغ مكبوتات الضارب . إن الضرب في نظرهم لا يولد إلا المقاومة والعنف والانتقام والكره وغموض التصور ، وعوض أن يولد الطاقات الإيجابية في الطفل ، فهو يولد الطاقات المدمرة . إن الضرب أسلوب تربوي تقليدي بائد يورث العبودية واحتقار الذات والآخر ، وهو وسيلة تسلطية ووسيلة قمع تقتل روح الإبداع والمبادرة لدى المضروب . وأكرر أن من يعتبر إباحة الإسلام الضرب للإناث (من النساء) والممتنع عن الصلاة من الأطفال (في عشر) فهو يمطط النصوص الشرعية و يفصلها عن سياقها ،ولا أعتقد أن القياس هنا ممكن، ودليل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ثبت عنه أن ضرب أحدا في حياته ، ولا ضرب أحدا من أبنائه . إن الضرب وسيلة تربوية فاشلة لا تولد غير العنف، ولا يلجأ إلى العنف إلا الضعاف والفاشلين غير القادرين على الاجتهاد والتضحية،... إن الضرب عنف وتسلط و إهانة لن يؤدي إلا إلى عنف أشرس وتسلط أعظم وإهانة أشد. إن التربية لا يمكن أن تتحقق إلا باللين و الرفق واليسر والاجتهاد والإبداع... وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ما خير بين الأمرين اختار أيسرهمــا والأيسر بين الضرب/العنف والحوار والحكمة واضح. شكرا جزيلا لمقترحة الموضوع الأخت الأستاذة الفضلة نهال ، وشكرا جزيلا لكل من ساهم في تعميق النقاش في هذا الموضوع الحيوي الهام .. صادق مودتي وتقديري لكم /ن جميعا | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | |
| |