2010-05-21, 20:07
|
رقم المشاركة : 18 |
إحصائية
العضو | | | رد: الجـــــلاد والضحـــــــــــــــــية .. |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد ريان
اطلعت على مناقشتكم،أساتذتي الأعزاء ،حول واقع الكتاب والقراءة بالمغرب خصوصا واتضح لي أن هناك فعلا أزمة عميقة،ولكن اسمحوا لي ببسط بعض الأسئلة : 1/ أهي أزمة كِتَاب أم أزمة قراءة؟ 2/ أهي أزمة كُتَّاب أم أزمة قراء؟ 3/ ما السبيل إلى تجاوز الأزمة؟ 4/ كيف نرد الاعتبار للكتاب؟ 5/ ألا ترون معي ،أساتذتي الكرام ،أننا تكرس الأزمة دون ان نشعر بذلك من خلال سهرنا هذا إلى وقت متأخرمن الليل أمام من خطف الأضواء من الكتاب؟ آمل ألا أكون ضيفا ثقيلا عليكم. لكم مني جميعا تحية تقدير واحترام وفاء بالوعد الذي قطعته على نفسي في رد مختصر سابق ، بالتركيز على نقطة واحدة من عناصر الرد المهم لأخينا أبي محمد ريان ، أعود إلى الموضوع ، كمحاولة متواضعة مني الإجابة عن الأسئلة الأربعة الأولى ، التي اختزلتها في سؤالين عوض أربعة : 1/ أهي أزمة كِتَاب أم أزمة قراءة؟ 2/ أهي أزمة كُتَّاب أم أزمة قراء؟ في نظري هي أزمة قراءة وقراء بامتياز والدليل من الواقع : هل قرأنا ، نحن الأساتذة والمثقفين عامة ، والطلبة والتلاميذ خاصة، ما توافر لنا من أمهات الكتب والمظانِّ ، التي بدون قراءتها لا يمكن الحديث لا عن الفكر ولا المعرفة .. لا عن رصيد ولا هضم للتراث وبالأحرى غربلته ونقده وتجديده ؟ وهنا تكمن مسؤولية القارئ ؛ أي: ما مدى استعداده للتخلي عن مجموعة من العادات التي تقتل فيه روح الابتكار ، وفي مقدمتها الخروج من سراديب الفراغ ، التي أمسكت بروحه وعقله، وأبادت جينات الإبداع في جسمه ، فصار في حاجة إلى الغذاء الجسدي والغريزي دون أية حاجة إلى الغذاء العقلي الفكري، ومقابل هذا الخروج من هذه الدائرة الفارغة الانغماس في عالم الإبداع برحابته ؟؟ أما أزمة الكِتاب ، فهي على غرار أزمة الكُتَّاب يمكن أن نعتبر أثرها حاسما إذا جزمنا القول في أزمة القراءة والقراء ؛ وبعبارة توضيحية ، عن طريق السؤال : إذا أفرغنا كل المكتبات ، التي ما زالت على قيد الحياة ، أو التي في مرحلة الاحتضار ، من الكتب التي التهمت الأرضة والرطوبة أجزاء من جسمها ، والتي علا الغبار هاماتها وطالها النسيان ، وأحللنا محلها كتبا جديدة بمواصفات " شبابية" جديدة ، خطوطا وتقنيات وألوانا وأحجاما .. هل سيقبل عليها القراء ؟ مع الإشارة إلى أن بعض المكتبات في المغرب توظف أحدث التقنيات في البحث ، وتوفر لمرتاديها المفترضين كل الإمكانيات ( فضاء مريح ، هدوء ، تنظيم وتبويب تِقاني حاسوبي ، الكم والنوع الكافي من الكتب والدوريات والمجلات العامة والمتخصصة ...) ولكن قراءها ، للأسف ، بعدد قليل : المكتبة الوطنية بالرباط ، مكتبة عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء نموذجا .. أقول إن قراءها بعدد قليل قياسا بحجم الإمكانيات النوعية والكمية الموظفة ، وقياسا بعدد وحجم الجمهور الذي يقطع المسافات والأميال لحضور مهرجان من المهرجانات الموسيقية التي صار لكل مدينة مغربية - تقريبا - منها نصيب !!! هل كل هؤلاء أميون ؟ أم لهم موقف من الكتاب ومفهوم مغاير للثقافة ؟ ادع إلى محاضرة في أي موضوع أو إلى نشاط ثقافي فكري ، وموازاة معه إلى نشاط فني موسيقي لتعرف المصير والاختيار وحجم الجمهور ، وقيمتك في قلوب المحبين .. أما السؤالان الثالث والرابع : 3/ ما السبيل إلى تجاوز الأزمة؟ 4/ كيف نرد الاعتبار للكتاب؟ فمترابطان أيضا ، لأنهما يبحثان عن حل للأزمة لكن بصيغتين مختلفتين ؛ إن إعادة الإعتبار للكِتاب هو جزء من حل الأزمة ، وجزء من حل الأزمة يقتضي إعادة الإعتبار للكِتاب والكـُتَّاب : 1 - أعتقد أن أي إجراء في اتجاه الحل يقتضي تشخيص ومعرفة وفهم الأسباب التي أدت إلى العزوف عن القراءة بغية تجاوزها . 2 - الأزمة مجتمعية ، وذات أبعاد ثقافية وسياسية ونفسية ، مما يتطلب أن يكون الحل بمشاركة كل الجهات الوصية على الكِتاب والكتابة والكِتاب والقراءة والمثقف والثقافة ، وفي مقدمتها : وزارة التربية الوطنية ووزارة الثقافة ووزارة التشغيل .. والمؤسسات التابعة لكل منها . 3 - تحفيز المبدعين ، الكتاب والنقاد ، والقراء بمختلف الوسائل والإمكانيات المادية واللوجيستيكية والتقنية ؛ بالطبع وإعادة الطبع ، بالنشر والتوزيع والإشهار ... 4 - تنظيم مهرجانات للكِتاب والقراءة على غرار المهرجانات الموسيقية مثل البوليفار وموازين وتيميتار .. بتمويل وتنظيم من الجهات الوصية على الثقافة والفكر والإبداع .. 5 - دعم المكتبات المدرسية بما يكفي من الكتب المقررة والموازية والثقافية مع ربطها جميعا بشبكة الأنترنت . 6 - تكوين متخصصين في شؤون المكتبات لهم العشق للكتاب، والدراية الكافية بعالم الكتاب والنشر والتوزيع والبحث والتبويب ... 7 - إحداث مكتبات عمومية حقيقية بكل المدن الكبرى والصغرى ، بل وبالقرى لتشجيع الناس على القراءة والإبداع . 8 - إحداث فضاءات للكتاب والقراءة بالساحات العمومية .. هذه بعض المقترحات الأحلام التي قد تساهم في الحد من النزيف .. أجدد شكري للأستاذ ( أبو محمد ريان ) على مساهمته النوعية في هذا النقاش المفيد ، الذي فتح نصا من سطرين على آفاق رحبة . مودتي وتقديري . محمد الورزازي المحمدي كِـرْكاس | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2010-05-22 في 00:02. |
| |