....نحن الان داخل محراب طيف الشعري ...نحن أمام شعر متكامل فنيا وفلسفيا..يستحق عن جدارة الإبحار عبر أبياته والغوص في متاهات القصيد بحثا عن الصور الفنية والصدف الفلسفية..
جميل أن يلتقي الفن بالفلسفة...والأجمل أن ترافق الفلسفة الفن في رحلة القلم الشاعري الذي عودنا أن نخرج من دائرة الصمت..
للصمت فلسفة كما للكلام فلسفة..ومن رحاب الفلسفة تداهمنا الشاعرة بإبداعها المتميز..معلنة أن الصمت " سجنٌ للقلب "و" عذابْ "..ومن داخل السجن تطالب الأنثى وتصر على أن ينبس آدم ببنت شفة.. "قل كَلمة..قل حرفا و تكلمْ "..فبالكلام تتم الرؤية..وينقشع الظلام..وتنمحي العتمة..
وجه آخر للقصيد نستمتع به فنيا ونحن نعانق هذه الصورة الرائعة :


كم جميل هذا المقطع الرائع لو تمعناه في دائرة الصمت...قد نقرأه بكل اللغات على صفحات الصمت...ففي الصمت كل اللغات...أليس كذلك ؟
بين الفن والفلسفة تسافر بنا طيف في رحلة شعرية شاعرية رومانسية.حيث الكلمة عذبة والأسلوب شاعري..رحلة لها وقع خاص على القلب لما لها من لذة وجمالية...وفيها من السحر والحلاوة ما جعلنا نحجز مكاننا دون تردد...
إن طيف – وهي تقودنا في هذه الرحلة –استطاعت أن تخرج قراءها من دائرة الصمت إلى ولوج عالم الشعر لمجالسة الحب والجمال :


يالها من لوحة بكل ألوان الطيف القزحية...لوحة يصعب إدراكها...إذ لابد من إجراء حفريات في بنيتها الدلالية والوجدانية...فرغم البساطة التي ترافق اللفظ ظاهريا...فوراءها من الدلالات ما يجعل العروج على قراءات عدة أمرا واردا...ولعل التي نحن بصددها الآن تمثل إحدى هذه القراءات...إذ من خلالها وقفنا على أنها تمتح من ينابيع رومانسية مملوءة بالحب والعواطف..ذاك الحب الذي به " نلعن الظلام ..نطارد العتمات "وهو " للنفس شفاء وللروح صفاء "
رحلة رومانسية قد يستمتع بها القارئ وهو بين أشعار طيف الوارفة الظلال...وما ظلالها إلا نسيمات صباحية تقطر ندى...وما الندى إلا قطرات ماء قد تخرجك من دائرة "صمتك الرهيب" ..إلى حيث " نبني أحلام العمر"
أيتها الشاعرة...قصيدتك تجمع بين حلاوة التعبير وسلاسة الأسلوب وجزالته..إضافة إلى عمق الفكرة جعلها رائعة بكل المقاييس...فلك مني تحية الشعراء الذين يفقهون الشعر ويقدرون من يقدر الشعر...
دمت متألقة...

حبيبى أيها المحلق في رحاب العشق الشاسعة..
لا تقتلني بصمتك الرهيب..
ونظراتك الغريبة...
فقد مللت تجاهلك..
مللت غرابتك..
مودتي

مما لا شك فيه أن الكلام الرائع والراقي الذي لا تشوبه شائبة لا يفقد جماله مع تعدد القراءات..وهذا ينطبق على هذا النص المتميز والممتاز, حتى أني جاءتني فكرة قراءته عكسيا من النهاية إلى البداية..!!!!!!!!!!!
كانت النتيجة روعة في روعة أترككم تحكمون