2018-03-23, 08:26
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | | مدرسة أولاد وهاب ببنسليمان.. الداخل مفقود والخارج مولود الجمعة 23 مارس 2018 - 04:00
وأنت تتجه من مدينة بنسليمان صوب مدرسة أولاد وهاب بجماعة "ثلاثاء الزيايدة"، التي صارت حديث كل لسان بمواقع التواصل الاجتماعي، بسبب وضعيتها الكارثية ومعاناة تلامذتها، تستطيع أن ترسم في ذهنك صورة هذه المؤسسة حتى قبل رؤيتها.
عزلة الدوار قبل المدرسة
بمجرد ما تسلك الطريق الفرعية المؤدية صوب المدرسة المذكورة، المتفرعة عن الطريق الجهوية رقم 3321 الرابطة بين بنسليمان و"جمعة مليلة" حتى تظهر لك العزلة التامة، التي توحي بأن القادم لن يكون سوى أسوأ.
بدت صعوبة الوصول إلى المدرسة بادية من الوهلة الأولى، إذ إن الطريق لا تزال متأثرة من مخلفات التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية.
وتبرز طبيعة هذه الطريق صعوبة التنقل فيها على متن السيارات ورفقة "الخطافة" الذين يعملون على نقل ساكنة الدواوير صوب بنسليمان أو إلى السوق الأسبوعي.
وأكد مرافقنا من أبناء المنطقة أن معاناتهم مع هذه الطريق مستمرة منذ سنوات، مقابل صمت مسؤولي جماعة "ثلاثاء الزيايدة" وكذا عامل إقليم بنسليمان عن ذلك.
هذه العزلة، يضيف متحدثنا، لم تنجل بعد، بالرغم من النداءات والشكايات وحتى الاحتجاجات التي نظمت من لدن الساكنة؛ وهو ما يفاقم معاناتهم والأسرة التعليمية التي تقصد هذه المؤسسة وغيرها، قبل الحديث عن معاناة الأطفال في الوصول للمدرسة.
صرخة.. أنقذوا أطفالنا
بمجرد ما حللنا بالمؤسسة، حتى تحركت الهواتف؛ لكن ذلك لم يمنع ساكنة دوار أولاد وهاب المحروقين على فلذات أكبادهم، من الحديث إلينا، وكشف معاناتهم داخلها.
يقول خالد الشمسي، رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ مدرسة أولاد وهاب، أن المؤسسة توجد في عزلة تامة؛ فهي بدون مرافق صحية ولا ماء، مشددا على أن الأقسام مشققة وتكاد تهوي عليهم.
وزاد رئيس الجمعية موضحا، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه مع التساقطات المطرية يغرق الأطفال في الأوحال، ناهيك عن البرد خاصة أن الأقسام لا يتوفرون على نوافذ باستثناء تلك التي أشرفت الجمعية عليها.
وأكد الشمسي أن التلاميذ يعانون؛ ذلك أن المراحيض غير متوفرة، إذ يضطرون لقضاء حاجتهم بجانب الوادي أو وسط الصبار/ "الدرك"، مشيرا إلى أن ذلك يشكل خطرا على حياة هؤلاء البراعم.
وأردف المتحدث نفسه أن الأستاذات اللواتي تدرسن بهذه المؤسسة بدورهن تجدن صعوبة في قضاء حاجتهن؛ وهو ما يعرض حياتهن للخطر، لا سيما أنهن ملزمات بسلك نفس المسار الذي يسلكه التلاميذ، مؤكدا أن بعض الأسر اضطرت إلى توقيف بناتهن عن مواكبة الدراسة بالنظر لغياب المراحيض.
هذا الأمر، أكدته إحدى الأمهات التي تحدثت لميكروفون هسبريس، حيث لفتت إلى أنها قامت بوقف ابنتها من مواصلة تعليمها بعدما بدأت تكبر في العمر بالنظر إلى عدم توفر المؤسسة على مرحاض.
وأشارت الأم، في حديثها للجريدة، إلى أن التلاميذ يعانون مع التساقطات المطرية، إذ تصير المؤسسة عبارة عن أوحال؛ وهو ما يعيق الدراسة فيها.
أحد المسنين، الذي كان يركب حماره، أبى بدوره إلا أن يتحدث عن معاناة الأطفال داخل هذه المؤسسة التي يمكن تسميتها مجازا بالمدرسة، حيث أدلنا على أماكن قضاء التلاميذ حاجاتهم وسط الشوك والصبار.
هذا السبعيني، وبلغة المتذمر على ما آل إليه وضع المدرسة العمومية برمتها، وضمنها فرعية أولاد وهاب، أكد أن المؤسسة تفتقد لأبسط الشروط؛ وهو ما يجعلها بعيدة عن التكوين والتربية المطلوب منها، وبالتالي، يصير النشء أقرب إلى الجهل بحسب تعبيره.
النيابة توضح
حاولت المديرية الإقليمية بابن سليمان التقليل من الوضع ومن هول الصور التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرت أن السبب في الوحل يرجع إلى نوعية التربة التي تعرفها المنطقة والتي تتحول مع كل أمطار إلى وحل كبير.
اليمني الهادي، رئيس مصلحة الشؤون القانونية والشراكة والتواصل، وهو يتحدث لميكروفون هسبريس، أكد أن المؤسسة المذكورة خضعت، في شهر شتنبر الماضي في عهد الوزير المعفى من مهامه محمد حصاد، إلى عملية تأهيل، إذ تمت صباغة الأقسام وإنشاء ممرات بها لتسهيل الولوج إلى الأقسام بالنظر إلى كونها تصير موحلة مع التساقطات المطرية.
المدرسة، التي تحتضن 128 تلميذا غالبيتهم ذكور، يشير المتحدث نفسه، اتخذت المديرية الإقليمية قرارا بعدم ترك المرحاض عرضة للاستعمال من لدن أشخاص خارجين عن المؤسسة؛ فيما تم ترك مرفق واحد لفائدة الفتيات.
وبالرغم من تأكيده على أن المدرسة تعاني من غياب الماء، وكون التشققات ليست بتلك الخطورة، فقد لفت المسؤول بمديرية بنسليمان إلى أن أسر التلاميذ مدعوون اليوم إلى "ضرورة احتضان المدرسة، لأنه مهما نقوم به فهي تتعرض للتخريب".
وكانت كل من جمعية الخير وجمعية جمعية آباء وأمهات التلاميذ بمدرسة أولاد وهاب، التابعتين لإقليم بنسليمان، قد طالبتا بفتح تحقيق في قضية إهمال مسؤولين تربويين بمديرية التربية والتكوين بالإقليم المذكور، بعد الفضيحة التي كشفتها صور لتلاميذ غارقين وسط الوحل.
وأكدت الجمعيتين أن الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي "تظهر صغارا غارقين وسط الأوحال في "أقسام شبيهة بزرائب البهائم، ووسط ساحة هي أقرب إلى المستنقع، ويختبؤون من الأمطار في مراحيض بلا ماء ولا نوافذ". | |