2018-02-14, 15:41
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: هل حقا نعيش على السطح هاربين من الذات؟ | من سنة الله في الكون أن يظهر أسوأ وأفضل ما فى الناس سواء كانوا من النخبة أو من البسطاء. ولعل من أسوأ ما ظهر هنا فسادالأخلاق وتمييعها وأصبحت المجتمعات معرضة للإنحراف عن الفطرة السليمة على كافة المستويات.
أصبح اليوم ليس المهم كيف صعدت ولكن الأهم أن تصعد، ولو على جثث الآخرين. يتم بيع أقرب الناس بثمن بخس ولعل أسوء انحطاط الحضارات والمجتمعات «خيانة النخب المثقفة» لقضايا البلاد والعباد، وصمتهم عن قول الحق والدفاع عن قيم «العدل والإنصاف». أصبح البعض يبتلع قول الحق ولا ينطق إلا بالزور، أو يصمت تماماً عن مواجهة الشر والأشرار، ويهرب من محاربة أهل الباطل فيصبح شيطاناً أخرس. وفى زمن السلطة والقوة والمال تجد الملايين من حولك يمتدحون ليل نهار عظيم خصالك وجميل فضائلك.
فى وقت «العز» يكتبون فيك قصائد المديح التى تتحدث عن الكرم غير المحدود والعبقرية الفطرية والحكمة غير المسبوقة والإلهام الفذ فى اتخاذ القرارات المصيرية. تجدهم يومياً على بابك، يصطفون أينما ذهبت، يبدون ليل نهار استعدادهم اللامحدود لتقديم أى نوع من الخدمات بدءاً من رغبتهم فى الدفاع عنك أمام خصومك إلى التبرع بإحدى عيونهم من أجل سلامتك. وفجأة، حينما تهب العواصف عليك وينقلب الحال وتتحول قوتك إلى ضعف، وعندما يتحول وضع حسابك البنكى من دائن إلى مدين، وحينما تفقد مكانتك الإعتبارية تنظر حولك فلا تجد أياً من هؤلاء. فجأة لا يرد أحد على محادثاتك الهاتفية، ولا يذكرك أى منهم فى مجالسه، ولا توجَّه لك دعوات العشاء الخاص أو لحضور أفراحهم. فجأة أنت خارج الدائرة، غير وارد فى الحسابات، مطرود من مجتمعاتهم وحساباتهم الاجتماعية. لا أحد يتقدم لك بالعزاء، ولا أحد يلبى دعواتك للمناسبات السعيدة. فجأة لن يزورك أحد فى المستشفى حينما تمرض، ولن يرفع أحد سماعة الهاتف لتهنئتك بنجاح ابنتك فى المدرسة أو إعلان خطوبة أكبر أبنائك. إنه مجتمع سقوط القيم والمبادئ بعدما تعرّض لحالة من التشوه والانحطاط الأخلاقى. إنه مجتمع انتهت فيه «كلمة الشرف» والوفاء بالعهد والوعد، وعدم الحنث بالقسم. والله يا إخوتي إنها لحظة الصدق الصادمة التى تكتشف فيها أننا نحيا زمن الكذب والخيانة وبيع الضمائر.
إنه زمن تغيير المبادئ بشكل يومى مثلما يقوم البعض بتبديل جواربهم. | التوقيع | أعلل النفس بالآمال أرقبها...ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل | |
| |