منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الفكر و التاريخ و الحضارة (https://www.profvb.com/vb/f194.html)
-   -   ماء “السكوندو” … قصة شبكة مائية تقاوم النسيان بتطوان العتيقة (https://www.profvb.com/vb/t180026.html)

صانعة النهضة 2018-02-09 11:23

ماء “السكوندو” … قصة شبكة مائية تقاوم النسيان بتطوان العتيقة
 
ماء “السكوندو” … قصة شبكة مائية تقاوم النسيان بتطوان العتيقة



http://canaltetouan.com/wp-content/u...19-640x330.jpg


أثبتت جميع الدراسات القديمة والحديثة أن مدينة تطوان نموذجا مصغرا للحضارة الاندسية ويتجلى ذلك في مختلف مظاهر حضارتها " التاريخيّة وفي عاداتها وتقاليدها بل حتى الفن المعماري .
وقد شكلت المدينة العتيقة بتطوان محور العديد من الندوات واللقاءات التي ألحت في مجمل توصياتها على ضرورة الحفاظ عليها. خصوصا أن بعض معالمها متميزة عن باقي المدن التاريخية بالمغرب والعالم .

ومن جملتها ماء اسكوندو. الذي جددت شبكته في عهد المنظري، بينما تعود تسميته بهذا الاسم ( ماء اسكوندو) الى فترة الحماية الاسبانية أي الماء الثاني ورثته الاستعمار وأصبح نظاما أصيلا بالمدينة .




خلال عهد الإستعمار أُطلق على ما كان يسمى بماء البلد أو ماء الله “بالسكوندو” حيث أصبحت “segundo هذه الشبكة المائية تقليدية و ثانوية “كما تدل على ذلك العبارة الإسبانية بالمقارنة مع جودة شبكة حديثة ومتطورة لتوزيع الماء ، لكن لم تستطع هذه الشبكة الحديثة أن تعلن نهاية الشبكة التقليدية واندثار معالمها بل قاومت هذه الأخيرة محاولات النسيان و التهميش و الاّمبالات كما قاومت قبل ذلك حرب تطوان 1860-1862م وما خلّفه الإسبان من خراب كما تخطت مشاكل بالجملة تراوحت بين سرقة الماء من مرفق إلى آخر و تحدي مواكبة التطور العمراني بالمدينة العتيقة و أبت إلا أن تكون شاهدة على أعجوبة هندسية و أرشيفا حيويا يذكّر بالماضي و يؤدي دورا ولو محدودا في الحاضر .


الإنتماء المجالي لمدينة تطوان حيث تتكون معظم البنية الصخرية من الكلس هو ما جعل منها خزانات مائية طبيعية تتفجر مياهها في شكل حزام من العيون بين جبل موسى و جبل درسة وخصوصا عند سفح هذا الأخير بين باب المقابر و باب النوادر و التي تشكل المصدر الذي يتزود منه النظام الأصيل لتوزيع الماء بمدينة تطوان1 ،



من هذه العيون تبدأ المسيرة المائية نحو أغلب المساجد و الزوايا داخل المدينة العتيقة فضلا على المعدات2 بأنواعها الثلاثة (معدات القسمة 3، الفيض4 ، العدل5) التي يستفيد السكان من مياهها في الأغراض المنزلية المختلفة و النافورات التي تزين وسط المنازل بالإضافة إلى السقايات و القناوات التي تزين المدينة وتضفي عليها جمالية عمرانية .


كما تقدم خدمة اجتماعية في نفس الوقت وقد وصل عددها إلى حوالي 42 سقاية عمومية منتصف القرن الماضي - حسب محمد داود - أشهرها تلك التي تتواجد على أبواب المدينة العتيقة (باب العقلة ،باب التوت ،باب الصعيدية) و في الساحات و الأسواق( السوق الفوقي، سوق الحوت القديم ،الوسعة..) ناهيك عن الحمامات (سيدي المنظري ، المدينة، السوق الفوقي، العيون..) و الميضات (المراحيض) التي تستعمل من طرف رواد المساجد وعامة الناس .


هكذا تنتظم هذه الشبكة المعقدة هندسيا لتنساب هذه المياه داخل قواديس مصنوعة من الخزف مدفونة تحت الأرض و داخل حيطان المنازل و الأزقة تتعدد إستعمالاتها بتعدد المرافق التي تصل إليها حيث تشكل شرايين تطوان العتيقة التي تجعل الحياة ممكنة ، طاهرة و مستمرة .


http://www.tetouanplus.com/themes/st...jpg&w=450&zc=1



سقايات وقنوات مدينة تطوان





يتبع


صانعة النهضة 2018-02-09 11:25

رد: ماء “السكوندو” … قصة شبكة مائية تقاوم النسيان بتطوان العتيقة
 

صانعة النهضة 2018-02-09 12:07

رد: ماء “السكوندو” … قصة شبكة مائية تقاوم النسيان بتطوان العتيقة
 
خمسة قرون من التاريخ ابتدأت من إعادة بناء تطوان في نهاية القرن 15 على يد سيدي المنظري ومجموعة من المهاجرين الغرناطيين وطبعت رموز المدينة بطابعها المتجلي بوضوح في الأشياء والنفوس والأرواح، وذكرياتها لا زالت مطمورة في ذاكرة التطوانيين كما أنها لا زالت تطبع حياتهم اليوم.


وتكمن أهمية التاريخ لا في معرفة الماضي فحسب ولكن لفهم الحاضر واستشراف المستقبل. وتبقى روح تطوان الحالية شاهدة على مجد تليد.


مدينة تطوان حسب اصطلاح الجغرافيين القدماء واقعة في الإقليم الرابع الذي يصفه ابن خلدون بأنه أعدل العمران، ويصف سكانه بأنهم أعدل أجساما وألوانا وأخلاقا"المرجع :كتاب محمد داود ص.36


مميزاتها الطبيعية:

يقول الفقيه الرهوني عن الموقع الطبيعي لتطوان:

"اعلم أن موقع هذه المدينة في سفح الجبل المسمى جبل ذي أرسى، أحد جبال قبيلة الحوزية، المنسوبة لحوز البحر الأبيض المتوسط، المسمى في القديم بالبحر الرومي، وقد دارت بسفحه من المغرب إلى الشمال، على شكل ثلاثة أرباع دائرة، ثم نزلت منه إلى البسيط المنحدر إلى الوادي الفاصل بين الجبل المذكور، وبين جبال بني حزمر..
وغالبها مبني على أحجار تحتها كهوف عميقة، ربما تقتضي بمن يسير فيها إلى مسافة بعيدة خارجة عن المدينة.

وبها عيون كثيرة، ذات مياه غزيرة، قد أجريت إلى دورها ورياضها بقواديس فخارية مقسومة على رباعها بالسوية، ما بين نوع جار في سواقي وفساقي، ونوع يسمى كأس عدل...

وفي عدة دور منها آبار ذات مياه كثيرة، غير أن ماء تلك الآبار في الغالب غير عذب بل فيه ملوحة ويسمى في العرف العام بلفظ "شلوق" بضم الشين واللام المخففة والقاف، أي غير حلو أما ماء العيون، ففي غاية العذوبة، لولا أن فيه ثقلا لا يحصل معه هضم الأطعمة على الوجه النافع للأبدان...

وبالجملة، فأهل هذه المدينة، متمتعون بالمياه الجارية والراكدة، تمتعا كبيرا يقاربون به تمتع أهل فاس بوادي جواهرهم وعيونهم"من كتاب أحمد الرهوني: عمدة الراوين في تاريخ تطاوين ص 197-198

فالمدينة القديمة زاخرة بالعيون المائية التي تجري في قنوات فخارية وضعت لهذه الغاية لتصل إلى المساجد والبيوت القديمة، وهذه المياه ثقيلة في الجملة وإن كانت عذبة صافية، وكانت تسمى بماء (السكوندو) ولعل هذا الاسم أطلق لعيها بعد "الحماية" الإسبانية لأن كلمة "سكوندو" بالإسبانية يراد بها الثاني فعرف هذا الماء بالماء الثاني بعد عثور الإسبانيين على عيون أخرى في ضاحية (سيدي طلحة) نسبة إلى الشيخ الصالح أبي يعلى سيدي طلحة الدريج" المرجع
محمد العربي الشاوش: إشارات حول الإشعاع الفكري والحضاري لمدينة تطوان، مجلة دعوة الحق، ع227 مارس 1983 ص 221.

وللأستاذة اللوه رأي آخر في ماء سكوندو إذ تقول:

"ومن المعالم الباقية إلى اليوم، شبكة توزيع الماء بالمدينة والمسمى ماء سكوندو، وهذه الكلمة تحريف لكلمة Segundo الإسبانية، وهو اسم عائلة أندلسية موريسكية مزحت إلى تطوان...

وأحسن ما في هذا الماء هو نظام توزيعه.. ومنبعه يوجد في جبل درسة، وقد نقل إلى المدينة عبر قناة ضخمة تم إيصالها إلى المنطقة التي توجد فيها زنقة القائد أحمد، ومن هناك تم توزيع الماء توزيعا مدهشا على المدينة، وقد تمت مقارنة نظام توزيع ماء سكوندو مع نظام توزيع الماء ببلنسية فظهر أنه نظام واحد وبهندسة واحدة... وفي كل دار بتطوان كان يوجد نبع متدفق بماء سكوندو.

حاليا أبطل استعمال هذا الماء لأسباب.. والذي يهمنا هنا هو ذلك النظام المدهش لعملية توزيع الماء الذي أخذ اسمه من مخططه ومهندسه سكوندو Segundo".المرجع أمينة اللوة: كتاب صور من تطوان الغرناطية، مجلة الأكاديمية ع15 ص 225

وبخصوص جو تطوان وهوائها يقول الفقيه الرهوني في "عمدة الراوين" أن هواء هذه المدينة بالطبع جيدا موافقا للصحة وهو كذلك لولا العارض.

والعارض الذي يؤثر في جودة هوائها، جريان المياه الغزيرة، سواء كانت مطلقة أو مضافا تحت أبنيتها، مع ما أضيف إلى ذلك من وجود البحر في جهتها الشرقية، وجبال بني حزمار الشاهقة في جهتها الجنوبية، وجبل أرسى الشامخ في جهتها الغربية، فتصعد من تلك المياه أبخرة كثيرة تؤثر في سكانها، بل وفي نباتها، رطوبة كبيرة تكاد تقضي على حياة الجميع.
وتقوى تلك الرطوبة الرياح الشرقية، إذ تأتيها حاملة تيارات بحرية، فتصير المدينة بين رطوبة أرضية، وأخرى سماوية، تكون منها سبح ربما أمطرت مطرا كثيرا، وربما أمطرت مطرا يسيرا يسمى لغة وعرفا بالندى وناهيك بهذه الرطوبة تأثيرا في الصحة.

لقد احتضنت مدينة تطوان "الحضارة الأندلسية بكل حرارة واستفادت منها استفادة تامة في جميع المظاهر العمرانية والعادات والأعراف الاجتماعية والثقافية الأصلية، وهي بذلك اكتسبت شخصية مرموقة متميزة عن المدن المغربية الأخرى بالتزامها لطابعها الأندلسي العريق، سواء في هندسة البيوت والمساجد وفي زراعة البساتين والحدائق وفي كثير من أنماط الصناعات التقليدية والفنون الجميلة".
محمد العربي الشاوش: إشارات حول الإشعاع الفكري والحضاري لمدينة تطوان، دعوة الحق ع 227 ص 225.

ويبدو أن الولع بالطبيعة وحب البساتين والمنتزهات من أهم خصائص الغرناطيين المهاجرين على تطوان، إذ أنشأوا الحدائق خارج وداخل الأسوار، ومن أشهرها منتزهات كيتان التي خلد الشاعر المغربي إبراهيم الإلغي ذكرها في إحدى تواشيحه التي تتغنى بمسارح الجمال في تطوان: يقول مطلع الموشح:

بأبي منظر اراه *** في صباحي وفي المساء

لوحة خطها الإلاه *** بتهاويل من سماء

إلى أن يقول:

مرج كيتان جنة *** زخرفتها يد القدر

نمنمتها بسندس *** ودمقس من الزهر



يتبع



صانعة النهضة 2018-02-09 12:13

رد: ماء “السكوندو” … قصة شبكة مائية تقاوم النسيان بتطوان العتيقة
 

إذا كانت مدينة تطوان المدينة القديمة كثيرة العيون والفواكه وطيبة الهواء والماء. فإن لماء اسكوندو دور كبير في ذلك ،لذالا بأس أن نتعرف على أهم القنوات والأقنية (القنا) الموجودة في المدينةوالتي ما يزال بعضها إلى اليوم .



إذ تعد الأقنية (السقايات) بتطوان جزءا من ذاكرة المدينة ، وقد كانت الأقنية (السقايات) بتطوان تتمركز بالأحياء التجارية والحرفية، أو قرب الأبواب الرئيسية للمدينة لتوفير الماء للمسافرين وعابري السبيل، وكذا الحرفيين... كما أن منها ما كان من المآثر التي أراد بها بعض الحكام تخليد أسمائهم، أما معظمها، فكان ملكا للأعيان ووجهاء المدينة لجعلها هبة.

تحتوى مدينة تطوان على مجموعة من الأقنية التى تشكل جزءا من التراث المعماري العريق من حيث النقش والزخرفة، وتؤرخ لمراحل مختلفة من تاريخ المدينة ، ومن بين هذه الأقنية:

القناة المتصلة بجدار زاوية سيدي السعيدي
يتبع



صانعة النهضة 2018-02-22 21:26

رد: ماء “السكوندو” … قصة شبكة مائية تقاوم النسيان بتطوان العتيقة
 
القناالمجاور لزاوية سيدي السعيدي،

وهي من الأقنية الجميلة وتقع في السلوقية الحاملة لنفس الإسم،
وهي قريبة من دار مدينة.
وهذه
القنا تحمل كتابة، هذا نصها:
"الحمد لله، أمر بتجديد هذه الساقية المباركة المجاهد البركة... عبد الله، وفقه الله عام أربعة وثلاثين وألف."
وكان ذلك في عهد الباشا أحمد بن علي بن عبد الله الحمامي الريفي، الذي حكم
تطوان بين سنتي 1713 و1727، ثم حكم في مرحلة ثانية إلى سنة 1743.

والماء الذي يأتي من هذه
القنا من فيض ماء بدار مْدينة المعروفة، وقد وضع بجوارها حوض جعل خصيصا لتشرب منه القطط.





الساعة الآن 21:29

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd