منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى علوم التربية وعلم النفس التربوي (https://www.profvb.com/vb/f208.html)
-   -   مشاعر الأطفال… خفايا وحلول (https://www.profvb.com/vb/t179885.html)

صانعة النهضة 2018-01-28 23:23

مشاعر الأطفال… خفايا وحلول
 

مشاعر الأطفال… خفايا وحلول – 1


المرأة العجيبة

  • الولد: ماما لا أريد الذهاب إلى المدرسة
  • الام: لماذا؟
  • الولد: لأنني تعبان ولا استطيع المشي!!
  • الام: لكنك لعبت بالامس كثيرا ولم يبد عليك التعب.
  • الولد: لا أريد الذهاب.
  • الام: يجب عليك الذهاب (بصوت حاد).
  • الولد: اشعر بأنني مريض (مع صراخ).
  • الام: لا لست مريضا وسوف تقوم الآن من فراشك!!

يواجه الآباء مثل هذه المواقف بشكل يومي من غير إدراك لدورهم الفعال في تعزيز او تثبيط مشاعر أبنائهم ولكن اين الخلل؟


في الواقع، نريد كآباء ان
– نربط بين سلوك ابنائنا ومشاعرهم بحيث يكون سلوكهم متوافقا مع مشاعرهم.


– يعبر أبناؤنا عن مشاعرهم باسلوب مقبول اجتماعيا.
يبقى السؤال هنا: اين الخلل؟

لا يعلم الآباء ان الرفض الدائم لمشاعر اطفالهم، مهما كانت سخيفة في وجهة نظرهم، قد يؤدي بالأطفال إلى تجاهل مشاعرهم مع الأيام و يزرع فيهم عدم الثقة في ذواتهم.


قد يظن الواحد فينا انه غير معني بهذا الامر وانه يراعي مشاعر أطفاله بصورة ممتازة لكن الواقع قد يكون غير ذلك!


في هذه السلسة من المقالات، سوف أحاول عرض بعض الاساليب النفسية والتربوية والتي من شانها الارتقاء بمشاعر اطفالنا ومن ثم التعبير عندها بطريقة مناسبة.

لكن قبل الشروع في ذلك، يجب التنبيه على مبدأ مهم في علم النفس والذي يعتبر المفتاح السحري لكثير من التحديات التربوية المعاصرة إلا وهو المرآة البشرية.


المرأة العجيبة

https://lh4.googleusercontent.com/-s...7%252520AM.jpg


نجد في الصورة السابقة ان تصرفات أبنائنا ما هي إلا إعادة وتقليد لتصرفاتنا الخاصة. فهذا الطفل الرضيع مندهش من تقليد أبويه له حتى علق بالنهاية أن أبويه لديهم القابلية للتعلم منه وليس العكس!


لذلك وقبل الشروع في أساليب فهم مشاعر الأطفال، لابد لنا كآباء ان نعي ان سلوك أطفالنا ما هو إلا صورة عن سلوكنا الشخصي. ومثال ذلك:



في هذا الموقف، طلبت من ابنتي بحزم ان تعطيني الايباد بعد عدة محاولات يائسة!!
المدهش بالأمر ان ابنتي أفنان كررت نفس هذا الأسلوب عندما عجزت ان تقنع دانية لأخذ قطعة الشوكولاته الخاصة بها!!
لذلك، قد يلجأ الطفل إلى تقليد سلوك من حوله:
  • عندما يعجز عن التعامل مع موقف حالي.
  • عندما يريد استكشاف أساليب جديدة من حوله.
  • عندما يثق بشخص معين فهو يقلده حبا له.

نعم، قد لا يعلم كثير من الآباء ان اطفالهم يقلدون سلوكهم بعض النظر عن كونه صحيح أم لا. وقد يتمادى الأطفال في ذلك التقليد إلى تعميمه في مواقف كثيرة.
إذا لابد لنا كآباء ان نستفيد من هذا التقليد وان نعتبره طبقا من ذهب!
لا بد لنا ان نكون فطنين في طريقة توجيه سلوك أطفالنا لأنهم وفي نهاية المطاف سوف يقومون بتقليد كثير من سلوكياتنا الخاصة معهم وسوف يسقطونها في المدرسة وفي الملعب وعند الاهل والأقارب

نصيحتي هي

“اصلح سلوكك مع طفلك يصلح سلوك طفلك مع غيرك“
كيف نستفيد من المرآة العجيبة


كيف نستفيد من المرأة العجيبة



هناك 4 عوامل يستطيع الآباء من خلالها الاستفادة القصوى من تقليد الاطفال.



العامل الأولى: وعي الآباء لتصرفاتهم الذاتية أمام الاطفال



عند اكتشافي لتقليد ابنتي لسلوكي في الموقف قبل السابق، اصبح لدي وعي أكثر حول تصرفاتي نحو مشاعرها.
لذلك قررت ان أغير سلوكي في هذا الموقف وذلك باستخدام أسلوب يتسم بصرامة اقل والنتيجة كانت استخدام ابنتي لسلوك افضل مع قريبتها!!!



نصيحتي هي



“ان وعينا وإدراكنا لسلوكنا الخاص (قبل ان نضع اللوم على سلوك أبنائنا) سوف يساعدنا على تحسين سلوك أبنائنا مع الغير.”
لكن السؤال هنا: هل يكفي الوعي بمشاعرهم؟
الإجابة قطعا: لا….
العامل الثاني: السلوك = العمر



يتبع




صانعة النهضة 2018-01-28 23:36

رد: مشاعر الأطفال… خفايا وحلول
 
العامل الثاني: السلوك = العمر



بينما كنت صارما مع ابنتي في طلب الايباد في الموقف الأول ثم تداركت سلوكي فاصبحت أكثر لطفا في الموقف الثاني، إلا أنني لم اصل بعد الى الدرجة الأفضل التي تحقق لي الحصول على الايباد و زرع قيمة فاضلة في سلوك ابنتي.

سالت نفسي: هل من المناسب ان أكلم ابنتي وانا واقف ومشير بيدي حتى لو غيرت من حدة كلامي؟
قد تظن افنان وهي بهذا السن أنني مهما غيرت من طريقة كلامي إلا ان عبارات جسدي مازالت صارمة مما يؤدي الى خوفها مني أو عنادها المستمر!!.
بينما وفي نفس الموقف، قد يفهم المراهق عبارات جسدي على انها مدعاة للتحدي واثبات الذات!!.

ما أريد الوصول اليه هو انه لا يكفينا ان نعي سلوكنا فقط، بل يجب على سلوكنا ان يتوافق مع:

١-عمر أطفالنا، ٢- جنس اطفالنا، ٣-خصوصية أطفالنا.



نصيحتي لك

“حدث العاقل بما يعقل والطفل بما يفهم“
العامل الثالث: CCTV

في عام 2006 تم تصنيف بريطانيا كأكثر دولة غربية تحتوي على كاميرات مراقبة (حوالي 4 ملايين كاميرا).


الغريب في الأمر أنني اكتشفت ان في بيتي كاميرا قد تفوق كاميرات بريطانيا العظمى!!! فهي تسجل كل خطوك وحركة وحتى أحيانا تقرا تصرفاتي قبل ان اهم بفعلها!


اكتشفت في الصورة العفوية السابقة ان افنان منشغلة بمراقبتي من الخلف من دون ان اعلم ولا ادري الهدف من تلك الجلسة هل هو اللعب ام المراقبة المكثفة عن قرب !


نعم، ان الاطفال لديهم ميل لان يراقبوا تصرفاتنا حتى لو لم يكونوا معنيين بذلك. نراهم تارة يقلدون عاداتنا اليومية وتارة يقلدون افعالنا اللحظية وذلك من غير علمنا طبعا!

ان أطفالنا يختلفون عن الكاميرات الرقمية في كونهم لا يجمعون الصور فقط بل يحللونها ويفسرونها وفقا لفهمهم الخاص.

لكن الجميل في هذا الأمر انه عندما نصدُق في جميع تصرفاتنا، فان ذلك سوف ينعكس وبشكل إيجابي على سلوك أبنائنا.




نصيحتي لك

“اجعل وجود أبنائك من حولك (CCTV) سببا للارتقاء بذاتك. وكما يقول المثل الكويتي: لا تبوق.. لا تخاف..”




العامل الرابع: لست وحدك!

صانعة النهضة 2018-01-28 23:40

رد: مشاعر الأطفال… خفايا وحلول
 
العامل الرابع: لست وحدك!



بابا متى عيد ميلادي؟ كل صديقاتي عملوا حفلة… انا متى حفلتي؟

سمعت هذه الجملة من ابنتي افنان عشرات المرات عندما كانت تأتي من المدرسة أو من زيارة الاهل. أصبحت إقامة مثل هذا النوع من الحفلات مرآة في مجتمعنا الخليجي ويتمنى أطفالنا بطبيعة الحال تجربتها.

بغض النظر عن الرأي الشرعي في إقامة عيد الميلاد (وهو الأصل طبعا)، إلا أنني رفضت إقامة هذا النوع من الحفلات لسببين رئيسيين:
(١)- ما الإنجاز الذي فعلته ابنتي حتى تستحق عمل حفلة لها؟ هل حازت على الامتياز في المدرسة ام احسنت من تصرفها مع باقي الاطفال؟ ام……
(٢)- ما القيمة والهدف من عمل هذه الحفلات؟ هل هو لتعزيز ثقتها بنفسها ام تحفيزها وتشجيعها لعمل أمر ما؟ ام….

في مقابل ذلك، لا أريد لابنتي ان تشعر ان الآخرين افضل منها وانهم يقيمون حفلات وهي لا تقوم بذلك؟


فكرت كثيرا: كيف استفيد من الموقف السابق؟ هل هناك بدائل عن هذا النوع من الحفلات؟ وكان الجواب هو أنني لست وحدي بل يمكنني الاستفادة من هذه المرآة الاجتماعية وتحويلها لمرآة تناسبني!!

قامت زوجتي مشكورة واقترحت علي إقامة حفلة ولكنها من نوع آخر!

وعدت زوجتي ابنتها بان تقيم لها حفلة وان تجعلها أميرة الحفلة



وان تلبسها تاج الأميرات https://s0.wp.com/wp-content/mu-plug.../svg/1f451.svg وان تذهب للكوافير ولكن بعد ان تتم حفظ بعض سور القران!!

لكم ان تتصوروا كم كانت سريعة في حفظ تلك السور القصار من جزء عم وقالت لي بعدها: بابا حفظت القران. ممكن تسويلي حفلة الآن؟

الصورة السابقة هي صورة الأميرة افنان أثناء حفلة حفظ القران. لقد زرعت افنان في نفوس صديقاتها وأهلها مرآة جديدة وهي ان من يحفظ القران يستحق ان تكون له حفلة


نصيحتي لك


“لاتظن انك الوحيد الذي يقدر على تعديل سلوك ابنك بل استفد من العالم الذي حولك وحوله لصالحك”




العامل الخامس: آلة الزمن

يتبع

صانعة النهضة 2018-01-28 23:44

رد: مشاعر الأطفال… خفايا وحلول
 
العامل الخامس: آلة الزمن

كانت من أجمل لحظات ابنتي خلال دراستي في المملكة المتحدة هو الذهاب الى الحديقة مع الكثير من التوست للحَمَام https://s0.wp.com/wp-content/mu-plug.../svg/1f426.svg وأنواع الحبوب للسناجب




ما تعلمناه هو ان الحَمَام سهل المنال وبإمكان أي شخص ان يجذب انتباههم.
في مقابل ذلك، كانت افنان تواجه الأمرين حتى استطاعت بالنهاية الفوز ببعض اللقيمات من فم السنجاب



كذلك الاطفال، انهم بحاجة الى وقت وجهد حتى يقوموا بتقليد سلوكنا الإيجابي.
ان العوامل الأربعة الأولى في غاية الأهمية لكنها لا تكفي لتعزيز المرآة العجيبة. ان الوقت والجهد عامل مهم في صقل هذه المرآة.
نصيحتي لك

“حتى تحصل على الاستفادة القصوى من المرآة العجيبة، اصبر ثم اصبر ثم اصبر“

الطريقة الأولى لفهم مشاعر الأطفال.
يتبع


صانعة النهضة 2018-01-28 23:47

رد: مشاعر الأطفال… خفايا وحلول
 

مشاعر الأطفال … خفايا وحلول 2







مهما اختلف الأطفال في التعبير عن مشاعرهم، لابد وأن هناك قواسم مشتركة ومفاتيح عامة تجمع بين مشاعرهم كما في هذه الصورة.
بعد قراءات مطولة حول مشاعر الأطفال، توصلت إلى تصور مكتمل حول هذا المفهوم. ومن أجمل ما قرأت حول هذا المفهوم هو ما كتبته كل من Adele Faber & Elaine Mazlish. سوف أحاول أن أضع بين أيديكم خلاصة ما توصلوا إليه من دراسات تربوية ونفسية إضافة إلى زياداتي ولمساتي الخاصة.
تقترح الباحثتان 4 مفاتيح لفهم مشاعر الأطفال. سوف أتناول في هذه المقالة المفتاح الأول مع تقديم الكثير من الأمثلة الواقعية.

نصيحتي قبل البدء في ذكر المفتاح الأول:
لا تنس هذه المعادلة:



(١) فهمك الصحيح لمشاعر طفلك = سلوكك الصحيح تجاهه.
(٢) فهم طفلك الصحيح لمشاعره الخاصة = سلوك صحيح ومقبول اجتماعيا.

https://psycurve.files.wordpress.com...pg?w=310&h=310


إن أول خطوة صحيحة لفهم مشاعر أطفالنا هي كيفية استقبالنا لهذه المشاعر.
تخيل ان طفلك على الهواء مباشرة (ON AIR): كيف ستكون ردة فعلك عندما يسألك على الهواء وأمام الناس عن أمر ما؟ بالتأكيد سوف تكون في قمة الإنصات العقلي قبل الجسدي!!https://psycurve.files.wordpress.com....gif?w=32&h=32
هذا بالضبط ما أريده. كثير من الكتب قد تطرقت لفن الإنصات الجسدي ولكنني سوف أتطرق لفن الإنصات العقلي وذلك خلال 9 مواقف قد لا تخرج عنها تصرفاتنا اليومية مع أبنائنا.
ليس هناك موقف صحيح 100% أو موقف خاطىء 100% بل هي فرصة لك لتوسعة إدراكك العقلي خلال تعاملك مع ابنك لتفهم مشاعره بطريقة افضل.
سوف اختم هذه المواقف بالأسلوب الذي أظنه الأكثر فاعلية لفهم مشاعر الأطفال.

نصيحتي لك

“حدد نمطك في المواقف التالية ثم تعرف إلى الأنماط الأخرى فقد تكون أكثر فاعلية لفهم مشاعر طفلك من نمطك المعتاد”


الموقف الأول: رفض المشاعر

https://psycurve.files.wordpress.com...pg?w=310&h=310


الجو حار جداً وانا متأخر عن جمعة الاهل! وزاد الطين بلة أن سلمان لا يريد دخول المنزل والسبب عدم رغبته في السلام على الأهل!
مع كل هذه الضغوط علي شخصيا، كان أول ردة فعل مني هو رفض مشاعر سلمان الغير منطقية في هذا الجو الحار لأنه كان يسلم على الأهل في كل وقت ومن غير حياء!
قمت بالبحث عن السبب الخفي وراء سلوك سلمان فعرفت انه متعب لكنه لم يستطع ان يقول ذلك، فقال لي: استحي!!

نصيحتي لك

“قد نقوم برفض مشاعر اطفالنا أحيانا وقد يكون موقفنا صحيحا أو أننا مجبرون على ذلك، لكن يجب ان لا يكن هذا هو حلنا الأساسي عند التعامل مع مشاعر أطفالنا الغير منطقية. ابحث دائماً عن السبب الخفي وراء سلوك طفلك وسوف تعرف كيفية التعامل معه آنذاك”


الموقف الثاني: اللوم

يتبع



الساعة الآن 15:43

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd