منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى المواضيع العامة (https://www.profvb.com/vb/f368.html)
-   -   عيد الميلاد طقس للإستهلاك (https://www.profvb.com/vb/t179663.html)

صانعة النهضة 2017-12-31 17:43

عيد الميلاد طقس للإستهلاك
 


عيد الميلاد طقس للإستهلاك










نحن في نهاية شهر ديسمبر، المُدن والعواصم العالمية تعيش أياماً صاخبة وليالٍ ملوّنة بأضواء تزيّن الشوارع والمنازل، والثلوج المتساقطة تُضفي اللمسة الأخيرة على المشهد. إنه "عيد ميلاد المسيح".




في الواقع، يمتدّ هذا المشهد إلى مُدن أخرى أصغر حجماً من تلك المُدن العالمية، مُتجاوزاً بذلك حُدود الكنسية الكاثوليكية ونظيراتها، لكي يصبح عادةً وتقليداً مُجتمعياً لا يرتبط بالأصول الدينية والعقائدية أكثر من ارتباطه بالمبادئ التجارية الرأسمالية .




عرفنا مناسبة "الكريسماس" عندما كنا نجلس أمام شاشات التلفزيون لمتابعة أفلام الكرتون المفضّلة، ولعلّ أهم ما بقي معلّقاً على جدار الذاكرة هوَ قصّة بائعة الكبريت، تلك الفتاة النحيلة التي تحمل أعواد الثقاب والثلج يتساقط فوق جسدها المرتجف برداً على طول الطريق وهي تردّد:
"كبريتٌ .. كبريتٌ.. من يشتري مني كبريتاً؟"
والناس يسيرون في كلّ الاتجاهات ويقِفون عندَ أبواب المحلات التجارية التي تظهر عبر زُجاجها اللامع أضواء مصابيح تزيّن أشجار الميلاد الخضراء، وقطع الحلوى والشوكولا بأثمنة باهضة، لا مُبالين بها يدخلون بيوتهم في آخر الليل وتنام هي على الرّصيف .



تطوّر ذلك المشهد كثيراً في أذهاننا ولكنه لم يتغيّر في الواقع، لدينا المحلات التجارية نفسها لكن بحجم أكبر، وتلك الهُوّة العميقة بين أولئك الذين يدخلون لشراء أشجار الميلاد بمبالغ خيالية وأولئك النائمين على الأرصفة زادت اتّساعاً. يعتبر عيد الميلاد المناسبة الأولى من حيث إنفاق الأموال في العالم، حيث يصرف الأمريكيون تقريباً 40 مليار دولار في هذه الفترة الزمنية القصيرة فقط على الهدايا التي يقدّمونها للآخرين، كما تقوم البنوك بعرض المزيد من الأوراق المالية لتسهيل عملية الاستهلاك على عملائها.


في الدّول الإسلامية أيضاً يعتبر الكريسماس موسم تسوّق ضخم تستغله الأسواق الكبرى في رفع قيمة مبيعاتها. ولعلّ غياب ثقافة الاستهلاك الذكية عامل مؤثّر في نجاح هذه السياسة التّسويقية .
ورغم أنها مناسبة دينية مسيحية إلا أن المحتفلين بها هم من المسلمين واللادينيين أيضاً، وهُنا يبدو مذهلاً كيف تنسى الطوائف خلافاتها العقائدية لأنه أصبح يجمعها دينٌ موحّد هو :الاستهلاك .



لقد أكّد الباحث الاقتصاديJoel Waldfogel صاحب كتاب "استبداد الأسواق" أن شراء الهدايا في عيد الميلاد كلّف الولايات المتحدة وحدها خسارة اقتصادية قيمتها 4 مليار دولار سنة 2001، ويعود ذلك للتبذير في الإنفاق حسب نظرية الاقتصاد الجزئي، ناهيك عن مشاكل الفوضى وقطع عشرات الملايين من الأشجار كلّ عام بهدف بيعها كَديكور، ولذلك فإن الأمور ليست كما تبدو عليه دائماً.



حاولت البحث باللّغات الثلاثة عن أرقام واضحة تعرض قيمة الأموال التي تُصرف في أسواقنا التجارية في هذه الفترة، لكن يبدو أن وزاراتنا منشغلة بأمور أكثر جدوى من توفير وإطلاع المواطنين على بعض قواعد البيانات والأرقام السّخيفة التي تخصّ الشركات التي تصنع أرباحها من جيوبهم.



إنّ ما يُبنى على باطل يسقُط بالباطل نفسه في النهاية، وما أشبه ذلك بحديث الرّسول (ص) حين يقول:



"حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ".




عبد الفتاح عالمي

كوردية 2018-01-02 19:00

رد: عيد الميلاد طقس للإستهلاك
 
شكرا على جهودك غاليتي 'صانعة النهضة ..
بالتأكيد ان الاحتفال ليس من شعائر ديننا ' وانا ارى في هذه المناسبة بالذات ' بأن المسلم يجد نفسه فجأة وسط تناقضات 'فهو من جهة بين سنته الجديدة التي يستخدمها في جميع معاملاته و تعاملاته الدراسية و التجارية والشخصية ' فكل اعماله مربوطة بذاك التقويم ''' إلا بعض الشعائر الدينية '''و من جهة بين تحليل وتحريم هذه الاحتفالية ' حتى ان هناك من يرى ان الاحتفال بعيد المولد النبوي 'بدعة وتراه في هذه المناسبة ( العام الجديد) من أوائل المحتفلين !
فيا حبذا لو واجه كل محتفل مسلم ' وحتى غير المسلم نفسه : ما المغزى من احتفالي ؟
وهل ياترى كنت على الطريق الصح في العام الماضي ؟|
وهل علي ان امضي العام القادم على نفس المنوال ؟
على الانسان ولا سيما المسلم ان يخطط لقادمه بكل جدية واصرار
وان يكون خطاه واثقة و اهدافه راسخة و رؤياه واضحة

وان يعي بأن العام الجديد يعني فرص سانحة أخرى
تحياتي

صانعة النهضة 2018-01-12 13:50

رد: عيد الميلاد طقس للإستهلاك
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوردية (المشاركة 954555)
شكرا على جهودك غاليتي 'صانعة النهضة ..
بالتأكيد ان الاحتفال ليس من شعائر ديننا ' وانا ارى في هذه المناسبة بالذات ' بأن المسلم يجد نفسه فجأة وسط تناقضات 'فهو من جهة بين سنته الجديدة التي يستخدمها في جميع معاملاته و تعاملاته الدراسية و التجارية والشخصية ' فكل اعماله مربوطة بذاك التقويم ''' إلا بعض الشعائر الدينية '''و من جهة بين تحليل وتحريم هذه الاحتفالية ' حتى ان هناك من يرى ان الاحتفال بعيد المولد النبوي 'بدعة وتراه في هذه المناسبة ( العام الجديد) من أوائل المحتفلين !
فيا حبذا لو واجه كل محتفل مسلم ' وحتى غير المسلم نفسه : ما المغزى من احتفالي ؟
وهل ياترى كنت على الطريق الصح في العام الماضي ؟|
وهل علي ان امضي العام القادم على نفس المنوال ؟
على الانسان ولا سيما المسلم ان يخطط لقادمه بكل جدية واصرار
وان يكون خطاه واثقة و اهدافه راسخة و رؤياه واضحة

وان يعي بأن العام الجديد يعني فرص سانحة أخرى
تحياتي


بوركت غاليتي كوردية على البصمة الراقية كعادة بصماتك
حقا المسلم اليوم في أمس الحاجة إلى استغلال مثل هذه الأحداث للتخطيط والتنظيم وإلوقوف مع الذات لمحاسبتها وتوجيهها للوجهة السليمة

لا تطيلي الغياب
فهناك من ينتظر حرفك من الأحباب






الساعة الآن 04:31

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd