2017-12-18, 16:41
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: ممارسة الطفل الرياضة تحسن مستواه الدراسي | النشاط البدني و أثره على التعلم
by Dr.Dherar Faris كلّ منا يذكر التمارين البدنية الصباحية في المدرسة وأثرها في تحسين المزاج للدخول الى الحصة الصفية و التهيؤ لإستقبال و استيعاب المعلومة بشكل سليم. فهل عشت تجربة تعليمية خلال برنامج لنشاط بدني أو بعده؟ هل كان لهذا النشاط أثر في تحسن المزاج للدراسة او في تحسين عمليات التذكر و التركيز و الاستيعاب؟
فهل للنشاط البدني أثر في التعلم؟ هذا سؤال مهم طرحه التربويون وما زالوا يطرحونه من خلال الدراسات الإمبريقية على عينات مختلفة من الطلبة، وفي هذا المقام نسلط الضوء على أهمية النشاط البدني في نمو الطفل المعرفي، وما لهذا النشاط من أثر في تحصيل الطفل وزيادة فاعلية وظائفه المعرفية كالانتباه، الإدراك، التذكر، وحلّ المشكلات. قبل البدء بعرض بعض نتائج الدراسات حول أثر النشاط البدني على تعلم الطفل لابد من تعريف بعض المفاهيم الأساسية المرتبطة بهذا الموضوع: - التعلم، عملية نشطة و تفاعلية تحدث في السياق الثقافي و الاجتماعي للطفل فتحدث تغيراً في سلوكه وفي منظومته المعرفية و كذلك في مهاراته واستجاباته العاطفية. من خلال التعلم يمكن للطفل التأثر و التأثير في بيئته الثقافية و الاجتماعية و بالتالي في سلوكه كجزء من عملية التعلم.
- النشاط البدني، أي حركة جسدية تزيد من استهلاك الطاقة البدنية بمستوى اعلى من المستوى الاعتيادي. ويمكن اعتبارها بأنها سلوك ثقافي بيولوجي يعمل على استهلاك الطاقة البدنية في سياقات و اشكال ثقافية مختلفة. فمن خلالها يتعلم الطفل الحركة و التنقل. التمرين هو جزء فرعي من النشاط البدني ويمكن تعريفه على انه نشاط بدني مخطط له، منظم، و متكرر.
- الوظائف المعرفية، هي عمليات الإنتباه و الإدراك و التفكير للمدخلات الحسية و تنظيمها و تخزينها و توظيفها في عمليات التعلم. اما الوظائف التنفيذية هو مفهوم يشير الى تنسيق و مراقبة و تنظيم العمليات المعرفية وهي مسؤولة عن وضع الأهداف و التخطيط و تنظيم الوظائف المعرفية لتحقيق الأهداف، وهي مهام أساسية من أجل اتخاذ القرارات و حلّ المشكلات و كذلك التعلم بمفهومه العام.
في الجزء التالي، سأعرض بعض أهم نتائج الأبحاث العالمية في العلاقة بين النشاط البدني و التحصيل الدراسي، و العلاقة بين النشاط البدني و نمو الوظائف المعرفية و العقلية و التعليم. العلاقة بين النشاط البدني و التحصيل الدراسي هناك العديد من الدراسات التي استهدفت أثر النشاط البدني على التحصيل الدراسي، اكتشفت هذه الدراسات العلاقة الارتباطية الايجابية بين النشاط البدني والتحصيل الدراسي، فعلى سبيل المثال، قامت هذه الدراسات بقياس درجات الأطفال قبل وبعد إدخال برنامج لنشاط بدني (لياقة، مشي، سباحة،..) وكانت نتائج هذه الدراسات على النحو التالي: - كشفت نتائج دراسة هولر وزملائه (Hollar & el, 2010) التي أجراها على عينة من الأطفال أن ادخال نشاط بدني على برنامج تعليم الأطفال قد ساهم بشكل كبير في تحسين درجات الأطفال في مادة الرياضيات
- أجرى شيبرد (Shephard & etal,1994) دراسة طولية استمرت عامين متتاليين على عينة من الطلبة، تعرضوا لبرنامج إضافي في اللياقة البدنية، ومقارنتهم مع عينة ضابطة لم تتلقى هذا البرنامج، ومعرفة أثر ذلك على التحصيل الدراسي، وكانت أهم نتائج الدراسة أن متوسط التحصيل الدراسي للأطفال في العينة التجريبية الذين تلقوا البرنامج التدريبي البدني أعلى بشكل ملحوظ في التحصيل الدراسي مقارنة مع الطلبة في العينة الضابطة الذين لم يتلقوا دروس اضافية في اللياقة البدنية.
من نتائج الدراسات المذكورة، نجد أن لبرامج اللياقة البدنية و النشاطات البدنية بشكل عام أثرها في تحسين التحصيل الدراسي عند الأطفال. وبذلك فينبغي الأخذ بتوصيات الدراسات السابقة في هذا المجال، وإدخال نشاطات إضافية في اللياقة البدنية ضمن البرامج المدرسية لتتكامل عند الطفل هذا النمو المعرفي و الجسدي معاً. العلاقة بين النشاط البدني و الوظائف المعرفية لدى المتعلم
أظهر النشاط البدني تأثيراً ايجابياً على العمليات و الوظائف المعرفية للطفل، الذاكرة، الانتباه، العمليات المعرفية العامة، و على مهارات حلّ المشكلات. ففي أبحاث عملية قام بها متخصصون وجدوا أن زيادة النشاط البدني لدى الطفل كان له أثر ايجابي في تحسين نتائج الاختبارات وخصوصاً في الاختبارات التي تتطلب وظائف تنفيذية وتذكر عال المستوى. - كشفت نتائج دراسة هيلمان وزملائه (Hillman & et, 2009) تحسناً ملحوظاً في القراءة والإستيعاب بعد 20 دقيقة من المشي على الأقدام في الهواء الطلق.
الصورة التالية توضح النشاط الكيميائي و الوظيفي للدماغ بعد نشاط بدني. هذه الصورة أخذت بشكل مركب لأدمغة 20 طالباً تعرضوا لاختبار بعد نشاط بدني لمدة 20 دقيقة و قورنت بنفس العينة المركبة لأدمغة 20 طالباً الذين لم يتلقوا هذا النشاط البدني. يقول البروفسور هالويل (Hallowell) المتخصص بالأعصاب و التعليم، ان التمرين البدني يعمل على” زيادة تدفق الدم الى الدماغ و بالتالي تحفيز مركبات كيميائية تساعد في تغذية و نمو الخلايا العصبية التي تجعل الدماغ يعمل بأقصى طاقته” و يضيف أن ” التمرين الرياضي هو أجمل هدية يمكن ان تقدم الى الأطفال و المتعلمين الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه Attention Deficit Disorder “(4) هذه نتاجات علمية و خبرات عالمية في أثر النشاط البدني على التعلم وعلى الوظائف المعرفية و العقلية للطفل. وبما اننا اليوم أمام مشكلة تربوية و تعليمية حقيقية لعدد كبير من أطفال المرحلة الأساسية الأولى و ما تعانيه هذه الفئة من مشكلات في القراءة و الكتابة و الحساب، أجد لتبني هذه النشاطات و تنظيم البرامج التدريبية البدنية لهذه الفئة من الأطفال أثر في تحسين و تجويد عملية تعلمهم مستفيدين من هذه التجارب و الأبحاث العالمية في هذا الحقل. هذه التوصية ليست مقدمة للمدرسة فحسب، بل لكل المهتمين في قضايا التربية و التعليم. مثال، كثير ما نشاهد جلسات تعليمية من الأمهات لأطفالهن يغلب على هذه الجلسات توتر و صراخ من قبل الأم تجاه ابنها لعدم استجابته المطلوبة للتعلم و هو توتر محمود. لكن ماذا لو خصصت له برنامجا منظماً للمشي ثم تجلس معه للدراسة و ترى أثر ذلك في تعلم الطفل و تقدمه. المراجع: - Hollar D, Messiah SE, Lopez-Mitnik G, Hollar TL, Almon M, Agatston AS (2010). Effect of a two-year obesity prevention intervention on percentile changes in body mass index and academic performance in low-income elementary school children. American Journal of Public Health.100(4):646.
- Shephard RJ, Lavallee H, Volle M, La Barre R, C B (1994). Academic skills and required physical education: The Trois Rivieres Experience. Canadian Association for Health, Physical Education, and Recreation Research Supplements. 1(1):1-12.
- Hillman CH, Pontifex MB, Raine LB, Castelli DM, Hall EE, Kramer AF (2009). The effect of acute treadmill walking on cognitive control and academic achievement in preadolescent children. Neuroscience. 159(3):1044-1054
- http://www.additudemag.com/adhd/article/936.html
| التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |