الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > مدرسة القرآن والسنة > تفسير



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2017-08-20, 16:10 رقم المشاركة : 1
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي تفسير سورة الشورى



* تفسير صفوة التفاسير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق

{ حـمۤ } * { عۤسۤقۤ } * { كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ } * { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } * { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ٱلسَّعِيرِ } * { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ٱللَّهِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } * { فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } * { لَهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ٱللَّهُ يَجْتَبِيۤ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } * { وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } * { فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } * { وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } * { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }

اللغَة:

{ يتفطَّرنْ } يتشققن، والفطور: الشقوق ومنه
{*هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ*}
[الملك: 3] { فاطر } خالد ومبدع ومخترع { يَوْمَ ٱلْجَمْعِ } يوم القيامة لاجتماع الخلائق فيه { أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } مكة المكرمة { يَذْرَؤُكُمْ } ينشئكم ويكثِّركم { مَقَالِيدُ } مفاتيح جمع إقليد على غير قياس { شَرَعَ } بيَّن وسنَّ وأوضح { كَبُرَ } عظم وشقَّ { يُنِيبُ } يرجع ويتوب من ذنبه { مُرِيبٍ } موقع في الريبة والقلق { دَاحِضَةٌ } باطلة وزائلة يقال: دحضت حجته أي بطلت، ودَحضت رجله أي زلقت.

التفسِير:
{ حـمۤ * عۤسۤقۤ } الحروف المقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن، وإثارة انتباه الإِنسان بحروف أولية، وبدءٍ غير مألوف { كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } أي مثل ما أوحى إليك ربك يا محمد هذا القرآن، أوحى إلى الرسل من قبلك في الكتب المنزلة، اللهُ العزيز في ملكه، الحكيم في صنعه { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } أي له ما في الكون ملكاً وخلقاً وعبيداً { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ } أي هو المتعالي فوق خلقه، المنفرد بالكبرياء والعظمة { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ } أي تكاد السماواتُ يتشققن من عظمة الله وجلاله، ومن شناعة ما يقوله المشركون من اتخاذ الله الولد { وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } أي والملائكةُ الأبرار دائبون في تسبيح الله، ينزهونه عما لا يليق به { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ } أي ويطلبون المغفرة لذنوب من في الأرض من المؤمنين قال في التسهيل: والآية عمومٌ يراد به الخصوص لأن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين من أهل الأرض، فهي كقوله تعالى
{*وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ*}
[غافر: 7] { أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } أي ألاَ فانتبهوا أيها القوم إن الله هو الغفور لذنوب عباده، الرحيم بها حيث لا يعاجلهم بالعقوبة مع كفرهم وعصيانهم قال القرطبي: هيَّب وعظَّم جل وعلا في الابتداء، وألطف وبشَّر في الانتهاء { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } أي جعلوا له شركاء وأنداداً { ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ } أي اللهُ تعالى رقيبٌ على أحوالهم وأعمالهم، لا يفوته منها شيءٌ، وهو محاسبُهم عليها { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } أي وما أنت يا محمد بموكَّل على أعمالهم حتى تقسرهم على الإِيمان، إنما أنت منذرٌ فحسب { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً } أي وكما أوحينا إلى الرسل قبلك أوحينا إليك يا محمد قرآناً عربياً معجزاً، بلسان العرب لا لبس فيه ولا غموض { لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا } أي لتنذر بهذا القرآن أهل مكة ومن حولها من البلدان قال الإِمام الفخر: وأمُّ القُرى أصلُ القرى وهي مكة، وسميت بهذا الاسم إجلالاً لها، لأن فيها البيت ومقام إبراهيم، والعربُ تسمي أصلُ كل شيءٍ أُمه، حتى يقال: هذه القصيدة من أمهات قصائد فلان { وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ } أي وتخوّف الناس ذلك اليوم الرهيب، يوم اجتماع الخلائق للحساب في صعيدٍ واحد { لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي لا شك في وقوعه، ولا محالة من حدوثه { فَرِيقٌ فِي ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ٱلسَّعِيرِ } أي فريقٌ منهم في جنات النعيم وهو المؤمنون، وفريق منهم في دركات الجحيم وهم الكافرون، حيث ينقسمون بعد الحساب إلى أشقياء وسعداء كقوله تعالى {*فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ*}
[هود: 105] { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } أي لو شاء الله لجعل الناس كلهم مهتدين، أهل دينٍ واحدٍ وملةٍ واحدة وهي الإِسلام قال الضحاك: أهل دينٍ واحد، أهل ضلالةٍ أو أهل هُدى { وَلَـٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ } أي ولكنَّه تعالى حكيمٌ لا يفعل إلاَّ ما فيه المصلحة، فمن علم منه اختيار الهدى يهديه فيدخله بذلك في جنته، ومن علم منه اختيار الضلال يضلُّه فيدخله بذلك السعير ولهذا قال { وَٱلظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } أي والكافرون ليس لهم وليٌّ يتولاهم يوم القيامة، ولا نصيرٌ ينصرهم من عذاب الله قال أبو حيان: والآية تسليةٌ للرسول صلى الله عليه وسلم عمَّا كان يقاسيه من كفر قومه، وتوقيفٌ على أنَّ ذلك راجعٌ إلى مشيئته جل وعلا، ولكنْ من سبقت له السعادة أدخله في رحمته يعني دين الإِسلام { أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } استفهامٌ على سبيل الإِنكار أي بل اتخذ المشركون من دون الله آلهة، يستعينون بهم، ويطلبون نصرهم وشفاعتهم؟ { فَٱللَّهُ هُوَ ٱلْوَلِيُّ } أي فاللهُ وحده هو الوليُّ الحقُّ، الناصرُ للمؤمنين، لا وليَّ سواه { وَهُوَ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } أي هو تعالى القادر على إحياء الموتى، لا تلك الأصنام التي لا تضر ولا تنفع { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي لا يعجزه شيء فهو الحقيق بأن يُتخذ ولياً دون من سواه { وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ٱللَّهِ } أي وما اختلفتم فيه أيها المؤمنون من شيء من أمر الدنيا أو الدين، فالحكم فيه إلا الله جل وعلا، هو الحاكم فيه بكتابه أو بسنة نبيه عليه السلام { ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي } أي الموصوف بهذه الصفات هو ربي وحده، وَليِّي ومالك أمري قال القرطبي: وفيه إضمارٌ أي قل لهم يا محمد: ذلكم الذي يُحيي الموتى، ويحكم بين المختلفين هو ربّي { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } أي عليه وحده اعتمدت في جميع أموري { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } أي وإِليه وحده أرجع في كل ما يعرض عليَّ من مشكلاتٍ ومعضلات، لا إلى أحدٍ سواه قال الرازي: والعبارة تفيد الحصر أي لا أتوكل إلا عليه، ولا أنيب إلا إليه، وهو إشارة إلى تزييف طريقة من اتخذ غير الله ولياً.. ثم بيَّن تعالى صفاته الجليلة القدسية، التي هي من آثار ومظاهر الربوبية فقال { فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي هو جل وعلا خالقهما ومبدعهما على غير مثالٍ سابق { جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً } أي أوجد لكم بقدرته من جنسكم نساءً من الآدميات { وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً } أي وخلق لكم كذلك من الإِبل والبقر والضأن والمعز أصنافاً، ذكوراً وإِناثاً { يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ } أي يكثّركم بسببه بالتوالد، ولولا أنه خلق الذكر والأثنى لما كان ثَمة تناسلٌ ولا توالدٌ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } أي ليس له تعالى مثيلٌ ولا نظير، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فهو الواحد الأحد، الفردُ الصمد والغرضُ: تنزيهُ الله تعالى عن مشابهة المخلوقين، والكاف هنا لتأكيد النفي أي ليس مثله شيءٌ، قال ابن قتيبة: العربُ تقيم المثل مقام النفس فتقول: مثلي لا يُقال له هذا أي أنا لا يُقال لي هذا، ومعنى الآية ليس كالله جل وعلا شيءٌ وقال القرطبي: والذي يُعتقد في هذا الباب أن الله - جلَّ اسمُه - في عظمته وكبريائه، وملوكته وحُسنى أسمائه، لا يشبه شيئاً من مخلوقاته، ولا يُشبَّه به أحد، وما أطلقه الشرع على الخالق والمخلوق فلا تشابه بينهما في المعنى الحقيقي، إذْ صفاتُ القديم - عزَّ وجلَّ - بخلاف صفات المخلوق، وإذْ صفاتُهم لا تنفك عن الأعراض والأغراض، وهو تعالى منزَّه عن ذلك، وقد قال بعض المحققين: التوحيدُ إثباتُ ذاتٍ غير مشبهةٍ للذوات، ولا معطَّلة من الصفات، وزاد الواسطيُّ فقال: ليس كذاته ذات، ولا كاسمه اسم، ولا كفعله فعل، وهذا مذهب أهل الحق، أهل السنة والجماعة { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } أي وهو تعالى السميع لأقوال العباد، البصير بأفعالهم { لَهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي بيده جل وعلا مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وسائر الحاجات { يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ } أي يوسِّعُ الرزق على من يشاء، ويضيّق على من يشاء، حسب الحكمة الإِلهية { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } تعليل لما سبق أي لأن علمه تعالى محيط بكل الأشياء، فهو واسع العلم، يعلم إِذا كان الغنى خيراً للعبد أو الفقر { شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } أي سنَّ وبيَّن لكم أيها المؤمنون من الشريعة السمحة والدين الحنيف، ما وصَّى به الرسل، وأرباب الشرائع من مشاهير الأنبياء، كنوح ومحمد عليه السلام { وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ } أي وما أمرنا به بطريق الإِلزام إبراهيم وموسى وعيسى من أصول الشرائع والأحكام قال الصاوي: خصَّ هؤلاء بالذكر لأنهم أكابر الأنبياء، وأولوا العزم، وأصحاب الشرائع المعظمة، فلكل واحد من هؤلاء الرسل شرعٌ جديد، وأمَّا من عداهم، فإِنما كان يبعث بتبليغ شرع من قبله، ولم يزل الأمر يتأكد بالرسل، ويتناصر بالأنبياء، واحداً بعد واحد، وشريعةً إثر شريعة، حتى ختمها الله بخير الملل، ملةِ أكرم الرسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فتبيَّن أن شرعنا - معشَر الأمة المحمدية - قد جمع جميع الشرائع المتقدمة في أصول الاعتقادات، وأصول الأحكام ولهذا قال تعالى { أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ } أي وصيناهم بأن أقيموا الدين الحق - دين الإِسلام - الذي هو توحيدُ الله وطاعتُه، والإِيمان بكتبه ورسله، وبالبعث والجزاء قال القرطبي: المراد اجعلوا الدين قائماً مستمراً محفوظاً من غير خلافٍ فيه ولا اضطراب، في الأصول التي لا تختلف فيها الشريعة وهي: التوحيد، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وغيرها، فهذا كله مشروعاً ديناً واحداً وملة متحدة.
{ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } أي عظُم وشقَّ على الكفار ما تدعوهم إليه من عبادة الله، وتوحيد الواحد القهار { ٱللَّهُ يَجْتَبِيۤ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } أي اللهُ يصطفي ويختار للإِيمان والتوحيد من يشاء من عباده، ويهدي إلى دينه الحق من يرجع إلى طاعته، فيوفقه له ويقربه إليه رحمةً وإِكراماً { وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } أي وما تفرَّق أهل الأديان المختلفة من اليهود والنصارى وغيرهم إلاّ من بعد ما قامت عليهم الحجج والبراهين من النبي المرسل إليهم { بَغْياً بَيْنَهُمْ } أي ظلماً وتعدياً، وحسداً وعناداً { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي ولولا أن الله قضى بتأخير العذاب عنهم إلى يوم القيامة { لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ } أي لعجَّل لهم العقوبة في الدنيا سريعاً باستئصالهم قال ابن كثير: أي لولا الكلمة السالفة من الله تعالى بإِنظار العباد إلى يوم المعاد لعجل لهم العقوبة سريعاً { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ } أي وإِن بقيَّة أهل الكتاب الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد أسلافهم السابقين { لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } أي لفي شك من التوراة والإِنجيل، موقع لهم في أشد الحيرة والريبة، لأنهم ليسوا على يقين من أمر دينهم وكتابهم، وإِنما هم مقلدون لآبائهم وأسلافهم، بلا دليل ولا برهان قال البيضاوي: لا يعلمون كتابهم كما هو ولا يؤمنون به حق الإِيمان، فهم في شك مقلق { فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ } أي فلأجل ذلك التفرق الذي حدث لأهل الكتاب، أمرناك يا محمد أن تدعو الناس إلى دين الحنيفية السمحة، الذي وصينا به جميع المرسلين قبلك، فادع يا محمد إليه والزام النهج القويم مع الاستقامة كما أمرك ربك { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } أي ولا تتبع أهواء المشركين الباطلة فيما يدعونك إليه من ترك دعوة التوحيد { وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ } أي صدَّقت بكل كتابٍ أنزله الله تعالى قال الرازي: يعني الإِيمان بجميع الكتب السماوية، لأن أهل الكتاب المتفرقين في دينهم آمنوا ببعضٍ وكفروا ببعض { وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } أي وأمرني ربي بأن أعدل بينكم في الحكم قال ابن جزي: يعني العدل في الأحكام إذا تخاصموا إليه { ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } أي الله خالقنا جميعاً ومتولي أمورنا فيجب أن نفرده بالعبادة { لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } أي لنا جزاء أعمالنا ولكم جزاء أعمالكم، من خير أو شرٍّ، لا نستفيد من حسناتكم ولا نتضرر من سيئاتكم قال ابن كثير: هذا تبرؤٌ منهم أي نحن برآء منكم كقوله تعالى{*وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيۤئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ*}
[يونس: 41] { لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } أي لا جدال ولا مناظرة بيننا وبينكم، فإِن الحقَّ قد ظهر وبَانَ كالشمس في رابعة النهار، وأنتم تعاندون وتكابرون { ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } أي الله يجمع بيننا يوم القيامة لفصل القضاء، وإليه المرجع والمآب فيجازي كل أحدٍ بعمله من خير وشر قال الصاوي: والغرضُ أن الحقَّ قد ظهر، والحجج قد قامت، فلم يبق إلا العناد، وبعد العناد لا حجة ولا جدل، والله يفصل بين الخلائق يوم المعاد، ويجازي كلاً بعمله { وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ } أي يخاصمون في دينه لصدِّ الناس عن الإِيمان { مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ } أي من بعد ما استجاب الناسُ له ودخلوا في دينه { حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ } أي حجتهم باطلة لا ثبوت لها عند الله قال ابن عباس: نزلت في طائفةٍ من بني إسرائيل همَّت برد الناس عن الإِسلام وإضلالهم ومحاجتهم بالباطل { وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي وعليهم غضب عظيم في الدنيا، وعذاب شديد في الآخرة، { ٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ } أي نزَّل القرآن وسائر الكتب الإِلهية متلبسا بالصدق القاطع، والحقِّ الساطع، في أحكامه وتشريعاته وأخباره { وَٱلْمِيزَانَ } أي ونزَّل الميزان أي العدل والإِنصاف قاله ابن عباس قال المفسرون: وسمى العدلُ ميزانا لأن الميزان يحصل به العدل والإِنصاف، فهو من تسمية الشيء باسم السبب { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } أي وما ينبئك أيها المخاطب لعلَّ وقت الساعة قريب؟ فإن الواجب على العاقل أن يحذر منها، ويستعدُّ لها. قال أبو حيان: ووجه اتصال الآية بما سبق أن الساعة يوم الحساب فكأنه قيل: أمركم الله بالعدل والتسوية قبل أن يفاجئكم اليوم الذي يحاسبكم فيه ويزن أعمالكم { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } أي يستعجل بالقيامة المشركون الذين لا يُصدِّقون بها فيقولون على سبيل الاستهزاء: متى تكون؟ { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا } أي والمؤمنون المصدِّقون بها خائفون وجلون من قيامها { وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ } أي ويعلمون أنها كائنة وحاصلة لا محالة { أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } أي الذين يُجادلون في أمر القيامة في ضلالٍ بعيد عن الحق، لإِنكارهم عدل الله وحكمته.







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=947839
التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-08-21, 16:01 رقم المشاركة : 2
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة الشورى


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق
{ ظ±للَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ظ±لْقَوِيُّ ظ±لْعَزِيزُ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ظ±لآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ظ±لدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ظ±لآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } * { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ظ±لدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ظ±للَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ظ±لْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ ظ±لظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { تَرَى ظ±لظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَظ±لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ظ±لصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ظ±لْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ ظ±لْفَضْلُ ظ±لْكَبِيرُ }

يقول تعالى مخبراً عن لطفه بخلقه في رزقه إياهم سواء منهم البر والفاجر، كقوله عزّ وجلّ:
{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ظ±لأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ظ±للَّهِ رِزْقُهَا }
[هود: 6] الآية، وقوله جلا وعلا: { يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ } أي يوسع على من يشاء { وَهُوَ ظ±لْقَوِيُّ ظ±لْعَزِيزُ } أي لا يعجزه شيء، ثم قال تعالى: { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ظ±لآخِرَةِ } أي عمل الآخرة { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } أي نقويه ونعينه على ما هو بصدده، ونجزيه بالحسنة عشرة أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى ما يشاء الله، { وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ظ±لدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ظ±لآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } أي ومن كان سعيه ليحصل له شيء من الدنيا، وليس له إلى الآخرة هم بالكلية، حرمه الله الآخرة وفاز بالصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة، كقوله تبارك وتعالى:
{ مَّن كَانَ يُرِيدُ ظ±لْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً }
[الإسراء: 18]، وفي الحديث: " بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب " وقوله جل وعلا: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ظ±لدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ظ±للَّهُ } أي هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس، من تحريم ما حرموا عليهم من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، وتحليل أكل الميتة والدم والقمار، إلى نحو ذلك من الضلالات والجهالات الباطلة، وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال؛ " رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار " ، لأنه أول من سيّب السوائب، وكان هذا الرجل أحد ملوك خزاعة، وهو أول من فعل هذه الأشياء، وهو الذي حمل قريشاً على عبادة الأصنام لعنه الله وقبحه، ولهذا قال تعالى: { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ظ±لْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي لعوجلوا بالعقوبة لولا ما تقدم من الإنظار إلى يوم المعاد، { وَإِنَّ ظ±لظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي شديد موجع في جهنم وبئس المصير، ثم قال تعالى: { تَرَى ظ±لظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ } أي في عرصات القيامة { وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ } أي الذي يخافون منه واقع بهم لا محالة، هذا حالهم يوم معادهم { وَظ±لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ظ±لصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ظ±لْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ } فأين هذا من هذا؟ أين من هو في الذل والهوان، ممن هو في روضات الجنان، فيما يشاء من مآكل ومشارب وملاذ، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر؟ ولهذا قال تعالى: { ذَلِكَ هُوَ ظ±لْفَضْلُ ظ±لْكَبِيرُ } أي الفوز العظيم والنعمة التامة، الشاملة العامة.





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-08-21, 16:12 رقم المشاركة : 3
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة الشورى


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق
{ ذَلِكَ ظ±لَّذِي يُبَشِّرُ ظ±للَّهُ عِبَادَهُ ظ±لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ظ±لصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ظ±لْمَوَدَّةَ فِي ظ±لْقُرْبَىظ° وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ ظ±للَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } * { أَمْ يَقُولُونَ ظ±فْتَرَىظ° عَلَى ظ±للَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ ظ±للَّهُ يَخْتِمْ عَلَىظ° قَلْبِكَ وَيَمْحُ ظ±للَّهُ ظ±لْبَاطِلَ وَيُحِقُّ ظ±لْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ظ±لصُّدُورِ }

يقول تعالى لما ذكر روضات الجنات، لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات { ذَلِكَ ظ±لَّذِي يُبَشِّرُ ظ±للَّهُ عِبَادَهُ ظ±لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ظ±لصَّالِحَاتِ } أي هذا حاصل لهم كائن لا محالة، ببشارة الله تعالى لهم به، وقوله عزّ وجلّ: { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ظ±لْمَوَدَّةَ فِي ظ±لْقُرْبَىظ° } أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين من كفار قريش، لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح مالاً، وإنما أطلب أن تذروني أبلغ رسالات ربي، فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة، روى البخاري، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله تعالى: { إِلاَّ ظ±لْمَوَدَّةَ فِي ظ±لْقُرْبَىظ° } فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد، فقال ابن عباس: " عَجِلْتَ إن النبي صلى الله عليه وسلم: لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة " وروى الحافظ الطبراني، عن ابن عباس قال: قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أسألكم عليه أجراً إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم، وتحفظوا القرابة بيني وبينكم " وروى الإمام أحمد، عن مجاهد، عن ابن عباس: " لا أسألكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجراً إلا أن توادوا الله تعالى، وأن تقربوا إليه بطاعته " ، وهذا كأنه تفسير بقول ثان، كأنه يقول: إلا المودة في القربى، أي إلا أن تعملوا بالطاعة التي تقربكم عند الله زلفى، وقول ثالث وهو ما حكاه البخاري عن سعيد بن جبير أنه قال: معنى ذلك أن تودوني في قرابتي، أي تحسنوا إليهم وتبروهم، قال السدي: لما جيء بعلي بن الحسين رضي الله عنه أسيراً، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم، واستأصلكم، وقطع قرن الفتنة، فقال له علي بن الحسين رضي الله عنه: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم، قال: ما قرأت: { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ظ±لْمَوَدَّةَ فِي ظ±لْقُرْبَىظ° }؟ قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال: نعم. والحق تفسير هذه الآية بما فسرها به حبر الأمة وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، كما رواه عنه البخاري، ولا ننكر الوصية بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً.

وقد ثبت في الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته بغدير خم: " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " ، وفي الصحيح أن الصديق رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه: والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليَّ أن أصل من قرابتي، وقال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله عنهما: والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليَّ من إسلام الخطاب لو أسلم، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب.

وروى الإمام أحمد، عن يزيد بن حيان قال: " انطلقت أنا والحصين بن ميسرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه، فلما جلسنا إليه قال حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصلَّيت معه. لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن أخي لقد كبر سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه سلم، فما حدثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال رضي الله عنه: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خطيباً فينا بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، وذكَّر ووعظ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: " أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه. وقال صلى الله عليه وسلم: " وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي " ، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نساءه لسن من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم عليه الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس رضي الله عنهم، قال: كل هؤلاء حرم الله عليه الصدقة؟ قال: نعم " وروى الترمذي، عن زيد بن أبي أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، والآخر عترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " وروى الترمذي أيضاً، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: " يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ".

وقوله عزّ وجلّ: { وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً } أي ومن يعمل حسنة { نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً } أي أجراً وثواباً، كقوله تعالى:
{ إِنَّ ظ±للَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً }
[النساء: 40]، وقوله تعالى: { إِنَّ ظ±للَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } أي يغفر الكثير من السيئات، ويكثر القليل من الحسنات، فيستر ويغفر ويضاعف فيشكر، وقوله جلّ وعلا: { أَمْ يَقُولُونَ ظ±فْتَرَىظ° عَلَى ظ±للَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ ظ±للَّهُ يَخْتِمْ عَلَىظ° قَلْبِكَ } أي لو افتريت عليه كذباً كما يزعم هؤلاء الجاهلون { يَخْتِمْ عَلَىظ° قَلْبِكَ } ويسلبك ما كان آتاك من القرآن، كقوله جلّ جلاله:
{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ظ±لأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِظ±لْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ظ±لْوَتِينَ * فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ }
[الحاقة: 44-47]، أي لانتقمنا منه أشد الانتقام، وما قدر أحد من الناس أن يحجز عنه. وقوله جلَّت عظمته: { وَيَمْحُ ظ±للَّهُ ظ±لْبَاطِلَ } مرفوع على الابتداء وحذفت من كتابته الواو في رسم مصحف الإمام كما حذفت في قوله:
{ سَنَدْعُ ظ±لزَّبَانِيَةَ }
[العلق: 18]، وقوله عزّ وجلّ { وَيُحِقُّ ظ±لْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } أي يحققه ويثبته ويبينه ويوضحه { بِكَلِمَاتِهِ } أي بحججه وبراهينه، { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ظ±لصُّدُورِ } أي بما تكنه الضمائر، وتنطوي عليه السرائر.





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-08-21, 16:17 رقم المشاركة : 4
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة الشورى


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق
{ وَهُوَ ظ±لَّذِي يَقْبَلُ ظ±لتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ظ±لسَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } * { وَيَسْتَجِيبُ ظ±لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ظ±لصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَظ±لْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { وَلَوْ بَسَطَ ظ±للَّهُ ظ±لرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي ظ±لأَرْضِ وَلَـظ°كِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } * { وَهُوَ ظ±لَّذِي يُنَزِّلُ ظ±لْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ظ±لْوَلِيُّ ظ±لْحَمِيدُ }

يقول تعالى ممتناً على عباده بقبول توبتهم إذا تابوا ورجعوا إليه، أنه من كرمه وحلمه يعفو ويصفح، ويستر ويغفر، كقوله عزّ وجلّ:
{ وَمَن يَعْمَلْ سُوغ¤ءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ظ±للَّهَ يَجِدِ ظ±للَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }
[النساء: 110]، وقد ثبت في " صحيح مسلم " ، عن أنَس بن مالك قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَلَّهُ تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كانت راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأبا ربك، أخطأ من شدة الفرح " " ، وقوله عزّ وجلّ: { وَيَعْفُواْ عَنِ ظ±لسَّيِّئَاتِ } أي يقبل التوبة في المستقبل ويعفو عن السيئات في الماضي، { وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } أي هو عالم بجميع ما فعلتم وصنعتم وقلتم، ومع هذا يتوب على من تاب إليه، وقوله تعالى: { وَيَسْتَجِيبُ ظ±لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ظ±لصَّالِحَاتِ } قال السدي: يعني يستجيب لهم، أي الدعاء لأنفسهم ولأصحابهم وإخوانهم، { وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ } أي يستجيب دعاءهم ويزيدهم فوق ذلك، حدثنا محمد بن المصفى، حدثنا بقية، حدثنا إسماعيل بن عبد الله الكِنْدي، حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في قوله تعالى: { وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ } قيل: الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم معروفاً في الدنيا " " وقال إبراهيم النخعي في قوله عزّ وجلّ: { وَيَسْتَجِيبُ ظ±لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ظ±لصَّالِحَاتِ } قال: يشفعون في إخوانهم، { وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ } ، قال: يشفعون في إخوان إخوانهم، وقوله عزّ وجلّ: { وَظ±لْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } لما ذكر المؤمنين وما لهم من الثواب الجزيل ذكر الكافرين وما لهم عنده يوم القيامة من العذاب الشديد الموجع المؤلم يوم معادهم وحسابهم.

وقوله تعالى: { وَلَوْ بَسَطَ ظ±للَّهُ ظ±لرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي ظ±لأَرْضِ } أي لو أعطاهم فوق حاجتهم من الرزق لحملهم ذلك على البغي والطغيان، من بعضهم على بعض أشراً وبطراً، وقال قتادة: وكان يقال خير العيش ما لا يلهيك ولا يطغيك، وذكر قتادة حديث: " إنما أخاف عليكم ما يخرج الله تعالى من زهرة الحياة الدنيا " ، وقوله عزّ وجلّ: { وَلَـظ°كِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } أي ولكن يرزقهم من الرزق ما يختاره مما فيه صلاحهم وهو أعلم بذلك، فيغني من يستحق الغنى، ويفقر من يستحق الفقر، كما جاء في الحديث المروي: " إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسدت عليه دينه "

وقوله تعالى: { وَهُوَ ظ±لَّذِي يُنَزِّلُ ظ±لْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ } ، أي من بعد يأس الناس من نزول المطر، ينزله عليهم في وقت حاجتهم وفقرهم إليه، كقوله عزّ وجلّ:
{ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ }
[الروم: 49] وقوله جلّ جلاله: { وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ } أي يعم بها الوجود على أهل ذلك القطر وتلك الناحية، قال قتادة: ذكر لنا أن رجلاً قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين قحط المطر، وقنط الناس، فقال عمر رضي الله عنه: مطرتم، ثم قرأ: { وَهُوَ ظ±لَّذِي يُنَزِّلُ ظ±لْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَهُوَ ظ±لْوَلِيُّ ظ±لْحَمِيدُ } أي هو المتصرف لخلقه بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، وهو المحمود العاقبة في جميع ما يقدره ويفعله.





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2017-08-22, 15:59 رقم المشاركة : 5
أم سهام
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم سهام

 

إحصائية العضو









أم سهام غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثالثة في مسابقة القران الكريم

وسام المرتبة الثانية

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المرتبة الثانية مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المركز الثالث في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثالث في  المسابقة االرمضانية الكبرى

افتراضي رد: تفسير سورة الشورى


* تفسير مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني (مـ 1930م -) مصنف و مدقق
{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ وَظ±لأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَىظ° جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ } * { وَمَآ أَصَـظ°بَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } * { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ظ±لأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ظ±للَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

يقول تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ } الدالة على عظمته وقدرته العظيمة وسلطانه القاهر { خَلْقُ ظ±لسَّمَظ°وَظ°تِ وَظ±لأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا } ، أي ذرأ فيهما، أي في السماوات والأرض { مِن دَآبَّةٍ } ، وهذا يشمل الملائكة والإنس والجن وسائر الحيوانات، على اختلاف أشكالهم وألوانهم ولغاتهم وطباعهم وأجناسهم وأنواعهم، وقد فرقهم في أرجاء أقطار السماوات والأرض، { وَهُوَ } مع هذا كله { عَلَىظ° جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ } أي يوم القيامة يجمع الأولين والآخرين وسائر الخلائق في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، فيحكم فيهم بحكمه العدل الحق، وقوله عزّ وجلّ: { وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } أي مهما أصابكم أيها الناس من المصائب، فإنما هي عن سيئات تقدمت لكم { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } أي من السيئات فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها،
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ ظ±للَّهُ ظ±لنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىظ° ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ }
[فاطر: 45]. وفي الحديث الصحيح: " والذي نفسي بيده ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن إلا كفر الله عنه بها من خطاياه حتى الشوكة يشاكها " وعن أبي جحيفة قال: دخلت على (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه فقال: ألا أحدثكم بحديث ينبغي لكل مؤمن أن يعيه؟ قال: فسألناه، فتلا هذه الآية: { وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } قال: ما عاقب الله تعالى به في الدنيا، فالله أحلم من أن يثني عليه العقوبة يوم القيامة، وما عفا الله عنه في الدنيا، فالله أكرم من أن يعود في عفوه يوم القيامة. وروى الإمام أحمد، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله تعالى بالحزن ليكفرها " وقال الحسن البصري في قوله تعالى: { وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } قال: لما نزلت قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده ما من خدش عود، ولا اختلاج عرق، ولا عثرة قدم، إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر " وعن الضحاك قال: ما نعلم أحداً حفظ القرآن ثم نسيه إلا بذنب، ثم قرأ: { وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } ، ثم قال الضحّاك: وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن؟





التوقيع

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 15:04 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd