منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى التعليم العالي (https://www.profvb.com/vb/f85.html)
-   -   امتحان يضع الله في "قمة الهرم السياسي" .. انتقادات وتبريرات (https://www.profvb.com/vb/t177984.html)

صانعة النهضة 2017-08-03 09:09

امتحان يضع الله في "قمة الهرم السياسي" .. انتقادات وتبريرات
 
امتحان يضع الله في "قمة الهرم السياسي" .. انتقادات وتبريرات

http://t1.hespress.com/files/morocca..._713670697.jpg
هسبريس - طارق بنهدا
الخميس 03 غشت 2017 - 10:00


خلّف سؤال وجّهه أستاذ جامعي في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة الحسن الأول بسطات إلى طلبته في مادة "الأنظمة الدستورية"، اعتبر فيه الله "في قمة الهرم السياسي المغربي"، موجة من الجدل والانتقاد اللاذع لدى عدد من الباحثين المغاربة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.


الله في القمة


السؤال الكتابي طرحه الدكتور محمد خمريش، أستاذ القانون العام بكلية كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة الحسن الأول بسطات، في امتحان "مادة الأنظمة الدستورية"، ويبدو أنه مقتطف من أحد المؤلفات القانونية، ويقول نصه: "يوجد في قمة الهرم السياسي المغربي الله عز وجل، يتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم في المقام الثالث سبط الرسول الذي يسوس الأمة ويراقب ممثليها".


وفي تتمة النص المقتطف: "إذا كان الله أحدا لا شريك له وتتجلى وحدانيته في إيمان ووعي كل مؤمن، فإن حضور الرسول عليه السلام يتم عن طريق خليفته في الأرض جامع السلطات"، ليتوجه الجامعي المغربي بالسؤال الكتابي إلى طلبته يطالبهم بتحليل "الصلاحيات السياسية والروحية للملك وفقا لمقتضيات دستور 2011"؛ فيما كان السؤال الثاني هو: "هل الحراك الاجتماعي الذي تعرفه الحسيمة يعد ممارسة لحق دستوري أم عصيانا مدنيا؟".


انتقادات
السؤال أثار استفزاز العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين شنوا هجوما لاذعا على الأستاذ الجامعي، ورافق ذلك تعليقات غاضبة من قبيل "قمة الجهل والضلال" و"من مظاهر بعض الكوارث التي حلت بتعليمنا العالي"، و"الله في قمة الهرم السياسي!!!! منذ متى كان الله زعيما سياسيا"، وأيضا عبارات "هذا خطر كبير يهدد العقل ومناهج التفكير والدين"، بجانب "يجب إعادة تكوين أمثال واضع هذا الامتحان.. الله سبحانه وتعالى منزه عن السياسة".


مواقف أخرى اعتبرت أن السؤال يبقى عاديا لطلبة القانون الدستوري، كما قال أحد المعلقين: "لا غرابة في السؤال، فهو يتعلق بنظام الحكم الثيوقراطي الذي يدخل في إطار تدريس مادة القانون الدستوري والمؤسسات السياسية لطلبة السنة الأولى حقوق، وفي الحكم الثيوقراطي الإله هو صاحب ومصدر كل السلط"، فيما أضاف آخر: "من وضعه أحد كبار أساتذة القانون الدستوري بالجامعة.. يريد استفزاز الوعي الإيجابي عبر جعل الطالب يصطدم بحقيقة عيوب التبعية الفكرية في تقديس الملكية عبر إمارة المؤمنين والسلطة الروحية، إنه أستاذ باذخ له طرائق طريفة لاستفزاز الوعي السياسي".


http://www.hespress.com/files.php?fi..._363817048.jpg


الدكتور إدريس الكنبوري، باحث في الشؤون الدينية، علق على الواقعة بالقول إنها تعد "نموذجاً للخطر الذي يهدد المغرب والجامعة المغربية، ونموذجا للجهل الفظيع لدى بعض أساتذة الجامعات"، متسائلا باستغراب: "الله عز وجل أصبح قائدا سياسيا لنظام سياسي، والرسول صلى الله عليه وسلم إمبراطورا، وسبطه يمثل الحكومة. أي سخافة هذه؟

وما علاقة هذا كله بدستور 2011 وصلاحيات الملك؟".


واعتبر الباحث المغربي، في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"، أن السؤال بمثابة "نزعة سلفية متطرفة داخل الجامعات، بل حتى السلفية لا تفكر بهذه الطريقة الخرقاء"، موضحا أن الحديث عن السبط "فيه نزعة شيعية"، مهاجما الجامعي المغربي بالقول: "الرجل اختلطت عليه الأمور اختلاطا عجيبا، ولو كانت للجامعات حرمة لتم دفع بعض الأساتذة نحو الباب"، على حد تعبيره.


خمريش يوضح


الأستاذ الجامعي محمد خمريش عبّر عن استغرابه، في تصريحه لهسبريس، طرح النقاش حول هذا الموضوع في الظرفية الراهنة "بالرغم من أن الامتحان أجراه منذ شهرين طلبة القانون الدستوري والأنظمة الدستورية في سلك الإجازة"، مضيفا أن "إجاباتهم كانت موفقة في التفريق بين الملك باعتباره رئيسا للدولة وأميرا للمؤمنين وما ينتج عن ذلك من آثار قانونية ودستورية".


وكشف المتحدث أن السؤال الكتابي المثير للجدل استند على مقولة مقتطفة من الأكاديمي والباحث السوسيولوجي المغربي محمد الطوزي، الذي تحدث عن نظرية الدولة الدينية، مضيفا:



"طرحت أمام الطلبة إشكال أين يستمد الحاكم مشروعيته هل فقط بمقتضى الوثيقة الدستورية أو البيعة أو نظرية الإمامة"، معتبرا أن الطرح يهم "اختبار الطلبة في مدى امتلاكهم للمنهجية في مواجهة الإشكالات المطروحة عليهم؛ منها كيف أن الوثيقة الدستورية فرقت بين الملك كأمير المؤمنين وبين صفته كرئيس الدولة خلافا للدساتير السابقة".




الساعة الآن 22:24

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd