الإنسان الصرصار او مذكرات من قبوي او رسائل من اعماق الأرض ....هي كلها عناوين لنفس التحفة الادبية للعملاق دوستويفسكي...اختلفت الترجمة حول العنوان...


رواية عن رجل يتحدث عن نفسه بصيغة المتكلم قد قرف المجتمع و زيفه...0


هل أستطيع أن أدلي باعتراف صغير هنا... لطالما أحببت دوستويفسكي... لكن في روايته هنا أحسست أنها تحيل على العديد من الناس الذين نعرفهم ...

لا أحد يشك بأن الشخصية التي يتحدث عنها القابعة في سردابها هي شخصية مريضة حتماً و غير سوية و لا متوازنة على الإطلاق...
لكن سبب مرضها مرده إلا أنها لم تستطع أن تجاري المجتمع الحديث في مرضه أعني الحضارة المادية الحديثة و قوانين المجتمع و عاداته و نفاقه المثير للغثيان... فلا استطاعت هي أن تبقى سوية... على فطرتها... لأنه ليس بأمر يسير أن يبقى المرء على فطرة سوية في مجتمع مشوه... و لا استطاعت أيضا أن تجاري المجتمع و تقتل إحساسها بالقرف منه و من زيفه... فبرزت مريضة غير متوازنة على هذا الشكل...
و هذا سبب اعتزالها بعيدا في سردابها..

طبعا هذا مرض الحضارة سيصيب الجميع في وقت ما _كما في وقتنا الآن_ و سيفرز شخصيات لا متوازنة و غير سوية بفطر مشوهة... لكن الأشخاص المفرطي الإحساس هم أول من يسقطون صرعى بهذه الأمراض...
و الصادقون هم الذين سيحاولون أن يقفوا بوجهها... رغم أنها قد أصابتهم...

هذه الشخصيات كم هم كثر!
ان الصمت والعزلة هما مؤشران للكلام الكبير
كلام لا يقال عصي على البوح ' ثقيل على الروح
هو قرار بالفرار ' لدحض الأخطار
اشخاص كثيرة عند استئراب الخطوب ' تمنت الهروب
ولكن هل ثمة راحة هناك ؟
هل ثمة حل ؟
وعند الانهيار يكون بين الإقبال و الادبار !
والقرار يأتي بعد طول انتظار
وفي الحقيقة غير القبو هناك طرق اخرى للهروب ' النسيان ' الجنون ' الفنون ' اللامبالاة ' ....
وفي النهاية الكل فار باختلاف المقدار !
شكرا لك فعلا لكل حرف كتبتيه بحجم البحار