2016-11-02, 10:55
|
رقم المشاركة : 13 |
إحصائية
العضو | | | رد: تعزية في وفاة الشهيد محسن فكري . | "بلاد السندباد" .. الكنبوري يرثي "سمّاك الحسيمة" بقصيدة شعرية إدريس الكنبوري الأربعاء 02 نونبر 2016 - 03:50 أمام هول الفاجعة التي خلفها مقتل الشاب محسن فكري بتلك الطريقة البشعة، التي تكاد لا تُتصور حتى في الخيال، فإن الكلمات تنحسر عن التعبير وتفقد القدرة عن أن تكون في مستوى العذاب، ولا يصبح كالشعر ملاذا ممكنا لمحاولة التقاط اللمعة والوميض. ولأنني منذ سنوات عدة لم أحمل القلم لأكتب شعرا إلا في لحظات قليلة فرضت نفسها علي، فقد سال القلم في هذه الفاجعة شعرا وضعت عنوانا له "بلاد السندباد". ــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا محسنْ ! تفضل بالدخول تفضل لتصبح واحدا من الشهداء في بلدي. تفضل بخطو ثقيل خلف كوكبة من الفقراء. يا بائع الأسماك تفضل كالملاك. هذا النهار طويلْ كان النهار، عندما سحقوك، عاما وكان الوقت، حين لفظت أنفاسك الثكلى، ظلاما. لقد قتلوك ورحلت عنهم كما تموت الحمامة بين فكين من فولاذ. طحنوك أبناء القمامة. *** صورة موتك أيقظت شجنا فتدفق الدمع من عينيَ كالقطرِ، وسال البكاء من ألف عين تراكْ بكت فيك هزيمة الفجرِ. وقفتَ في حافة الموتِ جعلت دماءك حاجزا بين أريكتين واحدة لمن قتلوك وواحدة لمن أرادوك طقسا للحدادْ في بلاد السندبادْ. يا طائر البحرِ! هل كنت تدرك أن موتك بانتظاركْ؟ هل كنت تدرك، قبل موتك، أن صوت الشاحنة هدير قادم من هوة القبرِ؟ لقد قتلوكْ وأنتَ أنتَ عنوان الرغيفْ في بلد يخيفْ. *** ترجل محسنٌ كالفارس الممشوق على جوادْ أسقطته حجارة نبتت على أطرافها صومعاتٌ أقامتها أيادي الفسادْ. وتهاطلت أحلامه هلكى تودع نومه الشاكي كأنها حفنة من أريج تسلل من شِباكِ. ليس هذا الطفلُ من حجرٍ ولكنْ غيمة، يا بلادي، قد أريقتْ من سماكِ. فالليل في عينيه مسروق النجومْ والحلم في قلبه المجروح مسجونٌ يطل على الحياة من خلف أسلاكِ. سحقوه كالرمل لكنْ إن كان محسنٌ قد أضاعته أنامل الحوتْ فإن كتيبة الشهداء عاشت، لن تموتْ. *** أهاذي البلاد بلادْ؟ أم غابة من سنديانْ تموت، فيها كما الطينُ، بهجة الإنسانْ؟. الرباط 30 أكتوبر 2016. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |