2016-10-24, 09:56
|
رقم المشاركة : 9 |
إحصائية
العضو | | | رد: هل نريد إصلاح المنظومة التربوية أم نريد التغيير ؟ |
إخوتي...أؤمن بأنه يجب أن يكون تغييرا جذريا وليس إصلاحا سطحيا :
فمن الملاحظات الدالة على عمق أزمة الخطاب التربوي وتخبط المنظومة التربوية ببلدنا ، هناك التصاعد المستمر في الحديث عن تلك الأزمة وعن خطابات الإصلاح؛
ومن أهم مظاهر تلك الأزمة التي تشير إلى عمقها و استفحالها هو موقف خطاب الإصلاح منها، حيث يتعامل معها على أنها أزمة طارئة وذات طبيعة تقنية وشكلية.
وهذا الخطاب الإصلاحي هو نفسه جزء من الأزمة لأنه يسطحها ويخفي حقيقتها بما أنها أزمة بنيوية تمتد جذورها في مختلف البنيات التربوية بل وحتى الإجتماعية ، وفي أنماط القول والخطاب التي تحكمها وتسيرها، والأطر السوسيوثقافية المحددة لها.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الأزمة الراهنة هي مجرد خلل وظيفي طارئ يمكن تجاوزه وإصلاحه من خلال بعض التغييرات والإصلاحات ، أم أنها مجموعة من العوائق والعراقيل والمشكلات البنيوية التي تأصلت في بنية النظام التربوي نفسه ما يتطلب إجراء تغييرات عميقة وبنيوية ؟؟؟
أم أنها أعمق وأبعد من ذلك، حيث يمكن وصفها بأنها أزمة شمولية متعددة العوامل وتتسم بالتشابك العلاقاتي المركب؟
أعتقد أننا لا نحتاج إلى تطوير أو إصلاح أو ترقيع، بل نحتاج إلى تغيير جذري- ثورة - تربوية حقيقية، وإلى هدم أركان النظام التربوي القائم وإعادة بنائه على أسسٍ حضارية إنسانية جديدة تتجاوب مع تطلعات المجتمع وطموحاته الكبرى في عالمٍ لا يعرف غير التقدم والتطور والحداثة - بمفهومها الإيجابي - والثورة.
إننا في عالمٍ يطفح بالثورات في مختلف الميادين (ثورة الميديا والجينات وثورة المعرفة والثورة الرقمية…). وتتطلب هذه الثورات المعرفية اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، ثورة في مجال التربية والمعرفة، ثورة إبيستمولوجية تحطم كل عوامل الجمود والانغلاق والعبثية والصراعات الإيديولوجية من أجل بناء مجتمع حضاري متقدم ينطلق على مسارات تربوية بعيدة المدى.
ألا ترون معي ذلك؟؟؟
| التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |