الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التواصل العام > منتدى النقاش والحوار الهادف



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2016-07-11, 23:24 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

للنقاش نظرات أولية في المنهاج الجديد للتربية الاسلامية بالتعليم الثانوي




نظرات أولية في منهاج التربية الاسلامية بالتعليم الثانوي الجديد







محمد بولوز
الاثنين 11 يوليوز 2016 - 16:45




من الايجابيات التي تم تسجيلها في النسخة الأخيرة المنقحة من منهاج التربية الاسلامية الذي صدر عن مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية ببلادنا (نسخة 30 يونيو2016)، تصحيح عنوان المادة وتثبيت اسمها الذي عرفت به ألا وهو "التربية الإسلامية" عوض التربية الدينية التي أثارت جدلا واسعا وانتقادات عديدة،



وتمت الإشارة في ديباجة المنهاج إلى أن الوثيقة "مشروع مراجعة وتحيين" بما يفيد قابليته للنقد والتصحيح والإكمال وفته للمناقشة العامة،



وتمت إزالة النقد غير الموضوعي الذي وجه إلى البرامج الحالية والذي كان في النسخة السابقة،



وتم اعتماد رؤية ونسق ينتظم مفردات المنهاج بغض النظر عن الموقف منه وإن كان بالنظر الأولي أقل تماسكا من رؤية ونسق المقرر السابق الذي اعتمد المكونات في الابتدائي والوحدات في الثانوي حيث تظهر أكثر شمولا واستيعابا لمجمل المقاصد الشرعية الفردية والجماعية،


ومن الإجابيات المسجلة إعادة الاعتبار للسيرة النبوية التي هضم حقها في البرنامج السابق، وكذا اتساع الوعاء القرآني بتعدد سوره في المستوى الإعدادي ودخوله لأول مرة المستوى التأهيلي حيث ستكون فيه سور الكهف ويوسف ويس.



ومن الايجابيات تعريف المصطلحات والمداخل المؤطرة للرؤية الجديدة دفعا لأي تحريف أو تأويل سيء لمضامينها.




ملاحظات وجب تداركها:


سبق قلم يخص الديباجة حيث ورد في الفقرة الأخيرة منها"على ترجمة هذا التوجيهات الملكية.." عوض (هذه التوجيهات)


بخصوص منطلقات مراجعة وتدقيق منهاج التربية الاسلامية، ذكر في المنطلقات العامة للإصلاح التربوي الميثاق الوطني للتربية والتكوين وكان من المناسب اقتباس ما يعني مادة التربية الاسلامية عوض الاكتفاء بالأمور التي تهم الفلسفة التربوية للمدرسة المغربية، وكان حريا اقتباس الفقرة الأولى من مرتكزات الميثاق والتي فيها:" يهتدي نظام التربية والتكوين للمملكة المغربية بمبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها الرامية لتكون المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح, المتسم بالاعتدال والتسامح, الشغوف بطلب العلم والمعرفة, في أرحب آفاقهما, والمتوقد للاطلاع والإبداع, والمطبوع بروح المبادرة الإيجابية والإنتاج النافع."




تظهر فقرة (استراتيجية الوزارة في مراجعة المنهاج والبرامج) أنها بترت واختزلت وكأنها تعني فقط "منهاج السنوات الأربعة الأولى من التعليم الابتدائي" في حين الوثيقة تهم مختلف المستويات من الأولي إلى مستوى الباكالوريا)


وفي الاختيارات والتوجهات في مجال القيم يظهر تعمد التدليس من خلال القول في شأن ما تم اختياره "وهي مستقاة من المرتكزات الثابتة المنصوص عليها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وتم إيراد عبارة " قيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية" والحال أن من يبحث في الميثاق لن يجد كلمة كونية، ولا حتى "حقوق الانسان المتعارف عليها دوليا" والوارد بحق هو العبارة التالية:" تحترم في جميع مرافق التربية والتكوين المبادئ والحقوق المصرح بها للطفل والمرأة والإنسان بوجه عام, كما تنص على ذلك المعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية المصادق عليها من لدن المملكة المغربية." وفرق كبير بين التعبيرين ومعلوم خلفية كل منهما.




في إطار الاختيارات والتوجهات في مجال المضامين كان الأجدر الحديث عن كون المعرفة موروثا مشتركا عوض القول"اعتبار المعرفة إنتاجا وموروثا بشريا مشتركا" حتى تدخل التربية الاسلامية باعتبار خصوصيتها حيث يجتمع فيها الوحي الرباني والاجتهاد البشري المعتبر، مع استحضار أن الاسلام هو الأجدر بأن يطلق عليه وصف المعرفة الكونية باعتبار مصدره من الله رب كل الناس الذي أرسل الرسل رحمة للعالمين بخلاف المنتوج البشري يبقى خاصا بمن أنتجه ويصعب إطلاق الكونية عليه.




في المواصفات المرتبطة بالكفايات والمضامين، من الأجدر إدراج كلمة "العلمي" في أنواع الخطاب بجوار كلمات "الشرعي والأدبي" حتى لا يفهم أن الشعب العلمية والتقنية غير معنية وحتى لا ينظر للمادة على أنها ضمن المواد الأدبية والانسانية وأنها غير عابرة لمختلف التخصصات والاختيارات. وفي النقطة الأخيرة وجب الحديث عن استدماج القيم الاسلامية عوض الحديث فقط عن قيم العقيدة الاسلامية، حتى يدخل فيها قيم الأخلاق والسلوك والمعاملات.




القول في إطار المرجعية الشرعية (وحدة المذهب الفقهي:المذهب المالكي وفق العقيدة الأشعرية والتصوف السني على طريقة الجنيد) فهذه العبارة غير سليمة وغير منسجمة مع المتداول في المصطلح العلمي السائد، فمعلوم بعد تدوين العلوم الاسلامية استقلال كل علم بمجاله الخاص فلا يخلط بين العقيدة والمذهب الفقهي والمذهب الصوفي كما في عبارة المنهاج.




بخصوص المهارات الأساسية الواردة في النقطة السادسة تم الحديث عن "اتقان أداء العبادات (الوضوء والصلاة والصوم) ولم يتم الحديث عن مهارة المعاملات وفق ميزان الحلال والحرام في مختلف مجالات الحياة الفردية والجماعية، ووردت فقط عبارة عامة حول تسديد السلوك. فبقيت ثغرة كبيرة في المنهاج المقترح تهم معرفة المتعلم للطرق المشروعة للكسب والطرق غير المشروعة وكذا ما يجوز وما لا يجوز في المأكل والمشرب ونحو ذلك.


وخلو المنهاج الجديد من أحكام الميراث وغيرها من المواضيع التي تعرف هجوما عليها وإثارة شبهات حولها من طرف خصوم الرؤية الاسلامية بما يفرض تلقيح الناشئة وتزويدهم بأدوات التدافع الحضاري في عالم التصورات والقيم والأحكام.




عدم الواقعية في بعض الدروس المقترحة، فكيف يصلح تدريس "العقيدة الصحيحة والعقائد الفاسدة" في حصتين وكذا "الصلاة أحكامها ومقاصدها:الفرائض-السنن- المبطلات" وكذا "حق الغير:حقوق الآباء والأبناء وذوي الأرحام" وغيرها.


وفي الختام وجبت الإشارة إلى أن تعديل ومراجعة منهاج التربية الإسلامية، يبقى الهامش المتاح فيه محدودا بحكم الرؤية العلمانية التي لا تزال تحكم تعليمنا، والتي ترى أن الاسلام والدين شأن يهم بالأساس مادة واحدة بعينها هي التربية الإسلامية وأن المواد الأخرى غير معنية إلا من جهة عدم التعارض في أحسن الأحوال مع الثوابت وليس بالضرورة الانطلاق من الرؤية الاسلامية المؤطرة للكون والحياة والإنسان،





كما أن الغلاف الزمني يبقى حاكما ومحددا لمجرد اختيار مواضيع بعينها ستختلف فيها التقديرات، ونبقى بعيدين عن المعلوم من الدين بالضرورة والتكوين الاسلامي المتين الذي يلقح أصحابه ضد الجهل بالدين وضد الهوى الكامن في النفوس وضد الغلو والتطرف والنظر التجزيئي والتصور العلماني والميوعة والتشيع والتنصير وغيرها من التحديات، مالم يتم استكمال التكوين في الأسر والمساجد والمؤسسات الثقافية والإعلامية وجمعيات المجتمع المدني،


وللأستاذ الرسالي ما يستطيع القيام به من التوجيه وإكساب المتعلمين مهارة التعلم الذاتي من المصادر الموثوقة وأهل الذكر من العلماء العاملين المخلصين من أهل التوحيد والطاعة والسنة ومنهج الوسطية والاعتدال.









: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=833378
آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2016-07-13 في 10:45.
    رد مع اقتباس
قديم 2016-07-12, 10:18 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: نظرات أولية في منهاج التربية الاسلامية بالتعليم الثانوي الجديد


منهاج التربية الاسلامية الحالي أصبح من الماضي

  • الأثنين 13 يونيو 2016 م

محمد ادوحموش/ampei.ma



ّ”منهاج مادة التربية الاسلامية الحالي أصبح من الماضي ” بهذه العبارة لخصت مديرية المناهج لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني النقاش حول مراجعة مناهج النربية الدينية الذي اعلن عن انطلاقنه شهر فبراير الماضي .


ويبدو ان مديرية المناهج تسابق الزمن الان من اجل استكمال كافة الضمانات والاجراءات من أجل اخراج هذه المراجعات في اقرب وقت ممكن ، ولن ينعم طاقم المديرية و معها فرق التأليف بصيف مريح حتى تكون الكتب المدرسية في صيغتها الجديدة جاهزة مع مطلع الموسم الدراسي المقبل 2016/2017 .



فبعد اللقاء الذي عقدته المديرية مع ممثلي دور النشر والكتاب يوم الاربعاء 8 يونيو 2016 ، الذي وقع فيه الاتفاق المبدئي على اخراج الطبعات الجديدة للكتب المدرسية وفق المنظور الجديد في وقتها المححد ، ستعقد المديرية ومعها اللجنة العلمية والبداغوجية سلسلة لقاءات اخبارية مع ممثلي فرق التأليف الذين يمثلون 33 كتابا مدرسيا معتمدا والتي سيعهد لها العمل على تنزيل المراجعات المتوصل اليها من قبل اللجنة .



واولى هذه اللقاءات اللقاء المنعقد يوم السبت 11 يونيو 2016 والذي تم فيه عرض منهاج المستوى الايتدائي من حيت مداخله ومحتوياته ودروسه وعدد ساعاته ..على أن يتم عرض منهاج المستوى الثانوي بشقيه الاعدادي والتأهيلي خلال الاسبوع الموالي .



وأفاد مصدر موثوق للموقع ان موضوع اصلاح مناهج النربية الاسلامية ، سيعرف عدة تغييرات مهمة على مستوى الشكل أو المضمون.



وتتمثل أهم هذه التغييرات وقف ذات المصدر فيما يلي :


1- ان المراجعة تراعي الشمولية والتكامل من حيث تغطيتها لكافة المراحل والمستويات الدراسية من الابتدائي الى منتهى التعليم الثانوي وتمت انطلاقا من الملاحظات والتقويمات السابقة ،


2- اعتماد المنظور الجديد للمراجعة على مبدأ المداخل بدل الوحدات، ويضم كل مدخل دروسا في العقيدة والعبادات والسيرة وغيرها


3- الابقاء على الكتب المدرسية المعمول بها حاليا قبل هذه المراجعة بتسمياتها وفرقها مما يعني انه ينبغي فقط اعادة هيكلتها وتكييفها مع المنظور الجديد للمنهاج بحذف أو تقليص أو الغاء اضافة او ترتيب ، على أن يتم انجاز مسودات الكتب الجديدة قبل 15 يوليوز 2016 لابداء الملاحظات الاخيرة والمصادقة لتكون جاهزة للطبع .


4- ولم يتم ادراج منهاج التعليم الاصيل ضمن قائمة مواد التربية الاسلامية













التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-07-12, 10:22 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: نظرات أولية في منهاج التربية الاسلامية بالتعليم الثانوي الجديد


منهاج التربية الإسلامية الجديد: كثافة المداخل الصوفية وانحسار قيم الانفتاح



  • الأثنين 11 يوليوز2016 م
بلال تليدي


ثمة أكثر من خيار لتحليل المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية، إذ يمكن تحليله بالقياس إلى الخلفية المعيارية، أي في ضوء التوجيهات الملكية الداعية إلى مراجعة مناهج وبرامج التربية الدينية، ويمكن أيضا تحليله في سياق مقارن، وذلك بالقياس إلى المنهاج والمقرر السابق، وملاحظة الثوابت والمتغيرات، كما يمكن تحليله أيضا في ضوء مشترطاته ومنطلقاته في علاقتها بالمرجعيات المؤطرة (الميثاق، الرؤية الاستراتيجية).
وسنكتفي في هذا التحليل الأولي بتفعيل الخيارين الأولين على أن نرجئ الخيار الثالث لمناسبة أخرى.




بتفعيل الخيار الأول، أي اختبار مدى وفاء هذا المنهاج للتوجيهات الملكية المؤطرة لمراجعة مناهج وبرامج التربية الدينية، فيمكن أن نلاحظ تفاوتا متوترا بين دعم وتعزيز القيم ذات البعد العقدي والتربوي والصوفي، وبين تراجع معيب لقيم الانفتاح والتعايش والمشاركة، فقد تم التركيز في مقرر التعليم الثانوي التأهيلي على خدمة الهدف الأول(البعد العقدي والتربوي والصوفي) من خلال مختلف الدروس المندرجة ضمن التزكية والقسط والحكمة، في حين انحسرت وتراجعت بشكل كبير الدروس الخادمة للانفتاح والتعايش والمشاركة، وبقيت في حدود ضيقة (الدروس الخادمة لحق البيئة مثلا).


ويعمق تفعيل الخيار الثاني في تحليل هذا المنهاج الجديد (الخيار المقارن) هذه الملاحظة ويعززها، إذ تبين المقارنة الأولية أن المنهاج الجديد أحدث تغييرات جوهرية أدخلت دروسا جديدا، وحذفت عددا من الدروس السابقة، وحاولت الإبقاء على بعض الدروس السابقة لكن بوضعها في نسق خادم لأهدافه.




وهكذا يمكن أن نلاحظ حذف كل الدروس المرتبطة بالانفتاح والتواصل وتدبير الاختلاف في مقرر السنة الأولى باك، كما يمكن أن نلاحظ أيضا حذف كل الدروس المندرجة في المنهاج السابق ضمن وحدة التربية الإعلامية والتواصلية وبعض الدروس المندرجة ضمن وحدة التربية الصحية، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على انحسار وتراجع قيم الانفتاح والتعايش والمشاركة في المقرر المدرسي.
وقذ أخذ هذا الحذف مستويين:




1- مستوى يحمل خلفية سياسية: وفي هذا السياق يمكن أن نفهم حذف درس التشريع الجنائي من السنة الثانية باك، للحساسية التي يطرحها موضوع الحدود والقصاص والتعزيرات.




2- مستوى يحمل خلفية بيداغوجية: وفي هذا السياق يمكن أن نفهم حذف دروس الإرث من السنة الأولى باك لوجود اختيار بيداغوجي يرى عدم مناسبة وجدوى هذه الدروس بالنسبة لهذا المستوى، كما نفهم ضمن نفس المستوى تقليص عدد من الدروس المعرفية أو دمجها كما حصل في السنة الثانية باك بالنسبة إلى الدروس التي كانت تندرج ضمن الوحدة الفكرية والمنهجية.


على أنه لم يتم تبين خلفيات حذف بعض الدروس المحذوفة مثل دروس الإرث، وهل ترجع لأسباب سياسية وحقوقية (قضية المساواة في الإرث) أم لأسباب بيداغوجية تتعلق بالجدوى أو الصعوبة أو عدم التناسب؟




ومن جهة الدروس الجديدة، والتي اندرجت ضمن مداخل التزكية والاقتداء والقسط والحكمة، فقد حملت بعدا صوفيا واضحا، ظهر حتى على مستوى اختيار السور القرآنية، إذ تم في مقرر التلعيم الثانوي التأهيلي اختيار سورة الكهف لكثافة التوظيف الصوفي لها (قصة الخضر عليه السلام) وسورة يوسف لتعميق قضية الرؤى والمنامات التي يركز عليها الصوفية (تفسير سيدنا يوسف عليه السلام للرؤى وتحققها في الواقع) وسورة ياسين لمركزية الآخرة والبعث والنشور في آياتها، كما ظهر هذا البعد في كل المستويات الأخرى، بما في ذلك مدخل القسط الذي كان يفترض أن يخدم البعد الحقوقي في الإسلام، إلا أنه مع هذا المقرر، انصرفت دروسه بالكامل تقريبا إلى التأصيل للأبعاد القيمية التربوية ولم يخدم البعد الحقوقي إلا بشكل نسبي جد محدود.


وتتعزز هذه الملاحظة بمتابعة دروس مدخل التزكية التي ركزت في مجملها على تعزيز البعد القيمي والحضور الضعيف للأثر المطلوب منه في الواقع، فباستثناء درس الإيمان والإلحاد وكذا درس الإيمان وعمارة الأرض، بقيت كل الدروس القيمية في مدخل التزكية تحمل دلالة صوفية مجردة عن آثارها في الواقع.


والأمر نفسه يتكرر مع دروس مدخل القسط، إذ هيمن عليها البعد القيمي الصوفي، وانحسر مجال التفاعل مع منظومة حقوق الإنسان إلا في الحد الأدنى القيمي والتأصيلي (حقوق الإنسان في خطبة الوداع) فغابت الدروس المقارنة بين حقوق الإنسان في الإسلام وحقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا والتي كانت تركز في المقرر السابق على تفاعل الإسلام مع الحقوق المدنية والحقوق السياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، أي مع الأجيال الثلاثة من حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا، وحضر بعد واحد في هذه الحقوق هو حق البيئة، فيما أخذ درس التسامح طابعا تربويا بدمجه مع قيمة العفو مما أضعف دلالته الحقوقية والفكرية التي ركز الخطاب الملكي على تعميقها باقتران مع مفهوم التعايش وليس العفو.


أما الدروس المندرجة ضمن مدخل الاستجابة، فقد حملت الرؤية التقليدية نفسها التي تحصر الفقه في العبادات والأحوال الشخصية، مع محاولة تناول المعاملات المالية في الإسلام ضمن سياق المقاصد والضوابط والأحكام لكن في سياق عام (في المقرر السابق كان هناك تفصيل يميز بين العقود العوضية والتبرعية، ويميز بشكل تفصيلي بين العقود المندرجة ضمن كل صنف مع إحاطتها بالأحكام).


أما دروس الاقتداء، فواضح من خلال تتبع تراتبها في المستويات والأسلاك التعليمية أن المقصود بها تعميق حضور السيرة ومركزية الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين الأربعة في تمثلات المتعلمين، بما قد يفهم منه تحصينهم من التشيع الذي تختلف منظومة الاقتداء فيه عن منظومة أهل السنة.




ويبقى البعد الثالث في تفعيل خيار المقارنة في التحليل الخاص بالاستمرارية، أي الدروس التي تم المحافظة عليها في المنهاج القديم، والتي تم التعامل معها بمستويين:
– مستوى التقليص في الحجم: كما هو الشأن في دروس الخصائص العامة للإسلام التي كانت تشمل في السابق الربانية والشمول والتوازن والاعتدال.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-07-12, 10:48 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: نظرات أولية في منهاج التربية الاسلامية بالتعليم الثانوي الجديد


حوار مع الأستاذ خالد البورقادي حول مراجعة مناهج وبرامج التربية الإسلامية

  • الأثنين 11 يوليوز 2016 ص

حاوره سعيد الشقروني


ينخرط حوارنا اليوم في صلب النقاش الدائر حول مسألة مراجعة مناهج وبرامج مقررات التربية الإسلامية، سواء في المدرسة العمومية أو في التعليم الخاص، أو في مؤسسات التعليم العتيق، في اتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، وفي صلبها المذهب السني المالكي، الداعية إلى الوسطية والاعتدال، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية.


في هذا السياق، نحاور اليوم ونستضيف الأستاذ الباحث خالد البورقادي مفتش تربوي لمادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي التأهيلي، ومنسق جهوي تخصصي بجهة الشرق، خريج دار الحديث الحسنية، وخريج كلية الشريعة بفاس، باحث في علوم التربية والديداكتيك ومناهج تدريس العلوم الشرعية، وأستاذ زائر بالعديد من الجامعات المغربية، ومدرب معتمد من أكاديمية أكسفورد للتدريب والاستشارات، ومشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية والوطنية..

الأستاذ خالد البورقادي مرحبا بك..


سؤال: بداية، ما المقصود بمفهوم “التربية الدينية”؟

جواب: بسم الله الرحمن الرحيم، شكرا لكم على الاستضافة في موقعكم التربوي المتميز، ونحيي فيكم اهتمامكم بالشأن التربوي وخاصة ما يتعلق بموضوع مراجعة مناهج مادة التربية الإسلامية باعتباره حديث الساعة الآن.


أما عن سؤالكم بخصوص مسمى “التربية الدينية” فهو في الحقيقة مصطلح غريب جدا عن الحقل التربوي المغربي والبيئة المغربية عموما، فالمشتغلون بالحقل التعليمي والتربوي، والباحثون والمتتبعون يعلمون ألا وجود لهذا المصطلح في المنهاج التربوي المغربي، وكل ما هنالك: مادة اسمها مادة التربية الإسلامية ضمن المواد المُشكِّلة للمنهاج؛ تغطي الأسلاك الثلاث: الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي؛ هذا في التعليم العام. ثم هناك التعليم الأصيل بمواده المختلفة مع التركيز على المواد الإسلامية وهو أيضا تحت مسؤولية ونظر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وتتبع المفتشين التربويين للمادة؛ بالإضافة إلى التعليم العتيق الذي تسهر على تتبعه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هيكلةً ومقرراتٍ وتتبعاً وتقويماً؛ بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية بخصوص الشهادات ومعادلتها. والوثائق المنهاجية للمادة: التوجيهات الرسمية والمذكرات المنظمة للتقويم والأطر المرجعية كلها تشهد على هذا فلا شيء يُدعى “التربية الدينية” !


ففي الحقيقة، ينبغي أن ينصب الحديث على مادة التربية الإسلامية بوصفها مادة تعليمية حاملة للقيم ضمن المنهاج التربوي ككل، منصوص عليها في المنهاج، لها توجيهاتُها وديداكتيكُها الخاص، وليس على مصطلح “التربية الدينية” الذي نظن أنه مستورد ضمن ما يستورد عبر وسائل الإعلام من أوساط وبيئات ودول مختلفة؟ خاصة المشرقية منها، لأنهم يتحدثون في مناهجهم التربوية عن مسمى “التربية الدينية”؛ فدول الخليج ومصر والأردن..مثلا دأبوا على استعمال هذا المصطلح في أدبياتهم التربوية والإعلامية. فهل انتقلت إلينا العدوى؛
أم أن التسمية بهذا المصطلح في البيئة المغربية أمر مقصود يروم صبغ المفهوم بصبغة خاصة بعيدة عن مفهوم التربية الإسلامية؟

أم أن المصطلح أُوحي به من قبل جهات معينة تمهيدا لخلطة لا طعم لها في المستقبل القريب؟.


هذا وتعلمون أنه تم تسريب التوجيهات التربوية للمادة بالسلك الثانوي الإعدادي عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم: “التوجيهات التربوية لمادة “التربية الدينية” -هكذا ! – ربما في خطوة استباقية لجس نبض المجتمع والمعنيين بمادة التربية الإسلامية من أساتذة ومفتشين وباحثين تربويين ورأي عام مجتمعي !


إن الدين الرسمي للدولة في المغرب وكما يعلم جميع المغاربة هو الإسلام، والمغاربة جميعَهم مسلمون، إلا ما كان من بعض الأقليات المغربية المتواجدة ضمن النسيج المجتمعي المغربي عبر قرون طويلة من تاريخ المغرب ويضمن لهم الدستور والقانون جميع حقوقهم الدينية.


إن الانتقال من مفهوم التربية الإسلامية إلى مصطلح “التربية الدينية”، يوحي للمتتبع القريب والبعيد وكأننا في دولة بها أديان متعددة، وطوائف مختلفة، وأقليات كثيرة، مما يدفع إلى ضرورة مراجعة مناهج التربية الدينية حتى تستجيب لحاجيات الجميع، ولسنا في بلد يَدينُ أهلُه بالإسلام، وتحرص الدولة أيما حرص على إعلان ذلك وإقراره في مختلف القوانين والنصوص التشريعية والوثائق المُنظِّمة!!!


ففي الدستور المغربي نجد في الفصل الثالث: ” الإسلام دين الدولة؛ والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية”


وفي الميثاق الوطني للتربية والتكوين؛ والذي لازال يعد الوثيقة المعبرة عن السياسة التربوية والتعليمية للنظام التربوي المغربي نجد ما يلي:
(يهتدي نظام التربية والتكوين للمملكة المغربية بمبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها الرامية لتكوين المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح؛ المتسم بالاعتدال والتسامح؛ الشغوف بطلب العلم والمعرفة في أرحب آفاقهما؛ والمتوقد للاطلاع والإبداع؛ والمطبوع بروح المبادرة الإيجابية والإنتاج النافع)


ونجد في المرتكز الثالث: (يتأصل النظام التربوي في التراث الحضاري والثقافي للبلاد؛ بتنوع روافده الجهوية المتفاعلة والمتكاملة؛ ويستهدف حفظ هذا التراث وتجديده؛ وضمان الإشعاع المتواصل به لما يحمله من قيم خلقية وثقافية)


وتجدر الإشارة إلى أن الوثيقة الإطار للاختيارات والتوجيهات التربوية حددت مدخلا تربويا لجميع المناهج التربوية يتمثل في ثلاثة أبعاد هي بُعد تربية التلميذ على القيم (أربع مجموعات من القيم)؛ وبُعد تنمية كفايات التلميذ (خمس مجموعات من الكفايات)؛ وبعد تربية التلميذ على الاختيار واتخاذ القرارات.


والقيم التي نصت عليها الوثيقة هي:


قيم العقيدة الإسلامية؛
قيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية
قيم المواطنة؛
قيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية.


فما الذي استجد يا ترى لتتسلل هذه المفاهيم المحملة بالكثير من الدلالات المنصبغة بالظرفية السياسية الراهنة لتشكل عنوان الدعوة لمراجعة مناهج “التربية الدينية”؟ وما هي السياقات المنتجة لهذه الدعوات؟


ويبدو أن القوم قد التقطوا الرسالة فعدلوا عن المصطلح الدخيل وراج الحديث في مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا عن مراسلة لوزارة التربية الوطنية إلى دور النشر بعدم تغيير الاسم والإبقاء على ” التربية الإسلامية”.

سؤال: ما هو السياق أو ما هي السياقات التي ساهمت في إنتاج خطاب مراجعة المناهج ؟


جواب: كما تعلمون ويعلم جميع المتتبعين للشأن التربوي المغربي، أن الحديث عن مراجعة مناهج التربية الإسلامية برز فجأة؛ فالكل كان منشغلا بالحديث عن الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015- 2030 وتقارير المجلس الأعلى للتعليم والتكوين والبحث العلمي؛ وما قامت به الوزارة الوصية من إجراءات تنزيلية: التدابير ذات الأولوية والمنهاج المنقح ومشاريع المؤسسة..وهكذا، إلى أن تعالت بعض الدعوات والأصوات في وسائل الإعلام تشن هجوما عنيفا على مادة التربية الإسلامية وأساتذتها دونما مسوغات ولا مبررات علمية أو أكاديمية أو بيداغوجية وديداكتيكية حتى ! وتدعو إلى مراجعة المناهج التعليمية؛ وخاصة ما تعلق بمناهج ما سمي “بالتربية الدينية”؛ لتتلوها الدعوة الرسمية عبر بلاغ الديوان الملكي كما تعلمون.


سؤال: ما هي في رأيكم الأسباب التي تدفع خبراء التربية إلى تبني خطاب مراجعة المناهج؟



جواب: شكرا لك على طرح هذا السؤال الذي هو من الأهمية بمكان لمن يريد مناقشة مسألة مراجعة المناهج التربوية والتعليمية.. إذ لا يختلف اثنان حول ضرورة وأهمية مراجعة المنهاج التربوي curriculum لأي نظام تربوي كيفما كان، وتكاد الأبحاث والأدبيات والدراسات التربوية تتفق على هذا، تماشيا مع التطور والتغير الذي يعرفه الإنسان، ونظرا لتعقد الظاهرة التربوية والحاجة الدائمة للمراجعة والتجديد والتطوير، بما يستجيب بشكل رئيسٍ وأساسٍ لحاجاتِ les besoins المجتمع بالدرجة الأولى، وحاجيات وانتظارات المتعلمين بدرجة ثانية.


علم المناهج كما تعلمون يعد علما قائما بذاته في حقل علوم التربية، له خبراؤه المتخصصون في تصميمه وبنائه وتنفيذه وتقويمه ويُعد وفق قواعد وأسس علمية وتربوية وبيداغوجية، والأصل في عملية المراجعة للمنهاج تكون ناتجة عن عمليات متابعة وتقويم مستمرة، من خلال مجموعة من التقارير والدراسات التي يقوم بها الخبراء التربويون المتخصصون وذلك “للوقوف على مدى تحقيق المنهاج لأهدافه ومعرفة المشكلات التي تحدث عند التطبيق حتى يمكن مواجهتها”.


وعلاقة بسؤالكم، يمكن القول بوجود أسباب ودواعي عديدة تدفع خبراء التربية إلى مراجعة المناهج؛ من أهمها:


> قصور المنهاج الحالي: عندما يقتنع كل القائمين والمهتمين بالشأن التربوي داخل المجتمع بقصور المنهاج الحالي عن تحقيق مخرجات معتبرة وتحقيق أهداف مجتمعية، فإن ذلك يدفع في اتجاه مراجعة أو تجديد أو تطوير لهذا المنهاج؛
> التغيرات الطارئة على المتعلم/التلميذ والبيئة والمجتمع والمعرفة: فالعصر الذي نعيش فيه سريع التطور، من سماته التغير السريع، والسرعة في إنتاج المعرفة والمعلومة، وثورة خيالية في وسائل الاتصال وتقنايته؛ ولاشك أن لذلك كبير الأثر على سيرورة الحياة جملة للمجتمعات البشرية، وبالتأكيد الشباب والطلبة والتلاميذ في مقدمة هذا النسيج المجتمعي السريع التأثر بالتطورات المعاصرة، الأمر الذي يضع على كاهل المسؤوليين التربويين وصناع القرار التربوي مسؤولية تطوير المنهاج التربوي وتجديده بما يحفظ قيم المجتمع في عالم موار، يشهد تدافعا غير مسبوق في مجال القيم، ثم الحاجة الملحة لمسايرة تطور العصر وتقنياته بما لا يفضي إلى الذوبان في قيم الأمم الأخرى؛ أو السقوط في يسميه البعض ب”عولمة القيم” وفرض نموذج قيمي واحد؛ لأنه هو المسيطر في العالم.


> التطوير بناء على الدراسات المستقبيلة: قد يحدث التطوير نتيجة التنبؤ بحاجيات الأفراد واتجاهات الفرد والمجتمع، عبر دراسات علمية وإحصاءات مجتمعية عامة، تقترح الخطة المستقبلية للمجتمع، تحدد مطالب الغد، وحاجات المجتمع في قطاع التربية والتكوين وما يرتبط بذلك من سوق الشغل وإدماج الخرجين في المجتمع وفق دراسات استراتيجية علمية ودقيقة.


> تطور الفكر التربوي: حيث ازدياد حركة البحث العلمي في مجال التربية وعلم النفس التربوي، والإحساس بضرورة التكامل بين النظريات والمقاربات البيداغوجية، والأخذ من كل منها في مجال تطوير المناهج الدراسية نفسها ” فلم يعد بين النظريات التربوية وعلم النفس من حواجز تمنع الأخذ والعطاء؛ بل صار معيار الحكم على كل نظرية منها قدرتها على أن تترجم إلى منهاج دراسي يشق طريقه إلى حجرة الدراسة بكفاءة واقتدار” كما يقول أحد الباحثين..


تلك أهم الدواعي والأسباب التي تدفع صناع القرار التربوي في أي بلد إلى الدعوة إلى مراجعة المناهج وتطويرها، فهل ينطبق هذا على الدعوة المعلنة في المغرب لإعلان عن مراجعة مناهج “التربية الإسلامية”؟


إذا كان الأمر كذلك، فأين هي الدراسات البيداغوجية والديداكتيكية العلمية التي أثبتت قصور منهاج التربية الإسلامية المعمول به في المنهاج التربوي المغربي؟ كم من تقرير أو دراسة علمية انطلق منها الداعون إلى مراجعة منهاج ما سموه “التربية الدينية” ؟؟

سؤال: لماذا الدعوة إلى مراجعة منهاج “التربية الدينية” الآن؟ هل هناك سياقات ملحة دفعت إلى مثل هذا الإعلان؟

مشكور على سؤالك أخي الكريم؛ لكن المرجو التعبير بمصطلح التربية الإسلامية لأنه هو الأدق بيداغوجيا وواقعيا.. وبخصوص سياقات المراجعة، لعل فيما سبق بعض التلميحات إلى سياق المراجعة وخاصة الهجوم الإعلامي على المادة وأهلها؛ لكن يمكن أن نتحدث في هذا الإطار عن سياق دولي وعن سياق محلي حتى تتضح الصورة أكثر:




السياق الدولي: المتمثل في ضغط الاستكبار العالمي، والمستمر على الدول الإسلامية والعربية، من أجل مزيد من فرض التبعية وفصل الشعوب عن مقوماتها الثقافية والحضارية، فلم يكتف الغرب الرأسمالي بالاحتلال العسكري وتفتيت المفتت وتجزيء المجزء، بل امتدت أياديه إلى المناهج التعليمية للمجتمعات العربية والإسلامية، من أجل تغييرها ومسخها بما يخدم أهدافه ومصالحه الثقافية ويحقق أهدافه الاستعمارية/الاستخرابية وعلى رأسها عولمة قيمٍ بعينها وصبغ الشعوب المستضعفة بها؛ إنها قيم العولمة المتحللة من كل قيد أخلاقي أو ديني؛ أو حتى ضوابط أخلاقية تتماشى والفطر السليمة لكل ذي عقل من الناس!


كل ذلك تحت يافطة حقوق الإنسان الكونية، وعولمة قيم “التسامح” والتعايش، ورغبة جامحة متطرفة لفرض نموذج قيمي واحد في تناقض تام مع كل مبادئ التعددية والاختلاف بين الأمم والشعوب!! في تجاهل تام للأسباب الحقيقية التي تغذي نزعات التطرف والكراهية؛ وفي مقدمتها غياب الإنصاف والعدل وعدم احترام الخصوصيات الثقافية والقيمية لمختلف الشعوب والدول..


“فقد طالب الرئيس الأمريكي السابق – جورج بوش- بتخصيص 145 مليون دورلار- حينها- من ميزانية 2004 لتحويل التعليم في المدارس الإسلامية في العالم العربي إلى تعليم علماني؛ وهناك معطيات دقيقة تؤكد دور الحكومات الغربية في الضغط على الأنظمة العربية لنشر القيم الغربية في المنظومة التعليمية؛ يقول وزير الخارجية الأمريكي السابق –على عهد بوش- :


(إذا أرادت الدول العربية أن تكون صديقة لنا فعليها أن تعرف أنه مهما كانت الطروحات الدينية التي تدرسها لأبنائها في مدارسها العامة فإننا ننتظر منها أن تلقن بالطريقة السليمة؛ التي ينتظر منها أن تحاط بها تلك الطروحات؛ وعلى كل سفراء أمريكا أن يحققوا هذا الجزء من الأمر؛ لأنه إذا لم يكن التسامح عالميا فإنه لا يمكن التعايش)، كذلك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في منتدى جدة الاقتصادي دعت وزراء الدول الإسلامية إلى “تغيير مناهجها الدراسية لمنع ترسيخ العقائد في النظام التعليمي”!


هذا هو السياقُ الذي أزعم أنه وَجَّه بقوة الدعوةَ إلى مراجعة مناهج “التربية الدينية”؛ إِذِ الدعوةُ نفسها تتم على صعيد أكثر من دولة عربية وإسلامية آخرها مصر، التي دعا الانقلابُ فيها إلى مراجعة المناهج الدينية وفي مقدمتها مناهج جامعة الأزهر التاريخية، ..وقبل ذلك الموجة نفسها عمت العديد من الدول الإسلامية كالسعودية والإمارات والأردن والعراق وغيرها.. تحت نفس الذرائع: محاربة التطرف والإرهاب!!




السياق المحلي: حيث جاءت الدعوة إلى مراجعة مناهج “التربية الدينية” عقب إنتهاء أشغال المؤتمر المنعقد بمدينة مراكش تحت عنوان: ” حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية: الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة” أيام: 25-26-27 يناير 2016 على امتداد ثلاثة أيام، شارك فيها العديد من العلماء والباحثين والمهتمين؛ وقد دعا البيان الختامي للمؤتمر “المؤسسات العلمية والمرجعيات الدينية إلى القيام بمراجعات شجاعة ومسؤولة للمناهج الدراسية للتصدي لأخلاق الثقافة المأزومة التي تولد التطرف والعدوانية، وتغذي الحروب والفتن، وتمزق وحدة المجتمعات”؛ ليعقبها بلاغ للديوان الملكي يوم السبت 30 يناير2016 الذي دعا وزارتي التربية الوطنية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى مراجعة مناهج وبرامج تدريس التربية الدينية في مختلف مستويات التعليم بغرض تكريس التسامح والاعتدال،
لتصدر التعليمات لوزيري التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية بضرورة مراجعة مناهج ومقررات تدريس “التربية الدينية”، سواء في التعليم العام أو الخاص أو في مؤسسات التعليم العتيق (التعليم الديني التقليدي).



وحسب البلاغ الصادر؛ ستتم مراجعة مناهج تدريس “التربية الدينية” في اتجاه (إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، وفي صلبها المذهب السني المالكي الداعي إلى الوسطية والاعتدال، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية) وفق بيان الديوان الملكي؛ وأَنْ ترتكز البرامج والمناهج التعليمية على “القيم الأصيلة للشعب المغربي، وعلى عاداته وتقاليده العريقة القائمة على التشبث بمقومات الهوية الوطنية الموحدة الغنية بتعدد مكوناتها، وعلى التفاعل الإيجابي والانفتاح على مجتمع المعرفة وعلى مستجدات العصر” حسب البلاغ دائما.


هذه الدعوة تقاطعت مع أصوات أخرى – كما سبقت الإشارة إلى ذلك- دأبت على التهجم على مادة التربية الإسلامية وتحميلها مسؤولية صناعة العنف والتطرف! في ادعاء غريب عارٍ من كل حجة علمية أو تربوية؛ ولو وجدوا أدنى مثال أو دليل ما تأخروا في إخراجه وإعلانه، لأن منهاج التربية الإسلامية مصادق عليه من طرف وزارة التربية الوطنية، ومعد وفق دفتر للتحملات، ومنسجم مع مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وتوجيهات الوثيقة الإطار، شارك في إعداده نخبة من الخبراء التربويين وذوي التخصصات المختلفة، لذلك نحسن الظن بهؤلاء ونقول بأن هجومهم ناتج عن ضعف دراية واطلاع على منهاج المواد الإسلامية، سواء بالتعليم العام أم بالتعليم الأصيل أم بالتعليم العتيق، وقديما قيل: من جهل شيئا عاداه.

سؤال: الأستاذ خالد البورقادي.. الحوار معكم كان جميلا ومفيدا، لكن رغم ذلك أقول.. هل هناك كلمة أخيرة؟ أو هل من توصيات أو ملاحظات
جواب: العفو..



نشكر لكم اهتمامكم بالموضوع، وأغتنم الفرصة في ختام هذا الحوار لأقدم لكم الملاحظات الآتية:




– إن الدعوة إلى مراجعة مناهج ” التربية الدينية” لا ينبغي أن تكون أسيرة سياقات دولية أو إقليمية أو محلية؛ أو حتى استجابة لضغوطات معينة، بقدر ما ينبغي أن تكون نابعة من حاجات مجتمعية؛ ومؤسسة على دراسات علمية وأبحاث تربوية تقويمية لمنهاج مادة التربية الإسلامية والتعليم الأصيل والتعليم العتيق؛ لا مبنية على انطباعات وتمثلات représentations سابقة عن المادة وأصحابها.


– ثم لا يعقل أن يقع الانفصال منذ البداية بين “مناهج التربية الإسلامية” وورش الإصلاح التربوي مستمر في أعماله وأشغاله، حيث صدرت الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، والحديثُ جارٍ عن التدابير ذات الأولوية، فلماذا التعسف في فصل التربية الإسلامية عن باقي عناصر المنهاج التربوي؟ إن عملية الإصلاح والمراجعة للمنهاج التربوي ينبغي أن تتم في رؤية شمولية وفق أحدث النظريات التربوية في بناء وتصميم المناهج، التي تلح على المنهاج المترابط والنسقي curriculum systèmatique المتمركز حول المتعلم بكل أبعاده المعرفية والسلوكية والوجدانية.


– لابد في عملية مراجعة منهاج التربية الإسلامية من الاستشارة والإشراك الفعلي لأهل الميدان وأبناء الدار؛ المعنيين بالمادة من أساتذة ومفتشين وخبراء تربويين؛ حتى لا تتكرر الأخطاء المرتكبة في المشاريع الإصلاحية السابقة!


– نحتاج بالفعل إلى عملية إصلاح لمنهاج مادة التربية الإسلامية؛ هذه الرغبة نابعة من الممارسة الميدانية؛ ونتيجة الخبرة التربوية المتراكمة؛ أهم معالمها:




– إيلاء مادة التربية الإسلامية المكانة اللائقة بها ضمن مواد المنهاج، لأنها مادة حاملة للقيم، وما تحتاجه المنظومة الآن أكثر من أي وقت مضى هو زرع القيم الدينية والوطنية في نفوس الناشئة، لأن المادة قادرة بفعل نوع المعرفة التي تنطلق منها، وبفضل الطاقات التي تمتلكها من أطر تربوية وتأطيرية، على تمرير قيم التسامح والمحبة والتعايش والتعاون والحوار والاختلاف والتكافل والعفة..؛ في وقت أصبحت في قيم النسيج المجتمعي مهددة؛ فبتنا نسمع عن ارتفاع نسب الجريمة داخل المجتمع؛ وتفشي الإدمان والمخدرات، وانتشار التفسخ والانحلال الخلقي، وارتفاع نسب الطلاق وتفكك الأسر، وظواهر مشينة لا تخدم القيم النبيلة التي نشأ عليها المغاربة، وغيرها… والتقارير الرسمية ووسائل الإعلام تؤكد هذا.


– الرفع من الغلاف الزمني للمادة؛ والمعامل، كفيل بتصحيح التمثلات نحو المادة وأساتذتها، وقمين بتحقيق الأهداف المتوخاة من المنهاج التربوي؛ وتعميم المادة في جميع الامتحانات الإشهادية إذا كنا بالفعل نريد تربية الأجيال على قيم التسامح و(إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، وفي صلبها المذهب السني المالكي الداعي إلى الوسطية والاعتدال، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية).. فهذا يقتضي حتما أن تغطي مادة التربية الإسلامية جميع الشعب وتستهدف جميع التلاميذ والطلبة بمختلف الشعب والتخصصات، لأن الكل معني بقيم المذهب المالكي السني، وحتى لا ندع لحبال وأَشْراك الإعلام الأجنبي ولمواقع التواصل الاجتماعي ولشبكة الإنترنت أن تصنع قيما معينة عند شبابنا قد يدفع المجتمع كله ثمن ذلك إما تطرفا وعنفا؛ أو تفسخا وانحلالا من كل قيم الأخلاق والفضيلة !


– الرقي بتدريسية المادة وتجويد أداء أساتذتها عن طريق التكوين الأساس الرصين؛ والتتبع من خلال التكوين المستمر حرصا على التجديد والإبداع؛
– تحيين المقررات الخاصة بالمادة من لدن المشرفين التربويين، تفاديا لكل الإشكالات الديداكتيكية، واستثمارا لتقارير المجالس التعليمية للسادة أساتذة المادة؛
– تحيين الأطر المرجعية للمادة وفق أحدث نظريات التقويم والقياس.

سؤال: الأستاذ خالد البورقادي، شكرا جزيلا..
جواب: شكرا لكم مجددا على حسن استضافتكم واهتمامكم، وفقكم الله في رسالتكم التربوية والإعلامية.
عن موقع :تربويات.نت






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-07-13, 10:42 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: نظرات أولية في منهاج التربية الاسلامية بالتعليم الثانوي الجديد


أهمية التربية الاسلامية


شبكة دليل الريف نشر في شبكة دليل الريف يوم 11 - 12 - 2013


مقدمة : لايجادل أحد اليوم في أن أزمة التعليم والتربية والتكوين أضحت تمثل معضلة، تثير الانشغال وتستأثر بالاهتمام،وتدعو بالحاح الى تأمل عميق لاشكالياتها .

فبالرغم من الاصلاحات الكبيرة التي شهده قطاع التعليم ،فان ذلك لم يرق بالتعليم المغربي ليصبح أداة فعلية لتجاوز واقع التخلف والتبعية ،وتحقيق مجتمع الانفتاح والمعرفة والتقدم ،حيث لم تستطع تلك الاصلاحات الخروج بنظامنا التعليمي من الأزمة الشمولية التي تتمظهر في عدة تجليات لعل من أبرزها :

الأزمة الفكرية والثقافية اضافة الى الأزمة الاجتماعية والأخلاقية والقيمية ،ذلك أن الكثير من القرائن والدلائل تشير بوضوح أن قدرا كبيرا من التشوه الذي لحق حياتنا الفكرية والثقافية ،ومن الخلل الذي هاجم العلاقات الاجتماعية ،يرتبط بما لحق منظومتنا التعليمية من ضعف وتهجين ،ومن تردد وارتباك على مستوى الاختيارات والأغراض التي تنظم مسار التعليم وتوجه نشاطاته في مختلف شعبه ومراحله.

ولأن من أهم وأرقى الأهداف التي تسعى التربية والتعليم الى تحقيقها هو تكوين جيل الغد تكوينا يستجيب للمتطلبات الوطنية ،ومن أجل ذلك فانه لايتصور تحقيق هذه الأهداف اذا لم تتشبع منظومتنا التربوية بحمولات تربوية دينية وأخلاقية مستمدة من ديننا الاسلامي الحنيف،ومن هنا تأتي أهمية التربية الاسلامية التي تحتل مكانة خاصة في العملية التربوية ،كونها الوسيلة العملية والفاعلة في بناء أفرد المجتمع، وتربيتهم وتكوينهم تكوينا متكاملا من مختلف جوانبه ،وذلك من خلال ما تتضمنه من أبعاد روحية وتربوية وعلمية وأخلاقية مستنبطة من كتاب الله والسنة النبوية الشريفة ،وتهدف الى بناء شخصية متكاملة ومتوازنة بهدف اعداد الانسان الصالح المنتج الذي يعبد الله حق عبادته ويعمر الأرض وفق شريعته .

ومن منطلق هذه الأهمية سأتناول في هذه المساهمة المتواضعة المحاور التالية:

_مفهوم التربية الاسلامية
_خصائص ومميزات التربية الاسلامية
_تطور مناهج التربية الاسلامية في النظام التعليمي المغربي
_واقع تدريس مادة التربية الاسلامية
_المشكلات التي تواجه تدريس التربية الاسلامية
_توجيهات وارشادات عامة لأستاذ التربية الاسلامية
_ اقتراحات وتوصيات


1_مفهوم التربية الاسلامية:
يشيع استخدام مصطلح التربية الاسلامية ،وبخاصة بين المدرسين والتلاميذ على أنها المواد المنهجية التي يدرسها المتعلمون في المدارس ،والمشتملة على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والعبادات والمعاملات والسيرة والعقيدة ،والحقيقة ان التربية الاسلامية أشمل وأعمق بكثير.

لقد وضع علماء ومفكرو وكتاب التربية الاسلامية عدة تعاريف للتربية الاسلامية منها:

عرف الشيخ عبد الرحمن النحلاوي التربية الاسلامية بقوله:"هي التنظيم النفسي والاجتماعي الذي يؤدي الى اعتناق الاسلام وتطبيقه كليا في حياة الفرد والجماعة ،أو بمعنى آخر هي تنمية فكر الانسان وتنظيم سلوكه وعواطفه على أساس الدين الاسلامي بقصد تحقيق اهداف الاسلام في حياة الفرد والجماعة في كل مجالات الحياة"

وعرفها صبحي طه رشيد:"التربية الاسلامية هي تنمية جميع جوانب الشخصية الاسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والاجتماعية وتنظيم سلوكها على أساس مبادئ الاسلام وتعاليمه بغرض تحقيق أهداف الاسلام في شتى مجالات الحياة "
وعرفها زغلول راغب النجار:"التربية الاسلامية هي النظام التربوي القائم على الاسلام بمعناه الشامل"

يلاحظ على هذه التعاريف جميعها أنها تؤكد على أن التربية الاسلامية هي نظام تربوي شامل يهتم باعداد الانسان الصالح اعدادا متكاملا دينيا ودنيويا في ضوء مصادر الشريعة الاسلامية الرئيسية.

والتربية الاسلامية كمادة دراسية عبارة عن مجموعة من المضامين المعرفية تكتسي صيغة تعليمية قابلة للتحول الى أنشطة تربوية مساهمة في تشكيل ذات المتعلم وشخصيتها المستقبلية ،وتتميز مادة التربية الاسلامية عموما بقيام الحقل المعرفي فيها على ثوابت محفوظة لا يمكن أن تتبدل ،ذلك أن مرجعيتها تتشكل من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، يحتكم اليهما دوما لبيان الأصول العقدية ،والمعايير الأخلاقية، وما يتفرع عن ذلك من شعائر وأحكام وتشريعات ،مما يضفي عليها صفة الاستقرار ،ويجعل بناء المعرفة على النصوص الشرعية فيها منهجا لا محيد عنه.

2_خصائص ومميزات التربية الاسلامية:
تستمد التربية الاسلامية خصائصها ومميزاتها من خصائص الاسلام ومميزاته ،ذلك لأن العلاقة بين الاسلام والتربية الاسلامية علاقة وثيقة ،فالاسلام دين يقوم على العقيدة الراسخة وعلى العبادة الخالصة لله، وهو دين يدعو الى الأخلاق الكريمة ويحث على التفكير والنظر ويدعو الى العلم والعمل،ويمكن تلخيص خصائص التربية الاسلامية التي تميزها عن غيرها من الأنضمة التربوية فيما يلي:

_تربية ربانية:لأن مصدر التربية في الاسلام هو الخالق سبحانه وتعالى ،وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ،ومن هنا يأتي الكمال ،فهي ربانية المصدر،الهية التوجه،يقينية العلم،منزهة عن الخطأ البشري،وفيها التوافق مع قدرات الفرد وحاجاته واستعداداته الفطرية ،اما المصادر الاخرى للتربية فهي من اعداد البشر الدين يعتريهم القصور والنقص.

_تربية شمولية:حيث لم تغفل النصوص الشرعية رعاية أي جانب من جوانب الشخصية الانسانية ،وتتميز بأنها تشمل أهدافا قريبة تتحقق في الحياة الدنيا وأهدافا بعيدة تتصل بالعمل للآخرة.

_تربية تجمع بين التوازن والوسطية:فهي تلبي حاجات الفرد بحيث لايطغى جانب على آخر ،فلكل جانب نصيبه من الرعاية والاهتمام الذي يحقق له الانسجام من غير افراط ولا تفريط ،وتشمل التوازن بين الفرد المجتمع ،والتوازن بين العمل من أجل الدنيا والعمل من أجل الآخرة ،قال تعالى:"وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا"سوة القصص،آية: 77
كما تدعو الى الوسطية في كل شئ،قال تعالى:"والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"سورة الفرقان ،آية.67


_تربية تجمع بين الثبات والمرونة:من أجل ما تتميز به التربية الاسلامية جمعها بين الثبات والمرونة ،ففيها الثبات فيما يخلد ويبقى والمرونة فيما يخلد ويتطور ،وهي بهذا تتميز عن الأنظمة التربوية الجامدة والأنظمة التربوية التي تتطور وتتغير باستمرار ولا يوجد فيها شئ ثابت ،ونتيجة لما في هذه التربية من ثبات فهي تحتفظ بأصولها ثابتة لا تتغير ،ونتيجة لما فيها من مرونة فهي تتفاعل مع غيرها من الأنظمة التربوية فتأخد منها ما يلائمها ويتكيف معها.

_تربية متدرجة:تعتمد التربية الاسلامية التدرج كأساس نفسي في تنمية قدرات الفرد المختلفة ،والتدرج في التربية يفيد في تسهيل عملية تعديل السلوك وتغيير العادات غير المرغوبة.

_تربية عملية تطبيقية والزامية:التطبيق والممارسة العملية من أهم غايات العلم في الاسلام،والذي يستقرئ آيات القرآن الكريم يجد الوضوح في عملية ربط الايمان بالعمل ،قال تعالى:"ان الدين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا "سورة الكهف ،آية:107
وهي تربية الزامية ،فالتربية في الاسلام جزء رئيسي من الواجبات الدينية ،يؤاخد الفرد على تركها كما يثاب على فعلها.


_تربية انسانية متكاملة: فمضمونها وغاياتها أن يحيا الانسان سعيدا ويفوز بالنعيم المقيم،فالانسان في التربية الاسلامية مخلوق متميمز ومكرم،قال تعالى:"ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"سورة الاسراء،آية:70


_تربية تتميز بالايجابية والقدوة:تنسجم التربية الاسلامية مع فطرة الانسان ومع عقله وجسمه ووجدانه ،وتجعله انسانا فاعلا في الحياة ،وعنصرا خير دائما ،وتتمثل هذه الايجابية في القدوة العظمى وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ،قال تعالى :"لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة"سورة الأحزاب،آية :21


_تربية واقعية وعلمية :واقعية فلكون تصورها للكون والحياة والانسان تصور ينطلق من الواقع ،فالعقائد والأخلاق والتشريعات التي تقوم عليها راعت الواقع العملي ،ومن أبرز دلائل الواقعية في الشريعة الاسلامية،التيسير ورفع الحرج وسنة التدرج ،وهي علمية لانها تتولى العلم ،والحث والتفكير اهتماما كبيرا ،قال تعالى:"ن والقلم وما يسيطرون" سورةالقلم ،آية 1


_تربية عالمية:تأتي العالمية في الاسلام من كونه جاء من أجل الجميع ولم يوجه الى أمة من الأمم في عصر من العصور قال تعالى:"وما أرسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا" سورة سبأ،آية 28



3_تطور مناهج التربية الاسلامية في النظام التعليمي والتربوي المغربي:


ان مادة التربية الاسلامية مرت بتسميات متعددة ،ففي بداية الاستقلال كانت مادة التربية الاسلامية في التعليم الابتدائي تدرس تحت اسم "مادة الدين"ومرة تحت اسم مادة"الأخلاق" وفي التعليم الثانوي كانت تدرس ضمن اللغة العربية والملاحظ على مقررات هده الفترة انها كانت غير مبرمجة ،ولامعدة،ولا خاضعة لأية قاعدة من قواعد البرامج.

وفي نهاية السبعينات استقلت المادة بنفسها وأصبحت مستقلة عن مادة اللغة العربية وفي هذه الفترة كانت تدرس التربية الاسلامية بأساليب تقليدية عتيقة ومناهجها لم تكن تخضع للبناء العلمي والمنهجي لذلك فان جيل الثمانينيات احتفظ بذكريات سيئة وكاريكاتورية باعتبار انها مادة تعتمد على الحفظ ولا تساير الواقع اضافة الى ذلك انها لم تكن مادة الزامية في الامتحانات .

وفي بداية الثمانينيات أنشئت شعب الدراسات الاسلامية بالجامعة المغربية فكان لهذا الحدث وقع مهم على واقع تدريس مادة التربية الاسلامية في التعليم الثانوي غير أن الخلل بقي قائما دلك أن شعب الدراسات الاسلامية في التعليم العالي كانت لا تحتوي على مواد تربوية بالمعنى البيداغوجي للكلمة، فقد كانت برامجها تقتصر بشكل كبير على مجال العلوم الاسلامية من فقه وحديث وأصول وتفسير...مما انعكس على وضعية الخرجين .

وقد عرفت المادة في السنوات الاخيرة تطورا مهما خصوصا بعد صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين وما واكبه من تغيير على مستوى البرامج والمناهج .


4_واقع تدريس مادة التربية الاسلامية في النظام التعليمي المغربي:

ان المتأمل لواقع تدريس مادة التربية الاسلامية بالمدرسة المغربية يلمس استمرارية التعليم التقليدي،والذي يهمل جوانب تنمية شخصية المتعلم المختلفة ،ويركز على الجانب المعرفي فقط وهدا ينعكس سلبا على مستويات التلاميذ وخصائص نموهم في هده المرحلة،وهكذا نجد التربية الاسلامية تقتصر على تحفيظ واستظهار وفقه بعض الآيات من القرآن الكريم ،وبعض الأحاديث النبوية والسيرة النبوية، وبعض احكام العبادات والمعاملات ،وتدريس هذه المكونات بأسلوب نظري يكاد يخلو من الجانب التطبيقي العملي المرتبط بسلوك المتعلم اليومي،مما يجعل محتوى المادة قاصرا عن أداء رسالتها الكبرى،وهي ترسيخ القيم الاسلامية التطبيقية العملية خاصة في مرحلة التعليم الأساسي التي يحتاج فيها المتعلم الى تنمية الكفايات الوجدانية والسلوكية أكثر من حاجته الى المعطيات المعرفية .

وبالنسبة للتعليم الثانوي ماتزال مادة التربية الاسلامية تعاني من آثار التبخيس والتهميش التي تطال موقعها ضمن منظومتنا التربوية مما يجعلها على الرغم من أهميتها الاستراتيجية والبيداغوجية والتكوينية معطلة الأهداف والمحتوى ،ومجرد ديكورا يؤثث المشهد التربوي بمؤسستنا التعليمية ليس الا.

فالمتابعة الميدانية لواقع تدريس مادة التربية الاسلامية ،التي جرت الأدبيات على تسميتها بأم المواد لارتباطها العميق بوجدان المجتمع المغربي ومرجعيته الحضارية ،يلحظ بكل اسف تحجيم دورها على مستوى التنشئة الثقافية والاجتماعية ،ومن العوامل التي تكرس هدا الوضع المأساوي نجد:

_اسناد اقسام كثيرة الى أستاذ واحد بشكل يتجاوز المعدل الطبيعي وكدا منطق العمل البيداغوجي مما يحول عملية التدريس وتأطير التكوينات بأقسام التربية الاسلامية الى عملية عبثية، ترهق الأستاذ وتحد من جودة مردوديته،وسبب هذا الاستثناء في التعامل مع حالة التربية الاسلامية دون بقية المواد ،نجد ان السبب يتحدد في الغلاف الزمني المخصص للمادة والذي بمقتضاه يجب ألا تزيد حصص التدريس على ساعة واحدة في الأسبوع بالنسبة للأقسام العلمية، وساعتين بالنسبة للأقسام العلمية والجدوع المشتركة.

_الحيز الزماني الهزيل المخصص لها:ان جعل مادة التربية الاسلامية كغيرها من المواد محدودة بساعات قليلة في الاسبوع يعطي انطباعا سلبيا لدى التلاميذ أن المواد الاخرى لا علاقة لها بالاسلام ،كما أن التفاوت في عدد الحصص الاسبوعية بالمقارنة مع باقي المواد، يوحي للتلميذ أن هذه المادة ليست مهمة ،وكأنها مادة تكميلية ،وهذا ما يكرس الفصل بين الدين والحياة والعلوم الكونية .

_ضعف المعامل:ذلك ان ضعف المعامل بالنسبة لمادة تساهم في الصياغة الاخلاقية للتلاميذ واعدادهم لتحمل المسؤولية على أساس القيم الاسلامية السمحة والمتوازنة ،ليعد من أكبر الاختلالات على مستوى هندسة البرامج ونظام المعايير المتحكمة في الامتحانات والمراقبة المستمرة ،فالكل يعلم أن نسبة المعامل تعتبر محفزا قويا نحو الدفع بالتلاميذ الى الاهتمام بالمادة ،والتفاعل الايجابي مع مضامينها.

_ضعف المناهج التربوية:حيث نجد معظم الموضوعات الدينية التي تدرس لا تلائم قدرات التلاميذ ومراحل نموهم ،كما ابتعدت الموضوعات عن معالجة القضايا المعاصرة التي تهم التلاميذ بالاضافة الى الاسلوب الصعب الدي كتبت به
ومما يدفع الى الاستغراب هو أن يوكل أمر جعل المتعلم متشبثا بعقيدته الاسلامية الى مادة التربية الاسلامية وحدها،بينما نجد مواد أخرى تقدم محتويات تعاكس بشكل سافر القيم والمفاهيم التي تقدمها مادة التربية الاسلامية ،لعل أبرز مثال على ذلك يتجلى في وحدة اللغة الأجنبية ،فما لاشك فيه أن ادراج مادة اللغة الأجنبية في مناهج التعليم الغرض منه تعزيز قدرات المتعلم على التواصل بألسنة متعددة تمكنه من الاضطلاع على الثقافات الأخرى والتعريف بثقافته الأصلية ،الا أننا نعلم أن الفصل بين اللغة والثقافة أمر يكاد يكون مستحيلا لما تضمنه اللغة من مفاهيم ومصطلحات تكون في العادة وليدة البيئة والمحيط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي،ولذلك يحتاج المربون الى بذل مجهودات كبيرة لتكييف اللغة الوافدة مع الثقافة الأصلية للمتعلم وفي غالب الأحيان لا يبذل هذا المجهود فتنقل اللغة وحمولتها الثقافية بل وحتى القيمية الى المتعلم ،وهو ليس قادرا بعد على فهم الأبعاد الأساسية للاختلاف ولم يمتلك بعد أصول خاصية ثقافته الأصلية،وبالتالي نكون أمام معادلة البناء من طرف التربية الاسلامية والهدم من طرف باقي المواد الاخرى

5_المشكلات التي تواجه تدريس التربية الاسلامية:

يواجه تدريس التربية الاسلامية صعوبات متعددة تقف حائلا بينها وبين بلوغ الغاية من تدريسها،ويمكن بيان أهم الصعوبات فيما يلي:

_افتقاد التلميذ جانب القدوة الصحيحة في المجتمع،سواء في البيت من الأب والأم أو الاخوة،أو في المدرسة من الأساتذة وغيرهم،أو المجتمع المحيط بكل ذلك

_ان العملية التعليمية تعامل التربية الاسلامية كمادة دراسية،يتم فهمها واستيعابها بهدف النجاح في الامتحان،وهو أمر لايتفق مع طبيعة التربية الدينية،بل انها تتراجع في أهميتها المدرسية اذا تعارضت مع المواد الأخرى

_ان الكثير مما يتعلق بالتربية الاسلامية من الأمور المجردة يصعب على الصغير فهمه هذا فضلا عن الأمور الغيبية التي تتطلب وعيا خاصا وقدرات تسمح بذلك

_يتصدى البعض لتدريس التربية الاسلامية وهم ممن ليسوا على المستوى المطلوب من الاقتدار والكفاءة فأثر ذلك في نفوس النشء ،والغريب أن بعض الأساتذة الذين كانت تخصصاتهم التربية البدنية اذ بهم بين عشية وضحاها يدرسون مادة التربية الاسلامية في اطار سد الخصاص

_ان بعض الجهات الأخرى التي كانت تسهم في عملية التربية الاسلامية قد تقلص دورها ان لم يكن قد انتهى ،ولعل منها الأسرة والمسجد والكتاب والمجتمع بصفة عامة.

_ان هناك اهتماما ملحوظا بكافة المناهج الدراسية فالمؤسسات التربوية تلقف كل جديد جاد به التطور العلمي في طرائق التدريس والتقنية التربوية وتكوين الأساتدة وهذا الاهتمام ينعدم في ميدان مناهج التربية الاسلامية،مما جعل كثيرا من مناهجها بعزل عن الحياة

_وقوف المسلمين من دعاة العلمانية ضد التربية الاسلامية،وتبنيهم الاتجاهات العلمية المعادية ومحاربتهم للقيم الاسلامية،واستهزائهم بها وتصويرها أنها سبب التخلف والانحطاط ،وان سبيل التقدم هو نبذ مثل هذه القيم والسير في ركب الغرب واتباع منهجهم العلمي

_الغزو الحضاري الدي تتعرض له حضارتنا الاسلامية من قبل الحضارة الغربية.
6_توجيهات وارشادات عامة لأستاذ التربية الاسلامية:
ان أهمية الأستاذ عامة تكمن في كونه يعد عنصرا من عناصر العملية التعلمية،ومكونا رئيسيا لها وعامل أساس في انجاحها ،فهو يؤثر في سلوك تلاميذه،وتحصيلهم الدراسي بأقواله وأفعاله ومظهره ومعتقداته وتصرفاته، التي ينقلها التلاميذ عنه بطريقة شعورية أو لا شعورية.

وقد ازدادت أهمية الأستاذ في العملية التعليمية في العصر الحديث نتيجة للتغيير الكبير الذي حدث في مفهوم عملية التدريس،وفي مسؤوليات الأستاذ التعليمية والتربوية،والثقافية،والاجتماعية،والسياسية،وفي الأدوار المتوقعة منه أن يقوم بها في مدرسته ومجتمعه،فعملية التدريس اليوم أصبحت عملية فنية ومعقدة تتطلب فهما تاما لطبيعة التلاميذ الذين يقوم الأستاذ بتدريسهم وفهما لخصائصهم وميولهم ورغباتهم وستوياتهم العقلية والتحصيلية ولحاجاتهم النفسية والاجتماعية والاجتماعية
وأستاذ التربية الاسلامية الذي يشترك مع بقية الأساتذة في تلك الأهمية،فانه يتميز عنهم بما يقوم به من تعليم النشء لمبادئ الاسلام ،وقيمه،فهو المرشد،والمصلح،والداعية،قبل أن يكون أستاذا للقسم ومدرسا للمادة

ولكي يقوم أستاذ التربية الاسلامية بهذا الدور،ويكون مؤثرا في تلاميذه،فلا بد أن يلتزم بآداب وأخلاقيات تجعل منه قدوة حسنة لأفراد مجتمعه،وعضوا فاعلا في البناء والاصلاح ،والتي هي بمثابة القيم الفاضلة التي توجه شخصية الأستاذ ،وتحدد نوعية سلوكه فيما يتعلق بعلاقته مع خالقه،ومع نفسه وتلاميذه وجميع المحيطين به ،بحيث تكون محصلة هذه الآداب تحقيق الاستقامة الفكرية والوجدانية والسلوكية للأستاذ،

ومن تلك الآداب مايلي:

_الاخلاص في القول والعمل،الأعمال مرهونة بالنية مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:"انما الأعمال بالنيات"رواه أبو داود،الجزء الثاني
_الشعور بالمسؤولية،فلا يتوانى عن القيام بواجبه،وكذلك أن يتوفر لديه الضمير اليقظ
_ربط العلم بالعمل،والمعرفة النظرية بالجانب التطبيقي،وأن يلتزم العمل في جميع تصرفاته وسلوكه واخلاقه بما يقول،حتى لا يفرغ العلم من مضمونه التربوي
_الاتصاف بالحكمة، الموعظة الحسنة والدعوة الى للخير والنصح الامين،قال تعالى:"فبما رحمة من الله نلت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك"سورة آل عمران، آية159
_مراعاة خصوصيات وحدة التربية الاسلامية،وذلك أن مادة التربية الاسلامية بما تشمله من مكونات ومحتويات،ليست معارف مقصودة لذاتها بل لأجل انعكاس أثرها على سلوكات المتعلم

_مراعاة بعض الضوابط والمرتكزات في التعامل المنهجي مع الوحدة،وذلك باحترام مجموعة من الضوابط والأسس المعرفية والديداكتيكية،ومنها:

 مراعاة التدرج في صياغة مضامين الانشطة بما يناسب امكانات المتعلم ومؤهلاته
 الانطلاق من وظيفة التعلمات التي ترتكز على تنمية الكفايات وليس على المضامين والمحتويات

 مناسبة حجم المضامين لمستوى المتعلمين والمتعلمات

_استثمار فضاءات التعلم الممكنة،مع تنويع اساليب التدريس وأشكال العمل الديداكتيكي

_توظيف الوسائط الديداكتيكية وحسن استعمالها واستخدامها
_مراعاة الفروق الفردية،ذلك أن مراعاة الفروق الفردية من الكفايات الهامة للاستاذ،وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الى مراعاة الفروق الفردية بين الناس في التعامل معهم،قال صلى الله عليه وسلم:"اذا صلى أحدكم فليخفف فان منهم الضعيف والسقيم وذا الحاجة"رواه أبو هريرة،صحيح البخاري


7_توصيات واقتراحات:

انطلاقا مما سبق ساورد مجموعة من التوصيات والمقترحات في سبيل النهوض بوحدة التربية الاسلامية حتى تحتل المكانة اللائقة بها ضمن المنظومة التربوية،وهي كالتالي:

_مراجعة المنهاج الدراسي لمادة التربية الاسلامية وذلك باختيار المضامين الاسلامية ذات البعد التربوي الواضح،واعطاء الاولوية للمعارف المرتبطة بالممارسة السلوكية عند بناء البرامج الدراسية مع مراعاة ملاءمتها للمرحلة العمرية والقدرة الادراكية للمتعلم ،وتجاوبها مع حاجاته النفسية وواقعه المعيش


_يجب أن تكون التربية الاسلامية في اطار ربط التربية بالتعليم هدفا وليس مادة،هدفا ينبغي أن تسعى اليه كل المواد بدل تقديم مجموعة من المعارف قصد استظهارها في نهاية الاختبارات الفصلية أو السنوية دون أن يكون لهاته المعارف انعكاسات سلوكية على تصرفات المتعلمين


_جعل مادة التربية الاسلامية مادة الزامية لكل متعلم ،وأساسية في التدريس والتقويم ،والرفع من حصصها ومعاملها بجميع المستويات والشعب من الأولي الى الثانوي


_تعزيز مكانة الدراسات الاسلامية بالتعليم المغربي،وتكييف مناهجها بما يجعلها منفتحة على العلوم الانسانية والطبيعية، ومساهمة في معالجة قضايا الواقع وتوجيه حركة التنمية


_العناية بمادة التربية الاسلامية وذلك بتحسين ظروف تدريسها، وذلك بأن تتضمن هذه الأهداف المجالات المختلفة ،وأن تتناسب مستويات التلاميذ العقلية وحاجاتهم الفعلية


_اعتماد التكوين المستمر لأساتذة الدراسات الاسلامية في الجانبين البيداغوجي والمنهجي


_اعتماد الأستاذ المتخصص في العلوم الاسلامية وطرق تدريس التربية الاسلامية

_اجراء دراسات لمشكلات تدريس التربية الاسلامية في فروعها المختلفة

_القيام بدراسات علمية تهدف الى معرفة جوانب النقص في منهاج التربية الاسلامية
المراجع المعتمدة:
• صبحي طه رشيد:التربية الاسلامية وأساليب تدريسها،دار الأرقم،عمان،الطبعة الثانية:1986
• عبد الله الشارف:أثر الاستغراب في التربية والتعليم بالمغرب،منشورات نادي الكتاب لكلية الآداب بتطوان،الطبعة الثانية :2000
• عبد الله سلامة:أضواء تربوية لمعلم التربية الاسلامية،الطبعة الثانية:2011
• زغلول النجار:أزمة التعليم المعاصر وحلولها الاسلامية،الطبعة الثانية،الدار العلمية للكتاب الاسلامي،الرياض
• خالد الصمدي:بحث بعنوان:"معرفة القيم الى قيم المعرفة"،دراسة في المناهج التربوية بالتعليم ماقبل الجامعي وأثرها في تشكيل منظومة القيم لدى شباب الجامعات،مادة التربية الاسلامية نموذجا،2004
• عبد الرحمان النحلاوي :أصول التربية الاسلامية وأساليبها،دار الفكر ،دمشق ،الطبعة الثانية:2008
• الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي:اعداد مجموعة من المفتشين والأساتذة،الطبعة الثانية،مطبعة المعارف،الجديدةالرباط 2009
• ابراهيم اسعيدي :مشكل التعليم بالمغرب ومبادئ الاصلاح،الطبعة الاولى،مطبعة النجاح الجديدة،الرباط
• سعيد المنصوري،التربية الاسلامية وفق المنظومة التربوية المغربية،بحث لنيل الاجازة في اصول الدين والتواصل الحضاري،اشراف الدكتور عبد الله الشارف، كلية أصول الدين،تطوان،2012_2013

اعداد: سعيد المنصوري
سيرتي الذاتية:
سعيد المنصوري من مواليد 1973 ببني عمارت الحسيمة
باكالورريا آداب عصرية
الشهادة الجامعية في الشريعة
اجازة في الشريعة والقانون
دبلوم الشهادة الجامعية العامة:مسلك أصول الدين والتواصل الحضاري
اجازة في الدراسات الأساسية:مسار الفلسفة والفكر الاسلامي والحضارة الاسلامية
أستاذ التعليم الابتدائي بمجموعة مدارس السواني، الحسيمة







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 15:57 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd