الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التواصل العام > منتدى النقاش والحوار الهادف



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2016-07-05, 22:29 رقم المشاركة : 11
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: مراسلة مدير المناهج تثير انتقادات الفاعلين التربويين


"التربية الإسلامية" أم "التربية الدينية" ما الفرق ؟


أحمد عصيد
الثلاثاء 05 يوليوز 2016 - 09:47
أثير نقاش حول تسمية المادة الدينية المقررة في النظام التربوي المغربي، حيث نشرت بعض المنابر الإعلامية خبرا مفاده أن وزارة التربية الوطنية قررت إطلاق تسمية "التربية الدينية" على المادة التي كانت تعرف بـ "التربية الإسلامية"، وذلك تنفيذا للقرار الملكي القاضي بمراجعة مقررات ومضامين ما سماه الخطاب الرسمي "التربية الدينية"، وقد أدّى هذا القرار بأساتذة التربية الإسلامية إلى الاحتجاج على الوزارة الوصية معتبرين قرارها مخالفا للدستور ولتوجهات الدولة ؟ فما هو الفرق بين التسميتين يا ترى؟ وما سبب رفض الأساتذة للتسمية الجديدة ؟ وهل هذا التغيير خطوة إلى الأمام في طريق دمقرطة النظام التربوي، أم هو مجرد إجراء شكلي لا علاقة له بجوهر ما هو مطلوب في مراجعة المادة الدينية المقررة ؟
تعني "التربية الإسلامية" حسب ما خبرناه وشاهدناه وتلقيناه كذلك ونحن صغار تعليم مبادئ الإسلام والتعريف بأحكامه وأركانه ومبادئه، انطلاقا من نصوص القرآن والأحاديث النبوية، وذلك بغرض جعل التلاميذ مسلمين منتمين إلى ما يسميه الدرس "جماعة المسلمين" أو "الأمة الإسلامية"، ولأجل بلوغ هذا الهدف يستعمل الدرس جميع الوسائل سواء منها البيداغوجية أو تلك التي تتنافى تنافيا تاما مع البيداغوجيا، مثل تدريس العنف والغزوات والترهيب والتمييز باستعمال الدين والجنس وتبخيس المعتقدات الأخرى والتحريض على غير المؤمنين والتشكيك في مبادئ حقوق الإنسان وتحريفها عن معانيها الأصلية، وإغراق التلاميذ في تفاصيل لم يعد معمولا بها ولا علاقة لها بحياتنا المعاصرة ولا بقيم المجتمع الحالي الذي نعيش فيه.
وتعني "التربية الدينية" تعليم المبادئ الكبرى للحياة الأخلاقية بناء على القيم التي تلتقي عندها جميع الأديان، والتي تعتبر مكارم وقيما نبيلة أجمعت عليها الحضارات الإنسانية وتم استلهامها في بناء نسق ما يسمى اليوم بـ"القيم الكونية"، والتي تخصّ كل إنسان حيثما وُجد بغض النظر عن لونه أو وطنه أو عقيدته أو نسبه وعرقه، وتشبه التربية الدينية ما كان يسمى في النظام التربوي سابقا "الأخلاق"، حيث كان التلاميذ يستفيدون من دروس راقية تعلمهم القيم النبيلة باعتماد العقل والدين والتجارب الإنسانية من مختلف الثقافات التي راكمت هذه القيم وساهمت في بروزها .
يعني هذا أن تغيير إسم المادة المُدرّسة من التربية الإسلامية إلى الدينية ليس إجراء شكليا بل له علاقة بجوهر المضامين التي تلقن للتلميذ، فالتربية الإسلامية تهدف إلى صناعة المسلمين، بينما تهدف التربية الدينية إلى صناعة المواطنين.
تتعارض التربية الإسلامية بالصيغة التي تدرّس بها تعارضا تاما مع مفاهيم الوطنية والمواطنة، لأنها تربي الطفل على الانتماء إلى "الجماعة" التي يربط بينها اللحام العقدي الديني، وليس إلى الوطن الذي هو لجميع أبنائه مهما كانت عقيدتهم واختلافاتهم، كما تضرب التربية الإسلامية مبدأ المواطنة في الصميم حيث تؤكد على أن قيمة الفرد هي في إيمانه الديني وليس في إنسانيته وانتمائه إلى المجتمع والدولة الوطنية، وفي عمله وإنجازاته من أجلهما، مما ينفي مبدأ المساواة أمام القانون، كما يضعف رابطة المواطنة لصالح الرابطة الدينية التي لا يمكن أن تشمل الجميع.
يتضح مما ذكرناه السبب الذي جعل مدرسي التربية الإسلامية ومفتشيها يحتجون على تغيير التسمية، حيث أدركوا بأن التسمية تحمل نظرتنا إلى العالم كما تعني استراتيجية ونهجا مخالفين، وبحكم ما أتاحته مادة التربية الإسلامية للتيار المحافظ من هيمنة على المؤسسات التعليمية عبر السعي إلى إشاعة النزعة المحافظة المضادة للقيم الديمقراطية والحداثية، والتمكين للمشروع السياسي الذي يهدف في أقصى غاياته إلى استعادة الدولة الدينية ووصاية الفقهاء على المجتمع، فقد خشي هذا التيار من أن تكون مراجعة مضامين المادة الدينية أو تغيير تسميتها تمهيدا لضرب مناطق نفوذه داخل المدرسة المغربية.
ومعلوم أن ارتباط درس التربية الإسلامية بالمشروع السياسي للإسلاميين قد أدّى إلى جعل هذا الدرس مؤدلجا بإفراط حتى بدأت أضراره تبدو واضحة على الدروس الأخرى العلمية منها والأدبية، (فما زلت أذكر مهازل غريبة في هذا الصدد مثل ما حصل في كتاب التربية الفنية الذي يتوجه إلى التلميذ بعبارة "أرسم كافرا (كذا!) ". فالتصور الذي اشتغل به التيار المحافظ الذي يهيمن على التربية الإسلامية هو محاولة جعل جميع المواد خاضعة للمنظور الديني من الرياضة البدنية إلى الفلسفة والتاريخ والأدب والعلوم الحقة الفيزيائية والطبيعية (التي أصبحت تدرس كما لو أنها "إعجاز علمي" للقرآن)، وهو أسلوب ينتهي إلى إشاعة الخلط والفوضى والسطحية مما يجهض أهداف المدرسة العصرية التي ترمي إلى تكوين مواطنين منخرطين في عصرهم وذوي تكوين جيد في المواد المختلفة. ومن تمّ فالتربية الدينية هي التي ينبغي أن تخضع لتوجهات وقيم المدرسة العصرية وليس العكس.
إن مراجعة مضامين مادة التربية الإسلامية إذن أو تغيير تسميتها ليس صراعا حول قضايا هامشية كما تزعم جمعية مدرسي هذه المادة، بل هي قضية جوهرية في مسار دمقرطة نظامنا التربوي وتحريره من سلبيات التربية التقليدية المبنية على حفظ واستظهار نصوص في لغة مستعصية على الأطفال، وعلى الترويض العقدي والتربية على العنف ونبذ الآخر المختلف. إن إنقاذ أبنائنا من التربية على الكراهية واللاتسامح هو أولى الأولويات، لأنه لا خير في تكوين أجيال بكاملها غريبة عن عصرها مصادمة لواقعها ومقاطعة للمكتسبات الإيجابية للإنسانية .
من هذا المنطلق فسواء تم تغيير إسم مادة التربية الإسلامية أو لم يتم، فهذا لا قيمة له في حدّ ذاته إذا لم يتم تغيير التصور العام وفلسفة تدريس هذه المادة، بملائمة مضامين المقررات والبرامج الدراسية مع ذلك التغيير.






    رد مع اقتباس
قديم 2016-07-06, 10:36 رقم المشاركة : 12
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: مراسلة مدير المناهج تثير انتقادات الفاعلين التربويين


الهدف من التربية الدينية والروحانية بالمدرسة؟


جواد مبروكي
الأربعاء 06 يوليوز 2016 - 09:16
بصفتي محلل وطبيب نفساني، أعتقد أن هناك العديد من الجوانب يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار:
طبيعة الطفل
طبيعة التربية الدينية
تأثير المدرس
الاتساق بين المدرسة والمنزل
طبيعة الطفل
غالبا ما يعتبر الطفل صفحة بيضاء، وعليها يقوم الكبار بتسجيل وصفاتهم الشخصية. كما يعتبر الطفل مثل وعاء يقوم البالغ بملئه بما يريده هو.
فالكبار يفكرون نيابة عن الطفل، ويعتقدون أنه يحتاج إلى هذا وذاك، ثم يتصرفون وفقا لذلك.
ومع الأسف، هذه هي أفضل وسيلة للضغط على الطفل، وإعاقة نموه. وهي أيضا أفضل طريقة لجعل الطفل، عندما يكبر، شخصا غير مستقل ويحتاج دائما إلى مساعدة.
فالطفل ليس جهاز كمبيوتر يقوم فيه الكبار بتثبيت البرامج التي تبدو جيدة بالنسبة لهم، كما أن الطفل ليس وعاء فارغ ولا صفحة بيضاء. إن الطفل عبارة عن منجم يحوي قدرات و مواهب بلا حدود. ودور التربية هو مساعدة الطفل على استخراج هذه القدرات وتطويرها. فالطفل يستخدم قدراته بناء على احتياجاته بوتيرة تدريجية وفقا لتطوره ونموه.
هل الكبار يسعون إلى تحقيق ما هو جيد للطفل و مساعدته على أن يكون ما يريد أن يكون؟ أم أنهم يسعون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة من خلال اختيار التعليم المناسب لذلك؟
الطفل هو إنسان يحتاج إلينا من أجل مساعدته وليس لكي نجعل منه ما نريده نحن.
طبيعة التربية الدينية
هل يحتاج الطفل إلى تربية روحانية وأخلاقية أو إلى تربية دينية؟
يبدو لي أن الطفل يحتاج أكثر إلى تربية روحانية وأخلاقية سواء في المدرسة أو في المنزل. هذه التربية ليس هدفها هو ملء الطفل ب " عليك أن تكون طيبا، يجب أن تكون صادقا، لا يجب أن تسرق، يجب أن تكون سخيا......" هذه الصيغ ليست إلا تزقيما لا يهضمه الطفل ويدفع به في الأخير إلى التقيؤ.
فالتربية الروحانية يجب أن تساعد الطفل على استخراج الفضائل الإلهية الكامنة فيه ومساعدته على أن يكتشف بنفسه أنه من الأفضل له أن يكون طيبا عوض أن يكون شريرا، ومن الأفضل أن يكون صادقا عوض أن يكذب، ومن الأفضل له أن يكون مسالما عوض أن يكون عنيفا... وبعبارة أخرى، يجب على التربية الروحانية أن تقود الطفل إلى تعبئة إمكاناته الخاصة وقدراته الذاتية وإلى التفكير والفهم ومن ثم اتخاذ قراراته بنفسه.
التربية الروحانية يجب أن تقود الطفل إلى أن يدرك أنه شخص كامل، و أنه ينتمي إلى هذا المجتمع وإلى هذه القرية وإلى هذه المدينة وإلى هذه الدولة وإلى هذه الإنسانية وأن لديه حقوق وعليه واجبات. وبالتالي فإن غايتها هو مساعدة الطفل على تنمية وعيه بالانتماء الاجتماعي، وبأنه ليس "صغيرا لا يعرف شيئا وسيفهم كل شيء عندما يكبر". وبالتالي فإن تربيته على أنه وعاء فارغ ستؤدي به، عندما يكبر، إلى استخلاص أنه تعرض للخيانة من قبل البالغين.
التربية الروحانية ليست دراسة دين معين بتاريخه وطقوسه وعقائده.
التربية الروحانية تهدف إلى تحقيق تحول روحاني لدى الطفل أي إلى تطوير قدراته الروحانية.
التربية الروحانية هي نقطة التقاء جميع الأديان، وهي جوهر الدين الذي لا يتغير مع مرور الوقت "اللطف والكرم والصدق والاحترام والثقة ومساعدة الآخرين..".
يجب التمييز بين التربية الروحانية والتعليم الديني لتجنب الأحكام المسبقة التي تدرس من قبل هذا الدين أو ذاك.
فالتعليم الديني يعلم الأطفال الطقوس و أهميتها بالنسبة للمنظور الروحي، لكنه يعلم أيضا للأطفال القوانين الاجتماعية التي تتيح للمجتمع أن يعيش في سلام. هذه الطقوس والقوانين تختلف من دين إلى آخر، على عكس التربية الروحانية.
فالأديان يمكن أن يتم تدريسها مع احترام تام لتاريخها وطقوسها وعقائدها، ولكن دون مقارنة ودون أحكام مسبقة وبطريقة محايدة . وهكذا نكون قد وفرنا للطفل المعرفة دون تمرير إيديولوجية معينة.
تأثير المدرس
يجب أن يخضع المدرسون لتكوين خاص قبل البدء في تدريس التربية الدينية للتلاميذ. ولا يتعلق الأمر هنا بتكوين في المجال التربوي، ولكن بتكوين يتيح للمدرس، أيضا، أن يتحول روحانيا. وهكذا يتخلص المدرس من كل الأحكام المسبقة، ويغير نظرته للطفل، كونه وعاء يحتاج لمن يملأه، ويقتنع بأنه من واجبه مرافقته من أجل أن يعي الطفل بقدراته الروحانية وأن يقوم باستخراجها.
بدون هذا التكوين، فالمدرس، حتى دون قصد، سوف يؤثر على الأطفال بآرائه الشخصية وأحكامه المسبقة، مما يمكن أن يخلق تضاربا في رأس الطفل، وحتى صراعا مع والديه. علينا ألا ننسى أن الطفل، يعتبر المدرس بمثابة الأب الثاني.
وبالنسبة للأطفال، كل ما يقوله المدرس هو حقيقة. ولكم أن تتخيلوا مدى تأثير ذلك على مستقبل الطفل، وبالتالي على مستقبل المجتمع برمته.
فإذا كان المدرسون غير متسقين في أقوالهم و رؤاهم، سيكون المجتمع مليئا بالصراعات.
الاتساق بين المدرسة والمنزل
التعليم الديني في المدارس يطرح العديد من المشاكل. فآباء التلاميذ المغاربة لا يعتنقون كلهم نفس الديانة ولا يتفقون جميعهم على أن يتلقى أبناءهم تربية دينية خاصة بدين معين.
فالأقليات الدينية تقبل، في الوقت الراهن، التعليم الديني في المدارس، لأنها لا خيار لها، والتلاميذ مجبرون على التحصيل الدراسي في جميع المواد لكي يتفوقوا وينجحوا.
فالتعليم الديني المنغلق على "دين واحد" يفتح الباب أمام تعارض وجهات نظر بعض الآباء والأمهات من جهة والمدرسين من جهة أخرى، مما يفقد المصداقية لدى الأطفال إزاء مدرسيهم، و يشكل خطرا على الثقة التي يجب أن يضعها الأطفال في مدرستهم.
إن التربية الروحانية، بحيادها، سوف تساهم في إنشاء اتساق أكبر بين الآباء والمدرسة، على عكس التعليم الديني.
إذن، أليس ضروريا خلق نوع من التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور؟ أليس من المفيد تحسيس الآباء بأهمية هذه التربية الروحانية؟
وكختام، أليست الغاية النهائية من هذه التربية الدينية والروحانية هو التحول الروحاني للطفل وتطوير إحساسه بالانتماء الاجتماعي وانفتاحه على جميع المعتقدات وأن يعيش في مجتمع بشري يؤمه السلام والوئام دون أي تعصب ديني أو عرقي؟






    رد مع اقتباس
قديم 2016-07-06, 19:17 رقم المشاركة : 13
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: مراسلة مدير المناهج تثير انتقادات الفاعلين التربويين


وثيقة رسمية : منهاج التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي -30 يونيو مديرية المناهج


بتاريخ 06 يوليوز 2016








    رد مع اقتباس
قديم 2016-07-07, 21:00 رقم المشاركة : 14
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: مراسلة مدير المناهج تثير انتقادات الفاعلين التربويين


من تخيفه "التربية الإسلامية" في المناهج التربوية؟


حسن بويخف
الخميس 07 يوليوز 2016 - 05:39
مراجعة المناهج التربوية وتخليصها من الأخطاء المختلفة التي قد تكون تسربت إليها، وتحيينها على ضوء المستجدات العلمية أو المستجدات الدستورية والإحصائية والإدارية وغيرها، أمر واجب. بل إن تلك المراجعة الشاملة تكون حيوية حين تكون مقاصدها تربوية محضة، وتتم بشكل شفاف، ولا تتجاوز حدود صلاحيات وزارة التربية الوطنية والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي نفسه، إلى قضايا تتعلق بثوابت الأمة المتوافق عليها مثل الهوية الإسلامية للدولة المغربية. فما موقع المراجعة التي قامت بها وزارة التربية الوطنية مؤخرا للمناهج التربوية؟
في البداية ينبغي وضع الموضوع في سياقه، وتذكير من يحتاج إلى تذكير أن أرضية انطلاق تلك المراجعة تشكلت من "حملة" إعلامية منسقة أصبح لها زخم واضح بداية السنة الماضية 2015، وتتهم المناهج التربوية بالتطرف ونشر الكراهية، وتطالب بـ"تنقيتها". وقد استجابت الوزارة بعد شهور بفتح ورش تنقيح المناهج ، كما أشارت إلى ذلك وثيقة عرض رسمي لتكوين المفتشين حينها،. حيث جاء في الوثيقة بمحور "السياق" فقرة "الاستجابة لطلب مجتمعي متزايد بتعديل البرامج"، ذكر الصحافة من بينها. وهذا قبل تنظيم المؤتمر المنعقد بمدينة مراكش تحت عنوان: "حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية: الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة" في يناير 2016 ودعا بيانه الختامي "المؤسسات العلمية والمرجعيات الدينية إلى القيام بمراجعات شجاعة ومسؤولة للمناهج الدراسية للتصدي لإحلال الثقافة المأزومة التي تولد التطرف والعدوانية، وتغذي الحروب والفتن، وتمزق وحدة المجتمعات". وأيضا قبل صدور بلاغ للديوان الملكي يوم السبت 30 يناير2016 يدعو وزارتي التربية الوطنية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى مراجعة مناهج وبرامج تدريس التربية الدينية في مختلف مستويات التعليم بغرض تكريس التسامح والاعتدال.
لكن الخطأ الكبير الذي وقعت فيه تلك المراجعة، وأكدته الوثيقة الموزعة على ممثلي لجن التأليف المدرسي مؤخرا، هو أنها اعتمدت رسميا تغيير نسبة التربية إلى الإسلام، وغيرت تسمية "التربية الإسلامية" إلى "التربية الدينية"، وهما أمران يختلفان بشكل جوهري. لكن الوزارة لم تكشف عن سر هذا التغيير الذي كانت تدندن حوله مند نهاية الموسم الدراسي الماضي كما سنرى. فهل نسبة التربية إلى الإسلام يشجع أيضا على التطرف؟ أو أنها تشكل خطورة على مستقبل النشء والوطن؟ أو أن المغرب أصبح فجأة متعدد الديانات؟ أم أنها فقط خطوة جبانة متخفية لعلمنة متسربة؟
إن تسمية "التربية الدينية" لا تعبر عن أية خصوصية مغربية، وتشمل جميع الأديان، السماوية منها والوثنية. بل إن تلك التسمية الجديدة تخالف الدستور المغربي الذي لا يتحدث عن الدين مجردا، بل يتحدث عن الدين الإسلامي وعن الإسلام. وأكد أن الإسلام هو دين الدولة المغربية، وأن المملكة المغربية دولة إسلامية، وجعل الأحكام المتعلقة بالإسلام من القضايا التي لا يمكن أن يطالها التعديل... لكن الأهم في السياق الذي نتحدث فيه هو تشديد الدستور على أن الدين الاسلامي يتبوأ صدارة مكونات الهوية المغربية، ويعتبر من الثوابت الجامعة التي تستند الأمة عليها في حياتها العامة، بل إن الفصل 31 منه جعل من مسؤوليات الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات المحلية العمل على "التنشئة على التشبث بالهوية المغربية، والثوابت الوطنية الراسخة". فما هي المشكلة إذن في "التربية الإسلامية"؟ أليست هي الأنسب دستوريا، وهي الأصل تاريخيا؟ فلماذا التبديل؟
في غياب أي مسوغ منطقي مقبول لتغيير إسم "التربية الإسلامية" إلى "التربية الدينية"، يحاول بعض مسؤولي وزارة التربية تبرير تلك الخطوة الصادمة بإقحام بلاغ الديوان الملكي كدافع إلى ذلك! وهذا الدفع متهافت لعدة اعتبارات أهمها: أولا، أن البلاغ المذكور ليس فيه شيء يمكن تأويله، حتى بشكل متعسف، على أنه دعوة إلى تغيير اسم التربية الإسلامية إلى التربية الدينية. ثانيا، ورود "التربية الدينية" في البلاغ جاء بشكل عابر يدخل في الخطاب العام وليس حديثا يؤصل للمفاهيم، ويمكن أن نجد له أمثالا كثيرة في خطابات ملكية سابقة لم تترجم إلى مثل خطوة وزارة بلمختار. ثالثا، الدفع بالبلاغ فيه تدليس كبير، إذ باشرت الوزارة خطوات اعتماد "التربية الدينية" بدل "التربية الإسلامية"، شهورا قبل صدور ذلك البلاغ. ففي شهر يونيو من سنة 2015، وفي إطار تكوين المفتشين المشار إليه سابقا، تضمنت وثيقة العرض الرسمي للوزارة حول تنقيح المنهاج الدراسي للسنوات الأربع الأولى من التعليم الابتدائي اسم "التربية الدينية" وأعطت توجيهات صارمة للمؤطرين بالالتزام بها بدل "التربية الإسلامية"، فيما حافظت وثيقة التنقيح لتلك المناهج على التسمية الأصلية، وأثار ذلك استغرابا وجدلا كبيرا بين المفتشين واستنكارا منهم عرف طريقه إلى الإعلام، دون أن تتفاعل معه الوزارة ولو بكلمة واحدة. وأكدت مصادر من الوزارة حينها لـ"التجديد" عزم الوزارة اعتماد اسم "التربية الدينية". وهذا يؤكد أن خطوة تغيير الاسم سابقة بشهور عن بلاغ الديوان الملكي، ولا علاقة لها به. وأن مضمون البلاغ بريء من ذلك التغيير الذي يبقى معبرا عن اختيار الوزارة لا غير.
إن اعتماد تسمية "التربية الدينية" إجراء انفرادي لوزارة بلمختار، يمس رسالة التعليم التي وجب أن تعكس الهوية الإسلامية للمملكة المنصوص عليها في الدستور، ويخالف ما نشر في الجريدة الرسمية مند سنين من قوانين اعتمدت "التربية الإسلامية" كتسمية لمناهج تربوية، وهو إجراء مقلق قد يمهد لإجراءات مماثلة تمس هوية مضمون التعليم نفسه.
إننا أمام إجراء مرفوض يضرب بعرض الحائط كل مكتسبات مغرب دستور 2011، ويسائل ممثلي الأمة، ويسائل الحكومة التي عليها التدخل المستعجل لوقف اعتماد ذلك الإجراء، كما يسائل المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي... فهل تعود وزارة التربية إلى رشدها؟






    رد مع اقتباس
قديم 2016-07-09, 10:50 رقم المشاركة : 15
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: مراسلة مدير المناهج تثير انتقادات الفاعلين التربويين


حوار مع الأستاذ خالد البورقادي الباحث في علوم التربية والديداكتيك ومناهج تدريس العلوم الشرعية حول مسألة مراجعة مناهج وبرامج مقررات تدريس التربية الإسلامية




حاوره سعيد الشقروني
ينخرط حوارنا اليوم في صلب النقاش الدائر حول مسألة مراجعة مناهج وبرامج مقررات التربية الإسلامية، سواء في المدرسة العمومية أو في التعليم الخاص، أو في مؤسسات التعليم العتيق، في اتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، وفي صلبها المذهب السني المالكي، الداعية إلى الوسطية والاعتدال، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية.
في هذا السياق، نحاور اليوم ونستضيف الأستاذ الباحث خالد البورقادي مفتش تربوي لمادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي التأهيلي، ومنسق جهوي تخصصي بجهة الشرق، خريج دارالحديث الحسنية، وخريج كلية الشريعة بفاس،باحث في علوم التربية والديداكتيك ومناهج تدريس العلوم الشرعية، وأستاذ زائر بالعديد من الجامعات المغربية، ومدرب معتمد من أكاديمية أكسفورد للتدريب والاستشارات، ومشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية والوطنية..
الأستاذ خالد البورقادي مرحبا بك..
سؤال: بداية، ما المقصود بمفهوم "التربية الدينية"؟
جواب: بسم الله الرحمن الرحيم، شكرا لكم على الاستضافة في موقعكم التربوي المتميز، ونحيي فيكم اهتمامكم بالشأن التربوي وخاصة ما يتعلق بموضوع مراجعة مناهج مادة التربية الإسلامية باعتباره حديث الساعة الآن.
أما عن سؤالكم بخصوص مسمى "التربية الدينية" فهو في الحقيقة مصطلح غريب جدا عن الحقل التربوي المغربي والبيئة المغربية عموما، فالمشتغلون بالحقل التعليمي والتربوي، والباحثون والمتتبعون يعلمون ألا وجود لهذا المصطلح في المنهاج التربوي المغربي، وكل ما هنالك: مادة اسمها مادة التربية الإسلامية ضمن المواد المُشكِّلة للمنهاج؛ تغطي الأسلاك الثلاث: الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي؛ هذا في التعليم العام. ثم هناك التعليم الأصيل بمواده المختلفة مع التركيز على المواد الإسلامية وهو أيضا تحت مسؤولية ونظر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وتتبع المفتشين التربويين للمادة؛ بالإضافة إلى التعليم العتيق الذي تسهر على تتبعه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هيكلةً ومقرراتٍ وتتبعاً وتقويماً؛ بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية بخصوص الشهادات ومعادلتها. والوثائق المنهاجية للمادة: التوجيهات الرسمية والمذكرات المنظمة للتقويم والأطر المرجعية كلها تشهد على هذا فلا شيء يُدعى "التربية الدينية" !
ففي الحقيقة، ينبغي أن ينصب الحديث على مادة التربية الإسلامية بوصفها مادة تعليمية حاملة للقيم ضمن المنهاج التربوي ككل، منصوص عليها في المنهاج، لها توجيهاتُها وديداكتيكُها الخاص، وليس على مصطلح "التربية الدينية" الذي نظن أنه مستورد ضمن ما يستورد عبر وسائل الإعلام من أوساط وبيئات ودول مختلفة؟ خاصة المشرقية منها، لأنهم يتحدثون في مناهجهم التربوية عن مسمى "التربية الدينية"؛ فدول الخليج ومصر والأردن..مثلا دأبوا على استعمال هذا المصطلح في أدبياتهم التربوية والإعلامية. فهل انتقلت إلينا العدوى؛ أم أن التسمية بهذا المصطلح في البيئة المغربية أمر مقصود يروم صبغ المفهوم بصبغة خاصة بعيدة عن مفهوم التربية الإسلامية؟ أم أن المصطلح أُوحي به من قبل جهات معينة تمهيدا لخلطة لا طعم لها في المستقبل القريب؟.
هذا وتعلمون أنه تم تسريب التوجيهات التربوية للمادة بالسلك الثانوي الإعدادي عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم: "التوجيهات التربوية لمادة "التربية الدينية" -هكذا ! - ربما في خطوة استباقية لجس نبض المجتمع والمعنيين بمادة التربية الإسلامية من أساتذة ومفتشين وباحثين تربويين ورأي عام مجتمعي !
إن الدين الرسمي للدولة في المغرب وكما يعلم جميع المغاربة هو الإسلام، والمغاربة جميعَهم مسلمون، إلا ما كان من بعض الأقليات المغربية المتواجدة ضمن النسيج المجتمعي المغربي عبر قرون طويلة من تاريخ المغرب ويضمن لهم الدستور والقانون جميع حقوقهم الدينية.
إن الانتقال من مفهوم التربية الإسلامية إلى مصطلح "التربية الدينية"، يوحي للمتتبع القريب والبعيد وكأننا في دولة بها أديان متعددة، وطوائف مختلفة، وأقليات كثيرة، مما يدفع إلى ضرورة مراجعة مناهج التربية الدينية حتى تستجيب لحاجيات الجميع، ولسنا في بلد يَدينُ أهلُه بالإسلام، وتحرص الدولة أيما حرص على إعلان ذلك وإقراره في مختلف القوانين والنصوص التشريعية والوثائق المُنظِّمة!!!
ففي الدستور المغربي نجد في الفصل الثالث: " الإسلام دين الدولة؛ والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية"
وفي الميثاق الوطني للتربية والتكوين؛ والذي لازال يعد الوثيقة المعبرة عن السياسة التربوية والتعليمية للنظام التربوي المغربي نجد ما يلي:
(يهتدي نظام التربية والتكوين للمملكة المغربية بمبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها الرامية لتكوين المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح؛ المتسم بالاعتدال والتسامح؛ الشغوف بطلب العلم والمعرفة في أرحب آفاقهما؛ والمتوقد للاطلاع والإبداع؛ والمطبوع بروح المبادرة الإيجابية والإنتاج النافع)
ونجد في المرتكز الثالث: (يتأصل النظام التربوي في التراث الحضاري والثقافي للبلاد؛ بتنوع روافده الجهوية المتفاعلة والمتكاملة؛ ويستهدف حفظ هذا التراث وتجديده؛ وضمان الإشعاع المتواصل به لما يحمله من قيم خلقية وثقافية)
وتجدر الإشارة إلى أن الوثيقة الإطار للاختيارات والتوجيهات التربوية حددت مدخلا تربويا لجميع المناهج التربوية يتمثل في ثلاثة أبعاد هي بُعد تربية التلميذ على القيم (أربع مجموعات من القيم)؛ وبُعد تنمية كفايات التلميذ (خمس مجموعات من الكفايات)؛ وبعد تربية التلميذ على الاختيار واتخاذ القرارات.
والقيم التي نصت عليها الوثيقة هي:
قيم العقيدة الإسلامية؛
قيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية
قيم المواطنة؛
قيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية.
فما الذي استجد يا ترى لتتسلل هذه المفاهيم المحملة بالكثير من الدلالات المنصبغة بالظرفية السياسية الراهنة لتشكل عنوان الدعوة لمراجعة مناهج "التربية الدينية"؟ وما هي السياقات المنتجة لهذه الدعوات؟
ويبدو أن القوم قد التقطوا الرسالة فعدلوا عن المصطلح الدخيل وراج الحديث في مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا عن مراسلة لوزارة التربية الوطنية إلى دور النشر بعدم تغيير الاسم والإبقاء على " التربية الإسلامية".
سؤال: ما هو السياق أو ما هي السياقات التي ساهمت في إنتاج خطاب مراجعة المناهج ؟
جواب: كما تعلمون ويعلم جميع المتتبعين للشأن التربوي المغربي، أن الحديث عن مراجعة مناهج التربية الإسلامية برز فجأة؛ فالكل كان منشغلا بالحديث عن الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015- 2030 وتقارير المجلس الأعلى للتعليم والتكوين والبحث العلمي؛ وما قامت به الوزارة الوصية من إجراءات تنزيلية: التدابير ذات الأولوية والمنهاج المنقح ومشاريع المؤسسة..وهكذا، إلى أن تعالت بعض الدعوات والأصوات في وسائل الإعلام تشن هجوما عنيفا على مادة التربية الإسلامية وأساتذتها دونما مسوغات ولا مبررات علمية أو أكاديمية أو بيداغوجية وديداكتيكية حتى ! وتدعو إلى مراجعة المناهج التعليمية؛ وخاصة ما تعلق بمناهج ما سمي "بالتربية الدينية"؛ لتتلوها الدعوة الرسمية عبر بلاغ الديوان الملكي كما تعلمون.
سؤال: ما هي في رأيكم الأسباب التي تدفع خبراء التربية إلى تبني خطاب مراجعة المناهج؟
جواب: شكرا لك على طرح هذا السؤال الذي هو من الأهمية بمكان لمن يريد مناقشة مسألة مراجعة المناهج التربوية والتعليمية.. إذ لا يختلف اثنان حول ضرورة وأهمية مراجعة المنهاج التربوي curriculum لأي نظام تربوي كيفما كان، وتكاد الأبحاث والأدبيات والدراسات التربوية تتفق على هذا، تماشيا مع التطور والتغير الذي يعرفه الإنسان، ونظرا لتعقد الظاهرة التربوية والحاجة الدائمة للمراجعة والتجديد والتطوير، بما يستجيب بشكل رئيسٍ وأساسٍ لحاجاتِ les besoins المجتمع بالدرجة الأولى، وحاجيات وانتظارات المتعلمين بدرجة ثانية.
علم المناهج كما تعلمون يعد علما قائما بذاته في حقل علوم التربية، له خبراؤه المتخصصون في تصميمه وبنائه وتنفيذه وتقويمه ويُعد وفق قواعد وأسس علمية وتربوية وبيداغوجية، والأصل في عملية المراجعة للمنهاج تكون ناتجة عن عمليات متابعة وتقويم مستمرة، من خلال مجموعة من التقارير والدراسات التي يقوم بها الخبراء التربويون المتخصصون وذلك "للوقوف على مدى تحقيق المنهاج لأهدافه ومعرفة المشكلات التي تحدث عند التطبيق حتى يمكن مواجهتها".
وعلاقة بسؤالكم، يمكن القول بوجود أسباب ودواعي عديدة تدفع خبراء التربية إلى مراجعة المناهج؛ من أهمها:
> قصور المنهاج الحالي: عندما يقتنع كل القائمين والمهتمين بالشأن التربوي داخل المجتمع بقصور المنهاج الحالي عن تحقيق مخرجات معتبرة وتحقيق أهداف مجتمعية، فإن ذلك يدفع في اتجاه مراجعة أو تجديد أو تطوير لهذا المنهاج؛
> التغيرات الطارئة على المتعلم/التلميذ والبيئة والمجتمع والمعرفة: فالعصر الذي نعيش فيه سريع التطور، من سماته التغير السريع، والسرعة في إنتاج المعرفة والمعلومة، وثورة خيالية في وسائل الاتصال وتقنايته؛ ولاشك أن لذلك كبير الأثر على سيرورة الحياة جملة للمجتمعات البشرية، وبالتأكيد الشباب والطلبة والتلاميذ في مقدمة هذا النسيج المجتمعي السريع التأثر بالتطورات المعاصرة، الأمر الذي يضع على كاهل المسؤوليين التربويين وصناع القرار التربوي مسؤولية تطوير المنهاج التربوي وتجديده بما يحفظ قيم المجتمع في عالم موار، يشهد تدافعا غير مسبوق في مجال القيم، ثم الحاجة الملحة لمسايرة تطور العصر وتقنياته بما لا يفضي إلى الذوبان في قيم الأمم الأخرى؛ أو السقوط في يسميه البعض ب"عولمة القيم" وفرض نموذج قيمي واحد؛ لأنه هو المسيطر في العالم.
> التطوير بناء على الدراسات المستقبيلة: قد يحدث التطوير نتيجة التنبؤ بحاجيات الأفراد واتجاهات الفرد والمجتمع، عبر دراسات علمية وإحصاءات مجتمعية عامة، تقترح الخطة المستقبلية للمجتمع، تحدد مطالب الغد، وحاجات المجتمع في قطاع التربية والتكوين وما يرتبط بذلك من سوق الشغل وإدماج الخرجين في المجتمع وفق دراسات استراتيجية علمية ودقيقة.
> تطور الفكر التربوي: حيث ازدياد حركة البحث العلمي في مجال التربية وعلم النفس التربوي، والإحساس بضرورة التكامل بين النظريات والمقاربات البيداغوجية، والأخذ من كل منها في مجال تطوير المناهج الدراسية نفسها " فلم يعد بين النظريات التربوية وعلم النفس من حواجز تمنع الأخذ والعطاء؛ بل صار معيار الحكم على كل نظرية منها قدرتها على أن تترجم إلى منهاج دراسي يشق طريقه إلى حجرة الدراسة بكفاءة واقتدار" كما يقول أحد الباحثين..
تلك أهم الدواعي والأسباب التي تدفع صناع القرار التربوي في أي بلد إلى الدعوة إلى مراجعة المناهج وتطويرها، فهل ينطبق هذا على الدعوة المعلنة في المغرب لإعلان عن مراجعة مناهج "التربية الإسلامية"؟
إذا كان الأمر كذلك، فأين هي الدراسات البيداغوجية والديداكتيكية العلمية التي أثبتت قصور منهاج التربية الإسلامية المعمول به في المنهاج التربوي المغربي؟ كم من تقرير أو دراسة علمية انطلق منها الداعون إلى مراجعة منهاج ما سموه "التربية الدينية" ؟؟
سؤال: لماذا الدعوة إلى مراجعة منهاج "التربية الدينية" الآن؟ هل هناك سياقات ملحة دفعت إلى مثل هذا الإعلان؟
مشكور على سؤالك أخي الكريم؛ لكن المرجو التعبير بمصطلح التربية الإسلامية لأنه هو الأدق بيداغوجيا وواقعيا.. وبخصوص سياقات المراجعة، لعل فيما سبق بعض التلميحات إلى سياق المراجعة وخاصة الهجوم الإعلامي على المادة وأهلها؛ لكن يمكن أن نتحدث في هذا الإطار عن سياق دولي وعن سياق محلي حتى تتضح الصورة أكثر:
- السياق الدولي: المتمثل في ضغط الاستكبار العالمي، والمستمر على الدول الإسلامية والعربية، من أجل مزيد من فرض التبعية وفصل الشعوب عن مقوماتها الثقافية والحضارية، فلم يكتف الغرب الرأسمالي بالاحتلال العسكري وتفتيت المفتت وتجزيء المجزء، بل امتدت أياديه إلى المناهج التعليمية للمجتمعات العربية والإسلامية، من أجل تغييرها ومسخها بما يخدم أهدافه ومصالحه الثقافية ويحقق أهدافه الاستعمارية/الاستخرابية وعلى رأسها عولمة قيمٍ بعينها وصبغ الشعوب المستضعفة بها؛ إنها قيم العولمة المتحللة من كل قيد أخلاقي أو ديني؛ أو حتى ضوابط أخلاقية تتماشى والفطر السليمة لكل ذي عقل من الناس!
كل ذلك تحت يافطة حقوق الإنسان الكونية، وعولمة قيم "التسامح" والتعايش، ورغبة جامحة متطرفة لفرض نموذج قيمي واحد في تناقض تام مع كل مبادئ التعددية والاختلاف بين الأمم والشعوب!! في تجاهل تام للأسباب الحقيقية التي تغذي نزعات التطرف والكراهية؛ وفي مقدمتها غياب الإنصاف والعدل وعدم احترام الخصوصيات الثقافية والقيمية لمختلف الشعوب والدول..
"فقد طالب الرئيس الأمريكي السابق – جورج بوش- بتخصيص 145 مليون دورلار- حينها- من ميزانية 2004 لتحويل التعليم في المدارس الإسلامية في العالم العربي إلى تعليم علماني؛ وهناك معطيات دقيقة تؤكد دور الحكومات الغربية في الضغط على الأنظمة العربية لنشر القيم الغربية في المنظومة التعليمية؛ يقول وزير الخارجية الأمريكي السابق –على عهد بوش- : (إذا أرادت الدول العربية أن تكون صديقة لنا فعليها أن تعرف أنه مهما كانت الطروحات الدينية التي تدرسها لأبنائها في مدارسها العامة فإننا ننتظر منها أن تلقن بالطريقة السليمة؛ التي ينتظر منها أن تحاط بها تلك الطروحات؛ وعلى كل سفراء أمريكا أن يحققوا هذا الجزء من الأمر؛ لأنه إذا لم يكن التسامح عالميا فإنه لا يمكن التعايش)، كذلك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في منتدى جدة الاقتصادي دعت وزراء الدول الإسلامية إلى "تغيير مناهجها الدراسية لمنع ترسيخ العقائد في النظام التعليمي"!
هذا هو السياقُ الذي أزعم أنه وَجَّه بقوة الدعوةَ إلى مراجعة مناهج "التربية الدينية"؛ إِذِ الدعوةُ نفسها تتم على صعيد أكثر من دولة عربية وإسلامية آخرها مصر، التي دعا الانقلابُ فيها إلى مراجعة المناهج الدينية وفي مقدمتها مناهج جامعة الأزهر التاريخية، ..وقبل ذلك الموجة نفسها عمت العديد من الدول الإسلامية كالسعودية والإمارات والأردن والعراق وغيرها.. تحت نفس الذرائع: محاربة التطرف والإرهاب!!
- السياق المحلي: حيث جاءت الدعوة إلى مراجعة مناهج "التربية الدينية" عقب إنتهاء أشغال المؤتمر المنعقد بمدينة مراكش تحت عنوان: " حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية: الإطار الشرعي والدعوة إلى المبادرة" أيام: 25-26-27 يناير 2016 على امتداد ثلاثة أيام، شارك فيها العديد من العلماء والباحثين والمهتمين؛ وقد دعا البيان الختامي للمؤتمر "المؤسسات العلمية والمرجعيات الدينية إلى القيام بمراجعات شجاعة ومسؤولة للمناهج الدراسية للتصدي لأخلاق الثقافة المأزومة التي تولد التطرف والعدوانية، وتغذي الحروب والفتن، وتمزق وحدة المجتمعات"؛ ليعقبها بلاغ للديوان الملكي يوم السبت 30 يناير2016 الذي دعا وزارتي التربية الوطنية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى مراجعة مناهج وبرامج تدريس التربية الدينية في مختلف مستويات التعليم بغرض تكريس التسامح والاعتدال،
لتصدر التعليمات لوزيري التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية بضرورة مراجعة مناهج ومقررات تدريس "التربية الدينية"، سواء في التعليم العام أو الخاص أو في مؤسسات التعليم العتيق (التعليم الديني التقليدي).

وحسب البلاغ الصادر؛ ستتم مراجعة مناهج تدريس "التربية الدينية" في اتجاه (إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، وفي صلبها المذهب السني المالكي الداعي إلى الوسطية والاعتدال، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية) وفق بيان الديوان الملكي؛ وأَنْ ترتكز البرامج والمناهج التعليمية على "القيم الأصيلة للشعب المغربي، وعلى عاداته وتقاليده العريقة القائمة على التشبث بمقومات الهوية الوطنية الموحدة الغنية بتعدد مكوناتها، وعلى التفاعل الإيجابي والانفتاح على مجتمع المعرفة وعلى مستجدات العصر" حسب البلاغ دائما.
هذه الدعوة تقاطعت مع أصوات أخرى - كما سبقت الإشارة إلى ذلك- دأبت على التهجم على مادة التربية الإسلامية وتحميلها مسؤولية صناعة العنف والتطرف! في ادعاء غريب عارٍ من كل حجة علمية أو تربوية؛ ولو وجدوا أدنى مثال أو دليل ما تأخروا في إخراجه وإعلانه، لأن منهاج التربية الإسلامية مصادق عليه من طرف وزارة التربية الوطنية، ومعد وفق دفتر للتحملات، ومنسجم مع مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وتوجيهات الوثيقة الإطار، شارك في إعداده نخبة من الخبراء التربويين وذوي التخصصات المختلفة، لذلك نحسن الظن بهؤلاء ونقول بأن هجومهم ناتج عن ضعف دراية واطلاع على منهاج المواد الإسلامية، سواء بالتعليم العام أم بالتعليم الأصيل أم بالتعليم العتيق، وقديما قيل: من جهل شيئا عاداه.
سؤال: الأستاذ خالد البورقادي.. الحوار معكم كان جميلا ومفيدا، لكن رغم ذلك أقول.. هل هناك كلمة أخيرة؟ أو هل من توصيات أو ملاحظات
جواب: العفو..نشكر لكم اهتمامكم بالموضوع، وأغتنم الفرصة في ختام هذا الحوار لأقدم لكم الملاحظات الآتية:
- إن الدعوة إلى مراجعة مناهج " التربية الدينية" لا ينبغي أن تكون أسيرة سياقات دولية أو إقليمية أو محلية؛ أو حتى استجابة لضغوطات معينة، بقدر ما ينبغي أن تكون نابعة من حاجات مجتمعية؛ ومؤسسة على دراسات علمية وأبحاث تربوية تقويمية لمنهاج مادة التربية الإسلامية والتعليم الأصيل والتعليم العتيق؛ لا مبنية على انطباعات وتمثلات représentations سابقة عن المادة وأصحابها.
- ثم لا يعقل أن يقع الانفصال منذ البداية بين "مناهج التربية الإسلامية" وورش الإصلاح التربوي مستمر في أعماله وأشغاله، حيث صدرت الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، والحديثُ جارٍ عن التدابير ذات الأولوية، فلماذا التعسف في فصل التربية الإسلامية عن باقي عناصر المنهاج التربوي؟ إن عملية الإصلاح والمراجعة للمنهاج التربوي ينبغي أن تتم في رؤية شمولية وفق أحدث النظريات التربوية في بناء وتصميم المناهج، التي تلح على المنهاج المترابط والنسقي curriculum systèmatique المتمركز حول المتعلم بكل أبعاده المعرفية والسلوكية والوجدانية.
- لابد في عملية مراجعة منهاج التربية الإسلامية من الاستشارة والإشراك الفعلي لأهل الميدان وأبناء الدار؛ المعنيين بالمادة من أساتذة ومفتشين وخبراء تربويين؛ حتى لا تتكرر الأخطاء المرتكبة في المشاريع الإصلاحية السابقة!
- نحتاج بالفعل إلى عملية إصلاح لمنهاج مادة التربية الإسلامية؛ هذه الرغبة نابعة من الممارسة الميدانية؛ ونتيجة الخبرة التربوية المتراكمة؛ أهم معالمها:
- إيلاء مادة التربية الإسلامية المكانة اللائقة بها ضمن مواد المنهاج، لأنها مادة حاملة للقيم، وما تحتاجه المنظومة الآن أكثر من أي وقت مضى هو زرع القيم الدينية والوطنية في نفوس الناشئة، لأن المادة قادرة بفعل نوع المعرفة التي تنطلق منها، وبفضل الطاقات التي تمتلكها من أطر تربوية وتأطيرية، على تمرير قيم التسامح والمحبة والتعايش والتعاون والحوار والاختلاف والتكافل والعفة..؛ في وقت أصبحت في قيم النسيج المجتمعي مهددة؛ فبتنا نسمع عن ارتفاع نسب الجريمة داخل المجتمع؛ وتفشي الإدمان والمخدرات، وانتشار التفسخ والانحلال الخلقي، وارتفاع نسب الطلاق وتفكك الأسر، وظواهر مشينة لا تخدم القيم النبيلة التي نشأ عليها المغاربة، وغيرها... والتقارير الرسمية ووسائل الإعلام تؤكد هذا.
- الرفع من الغلاف الزمني للمادة؛ والمعامل، كفيل بتصحيح التمثلات نحو المادة وأساتذتها، وقمين بتحقيق الأهداف المتوخاة من المنهاج التربوي؛ وتعميم المادة في جميع الامتحانات الإشهادية إذا كنا بالفعل نريد تربية الأجيال على قيم التسامح و(إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، وفي صلبها المذهب السني المالكي الداعي إلى الوسطية والاعتدال، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية).. فهذا يقتضي حتما أن تغطي مادة التربية الإسلامية جميع الشعب وتستهدف جميع التلاميذ والطلبة بمختلف الشعب والتخصصات، لأن الكل معني بقيم المذهب المالكي السني، وحتى لا ندع لحبال وأَشْراك الإعلام الأجنبي ولمواقع التواصل الاجتماعي ولشبكة الإنترنت أن تصنع قيما معينة عند شبابنا قد يدفع المجتمع كله ثمن ذلك إما تطرفا وعنفا؛ أو تفسخا وانحلالا من كل قيم الأخلاق والفضيلة !
- الرقي بتدريسية المادة وتجويد أداء أساتذتها عن طريق التكوين الأساس الرصين؛ والتتبع من خلال التكوين المستمر حرصا على التجديد والإبداع؛
- تحيين المقررات الخاصة بالمادة من لدن المشرفين التربويين، تفاديا لكل الإشكالات الديداكتيكية، واستثمارا لتقارير المجالس التعليمية للسادة أساتذة المادة؛
- تحيين الأطر المرجعية للمادة وفق أحدث نظريات التقويم والقياس.
سؤال: الأستاذ خالد البورقادي، شكرا جزيلا..
جواب: شكرا لكم مجددا على حسن استضافتكم واهتمامكم، وفقكم الله في رسالتكم التربوية والإعلامية.





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 17:24 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd