2016-05-19, 10:15
|
رقم المشاركة : 10 |
إحصائية
العضو | | | رد: هل فكر الرسول ص في الانتحار يوما؟؟ |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روبن هود
الشكر لكما رشيد زايزون وصانعة النهضة على الحوار العلمي الرزين والواعي.
لدي ملاحظتان بخصوص الموضوع:
أولاهما: قد يكون المعنى هو شدة حزن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن دون أن تصل إلى حدود الانتحار. ونحن تعودنا أن نقول مثلا أن أفعال العقلاء منزهة عن العبث. فنحن نحكم بما يليق في حقهم، ونحكم على ما يفعلون ولا يفعلون بفطرتنا، فماذا حين يتعلق الأمر بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ نجزم هنا أنه لم يكن ليرتكب ذلك. فهو أعقل العقلاء.
ثانيتهما: التنقيح والتحقيق والتخريج عمل صعب، لن يقوم به أي استاذ كما قامت به صانعة النهضة. فأغلب المدرسين يدرسون ما يقدم إليهم دون اكتراث. ثم إن المتعلم في هذه الفترة من العمر غير قادر على البحث المتخصص، وكل ما يحتاجه هو المتن. فماذا نخسر لو قدمنا المتن الذي نحتاجه لتبليغ الفكرة دون إدخال المتعلم في الأمور الخلافية التي يختفي في خضمها المغزى؟ والشيء بالشيء يذكر: هذا يذكرني بخطبة الجمعة وكيف تفقد الكثير من مغزاها حين يدخل الخطيب في قضايا السند ويذكر للمستمعين أن الحديث حسن صحيح مثلا. هذا يدخل في التخصص، والناس يحتاجون إلى المتن. أخي الكريم روبن هود...
الأستاذ ليس من شأنه التنقيح والتحقيق والتخريج ،فهذه مهمة الأكر التربوية التي سهرت على تأليف الكتاب وبالعادة تكون لجنة التأليف مكونة من مفتشين وأساتذة ،هذه اللجنة هي المعنية باختيار النصوص الشرعية والتدقيق في محتواها وفي سند ومتون الأحاديث المختارة .
أما الأستاذ فيصعب عليه الأمر لأن الكثير لم يتخصصوا في المجال ،فمنهج الدراسة في كليات الشريعة والدراسات الإسلامية غير كافي للمتخرج حتى يكون لديه علم تصنيف الحديث وتنقيحه ...
إضافة إلى مهمات الأستاذ المنوطة على عاتقه كالتركيز في عمله على البيداغوجيا وعلوم التربية الحديثة المعمول بها وفق المنظومة التربوية .
لكنني رغم أنني لا أوجه أصبع الإتهام في هذا الأمر للأستاذ إلا أنني ألومه حين يقرأ مثل هذا الحديث النبوي الذي من خلال متنه يلحق الأذى بدينه ونبيه ،خصوصا وأننا في زمن القوانان الكونية التي تحاول تشويه القوانين الإلهية وخصوصا التشريع الإسلامي ،فكيف لا ينتبه رجل التعليم لهذا الخطأ ؟
المفروض كما قالت الأخت أم ياسين في مداخلتها ،مقررات التربية الإسلامية يجب أن تنصب في التعريف بأخلاق الرسول الكريم من خلال صفاته العظيمة كالرحمة والمحبة والتمسك بالحياة من أجل طاعة الله واجتناب نواهيه كالتفكير في الإنتحار وإذاية النفس بكل ما يؤذيها كتعاطي المخدرات والزنا والتدخين على اعتبار أنها عوامل تدفع مستعمليها للإنتحار البطيئ وهو حرام في الإسلام .
أما عن المتعلم فلا علاقة له لا بالإختلاف في المتن ولا في السند ،المتعلم يجب أن يبقى بعيدا كل البعد عن الإختلافات الفقهية واختلاف المحققين والمحدثين ،لذلك يجب اختيار نصوص حديثية واضحة لا لبس فيها .
لهذا قلت سابقا أن الوزارة الوصية مسؤولة عن هذه الإختلالات لأن لجنة التأليف تعمل تحت مراقبتها ،فبعد انتهاء عملية التأليف يجب على الوزارة تشكيل لجنة للتحقيق وضبط الأخطاء وكل ما من شأنه أن يربك عملية التربية .
ثم كمرحلة أخيرة بعد صدور الكتب المدرسية وإنزالها للبيع والتداول يعمد أساتذة المادة تحت إشراف المفتشين على تنقيح الكتاب وإرسال ملاحظات إن كانت إلى الجهات المعنية حتى يتم استدراك الأخطاء فيعاد طبع الكتاب للسنة الدراسية المقبلة .
فكيف يعقل يمر هذا الكتاب بجميع هذه المراحل ولا طرف انتبه للأمر؟
وهنا لا أستثني أولوياء الأمور،فأين هم؟ألا يراجعون مع أبنائهم الصغار مادة التربية الإسلامية ؟ ألم يستغربوا من الأمر؟
ألم يراجعوا المدرس في الموضوع؟
الكل مقصر ...بلا شك ،ولكن تتباين نسبة التقصير بين جميع الأطراف.
بارك الله فيك أخي روبن على المداخلة والرأي الوازن. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |