الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة > المواضيع التربوية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2016-05-10, 10:49 رقم المشاركة : 6
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أسس وأخلاقيات البحث العلمي عند البيروني بقلم د. بركات محمد مراد


الاهتمام بالمصطلح العلمي وإجادة اللغات المختلفة




المصطلح Scientific, Term هو اللفظ الذي يتفق عليه العلماء ليدلّوا به على شىء محدود. ويميزوا به معاني الأشياء بعضها عن بعض, وهو جزء من المنهج العلمي وركن أساسي في كل علم من العلوم, فالعلم (( لغة أحكم وضعها )) كما قيل قديما. فهو لغة التفاهم بين العلماء, وهو الذي يعين على حسن الأداء ويدور عليه تبادل الآراء والأفكار. والمصطلحات العلمية تتبع بالضرورة تقدم العلوم وازدهار, بما يصاحبها من اكتشافات واختراعات.


فليس من شك في أن التقدم والتطور في مجال العلوم, ينتج عنه أشياء جديدة تقتضي مسميات فيصطلح العلماء على تسميتها تسمية توائم بين المعنى اللغوي والمعنى الإِصطلاحي الذي يختارونه. وقد تكونت بفضل الترجمة في القرن الحادي عشر مصطلحات علمية غزيرة في الطب والكيمياء والفلسفة والمنطق وجميع العلوم التي تُرجمت. وأعتمد المترجمون في هذا المجال على اللغة العربية أولاً, فاستعملوا المجاز باستعارة ألفاظ ذات دلالات لغوية معروفة, وشاءوا لها تأدية معاني جديدة, ولجأوا في بعض الأحيان إلى العلوم مستعملين بعض مصطلحاتها للتعبير عن المعاني الجديدة, وبذا ظهرت بعض المصطلحات المشتركة بين العلوم المختلفة عند المسلمين(48).


وقد أدرك مبكرا أحد العلماء العرب أهمية المصطلح العلمي وخطر تحديد المعاني الواردة في أى بحث علمي تحديداً يساعد على استنباط الأفكار وتوليدها. فوضع رسالة ضمنها كل ما قاله أرسطو في الحد وما يدور حوله(49). ونجده يقول في تعريف الحد : (( إن الغرض بالحد هو الإِحاطة بجوهر المحدود على حقيقته حتى لا يخرج منه ما هو فيه ولا يدخل فيه ما ليس منه. ولذلك صار لا يحتمل زيادة أو نقصانا )).


كما صنف عالم قريب من عصر البيروني كتابا ناقش فيه معظم المصطلحات المستخدمه في العلوم, وأهميتها, وبين حقيقتها باسهاب شديد, واستطاع في براعة نادرة (( أن يورد تفسير مصطلح واحد مثلا في فصول متفرقة, بحيث يتضح معناه لدى اللغويين والفقهاء والمتكلمين والمنجمين والكتاب وبعض الفرق السياسية كالشيعة ))(50).


وقد أدرك البيروني منذ صباه أهمية المصطلح العلمي ووظيفته الهامة والدقيقة في بناء المعرفة, فأهتم مبكرا بمعرفة كثير من اللغات الأجنبية التي ساعدته على الإِحاطة بكثير جدا من المصطلحات والعديد من المفاهيم في كل علم يخوض فيه. وقد ذكرنا من قبل أن لغة البيروني الأصلية هى الخوارزمية ثم استخدم فيها بعد كلامه اللغة الفارسية الجديدة, وأتقن اليونانية من عالم للنبات كان يتردد على قربته, ولكنه اختار اللغة العربية أداة لتفكيره, ووسيلة للتعبير في حياته الذهنية في كل من رسائله العلمية وأعمال الأدبية البحتة. فساهم بدوره في إثراء العربية التي كانت (( من منتصف القرن الثامن حتى نهاية القرن الحادى عشر, لغة العلم الإِرتقائية للجنس البشري, حتي لقد كان ينبغي لأى كان, إذا أراد أن يُلم بثقافة عصره, وبأحداث صورها أن يتعلم اللغة العربية ))(51).


وفي أهمية اللغة العربية بالنسبة لعلوم العصر وتفوقها على الفارسية في نظر البيروني يقول : (( وإلى لسان العرب نُقلت العلوم من أقطار العالم, فإن دانت وحلت في الأفئدة وسرت محاسن اللغة منها في الشرايين والأوردة .. والهجو بالعربية أحبُ إلىّ من المدح بالفارسية, وسيعرف مصداق قولي : مَن تأمل كتاب علم قد نُقِل إلى الفارسية كيق ذهب رونقه وكسف باله واسوَّد وجهه وزال الإِنتفاع به, إذ لا تصلُح هذه اللغة إلا للأخبار الكسروية والأسمار الليلية ))(52).


ورغم إعجاب البيروني الشديد بالعربية وكتابته معظم مؤلفاته بها, إلا أنه لم يُغفل إجادة عدة لغات أخرى تربوا على سبعة لغات, وأن كتابه في علم العقاقير (الصيدنة في الطب) لدليل ضخم على هذا, ففيه لكل عقار اسم بالعربية واليونانية والسريانية والسنسكريتية والفارسية, بل باللهجات المحلية على الهضبة الايرانية وكلها مكتوبة باللغة العربية, وهذا الكتاب وحده يكفي لاثبات مساعدة البيروني, في إثراء الغربية بمختلف المصطلحات الأجنبية, وتنطبق هذه الإِعتبارات على الكتاب الوحيد له المكتوب بالفارسية بعنوان ((التنجيم)) وهو لا يزال موجوداً, حيث يظهر من مصطلحاته الفنية وفرة إستخدامه للمصادر السنسكريتية والبهلوية. كما تضيف أعمال البيروني الأدبية وجها جذابا بنوع خاص إلى عبقريته المتعددة الجوانب, وهى تقدم مجالا لا ينضب من البحث اللغوي الذي بدأ المتخصصون في الإِيرانيات في تحقيقة الآن(53).


كما يظهر لنا جليا من ((الآثار الباقية)) إجادة البيروني للعبرانية والسريانية التي يورد منهما الكثير من العبارات والآيات التي يقدم لها ترجمة وتفسيرا عربيا, كما أنه يورد عديدا من الجداول بأسماء النجوم والكواكب في هذا الكتاب تربوا على سبعة لغات أجادة تامة(54).


ومما يدل على أمانة البيروني العلمية فيما يختص بالمصطلحات والأسماء, وهذا النص الذى يرى فيه أن من حق القارىء العالم أن يُصحح الأسماء والمفاهيم عند نقلها حيث يرى أهمية نقل هذه الأسماء سماعا حتى تكون أصح رواية خاصة وأن الكتابة تحتلف عن النُطق في كثير من اللغات يقول :


(( فنقلت تلك الجداول بعينها إلى هذا الموضع. ولم يساعد الزمان على تصحيح أسماء الملوك بالسماع فليبالغ في تصحيحها وإصلاحها من عسى وقف عليها طالبا ما طلبته من تسهيل الأمر على المرتاد وإزالة مؤونة الطلب عنه ولا ينسخها وما في سائر الجداول إلا من له معرفة بحروف الجمل وعناية صادقة بتصحيحها, فإنها تفسد بنقل الوّراقين إذا تداولوها ولا يمكن إصلاحها إلا في سنين كثيرة ))(55).


ويحدثنا في مكان آخر عن إختلاف أسماء الشىء الواحد في اللغات, ومن هنا كان إهتمامه البالغ بنقل أسماء الأحجار والمعادن بشتى اللغات, حتى يمكن للعالم معرفة ما يترادف على الشىء الواحد من أسماء يقول : (( إن اسم الشىء الواحد يختلف في اللغات المختلفة ولا يتفق في لغتين إلا اتفاق في الندرة, والطوائف في الأرض كثيرة وتختص كل طائفة منها بلغة وأسماء الشىء الواحد تكثر بحسب اللغات, ويزيدها كثرة تمايز الطوائف بالشعوب وتميزها بالقبائل))(56).


بل يرى البيروني أن الأسماء والمصطلحات تتغير في الأمة الواحدة بتغير الأحوال الحضارية يقول : (( الأسماء سريعة التغير عند إستيلاء قوم إلى الموضع غرباء مخالفي اللغة, فإن ألسنهم ربما تتلجلج فيها فيحيلونها إلى لغتهم كعادة اليونانيين ويأخذون بالمعنى, فتتغاير الأسامي .. أو يقلبونها إلى ما يسهل عليهم من الحروف والألفاظ كفعل العرب في تعريب الأسامي, فتصير ممسوخة مثل((فوسنج)) ... وما أبعد الأمر وأطم بل قد تجد اللغة الواحدة بعينها في أمة واحدة بعينها تتغير, فيصير فيها أشياء غريبة لا يفهمها إلا الشاذ وذلك في سنين يسيرة ومن غير أن يعرض لهم شىء يوجب ذلك(57).


ومن كل هذا يتضح إهتمام البيروني البالغ بأسماء الأعيان الحقيقية ومصطلحات العلوم الأصلية في كل لغة من أجل تحديد مدلولات هذه المصطلحات, وعدم الوقوع في الخطأ نتيجة تصحيف الناسخين أو المترجمين أو التشابه الذى يمكن أن يقع بين هذه المصطلحات. ولذلك إهتم البيروني بتحديد مصطلحاته هو والتي يأخذ بما تتضمنه من مفاهيم ومعاني, وقد حددّ هذه المصطلحات بتعريفاتها العلمية الواضحة في كتاب من كتبه أفرده لهذه الغاية, وهو كتاب يكاد يكون دائرة معارف للمصطلحات أو معجم علمي لها, ونحن نعتبره مفتاح لمعرفة وفهم كل مؤلفات البيروني العلمية, حيث أنه وضع فيه كل التعريفات الهامة والحدود الدقيقة التي تغطي دائرة معارف عصره سواء في ((الرياضيات)) من حساب وجبر وهندسة ومثلثات أو ((العلوم الطبيعية)) من فلك زجغرافيا وفلكية ورياضية. فجميع المصطلحات والمفاهيم التي تقع ضمن دائرة هذه العلوم يتناولها البيروني بالتحديد والتعريف, والتحقيق موضحاً ما يعنيه من كل منها, ومبيناً للاختلافات الدقيقة التي تقع بين المصطلحات المتشابهة.


هذا الكتاب هو (( التفهيم لأوائل التنجيم )) وهو كتاب ضخم يحوي آلاف المصطلحات الفنية والرياضية والجغرافيا والفلكية, يستحق به البيروني أن يكون رائداً من رواد مناهج البحث العلمي, حيث كان سابقا للعلماء المحدثين في تحديدهم للمصطلحات بعشرة قرون.
وهو يعرّف فيه ـــ مثلا ـــ المفاهيم الرياضية الأساسية كالنقطة والحظ. والعدد, والجسم والأشكال الهندسية. كما يعرّف المفاهيم والمعاني الأساسية في علوم الفلك والجغرافيا والطبيعة كالنجم والكوكب والفرق بينهما, والمجرات والبروج والأفلاك عند مختلف الأمم. والأدوات الفلكية كالاسطرلاب وأنواعه واستخداماته في الأرصاد والملاحظة وغير ذلك من الأجهزة المستخدمة في مثل هذه العلوم. ونجده يقول على سبيل المثال حين يتحدث عن البروج في السماء والأوتاد : (( وقد كانت أوتادا ثم زالت عنها, ومن الناس من يسميها سواقط, ولست أوثر ذلك, لأنه يحتمل معنى آخر, فيورث الإِشتباه ))(58).




يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-05-10, 10:52 رقم المشاركة : 7
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أسس وأخلاقيات البحث العلمي عند البيروني بقلم د. بركات محمد مراد


ومن هذا الكتاب ومن غيره نعرف أن البيروني قد أدرك وظيفة اللغة وعلاقتها بالفكر, وأهمية تحديد كل لغة لمفاهيمها وتحديد كل علم لمصطلحاته, وإلا اختلطت الأفكار وتداخلت المعاني, وهو ما يعيبه على لغة الهنود مثلا : (( فإنهم يسمون الشىء الواحد بأسماء كثيرة جدا, والمثال بالشمس فإنهم سموها بألف اسم على ما ذكروا كتسمية العرب الأسد بقريب من ذلك .. وهم ومن شابههم يتبجحون بذلك وهو من أعظم معايب اللغة ))(59).


ويعلل لنا البيروني ذلك حين يحدثنا عن وظيفة اللغة الأساسية التي هى : (( إيقاع اسم على كل واحد من الموجودات وآثارها بموطأة بين نفر يعرف بها بعضهم عن بعض غرضه عند اظهار ذلك الأسم بالنطق. فإذا كان الاسم بعينه واقعا على عدة مسميات دل على ضيق اللغة .. وإذا كان للشىء الواحد أسماء كثيرة ولم يكن سبب ذلك إستبداد كل قبيلة أو كل طبقة بواحد منها, وكان في الواحد منها كفاية إتصفت الباقية بالهمر والهذيان والهذر وصارت سبب التعمية والإِخفاء ))(60).


ونظراً لإِجادة البيروني للكثير من اللغات كما رأينا, فقد إهتم بالترجمة اهتماما بالغا, وأولاها الكثير من عنايته وجهده, وهو يحدثنا عن ترجمة كتب الطب إلى العربية وأسباب ذلك(61), وينبغي على المترجمين العرب حين ترجموا كتب الفلسفة والعلوم اليونانية, في نقلهم لمصطلحات المنطق الأرسطي, وأسماء كتبه بألفاظها اليونانية, وعدم تعريبها حتى لا يشمئز منها عامة المثقفين الذين يستعملون مصطلحات المنطق ويتعاملون في محاوراتهم بها يقول : ((وها نحن نراهم يستعملون في الجدل وأصول الكلام والفقه طرقه, ولكن بألفاظهم المعتادة فلا يكرهونها, فإذا ذُكر لهم إيساغوجي وقاطيغورياس وباري أرمنياس وأنولوطيقا, رأيتهم يشمئزون عنه وينظرون نظر المغشى عليه من الموت. وحق لهم, فالجناية من المترجمين, إذ لو نُقلت الأسامي إلى العربية, فقيل كتاب المدخل والمقولات والعبارة والقياس والبرهان لوجدوا متسارعين إلى قبوها غير معرضين عنها ))(62).


وقد قام البيروني بترجمة العديد من الكتب الخاصة وأنه قد تعمق الكثير من العلوم على ما رأينا في القسم الأول من البحث, وأجاد كثيرا من اللغات, وحثه على ذلك أن الوثائق في تاريخ العلوم في عصره المنسوخة والموثوق بترجمتها ونسخها قليلة (( وأن الكثير منها نجدها في بلايا ))(63), فلم يدخر وسعا من أن يتولى الترجمة بنفسه, فقام بترجمة أمهات الوثائق والكتب الهندية واليونانية, وفي مختلف الفنون والعلوم. يقول البيروني : (( وكنت نقلت إلى العربية كتابين أحدهما في مبادىء وصفة الموجودات واسمه «سلنك», والآخر في تخليص النفس من رباط البدن ويعرف «بباتنجل»))(64) وهما كتابين هنديين.


كما ترجم كتبا أخرى للهنود يقول : (( مازلت أنقل من الهند كتب الحساب والمنجمين إلى أن أقع الآن على كتب مما يدخره خواصهم في الحكمة(65). ثم يتابع قوله : (( ولبرهمر كتاب «المواليد» صغير وكبير فسره بلبهدر نقلت أنا أصغرها إلى العربي ))(66). وقد ضاعت ترجمة البيروني لكتاب ((سلنك)) أو لم يكشف عنها إلى اليوم وأما ترجمة كتاب ((باتنجل)) فقد كشف عنها الأستاذ ((لويس ماسينيون)) في إحدى المجاميع المحفوظة في مكتبة ((كوبر)) في استامبول(67).
ويتمنى البيروني إعادة ترجمة كتاب (( كليلة ودمنة )) الذى ترجمه ابن المقفع من قبل, وهو عند البيروني غير أمين حيث يشكك في ترجمته ويدلل على ذلك بقوله : (( فإنه تردد بين الفارسية والهندية ثم العربية والفارسية على ألسنة قوم ألسنة قوم لايؤمن تغييرهم أياه كعبد الله بن المقفع في زيادته باب «برزوبه» فيه قاصداً تشكيك ضعيفي العقائد في الدين, وكرههم للدعوة إلى مذهب «المنانية», وإذا كان متهما فيما زاد لم يخل عن مثله فيما نقل ))(68).


وتتضح لنا إجادة البيروني للغة الهندية حين نراه يورد المصطلحات السنسكريتية وما يقابلها بالعربية في كتابه عن الهند, مما يستنبطه على قاعدة رسمها, يقول البيروني :
(( وذكراً من الأسماء والمواضعات في لغتهم مالابد من ذكره مرة واحدة يُوجبها التعريف, ثم إن كان مُشتقا يمكن تحويله في العربية إلى معناه, لم أمل إلى غيره, إلا أن يكون بالهندية أخف في الاستعمال فنستعمله بعد غاية التوثيقة منه في الكتابة )). وهو حريص كل الحرص على التثبت والتحقق في كل ما ينقل أو يقرأ, يتشكك في صحته (( وربما وقع في خلدي من جهة أرباب الكتب والأخبار أنهم أعرضوا عن الترتيب وأقتصروا على ذكر الأسامي, وأن النسّاخ تجازفوا فإن المعبرين لىّ بالترجمة كانوا ذوى قوة على اللغة وغير معروفين بالخيانة بلا فائدة ))(69).


بل ويصل الأمر بالبيروني في إجادة لغة كالسنسكريتية, أن يشرح قواعدها ويفرق بين ساكنها ومتحركها, ويبين كيفية كتابة مشتقاتها في أفعالها وأسمائها ومصطلحاتها الخاصة, ومن يتصفح كتابه (( تحقيق ما للهند )) يجد آلاف الكلمات والتعبيرات وكيفية نطقها وتصريفها, وقد رأى كتبهم الكثيرة وقرأها فدون أساميها في كتابة هذا, وقد أربت على عشرات المؤلفات والرسائل الهندية القديمة, التي قد لا نجدها سوى في هذا الكتاب.


ويكاد أن يكون للبيروني في فلسفة اللغة نظرية متكاملة يمكن الكشف عنها, لولا أن المقام هنا لا يتسع لذلك, ولكننا تلمّح إليها فحسب. ويقول البيروني مثلا عن لغة الهنود وصعوبة النقل عنهم : (( ثم هى مركبّة من حروف لا يطابق بعضها حروف العربية والفارسية ولا تشابهها, بل لا تكاد ألسنتنا ولهواتنا تنقاد لأخراجها على حقيقة مخارجها ولا آذاننا تسمع من لغتهم بخطنا لما نضطر إليه من الإِحتيال لضبطها بتغيير النُقط والعلامات وتقييدها بإعراب إما مشهور وإما معمول, هذا مع عدم إهتمام الناسخين لها وقلة إكتراثهم بالتصحيح والمعارضة حتى يضيع الاجتهاد ويفسد الكتاب في نقل له أو نقلين ويصير ما فيه لغة جديدة لا يهتدي لها داخل أو خارج من كلتى الأمتين ))(70).


ولكى ندرك مدى المُعاناة التي كان يجتازها البيروني في ترجماته هذه ومدى الدقة التي كان يتوخاها فلنستمع إليه وهو يقول : (( ويكفيك معرّفا أنا ربما تلقفنا من أفواههم اسما واجتهدنا في التوثقة منه, فإذا أعدناه عليهم لم يكادوا يعرفونه إلا بجهد, ويجتمع في لغتهم كما يجتمع في سائر لغات العجم حرفان ساكنان وثلاثة وهى التي يسميها أصحابنا متحركات بحركة خفيفة, ويصعب علينا التفوّه بأكثر كلماتها وأسمائها لأفتتاحها بالسواكن, وكتبهم في العلوم مع ذلك منظومة بأنواع من الوزن في ذوقهم قد قصدوا بذلك إنخفاظها على حالها وتقديرها ))(71).


ولم تكن ترجمات البيروني مقتصرة على النقل من اللغات الهندية إلى العربية, وإنما قام بترجمات إلى الهندية وخاصة فيما يصل بالعلوم الرياضية والفلكية يقوب فقمت بـ (( ترجمة كتاب إقليدس والمجسطي وأمليه في صنعة الأسطرلاب عليهم حرصا على نشر العلم وأنه يقع إليهم ما ليس لهم ))(72).


وقد قام البيروني بترجمة العديد من الفصول والأبحاث في مختلف العلوم فيقول في الصيدنة : (( وفي أيدى النصارى كتاب يسمونه «بُشاق شاهمي» أى « تفسير الأسماء »ويعرف أيضا «جهرنام» بمعنى أن كل واحد مما فيه مُسمى بالرومية والسريانية والعربية والفارسية. وكنت وجدت له نسخة بالخط السوري, وليس فيه شىء من الآفات المؤدية إلى التصحيف فنقلت مما فيه أكثره ))(73).


ويحدثنا عن كتب أخرى في علم الطب والصيدنة كان دائم الرجوع إليها فيقول : (( ووجدت من كل واحد من كتاب الحشائش المنسلك بتصاويره وكاهن أورباسيوس مكتوبا عند الأدوية أساميها بالخط اليوناني. فنقلتها منها مرفوقا بها. ولو ظفرت بباقي الكتابين كذلك لتم الأمر ))(74).


والبيروني في كل ما ينقل وما يترجم حريص كل الحرص في النقل والترجمة يقول (( وجميع ما أوردتع محصّل مما ذكرت, والمتروك ما لم يحصل لي منه لئلا يحملتي الجهل به على نقله من باب إلى باب آخر ))(75). وهو في تجربة الدقة العلمية, يعلم أن تبعه وجهده لا يذهب سُدا طالما ينتهي إلى الحقائق الموضوعية التي يحاول نقلها من أجل رُقى العلم ونمو صرح المعرفة : (( فمن تحقق الحال لم يلمني على مازال أكدح فيه أو أتحمله من أعباء الإِجتهاد في النقل ))(76).


وبذلك بلغ البيروني في تحديده للمصطلح العلمي, وفي ترجمته الكتب والمؤلفات مالم يبلغة أحد من علماء عصره ومنهم ابن سينا نفسه, المعاصر له ورفيقه مدة من الزمن ليست بالقصيرة, فإنهم كانوا يتعمدون على ترجمات سريانية وعربية دون الأصول الأولى في أغلب الأحيان, بينما وصلت الدقة والضبط بالبيروني أن يعمل قائمة بأسماء الكتب والوثائق والنصوص التي ترجمها ونقلها بنفسه والتي زادت على ستة عشر مؤلفا(77).


(3) أخلاقيات العلم عند البيروني
يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-05-10, 10:55 رقم المشاركة : 8
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أسس وأخلاقيات البحث العلمي عند البيروني بقلم د. بركات محمد مراد



(3) أخلاقيات العلم عند البيروني


عالجنا حتى الآن ركيزتين هامتين من ركائز الإِهتمام العلمي عند البيروني وهما دفاعه عن مختلف العلوم عامة ومبادىء مناهج البحث, والعلوم التجريبية المتصلة بتحليل ظواهر الطبيعة خاصة مع تحليله لنشأة العلوم وبداية تكونها. وإهتمامه بالمصطلح العلمي وتحديده مع إجادة كثير من اللغات التي ساعدته على تحقيق كل ذلك.


وعلينا الآن أن نعالج تلك الجوانب الهامة التي تختفي وراء البحث العلمي والتي لا يمكن قيام العلم الحقيقي إلا بها, وهى المبادىء المتضمنة في نفسية العالم الحقيقي والتي تعمل دفعه إلى إرتياد مجاهل العالم الحقيقي مزيد من الإِكتشاف فيه, وهى ما يمكن أن نطلق عليه أختلاقيات البحث العلمي أو الروح العلمية وهى مجموع ما ينبغي أن يتوّفر للفاعلية العلمية من قُدرات وسمات.


فليس المقصود من الأخلاق هنا, هو تلك الأخلاق الشخصية التي تتعلق بطريقة سلوك العالم من حيث هو إنسان, وإنما المقصود هو الأخلاق المتصلة بعمله العلمي, سواء بطريق مباشر أم بطريق غير مباشر. وفي هذه الناحية بالذات, أعنى في مظاهر حياة العالم التي تتصل من قريب أو بعيد بعمله العلمي, يشيع تلخيص القيمة الاخلاقية العليا التي يتميز بها العالم في كلمة واحدة هى (( الموضوعية ))(78).


كما يمكننا تبين قيم أخلاقية أخرى بجانب هذا مثل الصدق والصبر والمثابرة وتحمل المشاق في سبيل البحث العلمي فضلا عن إنكار العالم لذاته وتواضعه وتفانيه في سبيل الكشف عن الحقيقة والوصول إلى مزيد من المعرفة.


فالعلم يتميز بنزعه الموضوعية(79) Objectivity ويراد بها معرفة الأشياء كما هى في الواقع لا كما نشتهي ونتمنى أن تكون, ومن ثم, يقتضي منهج البحث العلمي أن يتجرد العالم من أهوائه وميوله ورغباته حتى يصبح موضوع البحث واحدا في نظرا جميع مشاهديه, وبهذا لاتدخل الخبرة الذاتية Subjective.في نطاق البحث العلمي. وبذلك أوجب المحدثون من الغربيين أن يتوخى العالم الموضوعية في كل بحث يتصدى له, بمعنى أن يحرص على معرفة الوقائع كما هى, لأن العلم قوامه وصف الأشياء وتقرير حالتها, وتفسيرها, ومحك الصواب أو الخطأ فيها هو )) التجربة (( التي تحسم أى خلاف يمكن أن ينشأ بين الباحثين.


وفي الحقيقة (( الموضوعية )) مصطلح شديد التعقيد يحتمل جوانب وأوجها متباينة, ومن الصعب فهمها على حقيقتها إلا إذا حللنا معانيها وجوانبها المختلفة بمزيد من الدقة وطبقناها البيروني لنرى مدى تحقيقة لهذه الجوانب وتلك المعاني ومن هذا التحليل نستطيع أن نلقى ضواءا مفيدا على العناصر الأخلاقية التي اتسمت بها أعماله وكتاباته, وانعكست في رسائله ومؤلفاته.




1 ـــ الروح النقدية :


أول معنى للموضوعية هو أن تكون لدى العالم روح نقدية. فروح النقد هى روح الحكم الصائب. فالعالم يتخذ موقف القاضي غير المتحيز الذى يطرح ميوله الشخصية, منتظرا بصبر حتى تعرض عليه الحجج التي ينبغي أن يختار من بينها وعليه أن يضفس على كل هذه الحجج قيمتها الحقيقية وأهمينها الفعلية. فروح النقد معناها أن يأخذ العالم على عاتقة أن يفحص ويدقق ويتحرى, دون تدخل من أهوائه وأن يعي في ذهنه كل خطوة يخطوها. ويتطلب ذلك طاقة أخلاقية كبيرة, وقدرة على كبح أهواء الذات, كما يتطلب ذلك النوع من الذكاء الذى سماه (( باسكال )) بالحس المرهف «l'esprit de fimesse» والذي يمكنه من أن يجمع كل الحجج الدقيقة والعديدة جدا, ويجعل لكل منها دوراً, دون أن يُغفل واحدة منها. واذن فروح النقد هى بالإِختصار (( حاسة البرهان ))(80).


وقد اتصف البيروني بالروح النقدية في كل كتاباته, فنجده ينقد جهلاء عصره والمتحاملين على أهل العلم والمشتغلين بالمعرفة بقوله : (( إذا نظرت إلى أهل زماننا وقد تشكلوا في أقطاره بشكل الجهل. وتباهوا به وعادوا ذوى الفضل, وأوقعوا بمن أتسم بالعلم, وساموه أنواع الظلم والضيم ))(81).


ثم يسخر من إتجاههم النفعي وعدم سعيهم إلا إلى لُبانة عاجلة بقوله : (( فالمفرط منهم ينسبها إلى الضلال ليبغضها إلى أمثاله من الجُهال .. والجافي منهم المتلقب بالإِنصاف .. يُظهر الحكمة البالغة في قوله : (( فما المنفعة فيها ))؟ جهلا منه بفضيلة الإِنسان على الحيوان(82).


ويسخر من هؤلاء المشتغلين بعلوم لا جدوى منها ويجهلون تلك العلوم التجريبية المتصلة بالرياضة والطبيعيات فيقول : (( عوام تشمئز قلوبهم من ذكر الظلال والإِرتفاع والجيب, وتقشعر جلودهم لمشاهدة الحساب والآلات, ويبلغ بهم ذلك إلى حد لا يؤتمن معه مثلهم على مال فضلا على أوقات صلاة لا لخيانة وعدم أمانة ولكن لفرط جهالة )) (83).


كما ينقد البيروني التقليد والمقلدين وخاصة فيما يتصل بصناعتة دقيقة كصناعة العقاقير الطبية, فيحدثنا في أول كتابه (( الصيدنة )) أن أهم شرط يجب أن يتوافر في الطبيب هو أن يحيط علما بالنواميس الكونية, والقوانين الطبيعية, حتى إذا أراد أن يحلل العناصر التي يتكون منها عقار من العقاقير, ميز بين العناصر المختلفة وعرف خواص كل منها, وهذا مايجب أن تفعله صناعة الصيدلة, ولكن العصر الذي يعيش فيه وأسفاه, عصر التقليد الأعمى, فترى أكثر الناس يعتمدون على مايسمعونه من غيرهم, ولن يستطيع أحد أن يبرع في هذا الفن إلا إذا تعلم من رجاله وعلمائه أصول الصناعة وأتبع أساليبهم ومفاهيمهم.
كما يطالعنا البيروني بعد أن يستعرض الشهور والأيام والسنين عند كثير من الشعوب والأمم, ويشرح طريقة كل أمة منها في كبس سنتها, وهل سنتها شمسية أم قمرية, يذكر عدة أمم معتذرا عنها لأنه لم يحط بها خبرا, ورغم معرفته لكثير من المعلومات عنها, خوفا من الخوض في موضع لم يستكمل كل جوانب بحثه يقول : (( وأما شهور سائر الأمم من الهند والصين والتبت والترك ... فإنا قد أعرضنا بها, إذ لا يليق بطريقتنا التي سلكناها, وأن نضيف الشك إلى اليقين والمجهول إلى المعلوم ))(84).


كما يبين لنا البيروني في موضوع آخر الطريق الذي سلكه في جمع معلوماته وبذله الكثير في سبيل ذلك فيقول : (( فقدمت تصحيح المسافات وأسامي المواضع والبلدان سماعا ممن سلكها, والتقاطا من فىّ مَن شاهدها, بعد الإِستيثاق والأحتياط باستشهاد بعض على بعض ... ولم أضمن على مرغوب فيه من مال وجاه بجنب حصول هذا المقصود ))(85).


وتتجلى الروح النقدية عند البيروني حين ينقد مثلا (( جالينوس )) لتصديقة خبر ملكة الحيات التي إذا رآها أو سمع فحيحها أمرؤ مات حالا. يقول : (( فليت شعري من عليها ميتا ؟! ))(87) ولكن روح النقد لاتُنسيه روح الإِنصاف حين يقتضي الأمر أن يُدافع عنه في مكان آخر عندما تعرض جالينوس للطعن في معرفته الفلكية, وذلك عندما إعترض (( سنان بن ثابت بن قرة )) على نظرته جالينوس التي يقول فيها إن اختلاف مواقع النجوم لايمكن مراقبته إلا خلال فترة طويلة من الزمن. يقول سنان : (( لا أدرى كيف ذهب على جالينوس مع قوته في أمر حساب النجوم, فإن كان طلوع الكواكب وإختفاؤها مختلفا في البلدان إختلافا عظيما بينا ... وذلك دليل على أنه ليس للنجوم مدخل في هذا ولا لطلوعها واختفائها )). وعندما يشير البيروني إلى هذا الإِنتقاد الذي انتقد به سنان جالينوس يقول إن جالينوس كان على صواب في هذه القضية(88).


ويكره البيروني روح التعصب وتدخل الأهواء الشخصية في الأعمال العلمية, التي يرى أنه ينبغي أن تنزه هن مثل هذا, يظهر ذلك واضحا حين يتناول عمل الأسطرلاب المبطّح, وينقد محمد بن كثير الفرغاني(89), الذى يحتج بدوره بطعن وقدح (( محمد بن موسى بن شاكر )) على هذا النوع من الأسطرلاب الذى استنبطه واخترعه على مايبدو الكندي يقول البيروني : (( ولست أحمل هذا من ذانك الفاضلين إلا على حجب العصبية نور الانصاف عن قليهما وتزيين العداوة والبغضاء بشاعة الإِرتكاب عندهما. فقد كان بين بنى موسى بن شاكر وبين يعقوب اسحق الكندى من النفرة والوحشية ماجعل الولدان شيبا ))(90).


ويرى البيروني أن العالم المنزه عن هذ الأخلاق الرديئة من العصبية والميل مع الهوى, جدير بشكر مخترع ذلك الاسطرلاب الذي لاتتم الاعمال الفلكية من قياس وتحقيق أرصاد دوت وجوده بقول : (( فأما من كان هجراه تهذيب النفس عن كره التعصب وظلمة الميل مع الهوى, فإن طلبه على الفحص والبحث عن معادنه ورفضه التواني والتقصير والتعظم والتكبر على أهله لحمله على شكر مستنبط هذا الاسطرلاب كان الكندي أو غيره, ويبعثه على معرفة حقه فيما أجتهد فيه ))(91).


ويقول قي موضع آخر : (( وكان يجب على الفرغاني مع فضله وتقدمه في عمله, واشتهاره بحسن معاملة الخوارزمي في تعليل زيجه الذى فيه مافيه, أن لا يعامل الكندي إلا بمثله ))(92). فلا يليق ذلك بالعلماء ولذلك (( لم يبق إلا أنه لو كان حيا لدعوت الله بتحسين الأخلاق وترك التقاطع, وتهذيب النفس عند آفات التنازع, وأن ذلك أولى بذوى العقل ))(93).


كما تتضح لنا الروح النقدية المتمثلة في أعمال البيروني حين يبدأ دائما كتبه ومؤلفاته بوضع المنهج الذي يتبعه في معالجة موضوعاته, والأساليب العلمية التي يلجأ إليها ليخوض في معارفه ويجمع معلوماته, ودعوته دائما إلى إزالة الحجب والأصمام التي تحول دون معرفتنا للحقيقة في ذاتها, فهو يقول بعد شرحه لمنهجه في مقدمة «الآثار الباقية» أنه يجب (( تنزيه النفس عن العوارض المردئه لأكثر الخلق والأسباب المعنية لصاحبها عن الحق وهى مالعادة المالوفة والتعصب والتظافر واتباع الهوى والتغالب بالرئاسة وأشباه ذلك ))(94).


ويشبه ذلك الأصنام والأوهام التى دعا فرنسيس بيكون في العصر الحديث إلى إزالتها وتحطيمها حتى لاتحول دوننا والمعرفة العلمية الحقة, وهو مايؤكد البيروني على أهميته بقوله : (( كان الذى ذكرته أولى سبيل يسلك بأن يؤدى إلى حاق المقصود وأقوى معين على إزالة مايشوبه من شوائب الشبه والشكوك, وبغير ذلك لايتأتى لنا نيل المطلوب إلا بعد العناء الشديد والجهد الجهيد ))(95).


ولتلك تشبه العصبية التي يدعو البيروني إلى التخلص منها (( أوها الكهف Sbecus وهى ناشئة من الطبيعة الفردية لكل منها, فإن الفردية بمثابة الكهف الأفلاطوني, منه ننظر إلى العالم, وعليه ينعكس نور الطبيعة فيتخذ لونا خاصا. وهى أوهام صادرة عن الاستعدادات الأصلية وعن التربية(96).
يقول البيروني عن هذا الأوهام : (( إن العصبية تُعمى الأعين البواصر وتصم الآذان السوامع وتدعو إلى إرتكاب مالا تسامح بإعتقاده العقول))(97). ويلاحظ أن البيرون يؤكد على أن العصبية تحول دون معرفة الحقيقية من خلال مصادرها الرئيسية ووسائلها الهامة, حيث أن المعرفة العلمية عنده يتم إدراكها إما بالأعين أو بلآذان أو بالعقل, وليس لها من مصدراً آخر تستند إليه, وتحول العصبية دون إتصال هذه الوسائل بموضوعاتها إتصالا موضوعيا مباشرا. ولذلك فـ (( الكلام مع المُصر عمداً و المتُمطى جهلاً غير مُجد على القاصد والمقصود ))(98).


ومن هنا نرى أن البيروني قد نوصل إلى كشف كثير من الأوهام التي لم تُدرك إلا في العصر الحديث على يد (( فرنسيس بيكون )) (1561 ـــ 2626 م) ورواد منهج البحث العلمي ـــ كما يدعى ذلك علماء الغرب ـــ ويتضح لنا هذا بشكل لايدع مجالا للشك حين نستمع إلى البيروني وهو يوضح نوعا آخر من الأوهام تشبه أوهام (( المسرح Theatri )) حين نرى بعض أحد المعدودين من العلماء بصناعة النجوك والفلك يستخرج طالعا من الطوالع بشكل خاطىء, وحين ينبعه البيروني إلى الأسلوب العلمي الصحيح, يستخف بالبيروني ويرفض مشورته, مُستندا في ذلك إلى حالة الفقر التي كان يعيشها البيروني حينئذ أبا محنة كان يمر بها ويقول (( فأعلمته أن الصواب في خلاف مايعلمه ... فشمخ المذكور بأنفه مُستخفا بي, وكان أدون منى مرتبة في جميع ما علمه وكذّب قولي وجبهني وأستطال علىّ لما كان بيننا من تفلضل الغنى والفقير الذي تستحيل معه المناقب مثالب, وتصير المفاخر معايب, فإني كنت في ذلك الوقت مُمتحنا من جميع الجهات مختل الحال. ثم صادقني بعد ذلك لما زالت المحن بعض الزوال )) (99).


وفي الحقيقة لانستعبد أن يكون (( فرنسيس بيكون)) قد تأثر بكل هذه الأفكار المنهجية عن البيروني ولو بطريق غير مباشر, ويتأكد لنا هذا إذا علمنا أنه تتلمذ على أفكار ومؤلفات سلفه ((روجربيكون)) (1214 ــــ 1294) الذي تتلمذ على كتابات المسلمين ومؤلفاتهم بشكل مباشر وباعترافه شخصيا في كتبه, تلك الكتابات التي تُرجمت بعد القرن الحادي عشر إلى اللاتينية(100).


كما نجد أن البيروني ينصر الأفكار العلمية ويؤيدها لذاتها, ولأنها تحمل علامات صدقها في نفسها وفي وسائل اقتناصها بغض النظر عن قائلها, وهو ما يتضح لنا أكثر حين نشاهده في نقده لصاحب كتاب (( مأخذ المواقيب )) الذي يتعصب للهند على أهل الروم, ويقيم البيروني الحجة على تهافت دعواه في حساباته الفلكية, مستندا إلى التقدم العلمي الذي أحرزه اليونانيين والمتمثل في (( المجسطي)) وتفوقه على كتاب الهنود (( السند هند )) يقول :
(( ليت شعري متى فعل الروم ما حكاه عنهم, فإنهم من بعد الغور والتمهر بالهندسيات وعلم الهيئة والتمسك بالبراهن, أبعد من أن يلتجئوا إلى أقاويل من يسندون أصولهم إلى الوحى والإِلهام, إذا أعيت عليهم الحيل وطولبوا فيها بالبرهان .. وكأن الرجل لم يشاهد كتاب المجسطى ولم بقس بينه وبين أجل كتب الهند, فإن الفرق بينهما لايختفي على من لديه مُسكة عقل))(101).


ونحن نلاحظ في النص السابق عدة ملاحظات منهجية هامة وهى : رفضه للتعصب والتشيع لقوم, وإعترافه بعمق العلم اليوناني وخاصة مايتصل بالفلك والرياضيات والذي تميز فيه اليونانيين, وتأكيده على أهمية البرهان عندهم والمؤسس على إدراك سليم, ورفضه الحدس والإِلهام أساساً يبنى عليه العلم, وهذا مايفعله الهنود حين تعى عليهم الحيل. ولا عجب في أن يقارن البيروني بين أساليب الهنود وأساليب اليونان في البحث العلمي. فهو قد خبر كل منهما وقرأ أعمالهما باغتهما الأصيلة سواء السنسكريتية أو اليونانية, وعاش ما يزيد على أربعين سنة بين الهنود, وعرف كل وسائلهم وطرائقهم في المعرفة, فهو يبين لنا في موضع آخر الصعوبات التي واجهها للإِحاطة بمعارفهم وإستقائها من منابعها, فإن الهنود (( في طبعهم الضن بما يعرفونه والإِفراط في الصيانة له عن غير أهله منهم, فكيف عن غيرهم, وعلى أنهم لايظنون أن فى الأرض غير بلدانهم وفي الناس غير سكانها وأن للخلق غيرهم علما))(103).


2 ـــ النزاهة Disintrestedness


يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-05-19, 20:52 رقم المشاركة : 9
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أسس وأخلاقيات البحث العلمي عند البيروني بقلم د. بركات محمد مراد


2ـــ النزاهة Disintrestedness

لسنا في حاجة إلى أن نطيل الحديث عن صفة النزاهة بوصفها معنى أساسيا من معاني الموضوعية, فقد انزلقنا إلى الحديث عنها أثناء توضيحنا لعناصر الروح النقدية, فإن المراد بها اقصاء الذات أى تجرد الباحث عن الأهواء والميول والرغبات الشخصية, حتى يتسنى له أن يفحص موضوعه في أمانة ومن غير تحيز.


وليس أمامنا هنا سوى تقديم مايؤكد على أن البيروني قد كشف عن هذا الخُلق وتحلى به في الوقت نفسه, يتضح لنا هذا من مقدمة البيروني لأحد كتبه, حين يفرق بين (( الخبر)) و (( العيان)) ويقدم الثاني على الأول ويعتمده كأسس صحيح للعلوم التجريبية, إلا أن الخبر يُعبر مصدراً ثانيا حين يصبح العيان غير مستطاع.



إلا أن أصحاب الأخبار يقعون في كثير من الأوهام المسرح أو أوهام الكهف, ويعدد البيروني تلك وضحنا بعضها من قبل سواء أوهام المسرح أو أوهام الكهف, ويعدد البيروني تلك الحالات التي يجب تنزيه نفس الباحث عنها, ويحلل البواعث التي تمكن خلفها, بأنها التعظيم للنفس والجنس, بالكذب للازراء من الغير حين ببغضهم أو الشكر لهم حين يحبهم, وكلا الأمرين مذموم(104). ولذلك يعلى البيروني من شأن الصدق وخاصة فيما يتصل بالبحث العلمي, حيث يعتبره أرفع أنواع الشجاعة, وهو لايقل عن شجاعة, وهو لايقل عن شجاعة خوض المعارك


(( فالخُلق الذى تظنه العامة شجاعة إذا رأو إقداما على المعارك وتهوراً في خوض المهالك هو نوع منها))(105).




وقد عبر العالم (( برونفسكي)) حديثا عما قال به البيروني منذ عشرة قرون بقوله بأن مايمسك على العلماء وحدتهم وإتفاق هدفهم في إجراء أسلوبهم العلمي قةة الفضيلة وسلاطنها فلابد (( أن يتخلق الباحثون العلميون بالفضيلة في مقابل غيرهم ... فهم لايرسلون الدعاوي والمزاعم دون إستقصاء ... ولا يردوا أقوالهم إلى رأى مُبيّت مُبتسر ... ولا يخلطون أدلتهم بالانحياز إلى جنس ونوع ... وهى فضائل العلم ))(106).




وهناك نقطة هامة أخرى وهى أن نزاهة العالم تفترض منه أن يكون في عمله العلمي ساعيا إلى الحقيقة وحدها, بغض النظر عما يمكن أن يجنيه من مغانم, وقد رأينا البيروني في بداية هذا الفصل يدافع عن العلم ويدعوا إلى طلبه والإِنشغال به بغض النظر عن الفوائد والثمرات التي يُمكن أن تعود على طالبه والعامل به, وقد أوردنا كثير من النصوص في سخريته المُرة من أصحاب الإِتجاه الشبيه بالبراجباتى في عصرنا, ولا أدل هنا على زهد البيروني ونزاهته من تلك القصة التى يوردها كثير من كتاب عصره كصاحب ((جهاز مقالة)) الذى يقول بأنه عندما أهدى البيروني موسوعنه الفلكية (( القانون المسعودي )) إلى السلطان مسعود, أرسل إليه هذا خالصة, فرده البيروني, شاكرا, ومتأبيا أن تُستبدل المعرفة العلمية بأموال من ذهب وفضة.

3 ـــ الحياد :


يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-05-19, 20:53 رقم المشاركة : 10
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أسس وأخلاقيات البحث العلمي عند البيروني بقلم د. بركات محمد مراد


.
3 ـــ الحياد :




وهذا معنى ثالث من معاني الموضوعية, يجب أن يتصف به العالم, بمعنى أن يعطى كُل رأى من الآراء المعارضة حقة الكامل في التعبير عن نفسه, ويزن كل الحجج التى تُقال بميزتن يخلو من الغرض أو التحيز. فالموضوعات التي يعالجها والأفكار التي تقدم إليه, تقف كلها أمامه على قدم المساواة دون أية محاولة مُسبقة من جانبه لتفضيل إحداها على الأخرى. وعندما ينحاز العالم آخر الأمر, فلابد أن يكون إنحيازه هذا مبنيا على تقدير موضوعي بحت لإِيجابيات الحجج وسلبياتها(107).


وهذا المعنى من معانى الموضوعية نتبينه بوضوح في كتابات البيروني ومؤلفاته فنجد في مقدمة كتاب عن الهند حين يبين لنا منهجه في تناول عقائد الهنود ومعتقداتهم وشرح أفكارهم ونظرياتهم أنه يتوخى الموضوعية المطلقة, ويحاول تحقيق أعلى حياد يمكن أن يقوم به باحث علمي في قوله : (( ففعلته غير باهت على الخصم ولا متحرج عن حكاية كلامه, وإن باين الحق واستفظع سماعه عند أهله فهو إعتقاده وهو أبصر به, وليس الكتاب كتاب حجاج وجدل حتى استعمل فيه بإيراد حُجج الخصوم ومناقضة الزائع منهم عن الحق, وإنما هو كتاب حكاية, فأورد كلام الهند على وجهه وأضيف إليه ما لليونانيين من أمثلة لتعريف المقارنة بينهم))(108).


كان يتضح لنا حياد البيروني وأمانته العلمية في عرض آراء الغير وأفكاره, حين ينسب النظريات الرياضية من هندسة وحساب مثلثات إلى أصحابها سواء كان من علماء المسلمين أو الفرس, وهى براهين ونظريات كثيرة في كتابه (( استخراج الأوتار في الدائرة)), وتظهر أهمية هذا ـــ مثلا ـــ حين يذكر برهان عمله ((أرشميدس)) في مساحة المثلثات بالتفاضل. يقول محقق الكتاب : (( هذا البرهان رائع بالنسبة لعصر أرشميدس, ولم أعثر على مثيل لهذا البرهان في أى مصدر سابق عربي أو أجنبي, وذكر البيروني لهذا البرهان مع نسبته لأرشميدس يدل على أمانة علمية نزيهة كان يتصف بها العلماء العرب, إذ كانوا دائما ينسبون الفضل لأصحاب الـــفضل ولـــــيس لأنفسهم))(109).


وينصف البيروني في كثير من كتبه كل جُهد علمى يُبذل في سبيل البحث العلمي فعلى الرغم من نقده لمناهج الهنود في البحث. إلا أنه يعرف لعلمائهم قدرهم, فقد كان يحترم (( براهمهر)) ويقول في (( بُنجل)) صاحب كتاب (( مانس الصغير)) بعد أن يورد كلامه العلمي في انقلاب الشمس السنوي : (( وهذا كلام صادر عن راصد مدقق أو مُعبر بأرصاد قديمه معه كبيرة))(110).


ويذكر البيروني رأية في (( بطليموس)) رغم نقده له في كثير من المواضع : فأرصاده أحق مما عول هو عليه من الأرصاد غير المدققة التي حكاها ... لعدلنا ضرورة إلى أعمال بطليموس لأنه تولاها وأحتاط فيها وإن كانت أحدث عهدا))(111). ويبين في موضع آخر سبب وثوقه في أعمال بطليموس, لإِستنادها إلى العيان أو إقترانها بالبرهان العلمى (112).


كما تظهر أمتنة البيروني العلمية وحياده التام في مقدمة كتاب (( القانون المسعودي)) حين يقول (( وإنما فعلت ما هو واجب على كل إنسان أن يعمله في صناعته من تقبل إجتهاد من تقدمه بالمنة, وتصحيح خلل إن عثر عليه بلا حشمة .. وقرنت بكل عمل في كل باب من علله, وذكرت مانوليتُ من عمله, ما يبعد به المتأمل عن تقليدي فيه, أو الإِصلاح لما زللت عنه أو سهوت في حسابه))(113).

من كل هذا يتبين لنا مدى إلتزام البيروني بالموضوعية التامة متمثلة في معانيها الثلاثة من الروح النقدية والنزاهة, والحياد, إزراء كل مايسهم في بناءه من نظريات وأفكار ويؤلفه من أعمال ورسائل, ويمكننا أن نضيف صفات خلقية أخرى اتصف بها, وظهرت في كتاباته واضحة جلية, مثل حبه الشديد للعلم وشغفه العميق والدلئب في البحث عن مظانه, يتضح لنا هذا إذا علمنا أنه قضى نيفا وأربعين سنة يبحث عن كتاب ((سفر الأسرار)) لماني, وعندما أتاه أحدهم بهذا الكتاب مع كتب أخرى له يقول : (( فغشينى له من الفرح مايغشى الظمآن من رؤية الشراب )) (114).

وكذلك إتصف البيروني بالتواضع الشديد, ويتضح لنا ذلك حين يؤلف كتابه (( الآثار الباقية)) إجابة لأحد تلاميذه سأله أن يضع كتابا عن تواريخ الأمم وأعيادها وأعمالها وأفكارها. فيقول في مقدمة الكتاب أننى بذلت في (( إستفراع الوسع واستنفاد الجهد في الإِبانة عن ذلك على حسب مابلغه علمي إن بسماع وإن بعيان وقياس)) (115).

ثم يقول في نهايته بتواضع العلماء : (( والناظر فيه لايخلو من أن يكون مثلي فيحمدني ويشكر فعلي فيما سعيت فيه, أو يكون لمرتبته مزية على مرتبتي, فيتفضل بإصلاح الخلل ويعذر فيما عساه وقع من الزلل. فأما الثالث فقد كُفيته لأنقياده للإِستفادة أو معادلته ماعجز عنه))(116).




4 ـــ الصبر والمثابرة :
يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 07:43 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd