المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن خلدون
تخرج أول دكتورة مغربية في القانون الأوروبي والدولي بإيطاليا توصلنا بخبر تخرج أول فتاة مغربية من الجيل الثاني في القانون وقد يعتبر هذا الحدث الأول والوحيد في هذا البلد الذي يحتضن الأجانب منذ بداية الثمانينات . ولتقريب هذا الشرف المغربي والعربي للقراء بأنحاء المعمور فقد إلتقينا بهذه الدكتورة وقد تكون من أصغر الخريجيين الدكاترة في التخصصات الأخرى إن وجدوا وهم نذرة أصلا وأردد هيهات لو شرفت بنا كل فتاة وكل شاب من أبناء جالياتنا بإيطاليا عوض السمعة الغيرالمشرفة والصورة الغير الللائقة التي ننعت بها هنا وكان لنا معها هذا الحوارالآتي: بعد التحية والسلام
سؤال:
عرفينا من تكون الدكتورة كوثر
جواب:
أشكرك سيدي كما أشكر صحيفتكم على هذا الإهتمام القيم بأخبارالجالية المغربية في العالم ، أنحدر من مدينة الدار البيضاء بالضبط من درب الشرفاء بدرب السلطان أنا أكبر إخوتي أبي ناشط جمعوي ووسيط اجتماعي وثقافي وأمي ربة بيت جيدة ،أختي التي تصغرني بسنتين طالبة هي الأخرى في السنة الأخيرة بكلية الطب و3 إخوة الأول في السنة الأولى كلية الطب والثاني في قسم الباكلوريا والأخير في السنة الأولى ثانوي
سؤال:
متى قدمت إلى إيطاليا؟
. جواب:
قبل23 سنة قدمت وأنا صغيرة جدا مع عائلتي لنستقر في شمال البلاد
سؤال:
ماهي الصعوبات التي مررت بها في مسيرة حياتك الدراسية ؟
جواب:
الصعوبات كانت كثيرة ومتعددة لكن الحياة بلا تعب ولا تضحيات لا طعم لها إن لم تجابه بالعزيمة والإرادة وركوب المصاعب والأزمات ، فكل نجاح لا يأتي من فراغ والدراسة الجامعية هي كذلك ليست ساحة تسلية أو مضيعة للوقت ولكن كما لا يخفى عليكم هي فضاء علمي وتربوي يحتاج إلى جهود جبارة وتخصيص كل القدرات والميكانيزمات لتحقيق الهدف المرجو والنتيجة المبتغاة. لقد أعطيت للدراسة حقها فسلبت مني راحتي لسنوات لم أتمتع فيها بجميل ولم أذق فيها سوى السهر والحرمان. في السنة التي دخلت فيها الجامعة كنت العربية الوحيدة التي تدرس القانون فمرت سنوات لم أكن أعرف أحدا وحيث أن الجامعة تبعد عن بيتنا جعلني أكتري حجرة من الإثنين إلى يوم الجمعة قبل أن أعود إلى أسرتي لقضاء آخر الأسبوع. وخصوصا في شهر رمضان لقلة الوقت لتهييء طعام الإفطار ، ومشاق الحفظ وحضور المحاضرات أثناء النهار
سؤال:
كيف كانت معاملة الطلبة معك ؟
جواب :
كنت ضمن مجموعة مكونة من 4 طالبات تعرفت عليهن منذ السنة الأولى وقد كنت محبوبة عندهن والنتائج التي كنت أحصل عليها مكنتني من اكتساب حب الجميع ، وتشجيع الأساتذة كان هو الآخر لعب دورا مهما في حبي للدراسة وتعلقي بهذه الشعبة الجميلة .كما كنت أثابر وأحرس دائما على أن تكون نقطة عالية ولم أقبل قط بنقطة أقل ، لأني طيلة سنواتي الجامعية حافظت على معدل مرتفع حتى أنجح بنقطة تؤهلني إلى كل حقل بعد التخرج
سؤال :
ماهي المراحل الدراسية التي مررت بها لحد الآن ؟
جواب :
بدأت دراستي الإبتدائية في سنة1988 بعمالة باري وتابعتها بالفينيطو شمال إيطاليا ، وإلتحقت بالإعدادي والثانوي وحصلت على شهادة الباكلوريا تخصص تسيير المقاولات بمعدل جيد جدا 98 على100 وكتبت عني صحيفة محلية كانت دائما تتابع أخبار عائلتنا لأننا كنا من أوائل المهاجرين المسجلين في مدارس المنطقة آنذاك . مما جعلنا نتمسك بمتابعة دراستنا في وقت من الأوقات صدر فيه قانون يعزل أبناء المهاجرين الراغبين في تتمة دراستهم بعد سن الثامنة عشرة أن يدخلوا في مسطرة الطلبة الجديدة التي تشطبهم من بطاقة الإقامة الخاصة بالتجمع العائلي والتي تضمن للإبن القاصر حق الإقامة لنفس المدة التي يتمتع بها رب الأسرة . وتجبرهم على تغيير رخصة الإقامة من ضمانة الأهلية إلى رخصة إقامة خاصة
بالطالب لا تفرق بين الطالب الذي يأتي مؤخرا للدراسة وبين أبناء المهاجرين القاطنين بصفة قانونية ، وعلى هذا الأساس للطالب الحق في رخصة إقامة سنة يتحتم عليه إذن الإدلاء بشهادة مدرسية كل سنة ليجدد إقامته وينص القانون على أن الطالب لا يمكن له أن يشتغل ولو بعد تخرجه والمفروض عليه أن يغادر البلاد حينها أو يسجل إسمه في قائمة من ترغب فيهم وزارة الشغل من كوادر أجنبية بواسطة سفارات إيطاليا في بعض الدول ذات العلاقات في هذا الخصوص، وهذا ضرب من المحال في بحر اليد العاملة المتدفق في السنوات الأخيرة . لكن أبي أصر على أن نتابع دراستنا وقد غامر مغامرة كبيرة لما فشل معظم الأولياء أمام هذا القانون. وكانت نكسة كبيرة رسبت عليها كارثة لم يفطنوا بها لأنها جعلتهم يبادرون بترك تعليم أبنائهم قبل السن القانوني حتى لا يعيدون أبناءهم إلى بلدانهم الأصلية ،فسارعوا في إدخالهم في سوق العمل قبل فوات الأوان كما كانوا يظنون ولكن كانت مجرد إقصاء للطبقة العمرية الفتية لأبناء
المهاجرين لم يفطن لها أحد وبعده بقليل صدر قانون جديد ينفي القانون الأول. اختار لي أبي شعبة جديدة في الكلية هي العلوم القانونية الأوروبية والدولية حيث لم يزعم عليها أحد من الطلبة المسجلين فحاول أبي إقناعي بمستقبل هذه الشعبة والدور الذي يمكن أن تلعبه أوروبا كقوة عظمى مرشحة في المستقبل ولم أكن راضية في البداية عن هذا الإختيار في سنة 2003 أصبحت وسيطة إجتماعية وثقافية كما شاركت بأول معرض للثقافة المغربية ، وبدأت بعد ذلك بدأت أشتغل مع مصالح الأمن والمحاكم والمراكز والهيئات التي تهتم بمصالح المهاجرين ، كما دًرست اللغة الإيطالية وعدة أنشطة ثقافية وجمعوية . لكن الدراسة الجامعية لم تترك لي المجال فانعزلت لكي أهتم بدراسة القوانين حتى سنة 2005حيث حصلت على شهادة من وزارة تكافؤ الفرص حول مشروع المرأة-السياسة-والمؤسسات الحكومية . كما قدمت بحث الإجازة في قانون مدونة الأحوال الشخصية (قانون الأسرة بالمغرب ) حيث كان أول بحث خارج المغرب يناقش أمام لجنة يصعب معها شرح الفصول القانونية والمراجع التي هي أصلا باللغة الفرنسية أو العربية مع نذرتها في ذلك الوقت بالذات إبان صدورها . وقد يسر لي الله سبحانه وتعالى ذلك وأعجبت اللجنة بهذه المدونة وحصلت على الإجازة في القانون بمعدل 103على110
سؤال :
سمعنا من بعض القنصليات المغربية ومن مصادر إيطالية مطلعة على أنك أول خريجة في هذا الإتجاه ؟
جواب :
وأنا كذلك سمعت بذلك وهذا شرف كبير يكبرني لأنني أسعى دائما أن أمشي تحت الظل،لأني أخاف الأضواء والغرور وأحب العمل في الصمت دون ضوضاء . أتممت والحمد لله تعليمي وأنهيت الدكتورة في بحث جديد حول قانون البيانات الشخصية وهذا شرف لي ولكل مغربي وعربي، وسوف تناقشه اللجنة في شهر مارس القادم إن شاء الله.
سؤال :
الدكتورة كوثر كيف تنظرين إلى القوانين بإيطاليا ؟
. جواب :
القوانين صارمة والمهاجرين مسلوبي الإرادة والسياسيون أسياد الموقف
سؤال :
علمنا أنك تنوين العمل في المفوضية الأوروبية هل هذا صحيح؟
جواب :
هذا شيء سابق لأوانه فأنا الآن محامية تحت التدريب ومسشارة قانونية والطريق مازال إن شاء الله طويل لذلك
سؤال :
ما الذي يحزنك ويفرحك في إيطاليا؟
جواب :
تحزنني حالة الجاليات الأجنبية ويفرحني كل ما تجود به سواعدهم وأدمغتهم من قدرات ومواهب منسية سؤال :
لمن تهدين هذا التشريف المفاجيء ؟
جواب :
أهديه إلى أسرتي الصغيرة وأسرتي الكبيرة المغربية والعربية والإسلامية، وكذلك إلى الأسرة العلوية الشريفة وعلى رأسهم الملك الشاب محمد السادس أيده الله
جواب :
إن كانت إيطاليا بلدي الثاني أحمل جنيسيتها وأتعاطف مع شعبها كوني أوروبية في أفكاري، فلا تنسيني الأنانية أنني قبل كل شيء مغربية ذات جدور عربية وإسلامية والحمد لله . شكرا الآنسة كوثرعلى هذا اللقاء كما أرجو أن تكون لنا معك لقاءات قادمة شكرا لك أنت سيدي على تعبك معي وصبرك على تحمل العناء للقيام بمهمتك النبيلة وإلى اللقاء في فرصة أحسن
بقلم: محمد سماحة
الدكتورة كوثر