2015-12-08, 14:33
|
رقم المشاركة : 6 |
إحصائية
العضو | | | رد: ملف عن :الجنسية المثلية والإضطرابات الجنسية | وربما يسأل سائل : ولماذا كل هذه الشذوذات أو الميول الغريبة ؟ ..... وما ذنب الشخص المصاب بها ؟ ..... وما مدى مسئوليته عن أى انحراف خلقى ينتج عنها ؟ ..... وهل هو مريض فيعالج ؟.....أم مبتلى فيصبر ؟.........أم شخص طبيعى تماما وهذه هى خياراته وتفضيلاته الجنسية وعلى المجتمع أن يقبلها ؟؟؟؟؟ !!!!!!!! والإجابة على هذه التساؤلات تختلف من ثقافة لأخرى , ونحن هنا سنتحدث من منظور ثقافتنا الإسلامية والعربية والتى تختلف بالطبع عن المنظور الغربى الذى اعتبر هذه الميول الجنسية المختلفة مجرد خيارات شخصية لها جذور بيولوجية تدخل تحت مظلة الحرية الشخصية وعلى المجتمع أن يتقبل هذه التنويعات فى الرغبات والميول الجنسية . أما من المنظور الإسلامى فإن من حكمة الله أن يخلق تنويعات مختلفة من البشر ذوى الميول المتباينة وذوى القدرات المختلفة فى الذكاء والقوة والأخلاق وغيرها , وهذا التنوع يتيح حالة من التواصل والتفاعل الحى بين الذات والآخر المختلف قليلا أو كثيرا , وفى هذا التنوع أيضا ابتلاء وفتنة لكى يميز الخبيث من الطيب .
كما قال تعالى :
"وجعلنا بعضكم لبعض فتنة , أتصبرون " ..... " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " ,
فمثلا يخلق الله بشرا غاية فى الذكاء يكتشفون أسرار الكون ويديرون دفة الحياة , ويخلق أيضا أناسا مصابين بتخلف عقلى يحتاجون للرحمة والرعاية والعناية من ذويهم ومن المحتمع ويستدرون هذه المعانى السامية من قلوب البشر الأصحاء ...
أما بالنسبة للمصابين بالتخلف العقلى فيرعاهم الله فى الدنيا ويسخر لهم من يرعاهم ويحنو عليهم ثم يعوضهم عن ابتلائهم فى الآخرة بدخولهم الجنة بغير حساب أو بحساب مخفف حسب درجة فهمهم.
إذن فحكمة الله موجودة خلف كل شئ , وما يظهر لنا على أنه شر أو ضرر يكمن وراءه خير كثير لوفقهناه بهذا المعنى وتناولناه من هذا المنظور . وربما يسأل سائل : هل لو استبعدنا البعد الدينى وماينبنى عليه من أبعاد أخلاقية واجتماعية ... فهل يمكن قبول الميول الشاذة والتعبير عنها بحرية ؟ ....
والإجابة : لا ... لأن هناك أشياء تدعم مسيرة الحياة واستمرار العمران فى الأرض وهناك أشياء أخرى تسير عكس هذا الإتجاه , فالميول الجنسية الطبيعية تؤدى إلى التزاوج والإنجاب وتكثير النسل وعمارة الحياة إضافة إلى ماتمنحه من لذة وسعادة ,
أما الميول الجنسية الشاذة فهى تؤدى إلى اللذة فقط دون عمارة الحياة , ولذلك لو تركنا لها الحبل على الغارب واحتفينا بها وأعطيناها قبولا شعبيا ودينيا فإنها سرعان ما تستفحل وتتمدد فى المجتمع وتستيقظ كل درجات الشذوذ لدى الآخرين ونصبح أمام كارثة إنسانية مروعة تؤدى فى النهاية إلى الهلاك العام , وهذا ماحدث لقوم لوط أو لأى حضارة استبعدت قانون الأخلاق والشرعية من حساباتها .
وربما يكون انتشار الإيدز بين الشواذ وعزوف الشباب عن الزواج فى الغرب (وبداية ذلك في مجتمعاتناالشرقية والعربية) وتصدع البناء الأسرى مجرد أمثلة لما يتهدد البشرية من كوارث فى حالة القبول بالشذوذ والإحتفاء به أو التحرر من الضوابط الأخلاقية والدينية فى هذا الشأن . أما على المستوى الفردى فلا شك أن الشخص المصاب بالميول الشاذة يعانى معاناة هائلة خاصة إذا انحصر الشعور الجنسى لديه على المسار الشاذ , فهو يريد أن يستمتع بهذا الشعور مثل بقية البشر ويمارسه , وهو لايستطيع الحصول عليه من الطرق المألوفة لبقية الناس لذلك فهو فى مأزق حقيقى وهذا هو الإبتلاء الذى لو صبر عليه لجعل الله له مخرجا .
والصبر عليه هنا بمعنى أن لاتخرج هذه الميول الشاذة إلى حيز التنفيذ على الرغم من ضغطها الشديد على الشخص لتخرج , فهو لايملك التحكم فى وجودها داخل نفسه ولكنه مطالب بالتحكم فى خروجها إلى حيز التنفيذ وا لذى يتنافى مع ثوابت دينية وأخلاقية تستحق الإحترام .
وربما يرى البعض هذا تعسفا وقسوة خاصة حين يعلم بأن وراء هذه الميول الشاذة اضطرابات جينية أو اضطرابات هرمونية أو أخطاء تربوية وكلها أشياء لا ذنب للشخص فيها ولا قبل له بها , ولكن الصبر على الإبتلاء أيا كان مصدره وأيا كانت ضغوطه هو قيمة دينية عظيمة , والإنسان المبتلى لن يجلس ويستمتع بالعذاب بصورة ماسوشية وإنما بجانب صبره واحتسابه سيبحث عن حل ومخرج صحى لمعاناته , وهذا الحل قائم ولكنه يحتاج لصبر وجهد .
فالطاقة الجنسية يسرى عليها قوانين الطاقة فى أنها يمكن أن تتحول من مسار إلى آخر حين تعطى الفرصة لذلك , فإذا أغلقنا أمامها المخرج المرضى المرفوض دينيا وأخلاقيا فإنها تتراكم وتظل تضغط على صاحبها لتصريفها ,
فإذا كانت هناك مسارات صحية متاحة أو مهيأة لاستقبال هذه الطاقة المتراكمة فإنها بالتدريج ستتحول إلى هذه المسارات , وكما قلت فإن هذا يحتاج لوقت وصبر , ولو صدقت النية لحدث وقد رأيت حالات ليست بالقليلة نجحت فى هذا التحول .ومع هذا لو افترضنا أن هذا التحول لم يحدث فهل من حق الشخص المصاب بالشذوذ أن يمارس شذوذه ؟ ...
والإجابة لا ... لأننا لو سمحنا لكل شخص أن يعبر عن شذوذه السلوكى أو الجنسى فإننا سنسمح لأصحاب اضطرابات الشخصية كالسيكوباتيين مثلا أن يمارسوا رغباتهم فى السرقة والكذب والإحتيال والقتل دون محاسبة قانونية على اعتبار أن لديهم اضطرابات حقيقية فى الشخصية مرتبطة أيضا بعوامل جينية واضطرابات هرمونية وظروف بيئية لاذنب لهم فيه !!!! وطبعا هذا لا يحدث .
إذن فالحل أمام أى رغبات أو ميول أو سلوكيات شاذة ليس هو إطلاقها والترحيب بها والإحتفاء بها وإنما تضييق مخارجها وفتح مسارات بديلة للطاقة الكامنة خلف هذه السلوكيات ...
فمثلا بالنسبة للشخص السيكوباتي لو أتحنا له عملا مناسب ودخلا ثابتا وظروفا بيئية آمنة ومشجعة فإن هناك احتمالات بأن يتعدل سلوكه مع الوقت والصبر والمثابرة , أما إذا سلمنا بسيكوباتيته وعذرناه فيها فإننا بذلك ندعم السمات السيكوباتية فيه وفى غيره ونتيح له فرصة الظهور والنمو . وهناك مثل آخر فى الزراعة , ففى أى حقل أو حديقة تنمو نباتات غير مرغوب فيها وغير مفيدة , وكل مايفعله الفلاح أو منسق الحديقة هو اقتلاع هذه النباتات الغريبة أولا بأول , ولو تركها تنمو فإنها شيئا فشيئا تتمدد فى الحقل أو الحديقة وتطغى على النباتات الأساسية المفيدة .
ونحن هنا لانناقش : ماذنب النباتات الغريبة التى اقتلعت ؟ أليست كائنات حية تستحق الحياة مثل النباتات الطبيعية ؟ ... فالأمر هنا يتعلق بقانون الحياة والبقاء , فكلما كانت الأشياء تخدم قانون الحياة والبقاء والنمو كلما احتفينا بها ونميناها والعكس صحيح . وقد كان الإعتقاد السائد فى المجتمع الغربى أن إطلاق الرغبات الجنسية ( الطبيعية والشاذة ) بعيدا عن القوانين الأخلاقية والدينية سيقلل من الإضطرابات النفسية والإجتماعية إلى حد كبير , وبناءا على هذا وسعوا نطاق الحرية الجنسية إلى أبعد حد . ولكن ماتصوروه أو اعتقدوه لم يحدث فقد تصدع كيان الأسرة لديهم وأصبحت المتعة الحسية تطلب لذاتها بعيدا عن أى سياق بنائى إيجابى , وازدادت حدة الأمراض النفسية والجنسية بحيث أصبح هذا التحلل الأخلاقى هو السبب المرشح لانهيار الحضارة الغربية لو استمر ا لأمر على ما هو عليه الآن . إذن فالضوابط الأخلاقية والتعاليم الدينية ليست أشياء تعسفية غير منطقية وليست سيوفا مسلطة على رقاب الشواذ وغيرهم وإنما هى رحمة للجميع سواء كانوا مرضى أو أصحاء , لأن الله الرؤف الرحيم العادل الكريم لايظلم الناس مثقال ذرة ولكن الناس أنفسهم يظلمون , وله فى كل شئ حكمة بالغة " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " . ونسأل الله أن يعين كل مبتلى بالشذوذ على الصبر وأن يعينه على ابتلائه ويشفيه منه , وإن لم يكن قد قدر له الشفاء أن يجزيه عن معاناته التى لايعلمها إلا هو , وأن يوفق الأطباء وكل من له علاقة بهذا الأمر أن يجتهدوا فى مساعدة كل من يحتاج إلى المساعدة وأن يجتهدوا لإيجاد علاجات ناجحة لذلك . ونعود بكم الآن إلى استعراض نماذج علاجية غربية للمثلية الجنسية يتبع | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |