2015-11-13, 21:39
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | الانقلاب اللغوي: وزير التربية يقرر التدريس باللغة الفرنسية | قال احمد بن نعمان :
"تعليم اللغات الأجنبية واجب، والتعليم باللغات الأجنبية جريمة حضارية وقومية"
وزير التربية الوطنية الواجهة الانقلابية والمحرض الرسمي على جعل اللغة الفرنسية تحل محل العربية الفصحى في تدريس العلوم والرياضيات باصداره ذكرة وزارية في هذا الشأن زاد الطين بلة، فنحن نسعى للخروج من مأزق تخلف تعليمنا وتذيله قائمة الدول العربية، نفاجأ بفكرة نشاز تسعى لقلب الاهتمام من ترسيخ تعليم وطني اصيل منتج مربح الى التفكير في خزعبلات لغة التدريس، فلا توجد دولة تحترم نفسها ومواطنيها تبحث عن رقي علمي بتغيير لغة التدريس أو استيراد لغة اخرى غير لغة الوطن.
سأطرح مجموعة تساؤلات على الانقلابيين الذين يسعوا الى استبدال لغة تدريس العلوم باللغة الفرنسية منها:
وهل صحيح ان لدينا جهات علمية تقوم باستقراء اراء الناس واقامة استطلاعات الراي نعتمد عليها في تمرير بعض الاصلاحات؟ وما مدى صحة اجراء صحيفة la vie économique استطلاعا بمناسبة الدخول المدرسي، ما بين 15 و22 شتنبر الجاري، حول رأي المغاربة في الرجوع إلى النظام التعليمي القديم في تعليم المواد العلمية باللغة الفرنسية، ونشرت في عددها الأخير نتائج هذا الاستطلاع، التي تشير إلى أن 91 في المائة يؤيدون الرجوع إلى النظام القديم، فيما عبر 9 في المائة فقط عن رفضهم الرجوع إلى النظام القديم في تعليم المواد العلمية باللغة الفرنسية؟
هل اللغة الفرنسية قادرة على انتشال المدرسة المغربية من أزماتها؟
هل سيتلقى الاساتذة تكوينا جديدا في المواد العلمية باللغة الفرنسية؟
هل لفرنسا والمتفرنسين من ابناء جلدتنا دور في هذا الانقلاب؟
هل اعتماد التدريس بالغة الفرنسية له شرعية دستورية حيث ان الدستور الجديد يعتمد اللغة العربية والامازيغية كلغة رسمية للبلاد؟
هل ستساهم اللغة الفرنسية من الخروج من بوثقة تدني المستوى التعليمي للتلاميذ؟
هل ستساهم اللغة الفرنسية في حل مشاكل البحث العلمي؟
لماذا لم تنتظر الوزارة استكمال تجربة الباكالوريا الدولية وتقييمها؟
ان مشاكل التعليم جذرية وعميقة تهم كل الجوانب وليس مقتصرة على لغة التدريس وان الحلول المتسرعة ليس الا تضييعا للجهود والوقت واهدارا لمستقبل الاجيال القادمة.
ان تحجج البعض لاستبدال لغة تدريس العلوم بعدم مسايرة الطلبة الدراسة الجامعية في العلوم بحكم تدريسها باللغة الفرنسية حجة واهية فلم تجر اي تجربة لتعريب التعليم الجامعي لنقول ان التعريب فشل.
تبني هذا القرار يكشف الوطنية الزائفية والبرغماتية في تسيير الشأن التربوي وان عبارات الوطن والاستقلال ليست سوى للاستهلاك المحلي واثارة غرائز الناس عندما يحس اللوبي الغول بالتضييق على مصالحه.
لا اجد سببا قي هذا الانقلاب اللغوي الا عقدة لم يشف منها البعض بعد مرور اكثر من 60 سنة على الاستقلال انها عقدة الانبهار بالتفوق الغربي وفرنسا جزء منه مما جعل نخبة من المثقفين المغاربة التي لا تتقن سوى لغة المستعمر وتستعملها في خطابها ومراسلاتها والاحتقار للغة العربية التي يعتبرونها لغة العامة.
كما ان هذا الاقتراح قد يضر بالوحدة الوطنية وخلق صراع بين الناس بين من يعتز بلغته ومن يرتمي في احضان الغرب وقد ينتج عنه مطالبة البعض بتدريس المواد باللغة الامازيغية.
لم يجد وزير التعليم في تقرير المجلس الاعلى للتعليم سوى النقاط التي تتحدث عن لغة التدريس بينما تغاضى عن الكم الهائل من التوصيات التي جاء بها وعلى ضرورة توجيه الاصلاح قبلتها.
وقالت أمينة ماء العينين، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين،
أن مضمون المذكرة “معاكس تماما لتوصيات الرؤية الإستراتيجية للمجلس التي أكدت، بعد نقاش طويل داخل المجلس المتعدد المكونات، على اعتبار اللغة العربية لغة التدريس الأساس، مع إمكانية استعمال الفرنسية والانجليزية كلغات لتدريس مضامين أو مجزوءات داخل المادة الواحدة، وليس إلغاء العربية و تدريس المواد كلية بالفرنسية”.
وأوضحت المتحدثة أن ما قام به بلمختار “تشويش مجاني على اللقاءات الجهوية التي يقوم بها المجلس الأعلى للتربية والتكوين للتعريف برؤية الإصلاح التي قدمت للملك، والتي أحالها على الحكومة”، علما ان بلمختار، تضيف عضو المجلس، أكد في أكثر من مرة انه ملتزم بتوصيات الرؤية الاستراتيجية،”لكنه بمذكرته هذه في هذا التوقيت غير المفهوم، وبدون سابق إنذار، يثير شكوك حقيقية بخصوص نواياه من وراء هذه الخطوة التي تسهم في صب الزيت على النار، كما تسهم في خلق الاحتقان والتقاطب المجتمعي بخصوص هذه القضية”،
اصبحت اللغة الفرنسية بضاعة تستورد كما يستورد السلاح والدواء والقمح وهذا شعور بالحزي والعار فبعد اكثر من 60 سنة لم يجدوا الطريق الصحيح والسكة الصحيحة لوضع التعليم عليها وتاهوا في مقاربات متعددة وضيعوا اجيالا من المغاربة ستحاسبهم اجلا ام عاجلا على استهتارهم.
ان تغيير لغة التدريس ليس شانا خاصا بالمجلس الاعلى للتعليم او وزارة التربية بل هو شان مجتمعي لا يقل عن الدفاع عن حدود البلد لذا وجب اخذ اراء كل المغاربة باجراء استفتاء شعبي.
لا نستغرب في هذه الايام التي يسحل فيها الربيع العربي في كل مكان ان نجد مثل هذه المطالب الانقلابية التي لن تزيد سوى الى مزيد من التخلف والنكوص الى الوراء بدل البحث عن اسباب تخلف التعليم وعلاجه.
لا نريد ان نرمي دعاة هذه الفكرة بالعمالة للخارج والتآمر على منظومتنا التربوية كما يفعل البعض، كما اننا لا نريد ان ننعت من يؤيد هذا الطرح الجديد بمحاولة استحمار الشعب وخلق جيل من الضباع على حد تعبير سمحمد جسوس، انه لوبي استعماري لا يزال يعيش بيننا بشكل مقنع يسعى لضرب كل مكتسباتنا من تعميم وتعريب ودمقرطة، فبدل البحث عن معوقات الفشل الحقيقية نحاول الترقيع لمداراة عدم قدرتنا على الاصلاح الجدري العميق للمنظومة التعليمية.
عندما فكرنا بلغتنا العربية ودرسنا بها العلوم وترجمنا علوم الاغريق اليها نهضت الامة واضفنا لبنة عظيمة في تطور الحضارة الانسانية.
محمد ازوض مراكش | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=819765 التوقيع | سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك | |
| |