الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > بنك الاستاذ للمعلومات العامة > سير و شخصيات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2015-06-24, 23:49 رقم المشاركة : 1
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

poeme “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني




“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني

— 17 يونيو, 2015 إشارة: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة.
كان للنجاح في البكالوريا طعم خاص بالنسبة لي.. إحساس بامتلاك زمام الأمور في حياتي واستنشاق لأوكسجين مختلف عن أوكسجين حياة التلميذة التابعة لأمها خصوصا أنها كبرت مع فكرة أن سن الثامنة عشرة هي سن التخلص من سيطرة الأسرة وفكرة الاختيار بدلا عنك.
قررت في ذلك الصيف أن أبحث عن عمل رغبة مني في إقناع غروري الصغير أنني كبرت جدا.. كان تجاوب أبي وأمي مع رغبتي إيجابيا..
ومباشرة بعد انتهاء فترة الامتحانات اشتغلت في معرض لبيع الهدايا صاحبه سوري، عندما كان السوريون أصحاب مشاريع لا لاجئين وعابري سبيل بسب ثورات مزيفة حطمت حضارة بكاملها. استقبلني صاحب العمل بكل احترام وأصبحت أشتغل بتفان غريب وكأنني أُقنع نفسي أنني كبرت رغم قِصر قدماي اللتان خدلتاني في اجتياز امتحان المدرسة العسكرية.. والسبب هو قِصر قامتي رغم أنني كنت أحس حينها بأني أملك هامة طويلة جعلتني أستمر في عملي الصيفي، ولَمِّ الدرهم على الدرهم لشراء أشياء تبدو لي اليوم بسيطة. ربما لأن متطلباتي أصبحت أكبر وأغلى، أو ربما لأن أختي الصغرى أصبحت تتحصل على هاته المتطلبلات بسهولة بدعوى أنها من الأساسيات وليست الكماليات..
المهم أني كنت ألُمُّ الدرهم على الدرهم من أجرتي اليومية ومن إكراميات الزبناء وأستأمن ماما عليها.. كان أبي يراقب عملي ونشاطي بحب وفخر كبيرين، خصوصا أنه تعوَّد على فكرة حبي للعمل فقد كنت منذ السنة الثانية ثانوي أقدم الدعم لأبناء الحي الصغار بمقابل مادي رمزي..
كان أبي يقول لي سيتعبك السهر ويأخذك من مراجعة الدروس.. كنت أصر على أن عملي يدفعني للتعلم أكثر وأنني أسترجع معهم قواعد اللغتين العربية والفرنسية وأشجع نفسي على الدراسة في تشجيعي لهم.
بعد فترة الصيف كان من الضروري أن ألتحق بالجامعة بعدما فشلت في اجتياز أغلب مباريات الولوج للمعاهد العليا ودائما في مرحلة الامتحان الشفوي.
لا أدري هل كانت صدفة أم انعدام التجربة أم لأن أبي ليس صاحب أحدهم. دخلت الجامعة أول يوم. كنت قد تسجلت في قسم الدراسات الانجليزية برغبة من أبي لبيتها، حبا و اعترافا له بكل ما فعله من أجلنا..
كان يومي الأول غريبا فقد صادف إضراب أساتذة القسم بسبب تعنيف أحد الطلبة لأستاذ..
لم أفهم ساعتها أبعاد المشكل. كان همي منحصرا في تذكري لقاعات الدراسة الخاصة بطلبة الدراسات الإنجليزية لأن طريق القاعات كان عبر الساحة الجامعية المكتظة بالطلبة واللافتات، و لأني كنت قصيرة القامة فقد كنت أضيع وسط اللافتات وقامات المناضلين الطويلة.
بمحض الصدفة كنت دائما ألتقي طالبا في طريقي يدرس بنفس القسم، وبالصدفة أيضا كنت أسأله نفس السؤال: “الله اخليك القاعة 2″؟.. وفي كل مرة كان الطالب يرافقني ويحدثني خلال الطريق عن وضعية التعليم الكارثية…
ذات صباح دخل نفس الطالب مع مجموعة شباب إلى القاعة، أخذوا الكلمة وبدأوا يناقشون معنا نقابة الطلبة والاتحاد الوطني لطلبة المغرب وحلقية نقاش وتسطير ملف مطلبي… المهم لقد كانت كلمات غريبة بالنسبة لي، لكن فضولي وتمردي تمسكا بحقهما في معرفة ماوراء تلك الكلمات.
في الساعة الرابعة تماما كنت وسط الساحة.. طاولات كثيرة عليها صور أشخاص لا أعرفهم وكتب مخطوطة هنا وهناك.. رائحة صراعات ونظرات غريبة موزعة بين الطاولات، شباب يرتدي جاكتات مع أن الجو كان شديد الحرارة..
أشياء كانت كلها غريبة عني بيد أن فضولي ابتلعها دون هضم إلى حين يفهم ما معنى “ملف مطلبي” و”حلقية مركزية” ومن يكون أولئك الذين يملأون الساحة، ولِمَ يرتدون ملابس الشتاء في الصيف؟ ومَن هم أصحاب الصور المنتشرة فوق الطاولات؟ وما هو سر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب؟…. (يُتبع).









: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=810488
    رد مع اقتباس
قديم 2015-06-24, 23:50 رقم المشاركة : 2
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(2) في مهب تيارات الفصائل الطلابية – بشرى الشتواني

— 18 يونيو, 2015 إشارة: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة.
(…) استطعت أن أفهم أن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هو نقابة طلابية وانها إطار عتيد تخرج منه مناضلون كبار ومن بينهم مَن أصبحوا وزراء حينئذ في حكومة التناوب..
عرفت أن لهذا الإطار الطلابي أربعة مبادئ لا يمكن تجاوزها، وأنه يضم فصائل سياسية شرعية وأخرى جديدة. كانت جامعة أكادير تتميز بوجود هامش الاختلاف.. كان يناضل في الساحة، فبالإضافة إلى الطلبة القاعديين الذين كانوا يسمونهم (لكَلاكَلية) كان هناك فصيل الطلبة الثوريون وكانوا يسمونهم “تروتسكيين” نسبة للقائد “ليون تروتسكي” كانوا يناضلون كلهم من أجل الثورة ويتصارعون من أجل شيء لا أعرفه.. المهم أن هدفهم واحد وهو الثورة.
كان في الساحة المقدسة شباب أمازيغ يناضلون من أجل الثقافة الأمازيغية وشباب العدل والاحسان والذين كانوا كثيري العدد.. ساعتها رغم أنهم دخلوا الجامعة بقوة الحديد والنار، كما حكى لي صديقي الذي كان دائما ينتشلني من توهاني وسط اللافتات والشعارات الكثيرة.
بدأت تستهويني أجواء النضال الذي استفز تمردي ورغبتي في التحرر من فكرة كوني امرأة تابعة لذكر و”ناقصة عقل ودين”.
تعمقت النقاشات بين رفاق البرنامج المرحلي الذين كانوا يناقشونني من منطلق قراءة الفكر والاقتناع به بأسلوب لطيف ناجح في الاستقطاب، وفي المقابل كان الرفاق الثوريون يتعاملون معي بمنطق “أنت حرة في الاختيار”…
كل هذا ونحن في وسط زخم المعركة النضالية وأجواء شهر رمضان. في تلك السنة كان عدد الملتحقين بصفوف البرنامج المرحلي كثيرون من كَلميم والنواحي ومن زاكورة.. كنا نجتمع صباحا بمقصف الكلية.. الكل يناقش وأنا أتابعهم بفضول ورغبة في التعلم، بعدها نلتحق بالحلقية المركزية ثم الاعتصام داخل عمادة كلية الآداب ابن زهر..
الطريف في الأمر، ووسط محاولات استقطابي أنا وطالبة أخرى من طرف الرفاق القاعديين، ومحاولة الثوريين التواصل معي، كانت الطالبة الأخرى أكثر شجاعة ودهاء مني، رفضت أن تُحسب على أي فصيل.. كانت كل صباح وقبل أوان الحلقية المركزية تضع حقيبتها في رواق الطلبة القاعديين ومعطفها في رواق الطلبة الثوريين معلنة بذلك أنها تريد إصلاح ذات البين وأن تجمعهم على خير بما أن عدوهم الطبقي واحد هو النظام، وهدفهم هو الثورة، فلماذا الاختلاف وأحيانا الخلاف؟ وهو الأمر الذي لم يكن عقلانا غير المجربين يستطيعان تقبله أو فهمه.. المهم أننا كنا منبهرين بكلام جديد وبحرية مضمونة داخل رحاب الجامعة..
أصدقكم القول، لقد كانوا شبابا مناضلين بكل الصدق الذي يمكن أن يستوعبه عقل شاب ما سنه ما بين 18 و23 وينحدر من بيئة قاسية وفقر مدقع. كنت أشاركهم مرات عديدة طعامهم وأمكنة سكناهم بكل حب واحترام.
كنت أستيقظ صباح كل يوم بهمة ونشاط و أتحمل ازدحام النقل الجامعي كي أحضر حصة التعبئة في المدرجات والقاعات. كنت أمشي بكل ثقة وسط شباب بقامات طويلة وألبسة شتوية في عز شهر شتنبر الأكاديري الحار، لم أكن قد عرفت السبب بعد، ولم يكن يهمني ذلك.. كل ما كان يهمني أنني كنت أحس أنني قوية بهم وأن قامتي التي حرمتني من تحقيق حلم ماما في ارتداء اللباس العسكري بدأت تطول وأنا وسط الرفاق القاعديين… (يُتبع).







    رد مع اقتباس
قديم 2015-06-24, 23:51 رقم المشاركة : 3
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(3) نحو امتلاك أساليب البوليميك.. “الله يحضر فيك السلامة”! – بشرى الشتواني

— 19 يونيو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة.
(…) كان أول كُراس قرأته يتحدث عن تاريخ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب: مؤتمراته ومقرراته، كان الرفيق المكلف بالنقاش معي طالب مجاز في الدراسات الانجليزية ينحدر من مدينة الصويرة. تحدثنا عن المؤتمرات وعن المؤتمر 15 الذي كان يرأسه عبد العزيز لمنبهي وما لهذا الاسم من وقع قوي في قلوبنا المنبهرة آنداك، حدثني عن مواقف المؤتمر وأن مقرراته هي التي يتبناها طلبة البرنامج المرحلي، ثم ناقش معي برنامج القاعديين الطلابي والمسمى “البرنامج المرحلي”..
كنت أستمع وأستوعب وأحفظ كل كلمة.. كان هدفي أن أصبح مثل أصحاب القامات الطويلة الذين يتركون أصداء أصواتهم تصدح في جنبات “الساحة المقدسة”.
جاءت عطلة العيد، أعطاني رفيقي كتاب “جورج بوليتزر” “مبادئ أولية في الفلسفة” وكتاب “ضد الظلامية” قال لي إنهما مسجلين باسمي في كتاب الرواق وأن علي أن أقرأهما في العطلة وأن أحاول تلخيصهما وبعد العطلة ستتم مناقشتهما في دردشة داخلية .. قلت له أن ظروف العيد ربما ستمنعني، فأجابني أن عيد الثوار هو الثورة وأن هذا عيد لا يصلح للكادحين..
هضمت الكلام باندفاع، دون أن أطرح أسئلة كثيرة، لم نكن نسأل عن الأشياء الغريبة أكثر مما كنا نسأل عن أشياء تساعدنا في النقاش الجماهيري. كان المهم هو أن تستطيع مناقشة الأطراف وتمتلك أساليب البوليميك، كي تخرج بعد مداخلتك الجماهيرية منتشيا وكأنك كنت تحتضن حبيبا مشتاقا إليه.
مرت عطلتي وأنا متشوقة للرجوع إلى الساحة ومناقشة ما قرأته خصوصا كتاب “ضد الظلامية” الذي أنهيت قراءته في يوم واحد وناقشته قبليا مع أختي..
كانت أمي تقول لي: “مفهمتش كتقراي بالانجليزية وكتهزي كتب بالعربية كتقرايهوم الله يحضر فيك السلامة” ثم تصرخ في وجهي أن أطفئ جهاز الكاسيط الذي كان مُشَغلَّا أبدا، محاولة مني لحفظ كل أغاني “عبيدو” كي أغنيها في اعتصاماتنا في القيدومية وذلك مثلما كان يفعل المناضلون..
عند رجوعي من العطلة كان لقائي الأول برفيق غريب لم أره من قبل، لم يكن يتكلم أبدا، لكن كان ظاهرا أنه من ضمن قيادة الفصيل آنذاك. كنت أخشى الاقتراب منه بسبب نظراته الحادة، على غرار الوجه الصارم الذي كان القاعديون يحبون رسمه على وجوههم الحقيقية، وجه يحمل علامات الكدح والعيش في الصحراء..
ثمة سبب آخر لخشيتي منه كان يتمثل في طول قامته.. وكان كلما ازداد صرامة ازدادت قامته طولا على الاقل بالنسبة لي.. كنت كلما مررت بجانب الرواق ألوح له بيدي وبكلمة “هاي” أو “باي” ويرد هو بدم بارد.. فتلك التحية لا تصلح للطلبة القاعديين، ربما لأن عقلية البداوة ما زالت ملتصقة بسلوكات الكثيرين، واختلاف التربية بين مَن عاش في مدينة سياحية كأكَادير ومَن عاش وسط هوامش بدوية قاسية، ربما لهذه الأسباب حَكَمَ على تصرفاتي..
لكن ما أثارني فيه أكثر هو تصرفه ببرودة دم معي على نحو أقرب إلى الجفاء، عكس كل الرفاق اللذين كانو يتحينون الفرصة في كل حين للتحدث معي ومناقشتي، وذلك على سبيل تشجيعي على الاستمرار معهم في أفق أن أحسم في مسألة انتمائي، وهو ما تم عشية الأيام الثقافية التي كانت بدايتي الحقيقية كقاعدية رسمية وكحبيبة لقاعدي متمكن… (يُتبع).







    رد مع اقتباس
قديم 2015-06-24, 23:52 رقم المشاركة : 4
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(4) لجنة الطبخ واليقظة والحب! – بشرى الشتواني

— 20 يونيو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة.
(…) في أول أيام الأسبوع الثقافي، وصلت للساحة الجامعية.. اندهشت وفرحت.. فرحة طفلة وجدت عزيزا لكن بنسخ عديدة. الساحة ملأى كلها برفاق قاعديين بقاماتهم الطويلة ودمهم البارد.. بملامحهم القاسية التي يرسمونها مباشرة بعد دخولهم إلى الجامعة..
طفقت آخذ من ملامحهم وأتجول وسط الساحة بثقة مناضلة قاعدية طويلة القامة والهامة في آن واحد.. كنت في كل لحظة أسترق النظر إلى رفيقي الذي كنت أخافه والذي تحول خوفي منه إلى إعجاب بشخصيته القوية جدا وبرودة دمه التي تحولت بقدرة قادر الى اهتمام زائد بي.. كنت سعيدة باهتمامه وفخورة بتواجدي إلى جنبه طيلة اليوم وكأنني كنت أريد أن أقول للجميع أن هذا القاعدي المتمكن يعجبني وأعجبه..
طبعا لم يكن معيار الجمال عند الطلبة القاعديين هو أحمر الشفاه ولا لباس مثير أو حتى ملامح جميلة، بل مدى قدرتك على النقاش وقتاليتك في الساحة..
فهمت الدرس جيدا واندمجت وسط قامات الرفاق من المواقع الجامعية..
أذكر جيدا اليوم الرابع من الأسبوع الثقافي.. تم تكليفي يومها بمهمة الطبخ أنا ورفيقي المعجب.. ثم كان يوم نقاش في موضوع “الوضع السياسي الراهن ومهام الحركة الطلابية” كانت المداخلة المركزية من نصيب أحد ذوي القامات الطويلة جدا جدا.. كان قادما آنذاك من مدينة فاس ومحاطا بهالة و”كاريزم” غير عاديين.. الكل كان ينتظر نقاشه بل حضوره إلى الساحة وكأنه سيضفي على قدسيتها هالة خاصة..
كان الرفاق يحذروننا من إكثار الكلام معه.. لم نكن نفهم ما وراء تلك الهالة، لكن في سنة 2005 فهمنا أنها هالة كانت تؤسس لبروز تيار قاده هو ومجموعة من مراكش سموه “تيار الماويين”.
في المنزل الذي كنا سنجهز فيه وجبة الغداء والتي كانت عبارة عن فاصولياء (لوبيا) اشترى رفيقي كل مستلزمات التحضير ومعها قطعة شكولاطة لي فرحت بها وتمنيت لو كانت غير قابلة للذوبان كي أحتفظ بها، لكنني أكلتها وذابت في عروقي حبا لذلك القاعدي الذي لا يبتسم..
قال لي سأنام قليلا واعذريني إن لم استطع مساعدتك.. حضَّرت كل شيء ونظفت الغرف كلها وأنا أتخيل أشياء كثيرة أغلبها تحقق.. فقد قلت ماذا لو تزوجت هذا القوي الذي لا يضحك وعشنا حياتنا نتقاسم لجنة الطبخ واليقظة والحب أيضا..
وصلت ساعة الحلقية المركزية ومداخلة الرفيق الأسطوري.. أخدت كرسيا وجلست في أول الصف قررت أن أركز كي أفهم الوضع السياسي الراهن آنذاك، ومهام الحركة الطلابية..
مرت أكثر من ثلاث ساعات وأنا جامدة في مكاني.. لم أفهم أي شيء من النقاش ولا نقاط النظام التي كانت مسطرة قبلا.. حلت الساعة الثامنة مساء.. رُفع الشكل النضالي وأنا ما زلت لم أفهم شيئا من مهام الحركة والوضع السياسي. فكرة واحدة كانت يدور في رأسي هي كيف سأصل إلى منزلنا والنقل الجامعي انتهت ساعة عمله وآخر دراهمي دخن بثمنها الرفاق..
تطوع رفيقي الذي لا يضحك بإيصالي إلى البيت.. استقلينا الطاكسي سوية.. ابتسم وهو يركب إلى جانبي.. لأول مرة كنت أرى وجهه الحقيقي وليس وجه القاعدي المتمكن.. تحدثنا عن طعم الغذاء اللذيذ وعن جديتي وسط الرفاق وعن أشياء كثيرة باستثناء الوضع السياسي ومهام الحركة..
في اليوم الثاني كان النقاش حول موضوع “القوى الظلامية” وبما أنني كنت قرأت كتاب “ضد الظلامية” فقد كان اليوم يومي كي أظهر فيه كل ما قرأته.. كنت أنصت للمتدخل بإمعان شديد وأطلب نقطة نظام، أخرج من الحلقية التي تكون قد امتلأت عن آخرها بمجرد سماع صوت أنثوي، وكلما كان يقل عدد الواقفين في الحلقية، يطلب مني أحد الرفاق أن أتدخل أنا ورفيقتي الثانية التي كانت متخصصة في نقاش نوال السعداوي.
قبل النقاش بساعة حاولت الإنفلات من زحام النقاش وسط الرفاق كي لا يفوتني النقل الجامعي، لكن عيون رفيقي كانت تلاحقني، طلب مني أن أنتظر لأننا كنا سنخرج في مسيرة إلى ساحة الشهيدة “سعيدة لمنبهي” قلت له أن النقل سيفوتني وأني لا أملك ثمن التاكسي.
لم يتردد في تقديم مساعدة جعلها تمر عبر تعبير جدي.. قائلا بابتسامة محسوبة إنه سيوصلني إلى المنزل.. كنا وسط الساحة.. قلت له مبتسمة أنني سأكون سعيدة بمرافقته..
أحسست أن قامتي ازدادت طولا وأنا أستمع لتشجيعه لي بمواصلة القراءة والنقاش الجماهيري وثنائه علي من كوني أملك من المؤهلات ما سيجعلني اكون مناضلة جماهيرية قوية.
أكملنا يومئذ بالكثير من الانتشاء النضالي والسياسي.. بالنسبة لي كان الانتشاء العاطفي سيد الانتشاءات، فقد أوصلني رفيقي إلى البيت، في الطريق، وكلما وصلنا طريقا مزدحما بالسيارات كان يمسك بيدي لنعبر سويا، لم نكن نعرف حينها أن طريقنا تلك متشابكي اليدين ستطول لتستمر ثلاثة عشر سنة… (يُتبع).








    رد مع اقتباس
قديم 2015-06-24, 23:53 رقم المشاركة : 5
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(5) صراعات الحب بين الرفاق والرفيقات – بشرى الشتواني

— 21 يونيو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة.
(…) جاءت عطلة عيد الأضحى بسرعة لم أكن أتوقعها، خصوصا أنني كنت ما زلت منتشية بنجاح الأيام الثقافية، ومن استمرار التجاذب العاطفي مع رفيقي القيادي، سيما أنه هو الذي كان مكلفا بأغلب المهمات الصعبة للأيام الثقافية.. وهذا ماكان يزيد من إعجابي به وفخري بإعجابه بي وكأنني كنت أستمد إطالة قامتي من طول قامته.
قبل أن أودع الرفاق كنت أتوقع أن يمدوني بكتاب لأقرأه كما فعلوا معي في عطلة عيد الفطر، لكنهم لم يفعلوا.. فكنت أنا مَن طلبت أي شيء لأقرأه، لأنهم علموني أن العيد الحقيقي هو عيد الثورة، لكن اهتمامهم بهذا العيد بدا لي غريبا.. الكل يستعد حتى إنهم لم يقولوا لي إن عيدنا هو يوم نجر مغتالي رفاقنا إلى مقصلة الشعب..
لم أهتم رغم استغرابي، كل ما كان يهمني هو أن أشتغل على نفسي كي أصير جميلة بمعايير الرفاق القاعديين، وأن أنجح في أن أكون مناضلة تقاتل في الساحة بدون تعب.
أخدت ثلاثة كتب هي “ألف باء الشيوعية” و”البيان الشيوعي” و”مذكرات حول تحرر النساء” ل”ألكسندرا كلونتاين”.. ودعت رفيقي في محطة الحافلات وذهبت لبُدء مشوار التكوين والاستعداد للانتقال من فتاة قصيرة القامة متمردة، مع الكثير من الخوف، إلى قاعدية لا تخاف في قول كلام الثورة لومة لائم، كنت في كل جملة أقرأها، أزداد إصرارا على القبض على الجمر واندفاعا نحو طريق الثورة ظنا مني أنها قريبة.
كان عيد الأضحى صبيحة يوم الاثنين، كلمني رفيقي ليعايدني، رغم أن عيد الثوار لم يكن هو عيد الأضحى، لكنني تقبلت معايدته بدون إبداء ملاحظات، المهم أنه وجد مبررا ليهاتفني.. تحدثنا على أساس أننا سنلتقي بعد أسبوع.. لكنني تلقيت مكالمة منه بعد يومين، صبيحة الاربعاء ليقول لي: “بغيت نشوفك”..
فرحت لدرجة أني قلت له: “نشوفك دابا”.. تركت كل طقوس العيد وخرجت لملاقاته، وأنا في طريقي إليه، قررت أن أعترف له بكل تلك المشاعر المتمردة وأن أحسم الأمر لصالحي، دون باقي المعجبات، وفعلا ذاك ما حصل، فبعد عناق طويل وأسئلة عن الحال والأحوال قلت له:
– “أنا أحبك”.. هكذا دون مقدمات، وأضفت: “أريد أن ألتزم في علاقة معك ما رأيك؟”.. قال:
– وأنا أحبك جدا ولكن أنتِ أكثر جرأة لذا أنتِ تستحقين أن تكوني رفيقة قاعدية” مستطردا: “الفرق بيني وبينك أنك تقدمية بالفطرة، وأنا ابن البادية ما زلت لم أتخلص من الرواسب البدوية”..
كان يخجل أن يناديني باسمي حتى حينما نكون وحدنا نتحدث بحب. لكن التزامه معي وصدق مشاعره جعلاني أستمر في المضي نحو بناء علاقة رفاقية مثالية.
التحق الرفاق بعد عطلة العيد، كنت سعيدة بعلاقتي وبوضعي الجديد كرفيقة يُعول عليها نضاليا وتنظيميا. هكذا أحسست ساعتها ، لكن ما لم أفهمه هو التفاف بعض الرفاق الزائد حوليـ لم أفهم إلا بعد مكالمة من أحد الرفاق (هو الآن ميت كان اسمه اعراب وكان طيبا جدا) قال فيها إن الرفاق يريدونني في أمر ضروري..
قلتُ له أنني أوجد في قاعة الدرس بالمركز الأمريكي للغة الانجليزية ولا يمكنني الخروج. قال: “ضروري آ الرفيقة”.. استأذنت من الأستادة وغادرت. التحقت بهم في غرفة كانوا يكترونها لأفاجأ بوجود بعدد كبير من الرفاق منهم مَن لم أره من قبل.
ماذا يجري؟ ولِمَ كل هذا؟ جلسوا يناقشون حسب مجموعات.. وبدأ يظهر لي أن كل مجموعة تدافع عن رأي حول الموقف من المرأة ومن العلاقة الرفاقية، لم أفهم بعد ما حصل.. سألت أحد الرفاق المُقربين كان أقرب لرفيقي الحبيب.. كان رفيقا من القياديين الذين يسكنون مع رفيقي الحبيب، هو أول مَن بارك علاقتنا عكس رفيقته التي كانت تحذرني منه وتقول لي إنه معقد ولن أرتاح معه..
في الحقيقة لم أكن أرتاح لها هي بالذات نظرا لكمِّ الحقد الذي كانت تكنه للكثير من الرفاق.. المهم أن الرفيق الذي سألته لم يجبني. تركني أرسم الكثير من علامات الاستفهام في خيالي.. رفيقي الحبيب كان يجلس في أقصى الغرفة محاطا بعدد من الرفاق وكأنه متهم حتى قبل إدانته..
فهمت حينها أنهم يناقشون علاقتنا، هل تجوز أم لا تحوز؟ كما كان أحد الرفاق، وهو بالمناسبة ذلك الرفيق الذي كان ينتشلني من توهاني وسط اللافتات قد تقدم بملتمس للرفاق ضمَّنه أنه الأحق برفقتي لأنه هو الذي استقدمني للتوجه وأول من ناقش معي وأن هذا يعطيه حق الارتباط بي، سانده في طرحه رفاق منطقة هوارة التي ينتمي إليها ثم التحق به رفاق محاميد الغزلان الذين كانوا يتحينون أي خطأ من رفيقي الحبيب..
لم يستمعوا إلي. انتظروا حتى أكملوا مرافعاتهم ثم أعطوني الكلمة، أنا التي كنت بالكاد انتهيت من قراءة كتاب “محاضرات حول تحرر النساء” قلت لهم: “أنا لست مِلكا للتوجه وعلاقتي إنسانية وهي لا تعنيكم” وخرجت.
فهمت في اليوم الموالي من رفيقي الحبيب، الذي كان متذمرا، أنهم أنهوا لقاءهم بالتصويت حول مَن مع علاقتنا ومَن ضدها وأن التصويت انتهى ب”ضدها” بفارق صوت واحد، وأن هذا هو دور الديموقراطية..
صرخت في وجهه وكأنني أقول له أن قامتي صارت أطول من قامته، وذلك بقوة الحب وصدقه، وأنني أرفض ديمقراطيتهم تلك وأن قرارهم لا يعنيني وأن الساحة مِلك للطلبة والحب مِلك لي ولك.. قال لي:
– “هل ستصمدين في وجوههم؟” قلت:
– “نعم أنا قاعدية حقيقية”.
احتضنني وبكينا طويلا ثم تعانقنا.. ونحن على ذلك الحال، جاء رفيقان ليوثقا تمردنا على قرارهم.. قالا لنا أحبا بعضكم و لا تباليا سينسى الجميع ذلك الاجتماع الغبي وستنتصران.
كنا نستعد للامتحان سوية دون مشاكل، نتقاسم وجبة غدائي وبعض الدراهم وننتشي بحبنا المنتصر، لولا إزعاج إحدى الرفيقات التي كانت مغرمة هي الأخرى برفيقي، في حين أن باقي الرفاق كانوا مغرمين بها وبالتالي أدخلتنا في دوامة أخرى من جديد: مَن يحق بمن ومَن من حقه حبها؟
تم نقل موضوع “أحقية الحب” إلى المستوى السياسي، وتم حَبْكُ مؤامرات باسم السياسة ولصالح صراعات الحب… (يُتبع).







    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 07:26 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd