2015-06-07, 21:47
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | دفاعا عن المدرسة المغربية | دفاعا عن المدرسة المغربية – عبد الرحيم العلام
— 7 يونيو, 2015 سنرتكب خطأ فادحا إذا ما واصلنا هذا الهجوم غير المحسوب على المدرسة المغربية، سنستيقظ ذات يوم ونحن بدون حلم التعلم. الكثير منا يخلط بين النقد العلمي للمدرسة وبين النقد الشعبوي الذي لن يزيد الأزمة إلا تأزما فعبارات: المدرسة فاشلة، لا تنتج إلا الجهل، لا علاقة لها بسوق الشغل، لا تحظى بثقة المغاربة…. وغيرها من النعوت التي تتضمن بعض الحقيقة، لكن تتضمن أيضا مقومات الإحباط والتنفير، والنتيجة هي إبعاد الناس عن المدرسة، أو إيجاد مبررات لفشلهم، أو جلعهم يخوضون غمار معركة التمدرس بنفسية منهزمة. نعم مدرستنا تعاني من اختلالات، وهذه ليست خاصية مغربية، بل إن الدولة المتقدمة أصبحت تدق ناقوس الخطر أيضا. لكن هذه المدرسة المغربية نجحت في إنتاج الآلاف من المواطنين ذوي الكفاءات العالية، وساهمت في الحد من الأمية الأبجدية والمعرفية، كما خلقت أجواء من التطور الفكري والعلمي. أكيد أن النتائج ليست في المستوى المطلوب، لكن المدرسة ليست وحدها المسؤولة عن التراجع، بل إن الأسرة تتحمل جزء كبيرا من الفشل الدراسي لأبنائها، كما أن المتمدرسين يتحملون الجزء الأكبر من فشلهم أو نجاحهم، فداخل نفس القسم وبوجود نفس المدرّس، ونفس الظروف الاجتماعية، تجد متمدرسين متفوقين، ومتمدرسين مشاغبين أو متكاسلين… كما أن الدولة بمؤسساتها المختلفة هي المسؤولة عن إيجاد فرص الشغل للمتعلمين وليست المدرسة هي من ستحول البلاد إلى مصانع. أكرر، المدرسة المغربية يجب أن تتطور ، وعليها أن تقطع أشواطا كبيرة من أجل تجاوز النقص، لكن هذا لا يعني أنها فاشلة، حتى يًعلّق عليها الشباب فشلهم وعدم استفادتهم مما هو متاح. إن المدرسة اليوم لم تعد إلا وسيلة من ضمن وسائل متعددة للتلعم، فالتقنية تتيح الكثير من الآليات لاكتساب العلم والمعرفة، وكم من علماء كبار ومفكرين عظام لم تطأ أقدامهم المدرسة. وتحضرني هنا نصيحة المهدي بن بركة للجابري عندما وجده في السوربون من أجل استكمال دراسته الجامعية: قال له المهدي: ماذا تفعل هنا، لِمن تركت الجريدة (كان الجابري سكرتير تحرير جريدة العلم) أجابه الجابري: أريد دراسة الفسلفة هنا في فرنسا. لكن المهدي باغثه بنصيحة حاسمة: ارجع إلى المغرب وأكمل مهمتك الاعلامية وفي نفس الوقت أدرس تخصصك الذي تحب، أصلا الفلسفة لا تحتاج للأستاذ (فعلا كانت كلية الآداب بالرباط آنذاك قد فتحت شعبة الفلسفة لكن بأستاذ واحد هو المرحوم عزيز بلال). عاد الجابري إلى المغرب ودرس بالامكانيات المتاحة، ولم يمنعه ذلك من أن يكون من ضمن أهم مفكري عصره. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=808432 |
| |