أكثر من عطب تربوي: أزمة عقل وتاريخ وأمة
حينما نقرئُ في مذكرة وزارية 14/599:" ...إحداث مؤسسة الإبداع الفني والأدبي..."
أقل ما تعكسه هذه الصيغة في رسميتها هو أننا خارج التغطية المفاهيمية بحيث تبدو انفصامية المعنى الأدبي-الفني, وقد بدت مفارقة "الشكل" واضحة ( في تعبيريته) و"العمق" (في مضمونه) بحيث أنك لن تجد لها موقعا لا في الإستيتسيقى الموضوعية الأفلاطونية ... ولا الإيجابية positive كما عند هيكل و أرسطو... ولا السلبية كما عند "أدورنو"... بل ولا حتى الذاتية كما عند ماركيز...
وإن عدنا لذاتنا منذ الجاهلية فلا وربك لها موقع في معلقاتها بل ولا حتى بعدها في ترتيل الكتاب المقدس.
وإجمالا إن الأزمة عميقة جدا بما يفقد الأمل في إصلاح تربوي واع ومسئول علاقة بواقع الحال الدولي ذلك أنها أزمة عقل وأزمة معارف وأزمة تفكير كما لو أننا مقتلعين من فراغ وجودي ووجداني.
لست أدري ما الذي يعنونه بحماية اللغة والدفع بها إلى حيث هي ليست في حاجة إليهم ماداموا في عطب
التعقل والتفكر.
المصيبة هي أن المسئولون يتحدثون من جهة عن الإصلاح اللغوي الذي قد يكون من الافضل لأجله -على ضوء هذه الحقيقة- الأخذ بمدرسة جامع لفنا بمراكش مباشرة قرب السائح, ومن جهة أخرى يتحدثون عن الثروة ألا مادية التي لا يمكنها أن تتغير على ضوء انفصامية ومفارقة المفهوم بما تجلى في ساحة الإنتاج سذاجة فنية بكل سلبيات السذاجة. وإذ أقول سلبيات ففقط حتى أعزل في مفهوم السذاجة ما يستحق الاحترام أكاديميا.

تحية طيبة
شكرا على مداخلتك الطيبة
بالمناسبة هناك أيضا لقريعة بالبيضاء حيث المعارف الوظيفية بغير نظامنا التربوي

تصوري أنه لتحقيق مطلبك ثمة دستور يحتاج إلى تعديل أو إلى تطعيم وإن صراحة اقول إعادته مقاربةى ومنهجة لأنه أخطئ لا فقط ما يليق بالإصلاح التربوي بل بإصلاح الاساس والجوهر ليمكن العمل بتناوب وتنافس في سياق مطلبك...
ثمة فشل خطير يتمثل في العجز عن تقديم ما يليق بتعبيريتك الرائعة والمواطنة:
الواقع اننا هذا العقل الجامع والموسوعة الشاملة ما ينقصنا سوى التصنيف والتدقيق والتحليل من اجل الابداع المغربي .

شكرا على المداخلة الهادفة والغيورة