منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   الفكر و التاريخ و الحضارة (https://www.profvb.com/vb/f194.html)
-   -   الأثر الأندلسي في شمال المغرب : منطقة جبالة (أنجرة) (https://www.profvb.com/vb/t156895.html)

صانعة النهضة 2015-02-20 09:21

الأثر الأندلسي في شمال المغرب : منطقة جبالة (أنجرة)
 
الأثر الأندلسي في شمال المغرب : منطقة جبالة (الفحص أنجرة)



http://www.tangerinter.com/wp-conten...01/anjra-1.jpg


إخوتي أخواتي آل الأستاذ
لا أحد ينكر أثر الحضارة الأندلسية في المغرب وخصوصا شماله لما عرفه من هجرة الأندلسيين إلى مناطقه المتعددة .

لذلك فإن تاريخ المنطقة حافل بالأحداث الكبيرة، تشهد على ذلك مختلف المعالم التاريخية التي توجد بالمنطقة ، وخصوا المطلة على مضيق جبل طارق كمركز بليونش والقصر الصغير، اللذين لا يزالان يحتفظان بالمعالم الأثرية الشاهدة على أدوارهما التاريخية.


من هنا كان لزاما علينا أن نسلط الضوء أكثر على الارتباط التاريخي للمنطقة بالأندلس . وسأقوم بحول الله بالإستفادة من دراسة علمية رائدة أعدها الأستاذ رشيد العفاقي الباحث في تاريخ المغرب والأندلس تحت عنوان : الأندلسيون في بلاد أنجرة والهبط



ولكنني قبل ذلك سأعرفكم إخوتي بمنطقة جبالة وأخص بالذكر منطقة أنجرة من حيث موقعها الجغرافي وخصائصها الطبيعية والتاريخية والإقتصادية والبشرية وساستعرض بعص صور المنطقة.


بلاد جبالة

منطقة جبالة هي المنطقة الجبلية في الشمال الغربي و الشمال الاوسط للمملكة المغربية بمحاذاة الساحلين الأبيض المتوسط و الأطلسي و تتو اجد جميع السواحل الجنوبية لمضيق جبل طارق شمالها و لاتبتعد عن الجارة الايبيرية إلا ب 14 كيلومتر تفصل بين لقرب ساحلين في حين تمتد جنوبا لتصل إلى المنطقة الشمالية من جبال الأطلس المتوسط .

و تعود تسميتها بجبالة إلى القرن 17 حيث أحدث الملوك العلويين إيالة شمال غرب المغرب تحت اسم جبالة الذي مرده للطبيعة الجبلية للمنطقة لتعوض تسميات سابقة كالهبط-جبال غمارة-جبال الفحص-جبال الزبيب و غيرها


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...C3%A9gende.PNG


تغطي بلاد جبالة مساحة واسعة شمال المغرب بجبال الريف بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط و المحيط الأطلسي و تشمل أقاليم و عمالات طنجة-أصيلا الفحص-أنجرة المضيق-الفنيدق سبتة تطوان العرائش شفشاون وزان و اجزاء واسعة من اقاليم الحسيمة تاونات تازة و الغرب شراردة بني حسين.

إلا أننا في بحثنا هذا سنقتصر على منطقة أنجرة الممتدة بين مدينتي طنجة وتطوان وسنتعرف على الأثر الأندلسي فيها .





تعريف إقليم الفحص أنجرة


http://delegation.mjs.gov.ma/fahsanjra/images/1%20.JPG

.


تأسس إقليم الفحص أنجرة وفق المرسوم رقم 2.03.527 بتاريخ 10 شتنبر 2003 بعد اندماج عمالة الفحص بني مكادة في عمالة طنجة أصيلة موازاة مع مشروع وحدة المدينة. فكان أن تم إلحاق الجزء الحضري من عمالة الفحص بني مكادة بعمالة طنجة أصيلة وإلحاق المجال القروي بإقليم جديد مع جماعات قروية أخرى اقتطعت من ولاية تطوان.


وتأسيس إقليم الفحص أنجرة مرده بالدرجة الأولى إلى المشروع الاقتصادي الكبير الذي استوطن بتراب المنطقة والمتمثل في ميناء طنجة المتوسط وما ارتبط به من أنشطة تجارية وصناعية وكذا الأقطاب الصناعية التي احتضنها الإقليم من قبيل مصنع رونو نيسان.


تبلغ مساحة إقليم الفحص أنجرة 737 كلم2، يقع في المنطقة الشمالية الغربية للمغرب، يحد شمالا بمضيق جبل طارق والبحر الأبيض المتوسط، وجنوبا وغربا بعمالة طنجة أصيلة وشرقا بولاية تطوان.
ومن الناحية الإدارية يتكون الإقليم من دائرتين هما: دائرة الفحص ودائرة أنجرة. ومن سبع جماعات قروية وهي: البحراويين، القصر الصغير، قصر المجاز، ملوسة، تغرامت، أنجرة، اجوامعة.


الخصائص الطبيعية للإقليم:

· التضاريس:

يغلب على تضاريس الإقليم الطابع الجبلي خصوصا في الشرق (479م ببني مجمل) وفي الجنوب (643م بالمنزلة) وعلى العموم تشكل الجبال 54.5 بالمائة بينما السهول لا تتجاوز نسبتها 12 بالمائة والهضاب 16 بالمائة والتلال 17.5 بالمائة.

·
المناخ:


مناخ الإقليم متوسطي معتدل ورطب، إذ يبلغ متوسط التساقطات 800 ملم في السنة بينما يتراوح متوسط درجة الحرارة ما بين 14 درجة كحرارة دنيا و 30 درجة كحرارة عليا. أما الرياح فتتمثل أساسا في رياح الشرقي التي تتراوح سرعتها ما بين 25 و 80 كلم في الساعة.

·
الموارد المائية:


بسبب طبيعة الصخور غير النافذة لا توجد بالإقليم فرشات مائية مهمة، حيث أن المياه السطحية هي السائدة بسبب كثرة التساقطات، وهذا ما يطرح مشكل قلة المياه في فصل الصيف إذا لم تسقط الأمطار بكميات وافرة في الوقت المناسب. مما يتطلب تأمين الثروات المائية المناسبة لمواكبة وتيرة التطور الاقتصادي والصناعي، والإقليم حاليا يتوفر على سدين هما سد الروز الذي تبلغ حقينته 30 مليون متر مكعب وسد مولاي المهدي الذي تصل حقينته إلى 25 مليون متر مكعب.


المعطيات التاريخية للإقليم:


يتميز الإقليم بأهميته التاريخية الكبيرة، ليس فقط بالنسبة لتاريخ المغرب وإنما بالنسبة لتاريخ حوض البحر الأبيض المتوسط ككل، تشهد على ذلك بعض المعالم التاريخية التي ترجع إلى ما قبل المرحلة الإسلامية. وبالنسبة لتاريخ هذه المرحلة الأخيرة، يكفي أن نعرف بأن فتح الأندلس انطلق من تراب هذا الإقليم، كما أن جميع الجيوش المغربية، كانت تعبر منه للدفاع عن وحدة الأندلس وعروبتها وإسلامها.
فتاريخ المنطقة حافل بالأحداث الكبيرة، تشهد على ذلك مختلف المعالم التاريخية التي توجد بالإقليم، منها: مركزي بليونش والقصر الصغير، اللذين لا يزالان يحتفظان بالمعالم الأثرية الشاهدة على أدوارهما التاريخية.


الخصائص الديمغرافية للإقليم:



حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2004 يبلغ عدد السكان القانونيين للإقليم 97.295 نسمة، كلهم قرويون والكثافة السكانية في حدود 103.47 نسمة في الكلم2.
تجدر الإشارة إلى أن الإقليم سيعرف نموا ديمغرافيا ملحوظا في أفق السنوات القليلة المقبلة مع ما سيشهده من خلق مدن جديدة ستستقطب أنشطة صناعية وتجارية مرتبطة بميناء طنجة المتوسط ومصنع رونو نيسان، إذ تم إعطاء انطلاقة الأشغال الخاصة بإحداث مدينة الشرافات بجماعة اجوامعة في شهر يناير 2009 هذا القطب السكني الجديد من المتوقع أن يستقطب أكثر من 300 ألف نسمة.


الأنشطة الاقتصادية الرئيسية للإقليم:


· الفلاحة:

بالرغم من صعوبة التضاريس فإن المساحة الصالحة للزراعة تصل إلى 27.077 هكتارا بنسبة 37 بالمائة من المساحة الإجمالية للإقليم. وهي في معظمها أراضي بور باستثناء 1.225 هكتارا من الأراضي المسقية، وأغلب الأراضي عبارة عن استغلاليات صغيرة تصل في المتوسط إلى حوالي 3.4 هكتارا، بحيث نجد 8013 صاحب ضيعة. والإنتاج الزراعي السائد هو قطاع الحبوب بنسبة 54 بالمائة من المساحة الإجمالية والباقي يتوزع على الخضروات والأعلاف والأشجار المثمرة التي لا تغطي سوى 2 بالمائة من الأراضي الزراعية بالرغم من أن هذا النوع من الإنتاج الفلاحي هو الذي يتناسب وطبيعة المنطقة الطبوغرافية.

ويبقى قطاع تربية الماشية هو الأكثر استثمارا من طرف السكان بحيث يبلغ القطيع حوالي 94.224 رأسا خصوصا الماعز 37.962 رأسا بحكم وجود غطاء غابوي مهم، متبوعا بكل من الأغنام 33.045 رأسا والأبقار 23.217 رأسا.


·
القطاع الغابوي:


تحتل الغابة مكانة أساسية في النشاط الاقتصادي الإقليمي، فمساحتها تصل إلى 23.838 هكتارا بنسبة 32.3 بالمائة من المساحة الإجمالية للإقليم، مما يجعله إقليما غابويا بامتياز، إلا أن نوعية الاستغلال ما تزال محدودة ولم يتم إدماج أنشطة اقتصادية جديدة وفي مقدمتها السياحة الجبلية، والأنشطة المنتشرة بها حاليا تتمثل في الرعي والقنص، فهناك أكثر من 12 هيئة وجمعية للقنص.كما يتوفر الإقليم على مساحة تقدر ب 400 هكتارا مصنفة كمنطقة ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية وهي موقع جبل موسى.

·
الصيد البحري:

يتوفر الإقليم على واجهة بحرية مطلة على مضيق جبل طارق وعلى تقاليد عريقة في مجال الصيد البحري، حيث يتميز هذا القطاع أنه تقليدي ساحلي، ويشغل أكثر من 300 قاربا، موزعة على ثماني قرى للصيد البحري التقليدي وهي: واد أليان، فرديوة، الديكي، واد الرمل، واد المرسى، بليونش، القصر الصغير -الذي كان الميناء الوحيد بالإقليم- والداليا التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز قرية الصيادين بها، التي تعد مشروعا مندمجا من شأنه المساهمة في ضمان سلامة وتحسين ظروف عيش واشتغال صيادي المنطقة.


· الصناعة التقليدية:

بالرغم من كون المنطقة تشتهر ببعض الصناعات التقليدية، إلا أن العديد من الحرف أصبحت مهددة بالانقراض، بل منها ما انقرض كإنتاج الثياب من الكتان الطبيعي، مما يستوجب العمل على فتح فضاءات لاحتضان الحرفيين والحرفيات، ورعايتهم وتقديم الدعم لهم، خصوصا في مجال التكوين والابتكار وعرض المنتجات محليا وجهويا ووطنيا ودوليا.



·
الصناعة العصرية:

بفضل توفر الإقليم على ميناء طنجة المتوسط ومصنع رونو نيسان والطريق السيار والربط بشبكة السكة الحديدية، أصبح من المناطق التي تغري باستقطاب الأنشطة والوحدات الصناعية المهمة، والتي سيتحول على إثرها هذا الإقليم إلى قطب صناعي واقتصادي قوي، فمصنع رونو نيسان الذي اتخذ من إحدى الجماعات التابعة للإقليم مقرا له، جعل إقليم الفحص أنجرة يتبوأ المكانة الرائدة وطنيا في مجال صناعة السيارات.



مؤشرات التنمية البشرية بإقليم الفحص أنجرة:


يلاحظ المتتبع لمؤشرات التنمية البشرية بإقليم الفحص أنجرة أنها لا تختلف كثيرا عن باقي المؤشرات المسجلة على المستوى الوطني، إذ أنها تبقى قريبة من النسب الوطنية، فمؤشر التنمية البشرية بالإقليم يمثل 0.432 بالمائة في حين يصل مستوى التنمية الاجتماعية نسبة 0.507 بالمائة، وتبقى باقي المؤشرات والنسب متقاربة.



يتبع

صانعة النهضة 2015-02-20 09:49

رد: الأثر الأندلسي في شمال المغرب : منطقة جبالة (أنجرة)
 


http://www.tangerinter.com/wp-conten.../granada-3.jpg

مشهد من سقوط غرناطة








على طول الشواطئ الجنوبية لمضيق جبل طارق تنتشر عشرات القرى الصغيرة التي تتوزع دورها المتواضعة البيضاء بين الجبال وكأنها أجرام صغيرة لامعة سقطت من السماء. وفي قمم الجبال أو سفوحها أو على الهضاب يتحرك الناس بسحناتهم البيضاء المائلة إلى الشقرة، أو هي الشقرة بعينها.





أحيانا يبدو لمن يزور تلك المناطق أن سكانها هم من فصيلة مختلفة في الطباع والملامح واللهجة. إنهم فعلا مختلفون لأنهم ورثة التاريخ الأندلسي الذين ظلوا على حالهم وطبيعتهم منذ أزيد من 500 عام، وربما أكثر.


http://2.bp.blogspot.com/-7Z4C8foTsH...5e7894298.jpeg







الهولوكوست الأندلسي


المغاربة ذوو الأصول الموريسكية الذين يقطنون هذه القرى هم من أكبر المنسيين في تاريخ الهولوكوست الأندلسي الذي شرد ملايين الأندلسيين وأحرقت وقتلت الكثيرين منهم قبل وبعد سقوط غرناطة.
هذه المنازل والقرى البيضاء ربما كانت في هذه المناطق منذ قرون لأن سكانها هم أحفاد أولئك الموريسكيين الذين نزحوا إلى هذه المنطقة هربا بجلدهم من محاكم التفتيش الكاثوليكية.


القرى والبوادي الممتدة من حدود طنجة شرقا إلى حدود تطوان وامتدادا حتى مدينة شفشاون، كلها تقريبا تنتمي لقبيلة واحدة عملاقة اسمها قبيلة “أنجرة”، وهي أكبر قبائل جبالة على الإطلاق، ولا يزال نفوذها يمتد إلى مناطق واسعة من مناطق جبالة في شمال المغرب.


عزلة طويلة

منذ أن جاء أفراد هذه القبيلة من الأندلس إلى المغرب قبل مئات السنين فإنهم لم يختلطوا كثيرا بباقي مناطق البلاد. لقد ظلوا منغلقين على أنفسهم بين الجبال ويتزاوجون فيما بينهم ويعيدون إنتاج خلاياهم الأندلسية جيلا بعد جيلا ولا يزالون كذلك إلى اليوم.


الكثير من قرى هذه القبيلة ظلت كما هي رغم مرور أزيد من 500 عام على إنشائها.
وعندما جاء أولئك الأندلسيون البؤساء الذين طردوا من أراضيهم ومنازلهم ومزارعهم إلى هذه المناطق فإنهم كانوا يبنون منازل شبيهة بتلك التي تركوها في الأندلس.



ومازالت الكثير من قراهم تضم منازل قديمة أسطحها بنيت بشكل ثلاثي الأضلع مثل المنازل التي تبنى في المناطق الثلجية لأن أولئك الوافدين على المغرب جاؤوا من مناطق يتساقط فيها الثلج بكثرة مثل غرناطة مثلا، وكان يبنون منازل معدة للثلج لاعتقادهم أن الثلج يتساقط على أنجرة كذلك.

كما أنهم بحثوا عن مناطق تشبه المناطق التي تم تهجيرهم منها لذلك اختاروا الاستقرار بين هذه الفيافي الخضراء في مناطق أنجرة التي لا تختلف في شيء عن سهول وهضاب غرناطة وإشبيلية ومناطق أخرى في الجنوب الإسباني.









http://www.tangerinter.com/wp-conten...01/anjra-4.jpgطفلة من أنجرة



آخر القلاع
كان أغلب النازحين أو المهجرين من الأندلس يبحثون في المغرب عن أمكنة تشبه أو تتماثل أحيانا مع المناطق التي هجّروا منها.



كانوا يريدون أن يشعروا بأنهم يمكن أن يعوضوا فردوسهم الضائع بفردوس آخر ولو أنه أقل قيمة في أشياء كثيرة، لكن منطقة شمال المغرب منحت الكثيرين من هؤلاء طبيعة خلابة جعلتهم يحسون ببعض السلوى ولا يموتون غبنا بسبب تلك الدياسبورا الرهيبة التي شردت شعبا كبيرا في كل الاتجاهات.



هكذا استقر الآلاف من الأندلسيين في سواحل وجبال وسهول قبيلة أنجرة، وهكذا توارثوا تلك المنطقة أبا عن جد معزولين عن باقي العالم، وهكذا ظلوا إلى اليوم يمثلون أحد أكثر الأعراق الأندلسية “صفاء” بالمعنى البيولوجي وليس بالمعنى العنصري.


ومن الغريب أن الناس يتحدثون عن الموريسكيين أو الأندلسيين في تطوان والشاون وسلا والرباط وفاس ومكناس ومراكش، وهي المدن التي اختلطت اجتماعيا وقبليا، وينسون هذه القبيلة التي يمكن اعتبارها آخر قلاع الأندلس في العالم لأنها ظلت كما هي منذ 500 عام.




http://www.tangerinter.com/wp-conten...-2-620x465.jpgجانب من منطقة أنجرة






http://ossodatlas.com/up/uploads/13636285422.jpg
نساء أنجريات يبعن الجبن البلدي المصنوع في البيوت






العودة المستحيلة


كان أجداد هؤلاء الأندلسيين يعتقدون أنهم سيستقرون في هذا المكان لفترة قصيرة ثم يعودون إلى ديارهم القريبة. كانوا ينظرون انطلاقا من نوافذ منازلهم على الشواطئ المغربية إلى تلك الشواطئ الأندلسية التي تركوها خلفهم ويعتقدون أن عودتهم إليها مسألة أيام أو شهور أو سنوات على أكثر تقدير.


لكن السنوات والعقود والقرون مرت ولم يعد أحد إلى هناك. ضاعت منهم مفاتيح منازلهم الأندلسية وراح جيل بعد جيل وصار الحلم الأندلسي يغيب شيئا فشيئا حتى صار نسيّا منسيّا. واليوم صار من الصعب على الكثير من هؤلاء أن يتذكروا جذورهم الأندلسية أو الموريسكية البعيدة، بل إن الكثيرين منهم يصابون بالدهشة حين يكلمهم أحد عن جذورهم الأندلسية.


لقد ضاع منهم التاريخ والهوية وأصبحوا يريدون فقط أن يعيشوا حياتهم يوما بيوم ويحافظوا على تقاليدهم وأزيائهم وعاداتهم ولهجتهم. لم تعد تلك الأندلس التي هجروا منها في تلك الأيام البعيدة تثير أشجان أحد.
ولم يعودوا يعرفون سر عيونهم الزرقاء والخضراء وشعرهم الأشقر وملامحهم الشبيهة بملامح جيرانهم الإسبان.


لم يعودوا يعرفون أن أغلبهم يتحدرون من أصول أوروبية لأن الذين طردوا من الأندلس كانوا خليطا من الأجناس العربية والأوروبية.

إن 800 عام من الوجود الإسلامي في الأندلس لم يعد يعني أي شيء بالنسبة للعرب والعروبة. لقد اختلط العربي بالإيبيري والإيطالي والألماني والإنجليزي والتركي والفارسي والإسكندنافي وصب كل ذلك في بوتقة اسمها الإنسان الأندلسي.


ولكن رغم أن الزمن استطاع أن يُنسي سكان هذه المنطقة ذكرى سقوط موطنهم الأندلس، فإنه بالمقابل لم يستطع أن يغير تقاليدهم وعاداتهم الأندلسية التي انتقلت إليهم جيل بعد جيل ولم يطرأ عليها أي تغيير، لدرجة أن منطقة "أنجرة" تعد الآن من المناطق القليلة في العالم التي لا زال سكانها يحافظون على نمط الحياة الأندلسية كما كان قبل السقوط والطرد النهائي.





الأَندلسيون في بلاد أنجرة

يتبع





صانعة النهضة 2015-02-20 10:09

رد: الأثر الأندلسي في شمال المغرب : منطقة جبالة (أنجرة)
 
الأَنْدَلُسِيُّونَ فِي بِلاَدِ أنجرة
1- مُقَدِّمَة عَامَّة


إنّ الكِتابة عن بُيُوتَات المغرب والأندلس هي مِنْ صَمِيم الكِتابة عن حضارة وتاريخ البلدين، لأنّ جُزءاً كبيراً من هذه الحضارة وذلك التّاريخ لم يَقُمْ إلا على أكْتَافِ هذه البيوتات، سَوَاءٌ في الميدان السياسي أو في المجال العِلْمِي. ومَنْ يَقُمْ بإطلالة على كُتب التاريخ والتّراجم الأندلسية سيُلاحِظُ مَا كَانَ لِعَدَدٍ من بُيُوتَات العرب والبربر في عَصْرِ الطّوائف بالأندلس مِنْ رِفْعة وشَأْنٍ في الميدان السياسي، ومَا قَامَتْ به الأُسَر العِلْمِيّة من جُهْدٍ في سبيل المحافظة على تَسَلْسُل العُلُومِ والآدَابِ. وعَلَى الرّغم من سَيْل الكِتابات التي أُلِّفَت في هذا الموضوع لا يُوجَدُ -حتى الآن- كتابٌ جامعٌ يُحْصِي أعدادهم ويُجَلِّي دَوْرَهُم في ازدهار الحضارة الأندلسية.


ويُعتبر المغرب أكبر بُلدان العالم احتضاناً للمُهاجرين الأندلسيين، فقد بدأ في استقبال أَفْوَاجِهِم مُنذ سنة 136 ﻫ المعروفة في التاريخ بسنة بَرْبَاط، مُرورا بواقعة الرّبض وما تَبِعَهَا مِنْ هِجْرَةِ القُرْطُبِيِّينَ إِلى فَاس وتأسيسهم لِعِدْوَة الأندلس، ثم ازداد تدفّق المهاجرين الأندلسيين عَلَى المغرب بعد سُقُوط الحواضر الأندلسية الكبرى كبلنسية وقرطبة وإشبيلية، واستمرّت الهجرة إليه بِشَكْلٍ فردي أو جماعي حتى سُقوط غرناطة وضياع الأندلس بالكامل عام 897 ﻫ/ 1492 م،


وظلّ المغرب فاتحا أبوابه أمامهم في السنوات والعُقُود التي تَلَتْ سُقوط غرناطة حتى الجلاء الأخير للمُورِيسكيين عام 1609 م. إنَّ هِجْرة الأندلسيين إلى المغرب قديمة، وقد سَمَحَ لهم هَذَا القُدُوم المُبَكِّر أنْ يُصبحوا -مع مُرور الوقت- عناصرَ أصيلة داخل المجتمع المغربي، مُتَمَيِّزِينَ في عدد من المجالات حتى كانت القاعدة أنّه «لا يُستعمَل بَلَدِيّ مَا وُجِدَ أندلُسي». وقد عني المؤرِّخون المغاربة بإحْصاء الأُسَر الأندلسية التي استوطنت بعض مناطق المغرب، منهم: أحمد بن أبي يَعْزَى العرائشي، والفقيه محمد بَرْهُون (ت.1241 ﻫ)، والفقيه مُصطفى بن محمد بُوجندار، والشيخ النّسابة عبد الكبير بن هاشم الكتاني، وأبو العباس أحمد الرهوني، وعبد الرّحيم جَبُّور العُدِّي، الفقيه محمد داود، ومحمد ابن عَزُّوز حَكِيم.

ومما يُلاحظ أنّ الإحْصَاء في جميع التآليف المذكورة - عَدَا تأليف الفقيه بَرْهُون - عني بالعائلات الأندلسية التي استوطنت المدن، ولم يهتم بالأُسَر التي سَكَنَت البادية، وهذا الخَصَاص هو مِنْ مَوَاطِنِ الضُّعف التي لا يزال يشكو منها البحث في هذا الموضوع. ولمّا كانت الأُسَر الأندلسية التي سَكَنَت البادية لا تزال غير معروفة لدى الباحثين وعُموم الناس، فقد رأيتُ أنّه من المفيد أنْ أتوجّه إلى إنجاز دِرَاسَة عن العائلات الأندلسية التي استوطنت القبائل الجبلية، وأنْ أتتبَّعَ الأثر الباقي في جوانب عِدّة مِنْ حياة أندلسيي البادية كاللّهجة، وتقاليد الاحتفالات، والفلاحة، والتعليم... وغير ذلك.


ومما ساعد الباحث في إنجاز هذا البحث أن الجماعات الأندلسية سواء التي استوطنت البادية أو المدينة ظلّت مُحافظة على التّقاليد الأندلسية في اللِّباس والطبيخ والأعياد والفلاحة والموسيقى... إلى اليوم.




2 - النُّصُوصُ التي تُؤَرِّخُ لهجرة الأندلُسيِّين إلى منطقة جْبَالَة


يتبع



صانعة النهضة 2015-02-20 10:13

رد: الأثر الأندلسي في شمال المغرب : منطقة جبالة (أنجرة)
 

2 - النُّصُوصُ التي تُؤَرِّخُ لهجرة الأندلُسيِّين إلى منطقة جْبَالَة


يتبيّن من نَصِّ ورد بذيل كتاب "نبذة العصر". أنّ نِسْبَةً كبيرة من الأندلسيين الذين نزحوا إلى المغرب سنة 897 ﻫ/ 1492 م استوطنوا البادية، لاسيما في الشمال الذي كانت حواضره الرئيسية مُحْتَلَّة من قِبَلِ البرتغاليين كطنجة وسبتة وأصيلا والقصر الصغير، والذي يَهُمُّنا من تلك الأفواج الأندلسية المهاجرة، في هذا البحث الخاص بمنطقة جبالة، أهل الجزيرة الخضراء الذين خرجوا في نصف اليوم إلى طنجة، فاستوطنوا ضواحيها التّابعة لها مثل الفحص وقبيلة أنجرة وقبيلة وادراس لأن المدينة كان يحتلها البرتغاليون منذ عام 876 ﻫ /1471 م.

ولكن المؤرِّخين يتحدّثون عن هجرات أندلسية إلى هذه المنطقة سبقت سُقوط غرناطة بحوالي ثلاثة قُرُون، وأهمّ تلك الأفواج الأندلسية هي جالية إشبيلية التي وفدت على سبتة وأحوازها في النِّصف الأول من القرن السّابع الهجري، وقد قدّر المؤرخ البرتغالي ماسكارنهاس عدد أفرادها بنحو 100 ألف نسمة، غير أنّنا لا نحسب أنّ مدينة سبتة كانت قادرة على تحمّل هذا العدد الكبير من الوافدين الأندلسيين فهي مدينة صغيرة «لا تحتمل الزّحام ولا تُعِين على ما يجب من صِلَة الأرحام» كما يقول عبد الملك اليُحَانْسِي.

وبالتالي فإن عددا كبيرا من أفراد هذه الجالية الإشبيلية قد فضّل الاستيطان بقبيلتي أنجرة والحوْز، وسوف نتكلم على الأثر الإشبيلي البارز في الحياة المعيشية لِسُكّان أنجرة، القبيلة التي تُعتبر مدينة سبتة امتداداً لنِطَاقِها الجُغرافي.

وعندما احتل البرتغاليون مدينة سبتة عام 818 ﻫ/ 1415 م تشتت أهلها على القُرى والمداشر المجاورة بقبيلة أنجرة والحوز. الشيء نفسه حصل لَمّا خرجت مدينة طنجة من يد المسلمين سنة 876 ﻫ/ 1471 م، انتقل أهلها - وكانوا في غالبيتهم مِنْ ذوي الأصل الأندلسي- إلى سُكْنى أنجرة والفحْص، فامتلأت بهم البادية، فلا غرابة إذا وَجَدْنا اليوم أنّ (٪80 من سُكّان هذا الإقليم هُمْ مِنْ أُصُولٍ أندلسية، ٪50 منهم مِنَ الفئة المورِيسكية أيْ الفوج المطرود من الأندلس من طرف مَحَاكِم التّفتيش).



3 - الأندلسيون في قبيلة أنجرة


يتبع


صانعة النهضة 2015-02-20 10:26

رد: الأثر الأندلسي في شمال المغرب : منطقة جبالة (أنجرة)
 

3 - الأندلسيون في قبيلة أنجرة




إذا كان اتجاه الهجرة في القُرون الأولى التي تلت الفتح الإسلامي للأندلس، مِنَ المغرب إِلَى الأندلس، فإنه في العُصُور المتأخِّرة من العصر الوسيط سيتحوّل اتجاه الهجرة مِنَ الأندلس إلى المغرب. وفي هذا الإطار احتضنت قبيلة أنجرة أعدادًا هائلةً من الأندلسيين الذين أُجْبرُوا على الخروج من مُدنهم وقُراهم وجازوا البحر إلى العدوة المغربية، ولعلّ موقعها المتميز هو السبب الذي جعل المهاجرين يَحُطُّونَ رحالهم بها ولا يُغادرونها إلى مكان آخر، فهي أقرب منطقة إلى الأندلس، وبلاد جبالة هي أول رُبُوع المغرب التي يطؤها الأندلسي القادم إليه، يقول مُؤَرِّخ جْبالة الأستاذ المريني العياشي -رحمه الله- في معرض كلامه على العناصر البشرية التي استوطنت بلاد جْبالة: «غير أنّ العُنصر الجديد المهاجر من الأندلس عند سُقوط غرناطة (1492 م) وقبلها وبعدها، وإِنْ لم تكن له من المميزات ما تجعله ينفرد بها عن غيره أو يتعصّب لأصله وعاداته لأنها في مجملها كانت متشابهة ومتقاربة مع العادات الجبلية، إلا أنّ تفوّقه في الميدان العلمي والاقتصادي والاجتماعي والتِّقني جعله يملأ بعض الفراغ الذي كان حاصلا بالمجتمع الجبليّ، وبالتالي يُدْخِلُ إلى المنطقة أساليب جديدة في الميادين الاقتصادية والثقافية ونحوهما، كما ظهر ذلك واضِحًا في بعض القبائل الجبلية التي استفادت من هذه الهجرة كأنجرة والحوز وجبل حبيب وبني سعيد والشّاون وبعض القبائل الغُمارية، وهذا ما جعل بعض قبائل جْبالة تتأثر بالمَدَنِيَّةِ الأندلسية وحضارتها كما يتجلّى في القبائل التي كانت مُستهدفَة لهذه الهجرة».
لقد عرفتْ قبيلة أنجرة هِجْرتين أندلسيتين هَامّتين: الأُولى هي الهجرة الإشبيلية في أواسط القرن السّابع الهجري، والثانية جاءت بُعيد سُقُوط غرناطة عام 1492 م، تلاهما وُرُودُ موجات من الموريسكيين إلى المنطقة. إنّ طرائق عيش الإشبيليين والغرناطيين مُتَجَلِّيَّةٌ بشكل مُثير في هذه القبيلة، ومما يلفت النّاظر إلى خريطة المنطقة أنّ أغلب أسماء القرى والبلدات الأنجرية يُوجد لها نظائر في الأندلس لاسيما في مملكة غرناطة، من ذلك: الحمّة، والزاوية، والملالح، والخوايم، والمنصورة، والقلعة، والحومة، والخندق، والرّملة، والرميلات، والقصيبة، والشطيبة والنسبة إليها الشطيبي، وهي تصغير شاطبة، والدّالية، والزّهَّارَة... بل إن اسم أنجرة ذاته نجد له نظيرا في الأندلس، وهي "بلدة الأَنْجَرُون، مِنْ بُشَرَّةِ غرناطة".




1-3. العائلات الأندلسية القاطنة بقبيلة أنجرة


الأُسر الأندلسية التي استوطنت قبيلة أنجرة هي في الغالب من مُهاجرة إشبيلية وغرناطة ومالقة والجزيرة الخضراء، وفيما يلي لائحةٌ بأَسمائِها:



- الأندلسي

- الشاط (وأشهر أعلامها هو: قاسم بن عبد الله بن محمد الشّاط المترجَم في "الإحاطة"، وقد كان لأفراد هذه العائلة إسهام كبير في ال**** وقد سجّلت كُتُب التاريخ صُوّرا مُشرقة من بُطولاتهم في هذا المضمار، وأشهر مجاهدي هذا البيت: قاسم الشّاط الأندلسي. كما كان لبعضهم سهمٌ في التّأليف، نعرف أنّ لأحد أولاد الشّاط تأليف في "الإسطرلاب"، وللأستاذ عبد القادر الشّاط ديوان شِعري سمّاه: "بُرادة اللجين".

- العفاقي-
الخليع
- الشعيري
- ابن عجيبة (نبغ منهم أحمد بن عجيبة (ت. 1224 ﻫ) مُؤلِّف "البحر المديد في تفسير القرآن المجيد"، و"شرح الحكم"، وغيرهما من التآليف المفيدة.

- حَجّاج-
قنجاع-
النّْوِينُو
- البيّاري
- الهرّاس
- الموغة
- شابو
- بروحو
- اغزيل (ومِنْ عُلماء هذا البيت الفقيه أحمد بن عبد الكريم اغزيل - البقّاش (نبغ في هذه الأسرة الفقيه المقرئ محمد بن حمان البقّاش (ت. 1945 م)، له من التآليف: كتاب في "قراءة الإمام البصري"، وكتاب في "الارتحال في القراءات"، وتقييد في "تاريخ قبيلة أنجرة".
الفتوح
- الهيشو
- العاقل-
بُولْعَيش (ومن علمائهم الفقيه أحمد أبو العيش الشهير بالفقيه مصباح. - بُوزِيد (المشهور منهم هو الفقيه أحمد بوزيد الذي نبغ في علم التوقيت وترك لنا تآليف عديدة في هذا الفن.
- قَرُّوق
- الأشقر

- الدّامون
- العشيري
- الراضي
- السعيدي
- عَبّود
- الشيوة
- الدّمغة
- الحايك
- البرّاق
- عيّاد
- اللغميش
- فِيغُو
- الهواس
- البرّاج
- الشرّاط
- كحلون
- الهرُّوس
- الدّهدوه
- عْزيبو
- مارصو
- المفضّل
- سلامة
- الأنصاري
- الكحّال
- زميزم
- الطويل
- الحداد
- الدهري
- الزّرْبُوح
- الشّلاف
- الزّيدي
- اعْليلو
- حلحول
- حمامو
- الخيّاط
- الزّكاف،....
يقول الباحث:" ولستُ أزعم أنني أنجزتُ لائحة شَامِلة بأسماء الأسر الأندلسية التي تقطن أنجرة، فذلك يتطلب جُهدا إضافيا".

وإذا كان التّركيز في هذا البحث قد شمل الأُسر التي وفدت على المنطقة من إشبيلية ومملكة غرناطة، فإنه ينبغي أنْ أُشِير إلى أن بلاد أنجرة استقبلت في القرنين السّادس عشر والسابع عشر الميلاديين أفواجاً عديدة من الجاليات الموريسكية ما لبثت هي أيضا أن اندمجت في المجتمع الأنجري ذي الأصول الأندلسية.


2-3. الأثر الأندلسي في الفلاحة والغِراسة بأنجرة


يتبع



الساعة الآن 21:18

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd