الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التكوين المستمر > منتدى الامتحانات المهنية : نماذج وطرق


منتدى الامتحانات المهنية : نماذج وطرق هنا نجمع نماذج امتحانات مهنية ومنهجيات الاستعداد لها وطرق التعامل معها


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2015-02-03, 12:02 رقم المشاركة : 11
الزرقاء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية الزرقاء

 

إحصائية العضو







الزرقاء غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة

وسام المرتبة الأولى

مسابقة المبشرون بالجنة 2

المرتبة الثانية

وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المركز 3حزر فزر

وسام العضو المميز

وسام الرتبة الأولى مسابقة مقدم

وسام تحدي الصور 1

افتراضي بيداغوجيا اللعب أو اللعب البيداغوجي


بيداغوجيا اللعب أو اللعب البيداغوجي


بيداغوجيا اللعب أو اللعب البيداغوجي

يكتسي اللعب أهمية بالغة في حياة الطفل إذ يتعدى كونه ملهاة إلى ضرورة حتمية قد تكون أقوى من ضرورة الغذاء و النوم . هكذا إذن يحق لنا أن نتساءل لماذا يتجه البعض إلى حرمان الطفل من اللعب ؟ و بالعكس ، لماذا لا يتم استثماره على نطاق أوسع و بالتحديد في المجال التربوي ؟
لقد أثبتث الدراسات التربوية القيمة الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة و مهارات الوصول إليها إذا ما أحسن استعماله ( بيداغوجيا اللعب ) وهذا منذ قديم الزمن ، حيث انطلق سقراط من المسلمة القائلة بأن التدريس لا ينبغي أن يقترن بالحزن و الأسى فلا شيء يمنع أن يتداخل الأمران ( اللعب و الدراسة ) مما سيضفي على التعلم تشويقا و حماسة أكثر.
و دافع سقراط عن الرأي القائل بأن جدية الطفل تحصل أثناء اللعب فهو يستثمر في اللعب الجهد و الوقت و الذهن و الأحاسيس… وبالنظر إلى علاقة الأطفال باللعب عامة ، فإنهم يتعلمون أحسن و أفضل من جلوسهم وهم يستمعون للخطاب الجدي للمدرس . فسقراط قد تناول مفهوم بيداغوجيا اللعب كوسيلة للتعلم ، فاللعب هنا ليس غاية في حد ذاته بل هو سيناريو بيداغوجي مبني على بحث و دراسة و تحليل .
فماهو إذن اللعب البيداغوجي وما هي أهدافه و أنواعه ؟
1- مفهوم اللعب البيداغوجي :

بعض التعاريف المختلفة للعب البيداغوجي أو اللعب التربوي :
↢ هو استغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة و تقريب مبادىء العلم للأطفال و توسيع آفاقهم المعرفية .
↢ هو لون من النشاط الجدي أو العقلي يستخدم كمتعة بهدف معرفي يؤدي إلى الكسب و التطور و الاكتشاف .
↢ هو مقطع من الحياة الواقعية يتم فيه عادة التباري بين شخصين أو مجموعتين أو أكثر بناء على قواعد موضوعة سلفا من أجل تحقيق أهداف معينة ، وأهم عنصر فيه هو عنصر المنافسة .
2- أهداف اللعب البيداغوجي:

يتميز اللعب البيداغوجي بكونه يستهدف بناء مجموعة من التعلمات بطريقة مسلية لدى الطفل بهدف تنمية مهارات و قدرات عقلية و جسمية و وجدانية قابلة للتقييم من خلال أهداف عامة تتلخص فيما يلي :
↢ تنمية القيم والمهارات والذكاءات .
↢ تنمية التنافس الإيجابي والقبول باحترام القوانين و القواعد .
↢ تنمية التسامح و إثبات الذات .
↢ تنمية مهارات جسمية – حركية .
↢ تنمية الذكاء و قوة الملاحظة .
↢ تنمية التفكير الإبداعي و الابتكاري.
3- أنواع اللعب البيداغوجي:

تعتمد الألعاب التعليمية على عملية دمج التعلم باللعب في نموذج ترويحي يتبارى فيه المتعلمون و يتنافسون للحصول على بعض النقاط التي تؤهلهم للفوز، كأن يتطلب الأمر من المتعلم حل مشكلة حسابية في مقابل حصوله على مجموعة من النقاط …
وهناك أنواع كثيرة من اللعب البيداغوجي نذكر منها :
⇦ اللعب الحسي – الحركي ( ألعاب الحاسوب التعليمية ) :
استخدام الحاسوب للعب يساعد على اكتساب مهارات حل المسائل و اتخاد القرارات ويطيل من قدرة الطفل على الانتباه و يشجعه على التخيل . و تعالج بعض البرامج الكثير من الموضوعات كما تجذب انتباه الطلاب وتحفزهم على فهم العديد من الأشياء .
من بين هده البرامج نجد : برامج المحاكاة وهي برامج تقوم بتمثيل المشاهد التي تقع في العالم الحقيقي ، و التي يصعب تنفيذها داخل غرفة الصف أو خارجها نظرا لخطورتها أو ارتفاع تكلفتها ، و من بين أشهر ألعاب الكمبيوتر نجد الشطرنج ، الكلمات المتقاطعة ، الكلمات الناقصة…
هناك أيضا ألعاب الفيديو التي يمكنها أن تساعده الطفل على تطوير مفهوم الإتقان فهي تسمح له بالتفاعل مع الأشياء و التعامل مع المتغيرات . لكن ينبغي الحرص على أن تكون هذه الألعاب مصممة لغرض تعليمي محض .
⇦ اللعب الفني الإدراكي ( ألعاب البطاقات ) :
تعد من الطرق التقليدية وتعمل على توسيع المفاهيم ومن أمثلتها : لعبة السلسلة الغذائية ولعبة الأشكال المتطابقة. وتستعمل هذه الألعاب في دروس الرياضيات وعلوم الأرض والحياة …
⇦اللعب الإبداعي ( لعبة الأدوار ) :
قد نجد منها ماهو تقليدي كالمسرح كما قد نجد المتطور كألعاب الفيديو الخاصة بتقمص الأدوار ( role-playing video game).
و تجدر الإشارة إلى أنه ينبغي على مستخدمي هذه الطرق أن يستحضر بعض التوجيهات التربوية من قبيل مايلي :
↢ تحديد الهدف من اللعبة مع مراعاة المتعة والتشويق .
↢ استحضار الخصائص النمائية للطفل أثناء التحضير للعبة.
↢ تكييف خصائص اللعبة مع الأهداف المتوخاة منها .
↢ استحضار محيط المدرسة لتحضير درس قائم على اللعب البيداغوجي .
↢ تنويع أمكنة التعلم بواسطة اللعب .
أصبح من الضروري اليوم الجمع بين الألعاب التربوية التقليدية و الألعاب الحديثة التي توفرها الأجهزة الذكية وذلك من أجل احترام ميولات الأطفال الذين غالبا ما يستمتعون بالتطبيقات و ألعاب الفيديو المسلية أكثر من غيرها . فالتطبيقات التعليمية ستكون بديلا مستقبليا لمجموعة من الأنشطة التي أصبحت تدريجيا من الماضي بالنسبة للأطفال على الأقل .
هذا الفيديو يتحدث عن اللعب الجاد و علاقته بطرق التعليم الجديد باستعمال التقنيات الحديثة :
نسخة فرنسية :





التوقيع







    رد مع اقتباس
قديم 2015-02-03, 12:08 رقم المشاركة : 12
الزرقاء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية الزرقاء

 

إحصائية العضو







الزرقاء غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة

وسام المرتبة الأولى

مسابقة المبشرون بالجنة 2

المرتبة الثانية

وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المركز 3حزر فزر

وسام العضو المميز

وسام الرتبة الأولى مسابقة مقدم

وسام تحدي الصور 1

افتراضي ما هو التنمر المدرسي ؟ أسبابه و علاجه


ما هو التنمر المدرسي ؟ أسبابه و علاجه




التنمر المدرسي ، البلطجة ، التسلط ، الترهيب ، الاستئساد ، الاستقواء ، bullying ، أسماء مختلفة لظاهرة سلبية نشأت في الغرب و بدأت تغزو مدارسنا بفعل تأثيرات العولمة و الغزو الإعلامي الغربي ، و يكفي الاطلاع على الإحصائيات العالمية الخاصة بهذه الظاهرة للوقوف على خطورتها . ففي الولايات المتحدة الأمريكية – التي يعتبر فيها التنّمر المشكلة الأكثر حضوراً من مشاكل العنف في المدارس- تُشير الدراسات بأن ثمانية من طلاب المدارس الثانوية يغيبون يوماً واحداً في الأسبوع على الأقل بسبب الخوف من الذهاب إلى المدرسة خوفا من التنمر. كما كشفت دراسة مسحية لإيرلينغ Erling بعنوان «التنمر: أعراض كئيبة وأفكار انتحارية» أجريت على 2088 تلميذًا نرويجيًا في المستوى الثامن – كشفت أن الطلبة ممن يمارسون التنمر وكذلك ضحاياهم قد حصلوا على درجات عليا في مقياس الأفكار الانتحارية. وفي دراسة لليند وكيرني Lind & Kerrney أجريت في نيوزلندا ، اتضح أن حوالي 63% من الطلاب قد تعرضوا لشكل أو آخر من ممارسات التنمر، كما أشارت دراسة أدامسكي وريان Rayan & Adamski التي أجريت في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة إلى أن أكثر من 50% من الطلاب قد تعرضوا لحالات التنمر، وفي إيرلندا أوضحت دراسة لمينتون Minton تعرض الطلاب لمشكلات التنمر بنسبة 35% من طلاب المرحلة الابتدائية و36.4% من طلاب المرحلة المتوسطة. هذه الإحصائيات المقلقة تدفعنا للتساؤل حول هذه الظاهرة و تحليلها بحثا عن أسبابها و طرق علاجها ، حتى لا تتحول إلى عامل آخر ينضاف إلى عوامل الهدر المدرسي في دول العالم الثالث. لدراسة هذه الظاهرة لابد أولا من البحث عن تعريف لها قبل الحديث عن أسبابها و طرق علاجها.
1 تعريف ظاهرة التنمر المدرسي


تعددت تعريفات ظاهرة التنمر بتعدد الثقافات و الأنظمة التعليمية ، و سنحاول فيما يلي سرد بعض التعريفات التي أحاطت بأبعاد الظاهرة ومكوناتها.
أ‌- تعريف ويكيبيديا

يعرف موقع ويكيبيديا التنمر على أنه سلوك عدواني متكرر يهدف للإضرار بشخص آخر عمداً ، جسديا أو نفسيا ، و يهدف إلى اكتساب السلطة على حساب شخص آخر . يمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمرا التنابز بالألقاب ، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة ، أو الإاقصاء المتعمد من الأنشطة ، أو من المناسبات الاجتماعية ، أو الإساءة الجسدية ، أو الإكراه . و يمكن أن يتصرف المتنمرون بهذه الطريقة كي يُنظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء أو قد يتم هذا من أجل لفت الانتباه . و يمكن أن يقوموا بالتنمر بدافع الغيرة أو لأنهم تعرضوا لمثل هذه الأفعال من قبل. يقترح مركز الولايات المتحدة الوطني لإحصاءات التعليم تقسيما ثنائيا للتنمر: تنمر مباشر، وتنمر غير مباشر والذي يُعرف أيضاً باسم العدوان الاجتماعي ، ويتميز هذا الأخير بتهديد الضحية بالعزل الاجتماعي ، وتتحقق هذه العزلة من خلال مجموعة واسعة من الأساليب ، بما في ذلك نشر الشائعات ، ورفض الاختلاط مع الضحية ، والتنمر على الأشخاص الآخرين الذين يختلطون مع الضحية ، ونقد أسلوب الضحية في الملبس وغيرها من العلامات الاجتماعية الملحوظة (مثل التمييز على أساس عرق الضحية ، أو دينه ، أو الإعاقة…
ب‌- تعريف دان ألويس


يعتبر دان ألويس النرويجي (Dan Olweus) – الأب المؤسس للأبحاث حول التنمر في المدارس . و يعرف ألويس التنمر المدرسي بأنه أفعال سلبية متعمدة من جانب تلميذ أو أكثر لإلحاق الأذى بتلميذ آخر، تتم بصورة متكررة وطوال الوقت، ويمكن أن تكون هذه الأفعال السلبية بالكلمات مثل: التهديد، التوبيخ، الإغاظة والشتائم، كما يمكن أن تكون بالاحتكاك الجسدي كالضرب والدفع والركل ، أو حتى بدون استخدام الكلمات أو التعرض الجسدي مثل التكشير بالوجه أو الإشارات غير اللائقة، بقصد وتعمد عزله من المجموعة أو رفض الاستجابة لرغبته. وحسب ألويس فلا يمكن الحديث عن التنمر إلا في حالة عدم التوازن في الطاقة أو القوة (علاقة قوة غير متماثلة)؛ أي في حالة وجود صعوبة الدفاع عن النفس ، أما حينما ينشأ خلاف بين طالبين متساويين تقريبا من ناحية القوة الجسدية والطاقة النفسية ، فإن ذلك لا يسمى تنمرًا ، وكذلك الحال بالنسبة لحالات الإثارة والمزاح بين الأصدقاء ، غير أن المزاح الثقيل المتكرر، مع سوء النية واستمراره بالرغم من ظهور علامات الضيق والاعتراض لدى الطالب الذي يتعرض له ، يدخل ضمن دائرة التنمر .
2- أبعاد الظاهرة


غالبا ما يتم التركيز حين الحديث عن ظاهرة التنمر على الطرف الضعيف أو المتنمر عليه ، و الذي يقع عليه الفعل الإكراهي المؤلم ، و يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على مساره الدراسي و صحته النفسية تصل في بعض الأحيان إلى درجة الانتحار . لكننا إذا نظرنا إلى الظاهرة من زاوية أخرى فسنجد ضحية أخرى لا يُلتَفت إليها غالبا ، تتمثل في الطفل أو مجموعة الطلاب المتنمرين الذين يتخذون صورة العنف سلوكا ثابتا في تعاملاتهم ، إنهم ضحايا سوء التنشئة الأسرية و الاجتماعية ، و كلا الضحيتان تحتاجان للعلاج النفسي والسلوكي ، فالمعتدِي والمعتدَى عليه عضوان أساسيان في المجتمع ، وإذا أهملنا الطفل المعتدِي ولم نقومه – تربويا وسلوكيا – سنعرض أطفالا آخرين للوقوع في نفس المشكلة ، و هكذا سنساهم في انتشار الظاهرة بصورة أكبر في المجتمع .
3- أسباب الظاهرة

ترجع الدراسات أسباب ظهور التنّمر في المدارس إلى التغيّرات التي حدثت في المجتمعات الإنسانية ، و المرتبطة أساسا بظهور العنف و التمييز بكل أنواعه ، واختلال العلاقات الأسرية في المجتمع ، وتأثير الاعلام على المراهقين في المراحل المتوسطة والثانوية ، وكثرة المهاجرين الفقراء الذين يسكنون الأحياء الفقيرة وعدم قدرة أهل هؤلاء الطلبة المتُنمّرين على ضبط سلوكاتهم . و عموما يمكن تلخيص أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة التنمر في النقط التالية :
1- الأسباب السيكوسوسيولوجية


في كثير من الأحيان ، ينحدر المتنمرون من الأوساط الفقيرة و من العائلات التي تعيش في المناطق المحرومة ، أو ما يسمى أحزمة الفقر ، و تعاني من مشاكل اقتصادية ، في ظل وضع سوسيولوجي يتسم باتساع الهوة و الفوارق بين الطبقات الاجتماعية . و من الناحية السيكولوجية عادةً ما يكون المتنمرون ، و خصوصا القادة منهم ، ذوي شخصيات قوية و من الشخصيات السيكوباثية psychopath المضادة للمجتمع ، و تكمن خطورة هذا النوع في إمكانية تحوله خارج المدرسة إلى مشروع مجرم يهدد استقرار المجتمع ، حيث غالبا ما يؤسس المتنمرون عصابات إجرامية أو ينضمون إلى عصابات إجرامية قائمة . إلى جانب ما ذكر ، يمكن أن يلجأ الطفل إلى العنف نتيجة مرضه واضطراباته السلوكية التي تحتاج إلى علاج وتدخّل من أشخاص مهنيين، مثل الأطباء النفسيين المختصين في الطب النفسي للأطفال أو الاختصاصيين النفسيين أو المرشدين في المدارس . فأحياناً تعود أسباب التنمر إلى اضطرابات نفسية قد تحتاج إلى علاج دوائي وهذا بالطبع يكون بعد أن يتم الكشف من قِبل طبيب نفسي ومن الأهمية أن يكون هذا الطبيب مختصاً في الطب النفسي للأطفال .
2 – الأسباب الأسرية


تميل الأسر في المجتمعات المعاصرة إلى تلبية الاحتياجات المادية للأبناء من مسكن وملبس ومأكل و تعليم جيد و ترفيه ، مقابل إهمال الدور الأهم الواجب عليهم بالنسبة للطفل أو الشاب ، ألا و هو المتابعة التربوية وتقويم السلوك وتعديل الصفات السيئة و التربية الحسنة . و قد يحدث هذا نتيجة انشغال الأب أو الأم أو هما معا عن تربية أبنائهما و متابعتهم ، مع إلقاء المسؤولية على غيرهم من المدرسين أو المربيات في البيوت . و إلى جانب الإهمال ، يعتبر العنف الأسري من أهم أسباب التنمر ، فالطفل الذي ينشأ في جو أسري يطبعه العنف سواء بين الزوجين أو تجاه الأبناء أو الخدم ، لابد أن يتأثر بما شاهده أو ما مورس عليه . وهكذا فإن الطفل الذي يتعرض للعنف في الأسرة ، يميل إلى ممارسة العنف والتنمّر على الطلبة الأضعف في المدرسة . كذلك الحماية الزائدة عن الحد تعيق نضج الأطفال وقد تظهر لديهم أنواع من الفوبيا كفوبيا المدرسة والأماكن المفتوحة لاعتمادهم الدائم على الوالدين ، فالحماية الأبوية الزائدة تقلل من شأن الطفل وتضعف من ثقته بنفسه وتشعره بعدم الكفاءة .
3 الأسباب المرتبطة بالحياة المدرسية


ارتقى العنف في المدارس المعاصرة إلى مستويات غير مسبوقة ، وصلت حد الاعتداء اللفظي و الجسدي على المدرسين من طرف الطلاب و أولياء أمورهم ، حيث اندثرت حدود الاحترام الواجب بين الطالب ومعلمه ، مما أدى إلى تراجع هيبة المعلمين و تأثيرهم على الطلاب ، الأمر الذي شجع بعضهم على التسلط و التنمر على البعض الآخر ، تماما كما يقع في المجتمعات عندما تتراجع هيبة الدولة و المؤسسات . إلى جانب ذلك يمكن أن يؤدي التدريس بالطرق التقليدية التي تعتمد مركزية المدرس كمصدر وحيد للمعرفة و كمالك للسلطة المطلقة داخل الفصل ، إلى دفع هذا الأخير إلى اعتماد العنف و الإقصاء كمنهج لحل المشكلات داخل الفصل ، مما يخلق بيئة مناسبة لنمو ظاهرة التنمر . هذا بالإضافة إلى غياب الأنشطة الموازية داخل المدارس ، و اختزال الحياة المدرسية في الأنشطة الرسمية التي تمارس داخل الفصل في إطار تنزيل البرامج الدراسية .
4 الأسباب المرتبطة بالإعلام و الثورة التقنية


تعتمد الألعاب الإلكترونية عادة على مفاهيم مثل القوة الخارقة وسحق الخصوم واستخدام كافة الأساليب لتحصيل أعلى النقاط والانتصار دون أي هدف تربوي ، لذلك نجد الأطفال المدمنين على هذا النوع من الألعاب ، يعتبرون الحياة اليومية بما فيها الحياة المدرسية ، امتدادا لهذه الألعاب ، فيمارسون حياتهم في مدارسهم أو بين معارفهم والمحيطين بهم بنفس الكيفية . وهنا تكمن خطورة ترك الأبناء يدمنون ألعاب العنف ، لذلك ينبغي على الأسرة عدم السماح بتقوقع الأبناء على هذه الألعاب والسعي للحد من وجودها ، كما ينبغي على الدولة أن تتدخل وتمنع انتشار تلك الألعاب المخيفة ولو بسلطة القانون لأنها تدمر الأجيال وتفتك بهم . و إلى جانب الألعاب الإلكترونية ، و بتحليل بسيط لما يعرض في التلفاز من أفلام – سواء كانت موجهة للكبار أو الصغار – نلاحظ تزايد مشاهد العنف و القتل الهمجي و الاستهانة بالنفس البشرية بشكل كبير في الآونة الأخيرة ، و لا يخفى على أحد خطورة هذا الأمر خصوصا إذا استحضرنا ميل الطفل إلى تصديق هذه الأمور و ميله الفطري إلى التقليد و إعادة الإنتاج .
3 علاج الظاهرة

أول خطوة لعلاج هذه المشكلة هو الاعتراف بوجودها ، تليها مرحلة التشخيص للوقوف على حجم هذه الظاهرة في مدارسنا و تحديد المستويات الدراسية التي تنتشر فيها أكثر من غيرها ، و معرفة الأسباب التي تؤدي إلى انتشار التنمر . عندئذ يمكننا أن نعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة التي تنتشر أكثر في الدول الغربية بسبب التغييرات التي تحدث في المجتمعات وتأثير الإعلام الذي غيّر كثيراً من سلوكيات الأطفال والمراهقين ، و امتد تأثيره ليشمل حتى سلوكيات البالغين . و في الخليج العربي ، تعتبر الوقاية من التنمر في المدارس أحد برامج الخطة الجديدة لـ”اليونيسف” في المنطقة للمرحلة : 2014-2017، والهدف الرئيسي لهذا البرنامج هو الوصول لمدارس خالية من التنمر لضمان بيئةٍ آمنةٍ للأطفال.
1- العلاج الأسري


تعتبر الأسرة البيئة الأولى التي تؤثر في سلوك الطفل ، و هي بذلك تكتسي أهمية بالغة في ترتيب المتدخلين في علاج ظاهرة التنمر ، و ليكون التدخل الأسري فعالا ، لابد من التروي و عدم العجلة في الحكم على سلوك الطفل و وصفه بالمتنمر قبل أن تتضح الرؤية و تتم دراسة المشكلة من جميع الجوانب ، و استشارة جميع المتدخلين في حياة الطفل ، بما في ذلك بحث الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطفل في المدرسة فيما يخص التحصيل الدراسي ، و التي يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني . و في حالة ثبوت تنمر الطفل ، يجب مناقشته بهدوء و تعقل ، و استفساره حول الأسباب التي تجعله يسلك هذا المنحى تجاه أقرانه ، وتوضيح مدى خطورة هذا السلوك ، و آثاره المدمرة على الضحية . و في جميع الأحوال ، يجب تفادي وصف الطفل بالمعتدي أو المتنمر أو أي نعت قادح أمام زملائه ، لأن ذلك يمكن أن يأتي بنتائج عكسية وخيمة ، كما يجب على الآباء عدم اختلاق الأعذار للطفل والتبرير لأفعاله وبخاصة أمام المعلمين و الزملاء . من جهة أخرى ، ينبغي التحكم فيما يشاهده الطفل في التلفاز ، و تذكير الأطفال بوجوب احترام مشاعر الآخرين ، بمناسبة عرض مشاهد لأشخاص يتعرضون لمواقف مضحكة أو محرجة ، وإقناعهم أن هذه الأمور غير مسلية وشرح شعور الآخرين إذا ما كانوا ضحايا لمثل هذه التصرفات. و عموما ، ينبغي على الوالدين التعامل مع الموضوع بجدية لأن الأطفال الذين يتنمرون على الآخرين عادة ما يواجهون مشاكل خطيرة في حياتهم المستقبلية ، وقد يواجهون اتهامات جنائية ، وقد تستمر المشاكل في علاقاتهم مع الآخرين . أما في حالة كان الابن ضحية للتنمر ، فيجب على الوالدين إبلاغ الإدارة ، والشروع في تعليم الطفل مهارات تأكيد الذات ، ومساعدته على تقدير ذاته من خلال تقدير مساهماته و إنجازاته ، وفي حال كان منعزلا اجتماعيا بالمدرسة فيجب إشراكه بنشاطات اجتماعية تسمح له بالاندماج مع الآخرين وبناء ثقته بنفسه.
2- العلاج المدرسي




إن التعامل الأمثل مع التنمر المدرسي يتم من خلال تطوير برنامج مدرسي واسع comprehensive wide programs بالتعاون بين الإدارة التربوية والطلبة والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع المدني ، بحيث يكون هدف هذا البرنامج هو تغيير ثقافة المدرسة ، وتأكيد الاحترام المتبادل ، والقضاء على التنمر ومنع ظهوره. و من المفيد جدا في هذه الحالة الانطلاق من برنامج ألويس لمكافحة التنمر الذي تم تطويره في الثمانينيات من قبل العالم النفسي النرويجي دان ألويس ( Dan Olweus ) . ويهدف البرنامج لمكافحة التنمر ومساعدة الأطفال على العيش بشكل أفضل و جعل بيئة المدرسة أكثر ايجابية . وقد استخدم برنامج ألويس في أكثر من اثني عشرة دولة على نطاق العالم و قد أظهرت الدراسات أن حالات التنمر في المدارس التي استخدمت هذا النظام قد تراجعت بنسبة 50% خلال عامين . و يعتبر أهم جزء في برنامج ألويس هو تشجيع شهادة الشهود أو ” الغالبية المهتمة ” من الطلبة الذين لم يتعرضوا للتنمر و لم يقوموا بالتنمر على أحد ، و يتم تطبيق هذا البرنامج على مدى عدة سنوات ، تتخللها وقفات لتقويم النتائج و لقياس مدى فعاليته في التقليل من انتشار ظاهرة التنمر والتخفيف من حدة آثارها.
و ليكون البرنامج العلاجي فعالا ، لابد أن يشمل الأمور التالية : – – توعية المعلمين والأهالي والطلبة بماهية سلوك التنمر و خطورته . – إشراك المجتمع المدني و الشركاء المؤسساتيين للمدرسة في محاربة الظاهرة . – إدراج التربية على المواطنة و السلوك المدني في المناهج الدراسية . – تشديد المراقبة و اليقظة التربوية للرصد المبكر لحالات التنمر. – وضع برامج علاجية للمتنمرين بالشراكة مع المختصين في علم النفس. – وضع ميثاق للفصل يوضح حقوق جميع الأطراف و واجباتهم على شكل التزام يشارك الجميع في صياغته و التوقيع عليه. – تنظيم أنشطة موازية تهتم بتنمية الثقة بالنفس و تأكيد و احترام الذات. – تشجيع الضحايا على التواصل مع المختصين في حالة تعرضهم لسلوكيات التنمر. – إثارة النقاشات في الفصل و استغلال اللعب البيداغوجي من خلال لعب دور الضحية للإحساس بشعورها في موقف التنمر.
و للتوسع أكثر في هذا الموضوع نترككم مع هذه الحلقات المسجلة من برنامج تلفزيوني حول ظاهرة التنمر :
الجزء 1




الجزء 2






أنفوجرافيك حول ظاهرة التنمر(أنقر على الصورة لتكبيرها)




ختامًا ينبغي التذكير بخطورة ظاهرة التنمر و أن أي علاج لها لابد و أن يسبقه تشخيص دقيق للحالة أو الحالات المعنية ، قبل التدخل وفق استراتيجية واضحة المعالم ، و حبذا لو كانت هذه الاستراتيجية تحمل سمات مشروع تربوي متكامل ، وفق مقاربة شمولية لمعالجة الظاهرة من جميع الزوايا.






التوقيع







آخر تعديل الزرقاء يوم 2015-02-03 في 12:24.
    رد مع اقتباس
قديم 2015-02-03, 13:01 رقم المشاركة : 13
الزرقاء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية الزرقاء

 

إحصائية العضو







الزرقاء غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة

وسام المرتبة الأولى

مسابقة المبشرون بالجنة 2

المرتبة الثانية

وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المركز 3حزر فزر

وسام العضو المميز

وسام الرتبة الأولى مسابقة مقدم

وسام تحدي الصور 1

افتراضي ما هي البيداغوجيا الفارقية ، و كيف يمكن توظيفها في الفصول الدراسية ؟


ما هي البيداغوجيا الفارقية ، و كيف يمكن توظيفها في الفصول الدراسية ؟


كان المدرسون فيما مضى يتعاملون مع طلابهم باعتبارهم كتلة متجانسة ، سواء من حيث الذكاء – كما رأينا في مقال سابق – أو من حيث وتيرة التعلم ، مما ضيع و لقرون مضت فرصة التعلم و إظهار المواهب على الكثير من الطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، و أدى إلى الفشل في كسب رهان ديمقراطية التربية ( مراعاة مبدأ تكافؤ الفرص ) ، و الحد من ظاهرة الفشل الدراسي والهدر المدرسي .
و في العصر الحديث ، و تبعا لتطور مختلف العلوم ذات الصلة بالتربية و التعليم ، و التي أظهرت اختلاف الطلبة في وتيرة تعلمهم ، أصبح التفكير في استراتيجية تربوية تعليمية تأخذ بعين الاعتبار وجود فروق فردية بين المتعلمين ، ضرورة تربوية و إنسانية . و هكذا تأسست البيداغوجيا الفارقية differentiated pedagogy بهدف دمقرطة التربية و التعليم و توفير تكافؤ الفرص بين المتعلمين ، و أخذ خصوصيات كل تلميذ أو كل مجموعة من التلاميذ بعين الاعتبار ، ومساعدة كل تلميذ على تجاوز تعثراته و تحقيق الكفاية المنشودة.
فما هي إذن البيداغوجيا الفارقية ؟ و كيف يمكن توظيفها في الفصول الدراسية ؟

1- ما هي البيداغوجية الفارقية ؟


أ- تعريف

التعريف الأول

استخدم هذا المفهوم لأول مرة سنة 1973م من طرف مع المربي الفرنسي ” لويس لوغران” Louis Legrand في سياق البحث عن آليات جديدة لتطوير التدريس و محاربة ظاهرة الفشل الدراسي المدرسي. وقد عرف ” لوغران” البيداغوجيا الفارقية بأنها طريقة تربوية تستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية التعلمية قصد مساعدة الأطفال المختلفين في العمر و القدرات و السلـوكات ، و المنتمين إلى فصل واحد ، على الوصول بطرق مختلفة إلى الأهداف نفسها. بمعنى أن هذه المقاربة تؤمن بوجــــود فروق فرديـة بين المتعلمين، وتكيف عملية التعليـم و التعلم حسب خصوصياتهم، بغية جعل كل فرد داخل الفصل يحقق الأهداف المحددة له.
و نستخلص من هذا التعريف أن البيداغوجيا الفارقية مقاربة تربوية:
– تقوم على مبدإ تنويع الطرق و الوسائل التعليمية التعلمية.
– تأخذ بعين الاعتبار تنوع المتعلمين واختلافهم من حيث السن و القدرات و السلوكات.
– تتسم بخصوصيتها التفريدية للمتعلم، وتعترف بالتلميذ كشخص له إيقاعه الخاص في التعلم و تمثلاته الخاصة.
– تفتح المجال لجميع المتعلمين في الفصل الدراسي الواحد، لبلوغ الأهداف المنشودة بدرجة متساوية أو ملائمة.

التعريف الثاني

يمكن تعريف البيداغوجيا الفارقية بكونها مقاربة تربوية تكون فيها الأنشطة التعليمية وإيقاعاتها مبنية على أساس الفروق والاختلافات التي قد يبرزها المتعلمون في وضعية التعلم ، وقد تكون هذه الفروق معرفية أو وجدانية أو سوسيوثقافية ، وبذلك فهي بيداغوجيا تشكل إطارا تربويا مرنا وقابلا للتغيير حسب خصوصيات المتعلمين والمتعلمات ومواصفاتهم .
ب- الأصول النظرية للبيداغوجيا الفارقية

ترتبط البيداغوجيا الفارقية بالمدارس التقليدية (الكُتَاب) ، حيث يتألف الفصل من تلاميذ يختلفون في المراحل العمرية و المستويات التعليمية ، و يوظف فيها المعلم أساليب تقليدية تكيف التعليم مع خصوصية كل مرحلة عمرية أو دراسية .
إلا أن إرساء الدعائم النظرية للبيداغوجيا الفارقية ارتبط بالقرن العشرين ، فقد وظف هذا المفهوم من طرف لوكران louis legrand في السبعينيات خلال تقديم مشروعه إلى وزارة التربية الفرنسية لحل معضلة الفشل الدراسي ، و عموما يمكن تلخيص أهم الأصول النظرية للبيداغوجيا الفارقية فيما يلي :

1 – علم النفس البنائي خاصة مع جان بياجي ، و الذي قسم عملية نمو الطفل إلى عدة مراحل تبين أن القدرات الذهنية للطفل تبنى تدريجيا و بشكل كامن ، بل قد ترتد إلى الوراء ، لأن التطور لا يكون بشكل كرنولوجي حسب السنوات ، و إنما حسب وتيرة الطفل و إيقاعه الخاص ، و تبعا لمتغير داخلي (تطوره الذاتي ، إدراكه لذاته) و متغير خارجي ( السياق الاجتماعي المحيط به ) . مما يعني ضمنيا أن الفئة العمرية أو السن الذي يعتمد حاليا كمعيار لتوزيع التلاميذ ، لا يمكن أن يعتمد كمنطلق لتنظيم الفصول الدراسية ، و لا يخول بشكل كاف الإجابة عن الحاجيات الخاصة للتلاميذ.
2- بيداغوجية التمكن ، التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية ، و التي تروم جعل التلاميذ يتفوقون في تحصيلهم الدراسي بمراعاة خصوصياتهم و فروقاتهم الفردية ، و تعمل على بلوغ جميع التلاميذ الأهداف النهائية ، بتصحيح التباينات الموجودة بينهم على مستويات عدة .
3- البيداغوجيات الجديدة التي جعلت الطفل مركز العملية التعليمية التعلمية ، و استحضرت رغباته و خصوصياته, مثل بيداغوجية فريني freinet (البيداغوجيا المؤسساتية) و التي أقامت مدرسة على أساس فارقي و على أساس مفهوم التعبير الحر للأطفال ( حرية اختيار النصوص, الرسوم, جريدة الفصل … )


و في السياق نفسه استفادت البيداغوجيا الفارقية من نتائج أعمال فرناند أوري fernand oury حيث عملت على احترام الحياة المدرسية عن طريق مؤسسات ملائمة ، و ركزت على مبدإ تعلم الحياة الجماعية ، و تشجيع النقاش و أخذ المبادرات الكلامية .



ج- أسس البيداغوجية الفارقية
تنطلق البيداغوجيا الفارقية من مبدأ وجود فروق فردية بين المتعلمين ، يمكن تلخيصها في الآتي :
- فوارق معرفية في درجة اكتساب المعارف المفروضة من لدن المؤسسة ، و إغناء مساراتهم العقلية . و تتحكم هذه الفروق في تمثلاتهم و مراحل نموهم العملي و طرق تفكيرهم ، واستراتيجيات التعلم لديهم .
– فوارق سوسيو- ثقافية : و تشمل القيم ، المعتقدات ، تاريخ الأسر ، اللغة ، أنماط التنشئة الاجتماعية ، المستوى المعيشي و الخصوصيات الثقافية.
- فوارق سيكولوجية : تتحكم شخصية التلميذ بشكل كبير في دافعيته ، إرادته ، انتباهه و اهتماماته ، قدراته الإبداعية ، فضوله ، أهوائه ، توازنه و إيقاعاته في التعلم . وما دام للتلاميذ مستوى عيش و شخصية مختلفة , فإنه من المفروض أن تكون بينهم فوارق سيكولوجية ( 1991 p.10Halina Przesmyky) .


د- خصائص البيداغوجيا الفارقية :

باعتبارها بيداغوجيا تعتمد على مبدأ التنوع و المرونة في التعليم ، تتميز البيداغوجيا الفارقية بما يلي:
1- التفريق بين المتعلمين : بمعنى الفصل والتمييز بينهم ، لتبيان أوجه الخلاف بينهم .
2- بيداغوجيا علمية عملية : تنطلق من تشخيص لواقع معين بأساليب وأدوات علمية دقيقة كالروائز ومختلف الاختبارات…لتحديد أسلوب التدخل المناسب،من خلال دعم علاجي موجه بدقة .
3- بيداغوجية فردانية : تعترف للمتعلم بشخصيته وتمثلاته وتصوراته .
4- بيداغوجيا متنوعة : تقترح مجموعة من المسارات التعليمية ، تراعي قدرات المتعلمين ، و تستحضر ذكاءاتهم.
5- بيداغوجيا تتبع : مسايرة عمل المتعلم من خلال تقديم التغذية الراجعة المناسبة.
6- بيداغوجيا تنويعية : وهي التي تستعمل فيها طرائق وتقنيات مختلفة .
7-بيداغوجيا متعددة المداخل : وهي المقاربة التي يقدم فيها نفس الدرس ، ويحقق نفس الهدف التربوي باستعمال تقنيات مختلفة بكيفية متزامنة .
8- تنطلق مــن الخصوصيات المحلية والبيئية .


ص – الغايات و الأهداف

يروم تطبيق البيداغوجيا الفارقية في وضعيات تعليمية و تقويمية ملائمة للحاجات و الصعوبات الفردية للتلاميذ إلى تحقيق جملة من الأهداف،أبرزها :
– الوعي بالقدرات و المهارات الفردية المتعلمين و تنميتها .
-اعتبار شخصية المتعلم في جميع أبعادها المعرفية/الوجدانية/الاجتماعية .
– تحفيز الطلبة على التعلم .
– الحد من ظاهرة الفشل الدراسي ، و التقليص من ظاهرة الهدر المدرسي .
– هدم الفوارق الفردية بين المتعلمين، و تحقيق مبدإ المساواة .
– تحسين العلاقة التي تربط بين المدرس و التلميذ، مما يؤدي إلى خلق فضاء مدرسي يشعر فيه المتعلم بالارتياح و الرغبة في التعلم .
– إذكاء روح التعاون لدى المتعلمين ، و تدريبهم على التواصل الاجتماعي وقبول الاختلاف .
– إكسابهم الكفايات الأساس و جعلهم قادرين على توظيفها في حياتهم العامة .
– تطوير نوعية المخرجات .
– تشجيع التعلم الذاتي ، وجعل التلميذ فاعلا في بناء الدرس والمعرفة .
– تنمية و تطوير الانفعالات الإيجابية ( الثقة , الأمان , اللذة ) و التي تولد الدافعية التي بدونها لا يمكن حدوث أي تعلم . كما أنها تسهل معالجة و تخزين المعلومات .
– تجنب كثير من السلوكات غير المرغوب فيها داخل الفصل ، و التي تعرقل سير الدرس، مثل: الشغب و العنف بمختلف أشكاله .
– إغناء التفاعل الاجتماعي .
– التشجيع على الاستقلالية .


2- توظيف البيداغوجيا الفارقية في الفصول الدراسية

أ – مستويات التفريق البيداغوجي:

إن المدرس حسب البيداغوجيا الفارقية ، مدعو لتنويع المحتويات و الطرائق و الوسائل ، حتى يكيف عملية التعلم مع حاجيات المتعلمين و فروقهم الفردية ، و ذلك على المستويات التالية :
• التفريق في المحتويات المعرفية : تستلزم البيداغوجيا الفارقية تنويع محتويات التعلم داخل الصف الواحد لتكييفها مع القدرة الاستيعابية للمتعلمين وإيقاعهم التعلمي ، من أجل اكتساب الكفايات الأساس . فمثلا إذا لاحظ المدرس أن نصا قرائيا من نصوص المقرر يتسم بنوع من الصعوبة ، يمكن أن يستثمره في الدرس فقط بالنسبة للمتفوقين ، بينما ينتقي نصا قرائيا أكثر بساطة بالنسبة للتلاميذ المتعثرين ، على أن تكون الأهداف موحدة . وإذا لاحظ المدرس أن فئة من التلاميذ لم تستوعب موضوعا دراسيا معينا بما فيه الكفاية ، يمكن في هذه الحالة أن يتناول معها فقط عناصره الأساس ، بينما يتناول عناصر الدرس كلها مع المتفوقين . و يمكن مثلا أن يقترح على فريق من التلاميذ إنجاز تمارين بسيطة في مكون النحو مثلا ، في حين يقترح على البعض الآخر إنجاز تمارين أكثر تعقيدا .
ونشير في هذا السياق إلى أن المدرس لا ينبغي أن يتعامل مع الكتاب المدرسي ككتاب مقدس ، بل يمكن أن يتصرف فيه بالإضافة و التعديل و الإثراء ، و يغير في محتوياته بحيث تستجيب لحاجيات المتعلمين ، وتنسجم والكفايات الدراسية المنشودة.

• التفريق عن طريق الأدوات و الوسائل التعليمية : تكتسي الوسائل التعليمية أهمية خاصة في العملية التعليمية التعلمية لما لها من دور فعال في تقريب المعاني من أذهان المتعلمين ، و مساعدهم على التمثل و الاستيعاب . و إضفاء طابع التشويق على التعلم . و المدرس حسب البيداغوجيا الفارقية ، مطالب بتنويع الوسائل التعليمية لتنسجم مع الأنماط المختلفة للتعلم ، لأن المتعلمين لا يستوعبون الدروس بالكيفية نفسها ؛ فهناك من يستوعب الدرس عن طريق الوسائل اللفظية كالشروح النظرية المعتمدة على الخطاب اللفظي ،ومنهم من يتعلم عن طريق الإدراك البصري ( كالرسوم التوضيحية و الرسوم البيانية و الخرائط و المطبوعات) ، ومنهم من يتعلم بشكل أفضل عن طريق الممارسة الحسية ( إنجاز تجارب – القيام بزيارات ميدانية – الحركات).
فتنويع الوسائل التعليمية في الفعل التعليمي تبعا لخصوصيات المتعلمين ، من شأنه أن يرفع من مستوى أدائهم ، ويحسن مستوى تحصيلهم الدراسي .

• التفريق على مستوى تنظيم العمل المدرسي : يقتضي العمل التربوي الفارقي إعادة تنظيم الفصل الدراسي ؛ فتارة يتم الاشتغال مع القسم كله لبلوغ الأهداف التربوية نفسها ، و قد يشتغل المدرس مع مجموعة كبيرة، ويمكن أن يتجه إلى مجموعة صغيرة، أو حتى إلى العمل الفردي ، إذا اقتضى الأمر ذلك .

• التفريق على مستوى التدبير الزمني : إن المتعلمين لا يتعلمون في المدة الزمنية نفسها، أي على الوتيرة نفسها، فكل واحد منهم يحتاج إلى وقت معين لاستيعاب المعارف الجديدة ، وذلك وفق مكوناته ومكتسباته و مؤهلاته ، مما يحتم على المدرس توزيع الوقت اليومي و الأسبوعي بشكل مرن و متناغم مع مشروعه البيداغوجي ، وعليه أن يضحي بجانب كبير من المحتويات الدراسية لتحقيق الكفايات المنشودة ، لأن المتعلمين مطالبين باكتساب الكفايات اللازمة ، و الوقت لا يجب أن يكون عرقلة في هذا الاتجاه .

ب- شروط تطبيق البيداغوجيا الفارقية:

إن تفعيل البيداغوجيا الفارقية واستنباتها في الحقل التربوي ليس عملية بسيطة الإنجاز، بل يستلزم ما يأتي:
1- محاربة ظاهرة الاكتظاظ التي تتنافى مع مقتضيات البيداغوجيا الفارقية .
2- وضع استعمالات زمنية تتسم بنوع من المرونة بحيث تتلاءم مع هذه البيداغوجيا ؛ لأن جداول التوقيت التقليدية تقف حاجزا أمام تطبيقها ، إذ تعرقل التعلمات وتحصرها في وقت محدد . وهذا لا ينسجم وهذه المقاربة التي تدعو إلى تخصيص مزيد من الوقت للمتعثرين لتمكينهم من اكتساب الكفايات الأساس .
3- توفير الوسائل الديداكتيكية الضرورية، والحجرات الدراسية اللازمة.
4- تمتيع المدرس بقدر مناسب من الحرية و الاستقلالية بشكل يسمح له بالاجتهاد في الإعداد للدرس و التخطيط له ، و يسعفه على أداء مهمته على الوجه المطلوب ، و تخفيض عدد ساعات التدريس في الأسبوع بالنسبة إليه ، لأن بيداغوجيا التفريد تستدعي تفرغا كبيرا للمدرس .
5- إعادة النظر في التكوين الأساس و المستمر للمدرس بحيث يصبح منشطا و موجها لا ناقلا للمعلومات .

6- التقليص من كثافة المقررات الدراسية حتى يتمكن المدرس من تكييف العملية التعليمية التعلمية مع القدرات الاستيعابية للمتعلمين ووثيرة تعلمهم .
7- الاستعانة بتكنولوجيا التعليم و استخدام الأجهزة الذكية و الموارد الرقمية .

ج- طرق التفريق البيداغوجي

تختلف طرق تطبيق البيداغوجيا الفارقية تبعا لعدة متغيرات ، و عموما يمكن اعتماد ثلاثة أساليب في التفريق :
1 - فارقية مسارات التعلم

يوزع التلاميذ على عدة مجموعات تعمل كل واحدة منها ، في آن واحد ، على نفس الهدف أو الأهداف وفق مسارات مختلفة تحدد عبر التحليل المسبق و الدقيق ، لعدم تجانس المتعلمين .
2- فارقية مضامين التعلم

يوزع التلاميذ إلى عدة مجموعات تعمل كل واحدة منها في آن واحد على مضامين مختلفة يتم تحديدها في صيغة أهداف معرفية ، منهجية أو سوسيو –وجدانية . و تحصر هذه الأهداف فيما بعد بواسطة تشخيص أولي يكشف عدم التجانس فيما يخص النجاح و العراقيل التي تعترضه .
3 – فارقية البنيات

يوزع التلاميذ إلى عدة مجموعات في بنيات القسم ، لأنه لا يمكن القيام بفارقية المسارات و المضامين دون تقسيم التلاميذ إلى مجموعات فرعية . لكن هذا الإجراء يؤسس إطارا أجوف و بدون مفعول في نجاح التلاميذ ، إذا لم نعتمد بيداغوجية فارقية…في حين أنه من الأكيد أن مجرد القيام بفارقية البنيات يسمح للتلاميذ بتعرف أنواع أخرى من التجمعات و أماكن أخرى و منشطين آخرين ، مما يولد تفاعلات اجتماعية جديدة تؤدي إلى ردود أفعال بناءة بالنسبة للتعلم المطلوب .
د – صعوبات تطبيق البيداغوجية الفارقية.

تعاني البيداغوجيا الفارقية من عدة عراقيل و صعوبات تحول دون تطبيقها ، أو على الأقل تجعل من هذا التطبيق أمرا صعبا و مرهقا :
1- عدم كفاية التكوين البيداغوجي للمدرسين بشكل يجعلهم جزءاً من كيان كلي تعديلي .
2- رسمية ووحدة المسار البيداغوجي المفروض وعدم تلاؤمه مع طموحات التنويع .
3- صرامة المعطيات البيداغوجية القديمة وعدم قابليتها للمراجعة ، خصوصا على مستوى الممارسة .
4- إشكالية الامتحان وما يفرضه من ضرورة حضور تقويمات تعتمد على القياس والتصنيف تبعاً لمعايير ومرجعيات رسمية جافة لا تراعي اختلاف المستويات الذهنية والمعرفية للتلاميذ .
5- استعمالات الزمن وما تفرضه من ممارسات كلاسيكية سريعة تجعل التعلم ممكناً لذوي الفهم السريع فقط .


و في الأخير نترككم مع الفيديوهات التالية التي تتحدث عن البيداغوجيا الفارقية :
الفيديو الأول: تعريف البيداغوجيا الفارقية.




الفيديو الثاني : حول توظيف البيداغوجيا الفارقية في التعليم الأولي



عرض حول البيداغوجيا الفارقية و علاقتها بنظرية الذكاءات المتعددة التي تحدثنا عنها

http://cf.profvb.com/do.php?id=2297


رغم صعوبة أجرأة البيداغوجيا الفارقية، و الشروط الكثيرة التي يتطلبها هذا الإجراء ، فإننا نعتقد أنها مقاربة نشيطة وواعدة تستحق أن تبذل لها الجهود المادية و المعنوية ، لما تسهم به من دور فعال في تحسين جودة التعلمات ، و دمقرطة الحياة المدرسية .










التوقيع







آخر تعديل الزرقاء يوم 2015-02-03 في 13:12.
    رد مع اقتباس
قديم 2015-02-03, 13:24 رقم المشاركة : 14
الزرقاء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية الزرقاء

 

إحصائية العضو







الزرقاء غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة

وسام المرتبة الأولى

مسابقة المبشرون بالجنة 2

المرتبة الثانية

وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المركز 3حزر فزر

وسام العضو المميز

وسام الرتبة الأولى مسابقة مقدم

وسام تحدي الصور 1

افتراضي كيف يمكن لتكنولوجيا التعليم أن تدعم البيداغوجيا الفارقية ؟


كيف يمكن لتكنولوجيا التعليم أن تدعم البيداغوجيا الفارقية ؟




في الوقت الراهن ، من الصعب ممارسة العملية التعليمية التعلمية دون الأخذ بعين الاعتبار عدم الانسجام داخل الفصول الدراسية ، فالمتعلمون – كما عرضنا لذلك في مقال سابق – يتميزون على المستويات السوسيوثقافية و المعرفية و السيكولوجية ، كما يتميزون أيضا من حيث وتيرة تعلمهم ، و معنى هذا أن المدرسة و المعرفة و التعلم لا تعني الشيء نفسه لجميع المتعلمين . هذا الأمر يحثم علينا ضرورة التفكير في طريقة تجعلنا نؤدي رسالتنا التربوية في حق جميع المتعلمين ، دون أن نضطر إلى تنويع المقاربات البيداغوجية المعتمدة في فصولنا الدراسية.
إن الدمج بين البيداغوجيا الفارقية باعتبارها مقاربة بيداغوجية ترمي إلى دمقرطة الحياة المدرسية ، و تكنولجيا الإعلام و الاتصال بما تحمله من إمكانات واعدة تتكامل مع روح الفلسفة الفارقية و تخدم أهدافها.
إن تطبيق البيداغوجيا الفارقية يعني بالضرورة القدرة على تنويع التجارب ، على خلق وضعيات تعلم جديدة تسمح للجميع بالوصول إلى الهدف نفسه ، و السؤال المطروح هو : إلى أي حد يمكن لتكنولوجيا الإعلام و الاتصال أن تخدم البيداغوجيا الفارقية ؟ و ما هي أهم الأدوات التي يمكن أن تساعد المدرسين و المتعلمين على تطبيق البيداغوجيا الفارقية ؟
1- البيداغوجيا الفارقية و تكنولوجيا المعلومات و الاتصال TIC

1- أهمية التكنولوجيا في تطور البيداغوجيا الفارقية



في تصوره للمدرسة الحديثة ، كان فريني Freinet دائما ما يصفها ب ” ورش عمل مندمج في محيطها الخارجي ” ، و كان يقول إن الفعالية الفكرية و الأخلاقية و الاجتماعية للتربية ليست رهينة فقط بشخصية المدرس و منهجيته السحرية ، كما أريد لنا أن نصدق ، بل رهينة أيضا بمستوى فعالية و إتقان الوسائل التقنية الموظفة في العملية التعليمية- التعلمية ، و كذا بالتنظيم الفني للعمل . و فريني بذلك يوصي ببيداغوجيا تعتمد الإدماج التدريجي للتقنيات و الأدوات الحديثة ، و التي يمكن أن تغير السياق التربوي ، و تصقل العلاقات التي تتولد داخل الفصل و خارجه ، و هكذا لا يبقى التعليم محصورا في عملية إرسال و استقبال للمعرفة ، بل يتعداه إلى سيرورة تفاعلية متعددة الأطراف.
إن إدماج تكنولوجيا الإعلام و الاتصال يمنح مزايا متعددة كالسرعة في ايصال المعلومة ، إمكانية التواصل المتعدد ، رفع حجم المعلومات المنقولة ، انفتاح المدرسة على محيط أوسع ، بالإضافة إلى إعطاء مفهوم جديد للزمن المدرسي .
2- التكنولوجيا في خدمة التفريق البيداغوجي


تكتسي عملية تنويع المحتويات و الطرائق و الوسائل ، أهمية بالغة في تطبيق البيداغوجيا الفارقية ، كما يمكن لتكنولوجيا الإعلام و الاتصال أن تلعب دورا هاما في تكييف عملية التعلم مع حاجيات المتعلمين و فروقهم الفردية ، و ذلك على المستويات التالية :
أ- فارقية أساليب التدريس :

تشكل الوسائط المتعددة أداة مهمة لتعزيز الاستقلالية من خلال تغيير معاني و أبعاد التعلم . فالتعلمات على شبكة الإنترنت تبنى بطريقة أفقية و ليس عمودية كما هو الحال في الفصول الدراسية التقليدية . هذا من جهة ، و من جهة أخرى ، يجد المتعلم نفسه حين الإبحار على شبكة الإنترنت في مواجهة الآلاف من الوثائق و الوسائط الالكترونية التي تثير لديه الكثير من الأسئلة حول مدى أهميته و موثوقيتها ، مما ينمي لديهم مهارات التركيز و النقد البناء . و في نفس السياق ، فإن المتعلم عندما يجد نفسه أمام التكنولوجيا الحديثة دون توجيه من المدرس أو الآباء حول كيفية استعمالها ، فإنه يكون آنذاك في وضعية تعلم تتميز بأقصى درجات التحفيز و النشاط في كل مراحلها ، كما أنه يضطر للقيام بالتقييم الذاتي لمنهجيته و أسلوبه ليستطيع المواصلة و الانتقال إلى مستويات أعلى .
ب- فارقية البنيات

تصمم فصول فريني Freinet على شكل مجتمعات مصغرة يساهم في بناءها و تطورها كل متعلم من زاويته الخاصة ، و انطلاقا من اهتماماته ، وتيرة تعلمه ، نقاط قوته و ضعفه … و يجب أن يحس المتعلم أن مساهمته متميزة و متكاملة مع مساهمات الآخرين ، و أن دوره مهم في هذه السيرورة .
إن التكنووجيا الحديثة تساهم في تثمين أعمال الطفل ، حيث تمكنهم من اكتساب معارف ومهارات لا تتوفر أحيانا لدى الكبار ، مما يمنحهم الإحساس بالأهمية الاجتماعية . و من جهة أخرى ، تمكن تكنولوجيا الإعلام و الاتصال المتعلمين من تحقيق نجاحات في مجالات متعددة عددها هارفي مولي Hervé Moullé فيما يلي :
1- الكتابة :

إن التطبيقات الي تعتمد على تحرير النصوص و تنسيقها كمجلة الفصل الكترونية ، تنمي مهارة الكتابة لدى المتعلمين ، من خلال التعامل اليومي مع النصوص و المقالات.
2- القراءة :

عند استخدام شبكة الإنترنت ، يجد المتعلم نفسه مضطرا للقراءة دون توقف في جميع الأنشطة المعلوماتية ، مما ينمي لديه المهارات القرائية مع مرور الوقت .
3- الرسم :


يعتبر الرسم من المهارات الأساسية التي يعتني بتنميتها المدرسون والأسرة، وغالبا ما نكتشف ميولات شخصية من الطفل نحوها منذ سن مبكرة، و سواء باستخدام برمجيات الكمبيوتر المخصصة لتعليم الرسم ، أو تطبيقات الأجهزة المحمولة سواء اللوحية أو الهواتف الذكية التي تشتغل بتقنية اللمس، فإن التعامل اليومي مع هذه الأجهزة سيؤدي لا محالة إلى تنمية مهارة الرسم و التصميم و تنسيق الألوان لدى المتعلمين .
4- البرمجة :


لم تعد البرمجة علما مقتصرا على أصحاب التخصص ، فقد أصبحت تتدخل في أغلب مجالات حياتنا، ولم يعد من المقبول التعامل معها كتخصص اختياري في المراحل المتقدمة من الدراسة، فلا شك أن لغة البرمجة المعقدة قادرة على تنمية ذكائهم وقدرتهم على حل المشكلات و تدفع المتعلمين إلى البحث و صقل معارفهم و مهاراتهم الرياضية و المنطقية .
5- التواصل :

كل يوم ، يتم تبادل الرسائل الإلكترونية بين المتعلمين ، و التي تحتوي على نصوص مكتوبة إلى جانب ملفات متعددة الوسائط ، مما ينمي لديهم مهارة التواصل مع الآخرين ، سواء كانوا من الأقران ، أو من أولياء الأمور و المعلمين. و من جهة أخرى ، فإن مشاركة المتعلمين في الدردشة الصوتية و ندوات الفيديو ذات البعد التعليمي ، و الدور الفعال الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي التعليمي ، ستؤدي كلها لا محالة إلى تنمية المهارات التواصية لدى المتعلمين .
6- البحث و التوثيق:

يضطر المتعلمون إلى التعامل بشكل شبه يومي مع محركات البحث ، مما ينمي لديهم مهارة البحث والنقل والاقتباس وغير ذلك من المهارات .
ج- الفارقية المتعلقة بمعنى التعلمات

من خلال بيداغوجيا المشروع ذات الصلة الوثيقة بالبيداغوجيا الفارقية ، يشارك المتعلمون في تحضير و إنجاز و تقييم المشاريع التربوية و التي من خلالها يقومون بالربط بين ثقافتهم الأصلية و ثقافات الآخرين ، كما يقومون أيضا بعرض تجاربهم و معارفهم الخاصة التي تعكس أوساطهم الاجتماعية و الأسرية ، و يتمثل دور المعلم في بيداغوجيا المشروع في دعم استمرارية المدرسة-الوسط التي ينادي بها ديوي Dewey و فريني Freinet ، كما أن تكنولوجيا الإعلام و الاتصال يمكن أن تكون جد مفيدة في بيداغوجيا المشروع ، و ذلك من خلال توفير الموارد الرقمية اللازمة و وسائل التواصل بين أطراف المشروع .
2- أدوات التفريق البيداغوجي

و فيما يلي بعض أدوات الإنترنت التي تساعدك في تقديم وسائل تعليمية مختلفة لطلابك :

Gummi- 1



Gummii عبارة عن نظام مبتكر لتعليم الرياضيات بتوظيف مبادئ اللعب ، و يهدف إلى بناء الدافعية لدى الأطفال و التكيف مع احتياجات التعلم الفردية. في الوهلة الأولى يبدو Gummii و كأنه لعبة، ولكنه في الحقيقة معلم متكامل لمادة الرياضيات (الكسور، العمليات الأربع..) . هذا الموقع / التطبيق يساعد الآباء على تحفيز أطفالهم للانخراط في تجارب رائعة للتعلم عن طريق اللعب حيث يوفر بيئة تعلم ثلاثية الأبعاد مصممة خصيصا لتعليم الرياضيات بتوظيف مبادئ البيداغوجيا الفارقية ، حيث أن المبدأ الأساسي الذي تأسست عليه Gummii هو افتراض أن كل متعلم يمكن أن يصبح من المتميزين في الرياضيات ، شريطة تعليمه بالطريقة المناسبة له ، بمعنى أن المفاهيم تحتاج إلى أن تقدم بطرق مختلفة ، لتصل للجميع .



2- Power My Learning:



Power My Learning هو أداة مفيدة للمعلمين لتقديم تعليم فارقي عن طريق تخصيص تجربة التعلم لكل طالب . يوفر هذا الموقع مجموعة من الأدوات المجانية للمساعدة على تطبيق البيداغوجيا الفارقية ودعم التعلم داخل وخارج المدارس . PowerMyLearning يعفي المتعلمين من العمل الشاق و المحاولات المتكررة لإيجاد واستخدام الأنشطة الحرة على الويب . و يقترح بدلا من ذلك الآلاف من الألعاب الأكاديمية، وأشرطة الفيديو، والمحتويات التفاعلية ، المنتقاة بعناية ، و المصنفة حسب الموضوع ، المستوى الدراسي ، و العديد من المعايير الأخرى لتلبية احتياجات التعلم لدى الطلاب.



3- No Red Ink


No Red Ink هو برنامج للتعليم على شبكة الإنترنت لمساعدة الطلاب على تحسين قواعد اللغة و تطوير مهاراتهم في الكتابة . لتحبيب مادة النحو Grammar للمتعلمين ، ينشئ هذا البرنامج كل الجمل النحوية باستخدام المشاهير المفضلين لكل طفل، والهوايات، والبرامج التلفزيونية و أسماء الأصدقاء، مما يجعل المحتوى في حد ذاته مثيرا للاهتمام ، و يساهم في التأسيس لتعليم يعترف بالفروق الفردية بين المتعلمين ، عن طريق إعادة ضبط المسائل و التقويمات على أساس إجابات المتعلمين التي تكشف عن المفاهيم الخاطئة التي تقوم عليها . كما أنه يساعد المعلمين على تخصيص التمارين و الاختبارات وفقا لمصلحة كل طفل .

4- Clever Island


Clever Island ، التي وضعتها الشركة الرائدة خبيرة تنمية الطفل والدكتورة في جامعة هارفارد، لورانس ميلر ، عبارة عن موقع تعليمي للأطفال يعلمهم المهارات الأساسية التي يحتاجون إليها للنجاح في المدرسة و الحياة عموما . تغطي Clever Island مجموعة من المواضيع : الرياضيات، العلوم، الفنون، القراءة …. مع Clever Island ، يتمكن الأطفال من التعلم وفق وتيرتهم الخاصة من خلال التصفح الحر لمجموعة من الدروس المصممة بطريقة تسهل فهمها و استيعابها .

5- ZooWhiz :

ZooWhiz عبارة عن نظام مرن لتحفيز الأطفال على التعلم من خلال اللعب و المرح ، ويغطي مجموعة من المواد و المواضيع مثل الرياضيات، والفهم، علامات الترقيم و النحو ، و غيرها، و يقدم تقارير مرحلية مفصلة تساعد على تقييم احتياجات التعلم لدى الطلاب.

المواقع المذكورة أعلاه هي فقط على سبيل المثال لا الحصر ، و الموجهة لمساعدة المعلمين في هيكلة بيئات التعلم على أساس فارقي .






التوقيع







آخر تعديل الزرقاء يوم 2015-02-03 في 13:31.
    رد مع اقتباس
قديم 2015-02-03, 13:36 رقم المشاركة : 15
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

افتراضي رد: إليكم باقة من المواضيع المهمة في الاستعداد للامتحانات المهنية


شكرا جزيلا و بارك الله فيك





التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 08:40 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd