2014-12-03, 23:50
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | المدرسة الذكية | أحمد امشكحalmassae المدرسة الذكية
العدد :2543 - 02/12/2014 تستعد* وزارة* التربية* الوطنية* لإطلاق* أول* تجربة* للمدرسة* الذكية* في* المغرب* ابتداء* من* السنة* الدراسية* المقبلة،* قبل* أن* تفعل* قرارا* لتعميم* هذا* النظام* الرقمي* الذكي،* الذي* يعتمد* على* التكنولوجيات* الحديثة* في* عملية* التلقين* التربوي،* بشكل* تدريجي* في* مختلف* المؤسسات* التعليمية* العمومية* بمختلف* مناطق* المغرب*. الخبر* مثير* ليس* لأن* التكنولوجيا* أضحت* تحتل* بيننا* مساحات* شاسعة،* وأصبح* تلامذتنا* يغرقون* في* كل* ما* هو* تكنولوجي* حديث* من* هواتف* ذكية،* وحواسيب*. وبعد* أن* أصبح* لكل* منا* حسابه* الخاص* على* *«الفيسبوك*»* أو* *«التويتر*»* أو* بقية* مواقع* التواصل* الاجتماعي،* بمن* في* ذلك* تلامذة* الصفوف* الإبتدائية*. ولكن* الإثارة* تأتي* من* كون* المدرسة* المغربية* لا* تزال* تعاني* من* إكراهاتها* التقليدية* بوجود* تلاميذ* لا* يحسنون* القراءة* ولا* الكتابة،* وآخرين* لا* يزالون* عاجزين* على* التعاطي* مع* الكراسة* والأقلام* والسبورة* والطباشير،* في* الوقت* الذي* تحلم* فيه* وزارة* بلمختار* بتنزيل* *«الطابليت*»* من* خلال* مناهج* رقمية* تضع* حدا* للمحفظة* التقليدية*. والحصيلة* هي* أننا* سنكون* أمام* وضع* كاريكاتوري* غريب*. فحينما* نتحدث* اليوم* عن* المدرسة* المغربية،* وجب* أن* نستحضر* أننا* نتحدث* عن* مدارس* توجد* في* قلب* أكدال* أو* السيال* أو* في* أرقى* منطقة* من* مناطق* حواضرنا* المغربية*. وعن* مدارس* أخرى* توجد* في* قمم* الجبال،* أو* على* سفوح* الأودية،* وفي* الكهوف* أيضا*. وهي* مدارس* تعاني* اليوم* من* إكراهات* أكبر* من* *«الطابليت*»،* ومن* المدرسة* الذكية*. اليوم* لا* تزال* أعداد* كبيرة* من* تلاميذ* الوسط* القروي* يقطعون* الكيلومترات* لكي* يصلوا* إلى* حجرة* درس* بدون* نوافذ* ولا* أبواب،* على* الرغم* من* هذا* الكلام* الكبير* عن* النقل* المدرسي*. تلامذة* يقضون* بياض* يومهم* يتضوعون* جوعا،* رغم* الحديث* عن* المطاعم* المدرسية،* التي* اغتنى* منها* بعض* المسؤولين*. ولنا* أن* نتصور،* ويتصور* معنا* السيد* الوزير،* تلك* الظروف* القاسية* التي* يتواجد* عليها* تلامذة* المناطق* الباردة،* أو* تلك* التي* تغطيها* الثلوج،* أو* هذه* التي* غمرتها* اليوم* مياه* الأنهار* والأودية*. إنهم* في* أمس* الحاجة* لأبسط* شروط* التدفئة،* والمقاعد،* والحجرات،* أكثر* من* حاجتهم* *«للطابليت*»*. هل* وصلت* للسيد* الوزير* صور* أولائك* التلاميذ* الذين* يتكدسون* وسط* طاولة* واحدة* في* قسم* يتجاوز* الخمسين،* بمستويات* ثلاثة* أو* أكثر؟ هل* يعرف* الوزير،* وكل* هؤلاء* الذين* استيقظوا* ذات* صباح،* وفكروا* في* حكاية* هذه* المدرسة* الذكية* التي* يحتاجها* تلامذتنا،* أن* واحدا* من* بين* أسباب* الهدر* المدرسي،* الذي* تتجند* وزارته* اليوم* لمحاربته،* هو* غياب* مرافق* صحية* من* عدد* كبير* من* المدارس* والمجموعات* المدرسية* حيث* لا* يجد* التلاميذ،* والعنصر* النسوي* بالخصوص،* أين* يقضي* حاجته* الطبيعية*. فيضطر،* أو* تضطر* التلميذة* إلى* اختيار* الأسهل،* وهو* البقاء* في* بيتها* بدلا* من* المجيء* إلى* مدرسة* بدون* مراحيض*. فهل* يمكن* أن* يستقيم* الأمر* مع* *«طابليت*»* ومدرسة* ذكية* ومحفظة* إلكترونية،* بدون* مراحيض؟ أما* إذا* نحن* فتحنا* سيرة* هذا* التوجه* البيداغوجي* التربوي* الرقمي،* وحكاية* المحفظة* الإلكترونية* والسبورة* الرقمية* التفاعلية،* لنربطه* بواقع* عدد* كبير* من* المؤسسات* التعليمية* التي* تفتقد* للماء* والكهرباء،* دون* الحديث* عن* ربطها* بشبكة* الإنترنيت،* سنجد* أن* السيد* بلمختار* تجاوز* الحلم* ودخل* في* مرحلة* الهذيان*. لذلك* تحتاج* المدرسة* المغربية* اليوم* لإصلاح* يتماشى* مع* مستوياتها*. وليس* إصلاحا* يشبه* الهروب* من* مشاكله* الجوهرية،* إلى* الأمام*. بقي* فقط* أن* نطرح* السؤال* عن* الخلفية* الحقيقية* التي* تكون* قد* حركت* بلمختار،* ومن* معه،* للإعلان* عن* هذه* المدرسة* الذكية،* وهذا* التوجه* الرقمي* الذي* يبدو،* في* ظل* وضع* مدرسي* متدهور،* إنه* بمثابة* ثراء* لا* حاجة* لنا* به*. هل* نجحت* مايكروسوفت* المغرب* في* كسب* صفقة* المدرسة* الذكية* التي* قد* تدخلنا* متاهات* يصعب* الخروج* منها؟* فالقاعدة* تقول* إننا* يجب* أن* نسير* بسير* ضعفائنا،* وليس* بسير* أقويائنا،* خصوصا* حينما* يتتعلق* الأمر* بقضية* اسمها* التربية* والتكوين*. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=788782 |
| |