2014-07-27, 15:26
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | كيف قامت الدولة بقتل الفكر بالمغرب؟ | كيف قامت الدولة بقتل الفكر بالمغرب؟ عياد الجيد . السبت 26يوليوز2014 الذين يتحسرون اليوم على التعليم بالمغرب، وعلى مستوى التلاميذ والطلبة وخريجي المدرسة والجامعة عموما؛ وعلى الانحطاط الثقافي الذي نعيشه على عدة مستويات، عليهم أن يدركوا أن هذه النتيجة ليست بنت اليوم فقط، بل نتيجة سياسة قصدية للتسطيح والتجهيل قادتها الدولة عبر العديد من السياسات و القرارات و الاجراءات طيلة عقود . - يذكر الأستاذ الراحل "محمد عابد الجابري" -رحمة الله عليه- في كتابه حول القضية التعليمية "أضواء على مشكل التعليم بالمغرب" بأن المدارس عشية الاستقلال كانت "تحاصر ليلا ونهارا" للظفر بمقعد دراسي للأطفال ، بسبب إدراك جماهير شعبنا بأن الوصول إلى وضع اجتماعي متميز يمر بالضرورة عبر المدرسة والمعرفة ، هذا ما تأكدت منه عندما شغل كل أبناء الأعيان والطبقات الميسورة كل الوظائف التي تركها المستعمر ، بعدما استفادت هي من التعليم وولوج المدرسة خلال وجودالمستعمر،(وهي المدرسة التي قاطعها الشعب المغربي ، لانها مدرسة المستعمر!!)/ هذه الرغبة الجماعية لولوج المدرسة، لم تستمر الدولة في تلبيتها و الاستمرار في ضمان مقعد دراسي لكل أبناء الشعب المغربي، خصوصا بعد الإيقاف القسري لحكومة الأستاذ و"المفكر" عبد الله ابراهيم وتعطيل مخططها الهادف إلى تعميم التعليم وتكوين الأطر وتصنيع البلاد...، خصوصا أن المعادلة الرقمية لن تكون في صالح "أبناء الذوات "إن ولج جميع أبناء المغاربة إلى المدرسة وشقوا طريقهم نحو الجامعة والمعرفة الأكاديمية المتخصصة..فكانت المذكرة المشؤومة" ليوسف بلعباس" وزير التربية الوطنية التي ستمنع التلاميذ فوق 18 سنة من ولوج التعليم الثانوي، هذه المذكرة كانت سببا في اندلاع ملحمة تلاميذية في 23 مارس 1965 ( انضم إليها الطلبة والعمال...بعد اندلاعها)، وفي الحقيقة المذكرة كانت تطبيقا لمخطط رهيب وخبيث يهدف إلى "التجهيل والأمية عوض بطالة المثقفين)، والاكتفاء بتعليم محدود وبسيط يتوقف عند حدود المدرسة الابتدائية أو الإعدادية ،وفتح بعض مناصب الوظيفة العمومية البسيطة أمام الشباب لامتصاص بطالتهم ... - خطوة أخرى أقدمت عليها الدولة وهي إغلاق معهد السوسيولوجيا بالرباط سنة 1971 بقرار سياسي، خطوة وأدت مشروعا فكريا هاما يشرف عليها الأستاذ الراحل "عبد الكبير الخطيبي" يهدف إلى تنمية الفكر السوسيولوجي بالمغرب والتأسيس لتجربة مغربية في هذا الحقل المعرفي، بمعية أساتذة كبار كباسكون وبودربالة، (لقيا حتفها في حادث غريب ومأساوي لاحقا وسط الثمانينات بموريتانيا). - إحداث(إقحام) شعب للدراسات الإسلامية" بكليات الآداب والعلوم الإنسانية بداية الثمانينات، في وصفة مغربية فريدة عالميا رغم وجود جامعة للقرويين وكليات للشريعة وأصول الدين بالمغرب،.وذلك لمواجهة الفكر الفلسفي والإنساني والحد من تنمية الفكر النقدي لدى الطلبة خصوصا مع سيطرة اليسار وفصائله على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ودوره في التأطير والتثقيف وجعل الجامعة في وسط الاهتمام بما يجري سياسيا بالمغرب وامتدادا له، وبالمقابل تم إغلاق شعب الفلسفة بأغلب الجامعات المغربية ، وهي الكفيلة بتدريس الحق في الاختلاف والتنوير وقيم الحداثة والعقلانية.. - حرمان الأساتذة من متابعة الدراسة الجامعية بمذكرة للوزير عز الدين العراقي سنة 1980، وتوظيف حملة الباكالوريا في التعليم والمراكز الجهوية التربوية دون المرور بالجامعة للحيلولة دون التفاعل بما يجري بها من تيارات وأفكار .. وتفريخ نقابات صفراء وتمييع العمل النقابي الجاد والنبيل بتشجيع كل أصناف الريع النقابي لدعم انتشار ثقافة المحسوبية والزبونية ، وتحويل النقابات التعليمية إلى دكاكين تشتغل في مناسبات الحركات الانتقالية بدل أداء دورها في التأطير والتوعية والتثقيف والدفاع عن المدرسة العمومية، والتنكيث على رجال التعليم والسخرية منهم في وسائل الاعلام الرسمية ،خصوصا بعد دور هؤلاء في الحراك الاجتماعي منذ الستينات (تسريح عدد كبير من رجال التعليم عقب إضرابات 79 وتأسيس الكونفدرالية الديموقراطية للشغل) كعقاب جماعي على دورها الطليعي .. - محاربة كل التجارب الثقافية المتميزة وإغلاق العديد من المجلات الثقافية (أنفاس لاماليف..) ومحاصرتها، وبدل عن ذلك تشجيع البهرجة والتجهيل والفلكلور الاحتفالي خصوصا بعد سيطرة الداخلية على الاعلام في زواج مغربي آخر غريب وإطلاق يدعمال وزارة الداخلية لتنظيم السهرات ( سباق المدن، سهرات الأقاليم..) / والتضييق على الجمعيات الوطنية الهادفة (لاميج، الطفولة الشعبية، الكشفية) وظهور ما كان يسمى بجمعيات السهول والجبال: اليغ، فاس سايس، رباط الفتح...) بتزكية من الداخلية والأعيان ورصد ميزانيات هامة لها لا لشيء سوى للتطبيل والتهريج ونشر ... - محاربة المثقفين والتضييق عليهم حد الاعتقال (الشاوي، اللعبي، السرفاتي،...)، وفتح المجال لأشباه المثقفين، والمقربين من المخزن في وسائل الاعلام وولوج الجامعة وإصدار مجلات بدعم كبير وتنظيم ملتقيات (أصيلة) لتشجيع التنميط وثقافة الواجهة . والحصيلة كما قال السوسيولوجي الراحل مؤخرا الأستاذ محمد جسوس- ، "خلق جيل من الضباع"، بدون هوية ثقافية أو أساس معرفي متين، عرضة للتلاعب العاطفي باسم يافطات متعددة..جيل منقطع عن كل ما وصلت إليه البشرية من قيم وعلوم إنسانية وحداثة فكرية... ولا يظهر في الأفق سياسة بديلة أو مخطط لخلق" جيل من الإنسان" بعد تصريحات مثيرة بأن خريجي كليات الآداب والعلوم الانسانية يشكلون عبئا على الدولة والمجتمع..وهذا يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا إزاء مستقبل هذا الوطن. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=764162 |
| |