إشكالية السياسي والنقابي - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2009-05-01, 20:06

رقم المشاركة : 1

hozobio

أستـــــاذ(ة) جديد

إحصائية العضو

hozobio غير متواجد حالياً

إشكالية السياسي والنقابي

من المعلوم أن حركة التاريخ لاتسير في خط مستقيم. فأوضاع المجتمعات الاقتصادية والسياسية والثقافية تعرف تقدما أو انحباسا ويمكن أن تعرف تراجعات قد تطول أو تقصر في الزمان أيضا.
ويدخل الصراع الطبقي كعنصر حاسم في طبيعة وشكل هذه الحركة. ففي الفترات التي يتقوى فيها نفوذ الطبقات السائدة وتقهر الطبقات المستغََلة( بفتح الغين)، تقوى حدة الاستغلال بجميع أشكاله ويضيق الخناق على التنظيمات المناضلة وقادتها وعلى المثقفين وقادة الرأي .

وهؤلاء المثقفون والقادة، بمواهبهم ووعيهم ، يكونون أقدر على استيعاب معطيات ومميزات كل مرحلة وشروطها الذاتية والموضوعية فيساهمون في رسم الطريق نحو الانعتاق والتقدم والحرية ولكنهم غير معصومين ولا يجوز لهم أن ينوبواعن الجماهير التي تصنع التاريخ لافي لتقرير ولا في التنفيذ....

وإذا استقرأنا تاريخ المغرب المعاصر فإننا نجد أن الكدش كتنظيم عمالي أصيل ومنذ تأسيسها في نهاية السبعينيات من القرن الماضي قد قادت الصراع الاجتماعي بخلفية سياسية، وقدمت ضريبة النضال بالدموع والسجون والاستشهاد( كرينة، البوزيدي، المستغفر ...) وبعد سقوط جدار برلين ودخول العالم مرحلة القطب الواحد اختلت الموازين بشكل واضح لصالح الإمبريالية والنيولبرالية على الصعيد العالمي ولصالح الكومبرادور والرجعية محليا وجهويا. وظلت الكدش في مواقعها إلى جانب الشعوب المكافحة باعتبار أنها مكون من مكونات الجبهة العالمية لمقاومة الإمبريالية، وإلى جانب الكادحين والمأجورين وكافة جماهير الشعب في بلادنا.

واختياراتها هذه معلنة في كل تجمعاتها ومجالسها ومضمنة في أدبياتها.ويشتد فيها النقاش الرفاقي البناء بين مناضليها بمختلف مشاربهم الفكرية والإديولوجية ، في جميع مجالسهاالمحلية والجهوية والوطنية التي تنعقد باستمرار وكذا في أجهزة النقابات القطاعية المنضوية تحت لوائها والمرتبطة بها عضويا.

والكونفدراليون متعاقدون على خوض النضال النقابي بأفق سياسي يساري تقدمي وليس بأفق مطلبي خبزي محدود ولا فصل عندهم بين العمل النقابي و السياسي .
ومع الأسف الشديد ،في منعطف تاريخي هام مثل نهاية التسعينيات من القرن الماضي لم تتوفر للمغرب القيادة السياسية المخلصة للمشروع المجتمعي الذي ناضلت الكدش من أجله منذ تأسيسها. ووصل على أكتافها إلى كراسي الحكومة من كانوا حلفاء لها. غير أنهم تنكروا لانتظارات الشعب المغربي ولتضحيات الكدش بالذات واندمج قادتهم في الطبقة الحاكمة وأصبحت توجهاتهم تصب في سياسة الدولة اللاديموقراطية واللاشعبية وسخروا إمكانياتهم الفكرية والسياسية لتكريس هذا التوجه.

وطبيعي ان يناصب هؤلاء كدش العداء من موقعهم الجديد هذا، ويحاربوها ويسعوا إلى شطبها من أي معادلة سياسية بكل الوسائل الظاهرة والخفية، كالحصار والاختراق والتضليل والتفكيك الخ...

وإذا استطاعت الكدش أن تصمد وتحافظ على كيانها ووجودها في ظل هذه الأوضاع والمتغيرات فذلك ليس بالأمر الذي يستهان به.

وما يجب ان يعرفه المناضلون اليساريون المخلصون ويأخذوه بعين الاعتبار في تقييم التجربة النقابية بالمغرب وخصوصا الذين لم يعيشوا تجربة الكدش من الداخل أن هذه المرحلة الممتدة من98 إلى 2007 التي سميت عند البعض مرحلة الانتقال الديموقراطي أو مرحلة التغيير التوافقي إلى غير ذلك من التسميات ، هي الفترة التي كثرت فيها المؤامرات على كدش ومحاولات تفجيرها من الداخل . والكل يعرف عنف الانشقاق الأول الذي تعرضت إليه وما صاحبه من هجومات وحملات إعلامية تضليلية ممنهجة تكلفت بها صحافة مدعمة بالمال وبالأطر المحترفة بغرض تشويه القيادة النقابية وزعزعة صورتها المكتسبة بالنضال والسجون وبالمواقف الجريئة وذلك بغرض الوصول إلى استعداء المناضلين ضدها . وكل ذلك بتواطؤ وتنسيق محكم مع عناصرنافذة من الداخل لم يفتضح أمرها إلا في الانشقاق الثاني أو قبله بقليل.
ونظرا للدعم والإمكانيات المالية التي منحت لهؤلاء المندسين الذين انشقوا فيمابعد وللعلاقات التي نسجوها هنا وهناك عندما كانوا في الكدش فقد تمكنوا من تضليل بعض المناضلين المخلصين حتى مدوا لهم اليد في بعض المرات ونسقوا معهم من دون وعي بحقيقة الدور الذي يضطلعون به في إعاقة الحركة النقابية المناضلة وحركة التقدم والانعتاق رغم تشدقهم بالشعارات والملفات المطلبية المنقولة، ورغم ارتدائهم قبعات حمراء للخلط و التضليل . ( وقد تسربت فضائح أحدهم - تكشف حقيقتهم - إلى الصحافة ووصلت إلى القضاء بسبب تورطه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تعاملات مالية مشبوهة وصفقات تعقد في فنادق أروبا الفاخرة مع الرقص والنساء الخ) ، وكانت الصحافة ترسم له عند المناضلين ولدى الجماهير صورة قديس.

إن الانشقاق النقابي عند المناضلين لا يبرر ، والتوجه النضالي الفئوي رغم وجود دواعيه ومسبباته التي نتفهمها، هو ضرب للعمل النقابي الذي يقوم في الأصل على ضرورة التضامن وتوحيد الطبقة العاملة بهدف تأهيلها للاضطلاع بدورها التاريخي في التغيير وتكسير أغلال الاستغلال الطبقي.

وإذا اعتقد البعض أن إنشاء كدش نفسها كان انشقاقا فهو خاطئ. لقد تأسست كدش بناء على اختيار فكري نضالي يؤمن بضرورة خوض الصراع الاجتماعي بمضمون سياسي طبقي تحرري وعدم سجن الفعل النقابي في حدود المطالب الخبزية المحدودة وقد انبثقت كدش كتطور كيفي لصيرورة نضالية وصراعات مريرة مع التوجه البيروقراطي التحكمي في أول مركزية نقابية تأسست في المغرب ، هذا التوجه الذي مازال وفيا لخطه الفكري وتصوراته الاستراتيجية إلى الآن والتي تضمن له الاستمرار في عرشه بعيدا عن احتمالات دفع ضريبة النضال الجذري بالسجن والاعتقال أو بوسائل أخرى متجددة.

هذا الاختيار الخبزي هو الذي يعود البعض إلى ترد يده ولو بتعبير آخر في بعض المحطات محاولة منهم للنيل من الكدش من قبيل ترديدهم لأسطوانة: ضرورة الفصل بين الشأن الحزبي والنقابي. وهم يدركون أن هذا المشكل مطروح في نقابات الأحزاب الإدارية أوالتي انشقت عن الكدش وتأسست للدفاع عن الحكومة وليس في الكدش التي هي أرحب فضاء للديموقراية بالنسبة لكل المستقلين في الرأي و مناضلي اليسار بأحزابه و فصائله المختلفة.

وصار هؤلاء – من دون حياء-- يتجرأون للتشويش على كل القرارات النضالية ،بما فيها القرارات التاريخية من قبيل قرار انسحاب واستقالة مستشاري الكدش من الغرفة الثانية للبرلمان وقرار الإضراب العام الوطني ليوم 21ماي2008 في القطاع العام وشبه العام وكذا في القطاع الخاص، وهما قراران سياسيان لاغبار عليهما يمنحان فرصة للفاعلين السياسيين في قوى اليسار في نضالها من أجل إعلاء صوتها وتقوية نضالها من أجل تثبيت مطالبها السياسية المتصلة بالإصلاحات العميقة والشاملة التي تضمن فصلا حقيقيا للسلط وتعديلا للدستور واستقلالا للسلطة القضائية..

وإذا كانت قوى اليسا ر ذاتيا وتنظيميا غير مؤهلة اليوم لترجيح كفة الصراع الطبقي لصالح الجماهير الشعبية نظرا لعدة اعتبارات فإن المسؤولية ملقاة عليها وليس على كدش.

وقرارا الانسحاب من الغرفة الثانية للبرلمان والإضراب العام بالشكل الذي دعت إليه الكدش لايمكن مقارنتهما في الدلالة والأهداف بقرار نقابة تابعة لحزب في الحكومة مسؤولان هما معا عن الأوضاع المزرية التي وصلت إليها البلاد .. ويتبادلان الأدوار اليوم في إطار مسرحية مكشوفة ، لحل مشاكلهما الداخلية التي تعمقت بعد طريقة تشكيل الحكومة الحالية والحزازات التي ولدها توزيع الكراسي الوزارية.

إن مناضلي التوجه اليسا ري التقدمي وخاصة في تجمع اليسار الديموقراطي مطالبون بالترفع عن الحسابات الضيقة والتصدي لمحاولات التشويش والتشويه التي تحاول التقليل من أهميةهذين القرارين التاريخيين اللذان اتخذتهما الكدش، والانخراط العملي في التعبئة من أجل إعادة الثقة للشعب في العمل النضالي. وكل من يهدم ولا يبني ويشوش على إمكانية واسعة للنضال فتحها قرار هذا الإضراب العام ويعمد إلى تقديمه إعلاميا بشكل مشوه فهو ضد التغيير سواء بحسن نيةأوسوء نية وسواء كان مندسا وهذا النوع يجب أن نعترف بأنه موجود وينبغي أن نكتشفه ونفضحه أو كان ينطلق من حسابات ذاتية ضيقة وهذانوع آخر أيضا موجود يجب أن نقنعه.

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=1821

2009-07-27, 18:25

رقم المشاركة : 2

عبد القادر الهواري

بروفســــــــور

إحصائية العضو

عبد القادر الهواري غير متواجد حالياً

رد: إشكالية السياسي والنقابي

شكرا على المجهود المبدول دمت متألقا .

التوقيع

2009-08-12, 18:10

رقم المشاركة : 3

أحمد أمين المغربي

مراقب عام

إحصائية العضو

أحمد أمين المغربي غير متواجد حالياً

رد: إشكالية السياسي والنقابي

نعم أجدني متفقا معك فيما دهبت إليه
لكن فيما يتعلق بقرار الانسحاب ارى أنه قد خضع لمنطق الفردانية طبعا مع احترامي للقائد التاريخي الأخ نوبير الاموي
ولكن يبدو ان الحل بعيد عن الانسحاب ذلك أن النقابة مرتبطة ايما ارتباط بالعمل من داخل المؤسسات والا تعرضت للتآكل ولنا في تجربة الطليعة السياسية خير دليل ...
خيار المقاطعة أضحى مستبعدا من أية معادلة .....
وأرى ان الحل يكمن في المواجهة ...
الطبقة العاملة تعيش على انتظارات واسعة معظمها يوجد على عاتق هذه النقابة المناضلة وجلها من صميم واجبات هذا الإطار العتيد
لدا فان اي استخفاف بالمسؤولية قد يعصغف بسنوات كاملة من النضال الديموقراطي...
فهل من حل آخر غير الهروب..
ابناء النقابة يستطيعون رفع التحديات وقد أثبتت الانتخابات الأخيرة ان الكدش كطائر الفينق ما يلبث أن يموت حتى ينبعث من رماده مجددا محلقا بقوة في الأعالي...ونعرف جميعا أن الحالة النقابية المغربية تشهد استثناءا اسمه الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بتاريخها الزاخر بالملاحم البطولية ورجالاتها الصامدة لايهزها ريح كالجبال...وازدادت قوة بعض تخلصها من قبضة حزبية غاشمة لطالما كانت وراء املاءات سياسية ورغم ان تلك القبضة الان انتقلت الى يد أخرى لكن تفاوت شدة القبض وقوة الاحكام خلق هامشا للنقابة من أجل التحرك والمناورة ....
اليوم اصبحت مع التعددية العقدية والايديولوجية التي تزخر بها أقوى من ذي قبل ذلك ان العمل النقابي جدير به التوحد.....
لكن لابد من مراجعة الاوضاع التنظيمية الداخلية فلازال تمت قليل من البيروقراطية التي ينبغي ان تؤول الى نهاية وخاتمة تسمح للنقابة بالسير وفق مسار حداثي ....
تحية لك على الموضوع الشيق والذي اثار لدي شهية قصوى للكلام.

2009-09-08, 22:10

رقم المشاركة : 4

سعيد المغربي

أستـــــاذ(ة) جديد

إحصائية العضو

سعيد المغربي غير متواجد حالياً

رد: إشكالية السياسي والنقابي

لوددت من أعماقي أن يبتعد السياسيون عن لقمة عيش الناس ويصطادون في أماكن أخرى غير خبز الكادحين
وكم تعجبني النقابات في المشرق من حيث انها قطاعية وليست مميعة بالسياسي...فترى نقابة المهندسين ونقابة الأطباء ونقابة المعلمين وهكذا ذواليك


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :