الأحمدي: التعليم واحترام الوقت مفاتيح التطور الحضاري في تركيا - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2014-04-13, 23:58

رقم المشاركة : 1

ابو العز

نائب مدير الأفكار والمشاريع الأستاذية

إحصائية العضو

ابو العز غير متواجد حالياً

الأحمدي: التعليم واحترام الوقت مفاتيح التطور الحضاري في تركيا

حاوره من إسطنبول: نورالدين لشهب
الأحد 13 أبريل 2014 - 09:50
أكد محمد مصطفى الأحمدي، خبير اقتصادي مغربي يقيم في تركيا، أن التعليم في بلاد الأناضول هو المفتاح الرئيس والأرضية التي أعطت النقلة الإستراتيجية والحضارية والفنية والمعمارية التي تميز تركيا بين دول العالم"، معتبرا أن "التعليم عند الأتراك ذو رؤية شاملة وذكية يرتبط بالواقع والتطبيق والمقاولات والجمعيات."
وأفاد الأحمدي، في حوار مع هسبريس، بأن "المدرسة التركية استفادت بشكل عميق من المدرسة الألمانية، في الفعالية واحترام الوقت، فالأتراك استفادوا من خبرة أطرهم التي تكونت في ألمانيا وعادت بفكر احترام الوقت"، مشيرا من جانب آخر إلى أن "الأتراك لهم تقدير كبير للمغرب خاصة لمؤهلاته وتاريخه".
وفيما يلي نص الحوار مع محمد مصطفى الأحمدي:
الأستاذ مصطفى الأحمدي، في البداية نريد نبذة مختصرة عن سيرتك الذاتية ودورك في العلاقات التركية المغربية..؟
محمد مصطفى الأحمدي خبير اقتصادي مغربي، اشتغلت في العديد من المناصب بالمغرب وخصوصا على مستوى غرف التجارة والصناعة، وعلى مستوى فيدرالية غرف الصناعة والتجارة، وعلى مستوى تنمية العلاقات الاقتصادية بين المغرب وباقي دول العالم، هذا الموقع منحني إمكانية تواصل مع تجارب اقتصادية عالمية سواء على مستوى أوربا أو امريكا أو آسيا، وعلى مستوى الدول الإسلامية مثل تركيا وماليزيا وبعض الدول الأخرى.
ومن موقعي سابقا كمسؤول عن العلاقات الدولية في جامعة غرف التجارة والصناعة، أدليت بدلوي وفكرت لماذا لا نستفيد من تجارب علاقات، ما سميتها في حينها بالعلاقات الأفقية بتكامل مع العلاقات العمودية مع أوربا شمال جنوب والأفقية شرق غرب، فكان أن استقر اختياري قبل 18 سنة على تركيا التي كانت لا تزال تعيش إرهاصات التنمية في الحكومة التي كان يقودها حزب الرفاه برئاسة نجم الدين أربكان، يعني لما كانت التجربة في بدايتها، فنظمت زيارة عمل لوفد مغربي يمثل غرف الصناعة والتجارة، ومكتب التنمية الصناعية، وهي الآن الوكالة الوطنية لتنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة وبعض رجال الأعمال..
جئتم إلى تركيا؟
نعم جئنا إلى تركيا، واستقبلنا الأتراك استقبالا طيبا جدا بتنظيم وتنسيق مع مديرية العلاقات التجارية في تركيا، وأسسنا أول مجلس أعمال اقتصادي مغربي تركي، يعني كنواة لإعطاء نقلة نوعية واستشراف للمشاكل والعراقيل التي يمكن أن تواجهنا، وعن الإمكانيات التي يمكن أن تطور هذه العلاقات..
هل اعترضتم بعض المشاكل من أجل تطوير العلاقات الاقتصادية؟
طبعا، ومن بين الإكراهات التي وجدناها حينئذ، أنه لا توجد خطوط بحرية مباشرة للمغرب مع تركيا لتمتين العلاقات، فتساءلنا، بالنسبة للعلاقات التجارية هل من الضروري أن نفتح الخط البحري، فاشتغلنا على هذا الجانب، ولحسن الحظ أن هذا المجلس لم نرد له أن يكون مؤسساتيا محضا، أي ألا يمثل فيه رؤساء الغرف، بل ارتأيت، شخصيا، أن يكون فيه متعاملون من كلا البلدين، فأخذت ثلاثة مُصدرين وثلاثة مستوردين وثلاثة مُتشاركين، حتى يتحقق شرط الارتباط بالسوق المغربي والسوق التركي. أثناء هذه التجربة، وجدت أن الأتراك لهم رغبة مهمة في تطوير علاقاتهم التاريخية والدبلوماسية والاقتصادية مع المغرب ويكنون تقديرا كبيرا لبلدنا..
أين يتجلى هذا التقدير برأيك؟
سؤالك هذا سيسوقني إلى أمر هام جدا، وأريد أن أبوح به لكم، وهو أن تركيا تشتغل بفكر أنجلوسكسوني فيما يتعلق باختيار الوجهات، يعني الآن تركيا بها 6 مراكز للفكر الاستراتيجي، فعندما يريدون اختيار التعامل مع العالم العربي، يعني يتعاملون بالتاريخ والعاطفة ولكن بطريقة براغماتية، فالمغرب هو الدولة الأولى التي اختارتها تركيا لتوقع أول اتفاق تجاري حر سنة 2004 ودخل حيز التنفيذ سنة 2006، الأتراك مقتنعون أن الموقع الاستراتيجي للمغرب يتكامل مع الموقع الاستراتيجي لتركيا، ومن الناحية التاريخية، فالأتراك لهم تقدير كبير للمغرب خاصة لمؤهلاته وتاريخه وكل معطياته، ويعتبرون المغرب شريكا استراتيجيا، لأن المغرب وتركيا يقعان في بوابتين: فالمغرب في البوابة الإفريقية العربية، وتركيا في البوابة الآسيوية الأوربية، وهذان موقعان استراتيجيان مهمان جدا.
وأما عن التقدير الذي يكنه الأتراك للمغاربة، أرى أنه يتجلى في تاريخ العلاقات الثنائية الدبلوماسية، فتركيا لم تطلب من الوافدين من المغرب تأشيرات دخول، بخلاف العديد من الدول الأخرى، فالمغرب كان له دائما تقدير لدى الأتراك...
ماذا جنى المغرب في إطار اتفاقية التبادل الحر مع تركيا لاسيما بأن الاقتصاد المغربي لا يوازي الاقتصاد التركي؟
للأسف، إذا عدنا للوراء لسنوات، سنجد أنه سنة 1996 كان التبادل في حدود 24 مليون دولار، وفي سنة 2000 كانت صادرات المغرب إلى تركيا تفوق صادرات تركيا إلى المغرب، وفي 2002 كان هناك تعادل تقريبا بينهما، 72 مليون دولار مقابل 70 مليون دولار، بعد 2003 تفوقت تركيا، وفي عام 2008 تضاعف ثلاث مرات، وأصبح المغرب له عجز تجاري مع تركيا، وهذه المسألة يمكن أن نرجعها إلى عامل التنافسية في الاقتصاد، فأنت عندما توقع اتفاقية ما ، فإنه على المفاوضين أو الذين ينجزون الاتفاقية من الخبراء أن تكون لهم دراية بالمراحل، مثلا، فأنا وبكل صدق كنت أمثل أحيانا القطاع الخاص المغربي في التفاوض مع الأردن ومصر والإمارات والسعودية وكندا والبرازيل، كنا نفاوض باستماتة من أجل الدفاع عن قطاعنا حتى لا تضعف تنافسيته، للأسف تركيا الآن تطورت بشكل هائل.
تصور أن ينتقل بلد من المرتبة 65 أو المرتبة 60 إلى المرتبة 15 في ظرف سنوات، الآن لهم تنافسية مهمة في قطاع النسيج والألبسة، وهذا قطاع لنا فيه ما نقول، فلو كان لنا تكامل وشراكة مشتركة كنا سنستفيد من تجربتهم، فالمدرسة التركية قد استفادت بشكل عميق من المدرسة الألمانية، في الفعالية واحترام الوقت، فالأتراك استفادوا من خبرة أطرهم التي تكونت في ألمانيا وعادت إلى تركيا، وعادت بفكر احترام الوقت، تركيا الآن لها موقع كبير فيما يسمى بالإنشائيات، في البناء والأشغال العمومية، يكفي أن نقول أن بلدان أمريكا الجنوبية الآن كلها تستفيد من التجربة التركية، في مجال الطاقة المتجددة، وفي الصناعات الغذائية والطرق والإعلاميات وأوراش السفن، نعم أوراش السفن بعدما كانت تركيا في المرتبة 32 السنة الماضية فهي الآن في المرتبة الخامسة، ويمكن أن نستفيد اليوم من تركيا، فماذا ينقصنا؟ فالعامل السكاني بالمقارنة مع تركيا هو مضاعف، في تركيا 77 مليون نسمة ونحن في حدود 36 أو 37 مليون نسمة...
هل يمكن الاستفادة من النهضة الاقتصادية التركية؟
بإمكاننا أن نستفيد من التجربة التركية مع العلم أن هناك تقارب اقتصادي بيننا، صحيح أنه ليست لنا مصادر للطاقة، ولكن لنا قوة مهمة نلتقي بشأنها، وهي أن تركيا والمغرب ساهما معا في بناء أوربا، نحن الذين بنينا أوربا، تركيا بنت هولندا وبلجيكا وألمانيا، الأتراك قاموا بإعادة بناء ألمانيا منذ سنة 1947، وفي المقابل استفادوا من ذلك، بحيث أنهم عادوا وأسسوا مشاريع مهمة في بلدهم، نحن أيضا كنا في فرنسا وفي بلجيكا وهولندا في قطاع الفحم والصلب، فلنا إذن تشابه مع تركيا.
المطلوب حاليا أن تكون لنا دراسات عميقة في شأن التجربة التركية، وكيف انتقلت تركيا إلى هذا الوضع الاقتصادي المتميز، وأنا أقول وبكل صدق إن تركيا لم تشرع في تقدمها منذ سنة 2002 إلى سنة 2014 ، التقدم عندهم هو تراكم امتد منذ سنوات الخمسينات والستينات، شارك فيه كمال أتاتورك وعدنان مندريس وتوركوت أوزال .. وشارك فيها الجميع، هناك من ينفي هذا التراكم ويقول بأن التجربة بدأت مع حزب الرفاه ثم حزب السعادة .. هذا غير صحيح، فالتجربة التركية هي حصيلة تاريخ تركيا الحديث لكل الشعب التركي..
هذا يقودنا إلى تحليل النموذج التعليمي في تركيا، هذا النموذج الذي قام بتخريج طاقات وأجيال من الكفاءات العالية، وأيضا نشهد الآن وجود العديد من الطلبة المغاربة في تركيا قصد الدراسة والتخرج من جامعاتها، ماذا تقول في هذا الشأن؟
ما بين سنة 2000 و2001 كانت في تركيا 68 جامعة، أما في سنة 2013 أصبح عدد الجامعات في تركيا هو 171 جامعة، ويخططون لكي يرتفع عدد الجامعات إلى 211 جامعة سنة 2023، جامعاتهم أصبحت متخصصة، بل أقول لكم إن أول جامعة في المغرب تصنف ضمن 22 ألف جامعة عالمية، فالجامعة الأولى بالمغرب هي جامعة أكدال وتوجد في المرتبة 3275، أما تركيا فهناك خمس جامعات في المرتبة قبل 500، فهذا نموذج في التعليم، أضف إلى هذا أن الأتراك يصرفون على التعليم أموالا باهظة جدا، ونموذجهم التعليمي ليس مثل نموذجنا يتضمن امتحانات، بل إنهم أدخلوا النموذج الياباني والنموذجين الكندي والكوري، فالأتراك لهم تجارب مفيدة جدا، وقد شاركت، أنا شخصيا، قبل أربعة أشهر في فاس في منتدى للتربية والتكوين حضره ثلاثة أشخاص من رؤساء الجامعات: جامعة سنجون بيقونيا وجامعة أكسراي وجامعة مرمرة، وتحدث هؤلاء عن التجربة في التعليم والبحث العلمي.
هناك دعم كبير جدا من الابتدائي إلى الدكتوراه، وتخصصات متقدمة، مع المحافظة على اللغات الأساسية، ويتعلق الأمر باللغة التركية والإنجليزية، هذا أمر ينبغي التركيز عليه، لا للتشدد والتعصب اللغوي، ولكن لتبسيط الأمور للمتعلم التركي، فالتعليم عند الأتراك لهم فيه رؤية، لا تتغير بسرعة، ولكن المهم فيه أنه مرتبط بالواقع والتطبيق والمقاولات والجمعيات.
هناك نقطة أساسية في التعليم سواء كان حكوميا أو خصوصيا، وهي أن التعليم عندهم ارتبط بالوقف، الأتراك يشتغلون بالوقف، أنا واكبت هذا منذ كان يأتي من المغرب خمسة أو سبعة طلبة، والآن تجاوز العدد 275 طالبا، في تركيا تجد 15 من رجال الأعمال أو عشرين، تراهم يوقفون عمارة لمدة 15 سنة ويأتون بالطلبة من العالم الإسلامي دون لون سياسي ولا شيء، ومن بين هؤلاء الطلبة نجد المغاربة والأفارقة الذين لهم عمق إفريقي يشتغلون عليه، فالطلبة الوافدون، بالنسبة للأتراك يعتبرونهم ممثلين محتملين Représentants potentiels في بلدانهم كالسنغال ومالي والنيجر وبوركينا فاصو واليمن وغيرها..
إن التعليم في تركيا هو الأرضية التي أعطت النقلة الاستراتيجية والحضارية والفنية والمعمارية، خصوصا في مجال تدريس فن المعمار، يكفي أن نقول مثلا أن اسطنبول فيها 37 مقاطعة/ بلدية، أكثر من نصف رؤسائها لهم تكوين هندسة معمارية، نأخذ"قادر توباس" مثلا، والذي تم انتخابه ثمان سنوات مضت، هو رئيس لفدرالية المدن العالمية والتي تتوفر على أكثر من عشرة ملايين نسمة، وهو مهندس معماري كان مستشارا لطيب أردوغان سنة 1992، وهو من أحيى بلدية بايكو.
عموما، يمكن القول أنه إذا أراد شعب أو أمة أو أية حضارة أن تتقدم فلا بد أن تبدأ من التعليم، وقضية التعليم في تركيا منحها الأتراك الشيء الكثير.
كيف ترى نتائج الانتخابات التركية الأخيرة؟
يجب أن نعلم أن هذه المرحلة التي تمر بها تركيا هي مرحلة دقيقة جدا، وهناك من يتحدث عن مؤامرة وهناك من يتكلم عن تدافع، وهناك من يرى أن تجرية الحكومة الحالية أعطت نقلة نوعية، والانتخابات الحالية أعتبرها منعطفا، ولن يكون لها تأثير كبير على التجربة الحكومية الحالية.. وربما الأحداث التي وقعت في تقسيم وأحداث 17 دجنبر، وكذا التسجيلات الأخيرة منحت حزب العدالة والتنمية نقلة نوعية باعتباره ضحية. فالناخب التركي لا شك أنه فضل واختار نموذج الاستمرارية والاستقرار.

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=734384

التوقيع

أينكم يا غايبين ؟؟؟؟
آش بيكم دارت لقدار مابان ليكم أثر ولا خبروا بيكم البشارة

2014-04-14, 14:10

رقم المشاركة : 2

الشريف السلاوي

مدير الإشراف

إحصائية العضو

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

رد: الأحمدي: التعليم واحترام الوقت مفاتيح التطور الحضاري في تركيا

شكرا جزيلا على الإخبار أخي العزيز
أبو العزّ
بارك الله فيك و في طويراتك البهية

التوقيع

" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "

أدوات الموضوع	إبحث في الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق	إبحث في الموضوع: البحث المتقدم


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :