الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > بنك الاستاذ للمعلومات العامة > سير و شخصيات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-04-06, 21:05 رقم المشاركة : 1
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

b5 ابن طفيل بين القصة و الأرجوزة





ابن طفيل فيلسوف و عالم و طبيب عربي مسلم و رجل دولة وهو من أعظم المفكرين العرب الذين خلفوا الأثار الخالدة في عدة ميادين منها: الفلسفة و الأدب و الرياضيات والفلك و الطب وقد عرف عند الغرب باسم (باللاتينية: Abubacer ) و كان من وزراء الموحدين في وقت عظمتهم

اسمه ونسبه
أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن محمد بن طفيل القيسي الأندلسي (1100م -1185م ),عربي من بني قيس عيلان بن مضر، وينسب أيضاً فيقال: الأندلسي والقرطبي والإشبيلي ويكنّى بأبي جعفر هو فيلسوف وفيزيائي وقاض أندلسي، ولد في وادي آش، على مسافة 53 كم في الشمال الشرقي من قرطبة، ثم تعلم الطبفي غرناطة وخدم حاكمها. توفي في عام 581 هـ الموافق 1185م في مدينة مراكش، ودفن هناك، واشترك السلطان أبو يوسف في تشييع جنازته
كان ابن طفيل فيلسوفاً ومفكراً وقاضياً وطبيباً وفلكياً.

حياته
ولد بمدينة وادي آش قرب غرناطة. درس الفلسفة والطب في غرناطة. أعظم فلاسفة الأندلس ورياضيها وأطبائها. تولى منصب الوزارة ومنصب الطبيب الخاص للسلطان أبي يعقوب يوسف أمير الموحدين, وكانت له حظوة عظيمة عنده. كان معاصرا لابن رشد وصديقا له. لم يصل إلينا من كتبه سوى قصة حي بن يقظان أو (أسرار الحكمة الإشراقية) وقد ترجم إلى عدة لغات أجنبية وهي قصة تشتمل على فلسفة ابن طفيل وقد ضمنها آراءه ونظرياته, وتدور القصة حول "حي بن يقظان" الذي نشأ في جزيرة من جزر الهند تحت خط الاستواء, منعزلا عن الناس, في حضن ظبية قامت على تربيته وتأمين الغذاء له من لبنها وما زال معها, وقد تدرج في المشي وأخذ يحكي أصوات الظباء ويقلد أصوات الطيور ويهتدي إلى مثل أفعال الحيوانات بتقليد غرائزها, ويقايس بينها وبينه حتى كبر وترعرع واستطاع بالملاحظة والفكر والتأمل أن يحصل على غرائزه الإنسانية وأن يكشف مذهبا فلسفيا يوضح به سائر حقائق الطبيعة.
الأساس الفلسفي لهذه القصة هو الطريق الذي كان عليه فلاسفة المسلمين الذين نهجوا على مذهب الأفلاطونية الحديثة وقد صور ابن طفيل الإنسان, الذي هو رمز العقل, في صورة حي بن يقظان و(يقظان) هو الله, وقد رمى ابن طفيل من ورائها إلى بيان الاتفاق بين الدين والفلسفة وهو موضوع شغل أذهان فلاسفة الإسلام.
كانت له آراء مبتكرة في علم الفلك. وقد ذكر البطروجي (ت: 581هـ) أنه أخذ عن ابن طفيل قوله في الدوائر الداخلية في حركات الأفلاك. توفي ابن طفيل في مراكش عن 87 عاما.

آثــاره
له مؤلفات في الطب، فقد ذكر لسان الدين بن الخطيب أنه ألّف كتاباً في الطب في مجلدين. وذكر ابن أبي أصيبعة أن لابن رشد كتاباً عنوانه ( مراجعات ومباحث بين أبي بكر بن طفيل وبين ابن رشد في رسمه للدواء في كتابه الموسوم بالكليات). كما ذكر ابن الخطيب أن له (أرجوزة في الطب
ولو مؤلفات في الفلك، أشار ابن رشد إلى أـحدهما في شرحه الأوسط على كتاب (الآثار العلوية) لأرسطوطاليس، ويشير تلميذ ابن طفيل البطروجي إلى هذا أيضاً في مقدمة كتابه في الفلك
أما آثاره الفلسفية فلم يبقَ منها غير كتاب واحد هو (حي بن يقظان)، وإن كان عبد الواحد المراكشي يذكر أن له رسالة في النفس رآها بخطّه، بيد أن هذه الرسالة فُقدت، ثم أن جوتييه يشكك في رواية المراكشي زاعماً أنه اختلط عليه الأمر بين رسالة حي بن يقظان وبين ما ادّعى أنه رسالة في النفس وهي في الحقيقة حي بن يقظان، لكن المراكشي ذكر حي بن يقظان فقال: (( فمن رسائله، رسالة سمّاها رسالة حي بن يقظان غرضه فيها بيان مبدأ النوع الإنساني على مذهبهم، وهي رسالة لطيفة الجرم كبيرة الفائدة في ذلك الفن)). ثم إن المراكشي ربما رأى الرسالة ((في النفس)) التي بخط المؤلف لدى ابنه الذي كان يعرفه معرفة جيدة، ولابد أن يكون ابنه يحيى هذا هو الذي دلّه على هذه الرسالة، ولا يمكن أن يخطئ الابن فلا يميزها من رسالة (حي بن يقظان

شعره
كان شاعرا ومن شعره الأرجوزة في الأمراض وعلاجها والقصيدة التي يحرض بها المسلمين على ال**** في الحملة التي أعدها أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن أمير الموحدين لنجدة المسلمين في الأندلس وفيها يقول:
أقيموا صدور الخيل نحو المغارب لغزو الأعادي واقتناء الرغائب
وأذكوا المذاكي العاديات على العدا فقد عرضت للحرب جرد السلاهب
فلا تقتنى الآمال إلا مـن القنا ولا تكتب العليا بغير الكتائب

ومنها:
ألا فابعثوها همـة عربية تحف بأطراف القنا والقواضب
وقوموا لنصر الدين قومة ثائر وفيئوا إلى التحقيق فيئة راغب
دعوناكم نبغي خلاص جميعكم دعاء بريئا من جميع الشوائب
بكم نصر الإسلام بدءا, فنصره عليكم, وهذا عوده جد واجب
فقوموا بما قامت أوائلكم به ولا تغفلوا إحياء تلك المواهب
وله في الغزل الصوفي قوله:
ألمت وقد نام المشيح وهوما وأسرت إلى وادي العقيق من الحمى
وجرت على ترب المحصب ذيلها فما زال ذاك الترب نهبا مقسما
ولما رأت أن لا ظلام يجنها وأن سراها فيـه لن يتكتما
نضت عذبات الريط عن حر وجهها فأبدت محيا يدهش المتوسما
فكان تجليها حجاب جمالها كشمس الضحى يعضى بها الطرف كلما
ولما التقينا بعد طول تهاجر وقد كاد حبل الود أن يتصرما
جلت عـن ثناياها وأومض بارق فلم أدر من شق الدجنة منهما
وقالت, وقد رق الحديث وأبصرت قرائن أحوال أذعن المكتما
نشدتك لا يذهب بك الشوق مذهبا يهون صعبا أو يرخص مأثما
فأمسكت لا مستغنيا عن نوالها ولكن رأيت الصبر أوفى وأكتما








: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=732724
    رد مع اقتباس
قديم 2014-04-06, 21:06 رقم المشاركة : 2
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ابن طفيل بين القصة و الأرجوزة


المصدر: كتاب (قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية) للدكتور راغب السرجاني.

موسوعي آخر، يعرفه العالم على أنه فيلسوف عظيم، ولكن عمله كطبيب حاذق في بلاط أعظم خلفاء دولة الموحدين بالمغرب العربي ومؤلفاته الطبية بل والفلسفية تجعلنا نعرف أنه من كبار علماء الطب المسلمين.
إنه محمد بن عبد الملك بن محمد بن محمد ابن طفيل،يكني بأبي بكر وينتسب لقبيلة قيس العربية الكبرى ذائعة الصيت، حتى قسم العرب إلى قيسيين ويمنيين، وهو المعروف بابن الطفيل.
وُلِدَ في وادي آش، وهي مدينة في الشمال الشرقي من غرناطة، وتختلف الروايات حول تاريخ مولده، فالزركلي يثبت أنها (494هـ/1100م)، بينما قال عمر كحالة أنه وُلِدَ عام (506 هـ/ 1110م).
ولا تتوافر معلومات كثيرة عن فترة الطفولة والنشأة في حياة ابن الطفيل، ولكنه رحل إلى غرناطة مبكرًا، وهناك كان النبوغ والظهور، ففيها تعلَّم الطب وعمل بالكتابة، وكان يكتب لرؤساء غرناطة؛ فكان من خواص الريس أبي جعفر، وأبي الحسن بن ملحان، ومع نبوغه وسطوع نجمه عمل كاتبًا لوالي غرناطة، بل وتولَّى الحجابة (كبير الوزراء) في بلاط غرناطة.
ومع ازدياد صيت ابن الطفيل، استدعاه خليفة دولة الموحدين أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن ليكون وزيره وطبيبه الخاص؛ إذ كان أبو يعقوب ممن شُغِفُوا بالعلم والفلسفة، وأمر بجمع كتب الفلسفة من أنحاء الأرض فجُمعت له حتى ساوت المكتبة الأموية في عهد الخليفة الأموي الحكم المستنصر بالله بالأندلس قبل هذا العهد بحوالي مائتي سنة.
وفي المغرب بلغ ابن الطفيل المكانة العظمى عند الخليفة حتى قال المراكشي: "وكان أمير المؤمنين أبو يعقوب شديد الشغف به والحب له، بلغني أنه كان يقيم في القصر عنده أيامًا ليلاً ونهارًا".
ولابن الطفيل يعود الفضل في الشهرة الواسعة للفيلسوف ابن رشد، فهو الذي استقدمه إلى المغرب وقَدَّمَه إلى الخليفة أبي يوسف الموحدي، فحظي عنده، وبذا صار واحدًا من أعلام التاريخ الإنساني كله.
تميَّز ابن الطفيل بالموسوعية التي شملت كثيرًا من أوجه العلم، فقد "كان عالمًا، صدرًا، حكيمًا، فيلسوفًا، عارفًا بالمقالات والآراء، كلفًا بالحكمة المشرقية، محققًا، متصوِّفًا، طبيبًا ماهرًا، فقيهًا بارع الأدب، ناظمًا، ناثرًا، مشاركًا في جملة من الفنون".
مؤلفات ابن الطفيل:
كان لموسوعية ابن الطفيل بصمة خاصة على مؤلفاته، فاستطاع بموهبته في الشعر أن يصوغ خبرته الطبية في قصيدة بلغت أكثر من (سبعة آلاف وسبعمائة) بيت، وهي ما زالت مخطوطة وموجودة في مكتبة القرويين بفاس برقم (3158).
وإذا كان قد جمع الطب بالشعر في قصيدة، فسنراه كذلك يصوغ الطب وتتبدَّى خبرته في جانب التشريح عبر مؤلفه الأشهر في الفلسفة (رسالة حي بن يقظان)، فإنه شرح "على لسان بطل قصته الشهيرة حي بن يقظان تشريح الغزالة، وبَيَّنَ وصف الأعضاء التي شاهدها من الجلد حتى القلب".
وغير هذا له رسالتان في الطب، كما له مع ابن رشد -الفيلسوف والطبيب المشهور- مباحثات في رسم الدواء جمعها ابن رشد في كتاب.
ويُثبت له المترجمون تآليف متنوعة في الطبيعيات والإلهيات والفلسفة والطب والفلك، حتى إن له نظرية في الفلك خالف فيها بطليموس، قال بشأنها تلميذه أبو إسحاق البتروجي وهو الفلكي الشهير: "ولا عجب فإن علمه غني عن الإطناب". ومن مؤلفاته (أسرار الحكمة المشرقية)، و(النفس).
ومن المؤسف أنه لم يصل إلينا شيء من ثروته العلمية هذه إلاَّ رسالته (حي بن يقظان)، والمخطوطة التي تحتوي القصيدة الطبية الموجودة بمكتبة القرويين.
وممَّا يلفت النظر ويثبت رسوخ قدم ابن الطفيل في علم الطب أن مؤرخ الأندلس المقري صاحب (نفح الطيب) حين أثبت فخر الأندلس بمن فيها من العلماء ذكر ابن الطفيل في مجال الطب، وإن أشار إلى علوِّه في الفلسفة فقال: "وهل لكم في الطب مثل ابن طفيل صاحب رسالة حي بن يقظان المقدم في علم الفلسفة؟".
ومن غير العجيب أن يُعَبِّر ابن الطفيل عن الصفة المميزة التي طَبَعَتْ بها الحضارةُ الإسلامية نفوس أبنائها، حيث لا تضادَّ بين العلم والدين، بل العلم نفسه نعمة من الله، وطلبه واجب على العبد، وبذله عبادة وقربة، وحيث الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحقُّ الناس بها.
يذكر المراكشي عنه أنه "صرف عنايته في آخر عمره إلى العلم الإلهي، ونبذ ما سواه، وكان حريصًا على الجمع بين الحكمة والشريعة؛ مُعَظِّمًا لأمر النبوات ظاهرًا وباطنًا، هذا مع اتساع في العلوم الإسلامية، وبلغني أنه كان يأخذ الجامكية مع عدة أصناف من الخَدمة؛ من الأطباء، والمهندسين، والكتاب، والشعراء، والرماة، والأجناد، إلى غير هؤلاء من الطوائف، وكان يقول: لو نَفَق عليهم علمُ الموسيقى لأنفقتُه عندهم".
فرحم الله ابن الطفيل وهيأ مَن يُخْرِج لنا كنوزه من بين المخطوطات الكثيرة التي ما زالت مجهولة ومدفونة في أنحاء الأرض الإسلامية الواسعة التي حكمها الإسلام يومًا.






    رد مع اقتباس
قديم 2014-04-06, 21:09 رقم المشاركة : 3
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ابن طفيل بين القصة و الأرجوزة




ابن طفيل ومنظومة الكون


نظرتنا للكون قديما وحديثا نجدها في فكر عالم سلفي قد حدثنا عن نشوئه وإرتقائه وتحيزه وتقوسه وبدايته ووحدته . و هوالعالم الأندلسي أبوبكر بن طفيل الذي ولد عام 1106م/500هجرية قرب غرناطة بالأندلس.وكان من أ قطاب رموز الحكمة المغربية الأندلسية حيث كان معلما لابن رشد.ويعتبر عالما من العلماء اللواحق في عصر الحضارة الإسلامية .
وكان ابن طفيل قد إشتهر بقصته الفلسفية (حي بن يقظان)التي سبق ظهورها عصر النهضة بأوروبا وعصور كوبرنيق وجاليليو ونيوتن وإينشتين وديراك وهبل وغيرهم من أقطاب الفلك الحديث. والقصة رغم دلا ئها الإيمانية التأملية في منظومة الخلق والكون من خلال فكر إنسان كان يعيش متفردا في جزيرة نائية منذ أن ألقي به في اليم وهو رضيع . فاهتدي بفطرته إلي مكنونات الخلق وعظمة الخالق من خلال عقله وبصره وسمعه . كما اهتدي ببصيرته إلي الإيمان.
لهذا نجد ابن طفيل يحدثنا في سياق قصته عن( البعد الثالث) بالكون وسماه الأقطار الثلاثة بالسماء وحددها بالطول والعرض والعمق. وكيف يعتقد أنها ممتدة إلي مالانهاية . إلا أنه أكد علي تحيز الكون قائلا: جسما لانهاية له باطل لأن الفلك (الكون) علي شكل كرة .وهذا ما أطلق عليه إينشتين فيما بعد التقوس الكوني وتحيزه حيث إعتبر الكون كتلة متقوسة( سماها ابن طفيل كرة)في فضاء متسع يتمدد فيه وكل مايقاس فيه يتم من داخل وجودنا به ورغم هذا لانري حافته أو حدوده . والعلماء حتي الآن لايعرفون مركز تمدده .
إلا أن ابن طفيل نراه يتساءل قائلا: هل السماء ممتدة إلي غير نهاية ؟.أو هي متناهية محدودة بحدود تتقطع عندها ولايمكن أن يكون وراءها شيء من الإمتداد ؟.وكانت نظرية التمدد الكوني ثورة فلكية عندما طالعنا إدوين هبل عام 1920 بها . لأنها قلبت مفهوم العلم عن الكون إلا أن ابن طفيل سبقه فيها منذ ثمانية قرون عندما أشار إليها .فلقد حدثنا عن (التمدد الكوني ) وإنتفاخ الكون قائلا: الأجسام السماوية تتحرك حول الوسط بالمكان( الفضاء)ولو تحركت في الوضع ( المركز) علي نفسها أصبحت كروية الشكل .
وحدثنا ابن طفيل فيما حدثنا به عن منظومة (وحدة الكون) قائلا: إن الفلك (الكون) بجملته وما يحتوي عليه من ضروب الأفلاك شيء واحد متصل ببعضه بعض كشخص واحد . كما حدثنا عن( نشوء الكون) قائلا : أن العالم (الكون) لايمكن أن يخرج إلي الوجود بنفسه ولابد له من فاعل (محدث) يخرجه إليه. وكان العدم والوجود من الأمور المثارة في علم الكلام ولاسيما لدي المعتزلة بالعصر العباسي حيث كانوا يبحثون في مسألة الخلق والقدم والحداثة للكون .

وفي حديثه عن التناسق الكوني نراه يقول: الكواكب والأفلاك كلها منتظمة الحركات جارية علي تسق. كما حدثنا عن المادة المضادة بمواد الكون قائلا: وأن أكثر هذه الأجسام مختلطة ومركبة من أشياء متضادة ولذلك تؤول إلي الفساد .كما جدثنا عن الجاذبية الكونية والإنتفاخ الكوني والجينات والإنكسار الضوئي والمادة المظلمة بالكون وتكوير الأرض والشمس والقمر بإستفاضة .
وإذا كان إينشتين وغيره من العلماء قد ظلوا في (حيص بيص)حول تعريفهم للزمان ككل وقصروه علي زمن عمر الكون منذ الإنفجار الكبير . لكن ابن طفيل نجده يقول عنه : هل هو شيء حدث بعد إن لم يكن وخرج إلي الوجود بعد العدم ؟. أ و كان موجودا فيما سلف ولم يسبقه العدم.
وأخيرا .. إذا كان الكون حادثا كما يقول ابن طفيل فلابد له من محدث . والكون في جملته شيء واحد يتصل بعضه ببعض من خلال منظومة قائمة وماثلة لنا . وهذه النظرة تجعلنا نعيد قراءة فكر علمائنا الأوائل من خلال منظور عصري لتأصيل ما كتبوه وأ قروه مما يؤصل تفوق الحضارة الإسلامية ويجعل لها السبق العلمي المتميز .





    رد مع اقتباس
قديم 2014-04-06, 21:11 رقم المشاركة : 4
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ابن طفيل بين القصة و الأرجوزة




الأرجوزة الطبية لابن طفيل
الدكتور الطبيب محمد بن عبد العزيز الدباغ
العدد 239 ذو القعدة 1404/ غشت 1984
من مجلة دعوة الحق
إن الاعتناء بالطب مظهر من مظاهر الحضارة العربية في المشرق والمغرب والسبب في ذلك راجع على علاقة هذا العلم بحياة الناس وحفظ أبدانهم ورعاية أجسامهم ولذلك كان التواصل مرتبطا بين العلوم العربية والعلوم عند الأمم الأخرى في هذا الباب لأن الجسم رهن بمدى العناية التي يوليها المهتمون به سواء فيما يتعلق بدراسة أعراضه الذاتية أو دراسة ما يتصل به من وسائل العلاج؛ الشيء الذي جعل الاهتمام الطبي لا ينصب على تشخيص الأمراض فقط بل انصب أيضا على البحث عن وسائل العلاج بطريق التغذية وطريق التكيف مع الطبيعة وقويت بسبب ذلك الدراسات المهتمة بالنباتات والحيوانات والمعادن وغيرها واتصلت الدراسات المتعلقة بعلم الصيدلة مع الدراسات المتعلقة بالطب العام أو الخاص وورث العرب كثيرا من هذه الدراسات عن اليونان والهند والفرس وغيرهم وأضافوا إليها من تجاربهم وخبراتهم فأصبحت أصبحاهم بسبب ذلك ذات شأن عظيم.
ولقد تتبع أهل البحث ما توصل إليه العرب من اكتشافات هامة في أحوال الجسم البشري وفيما يعود عليه من النفع سواء كان ذلك بميدان الطب السريري أو يتصل بالطب الجراحي وسواء كان متصلا بوسائل الوقاية أو بوسائل العلاج.
ولقد وصلت الكتب اليونانية القديمة إلى العرب عن طريق الترجمة في عهد العباسيين فعرفوا بسبب ذلك طب جالينوس وأبقراط واستوعبوا قواعده وجربوا نتائجه وأبدعوا فيه حينما ربطوه ببيئتهم وعارضوه بأحوالهم وأخضعوه لتجاربهم فكانوا بسبب ذلك رواد الحضارة المعاصرة وأساتذتها السباقين إلى وضع القوانين العليمة وإلى تسيير عناصر المعرفة للناس.
ولقد حاول المهتمون بإحياء التراث في العصر الحاضر أن يبحثوا عن المجهود العربي في هذا الميدان فوجدوا الخزانات العالمية مليئة بالمخطوطات العربية المتعلقة بأنواع شتى من الاختصاصات الطبية ولقد ذكر الأستاذ عبد العزيز ابن عبد الله في كتابه عن الطب والأطباء بالمغرب أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية كانت قد كلفت الدكتور صلاح الدين المنجد، مدير معهد المخطوطات في الأمانة العامة بوضع كتاب عن مصادر تاريخ الطب المخطوطة فإذا به يسجل في كشفه نحوا من ألف كتاب، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه المادة قد وجدت العناية الكافية من أرباب الثقافة في العالم الإسلامي سواء كانوا من علماء الاختصاص أو كانت لهم مشاركة في مواد الثقافة العربية والدراسات الإسلامية. ولا ريب أن الذين يسايرون البحث عن رجال الثقافة في تاريخ الإسلام سيجدون أن عددا وافرا منهم كانت لهم خبرة موسوعة لم يكنه الطب ببعيد عنها لا فرق في ذلك بين النابهين في المشرق وبين النابهين في المغرب.
وإذا كانت الحرمة العلمية قد سايرت الفتوحات العربية في كل مكان، فإن طبيعة البحث العلمي دفعت العلماء المسلمين إلى الاستفادة من خبرة من سبقوهم كما دفعتهم إلى الاستفادة من مجهودات النابغين فيهم وهذا هو سر التداخل الموجود بين الحركة العلمية في المشرق والمغرب وسر التداخل الموجود بين الثقافة العربية والثقافات الأجنبية على اختلاف أشكالها.
ونحن في الثقافة الطبية لا يمكننا أن ننسى المجهود الذي بذله الرازي وابن سينا في المشرق كما لا يمكننا أن نسى المجهود الذي يبذله بعض علماء الأندلس والمغرب كابن رشد وعبد الملك بن زهر وأبي بكر بن طفيل فجميع هؤلاء قد ساهموا مساهمات عملية في تطوير البحث الطبي وإن كانت درجاتهم تختلف حسب مواهبهم وشهرتهم.
ففي الأندلس مثلا خصوصا في عهد المرابطين والموحدين حينما كانت الأندلس تابعة بلاد المغرب كانت الرعاية الطبية قوية وكان بعض الأطباء يحرصون على تسجيل ملاحظاتهم وتدوينها وعلى البحث عن الوسائل الميسرة للتلقين فكانوا بسبب ذبك يجمعونه بين الصنعة الطبية العملية وبين المضمون النظري المؤدى بأحسن الطرائق التعليمية النافعة.
وفي هذا العصر ألف ابن رشد كتابه "الكليات" وألف أبو مروان عبد الملك ابن زهر كتابه "التيسير" وألف ابن طفيل أرجوزته الطبية التي تحتوي على أكثر من سبعة آلاف وسبعمائة بيت من الرجز السهل الواضح البين.
والظاهر أن شهرة ابن رشد وابن زهر من الناحية الطبية قد تجاوزت شهرة ابن طفيل نظرا لكون هذا الأخير قد استمال الناس بأسلوبه القصصي فيما يتعلق بالفلسفة الإشراقية فشغلهم بكتابه حي بن يقظان وجعلهم ينساقون إليه ويتأملون في رموزه فنسوا بذلك مؤلفاته الطبية التي لم تصل إلى حد الإبداع الموجود في كتاباته الفلسفية ومع ذلك فإن ابن الطفيل لم يهمله المؤرخون في الجانب الطبي فذكروه من بين الأطباء المرموقين في عصره فهذا ابن أبي زرع في كتابه القرطاس جعله من أطباء يوسف بن عبد المومن الموحدي وذكر أنه من أهل الحذق بصناعة الطب والنظر في الجراحات (1)، وهذا ابن أبي أصبيعة يذكر أن لن مباحثات ومراجعات على كتاب الكليات لابن رشد (2) والظاهر أن من يقرأ كتبه سيعرف من خلالها أنه كان ذا خبرة بعلم التشريح نظرا للدقة التي يتحدث بها عن جل الأعضاء الداخلية في الجسم.
ومن ضمن هاته الكتب أرجوزته المحفوظة بخزانة القرويين المسجلة تحت رقم 1969 فهي رغم إصابة كثير من أوراقها بالسوس والرطوبة ما زالت تمثل في كثير أبواها طريقة المؤلف في وصف الأمراض وفي وصف علاجها.
هذه النسخة الفريدة في وضعها تشتمل على ثمان وأربعين ومائة من مقياس 30 x 21 إلا أنها عارية عن ذكر تاريخ نسخها وعن ذكر الناسخ نفسه يبدؤها الناظم بقوله:
الحمد لله العلي الظاهـر ذي الملك والعز المجيد القاهر (3)
نحمده حمدا على آلائـه وسال المزيد من نعمائـــه
ثم الصلاة والسلام سرمدا على النبي الهاشمي أحمــدا
أرسله الله بدين الحــق فكلم الناس بمحض الصــدق?
وقام بالجسد والاجتهاد بما نوى من واجب ال****
ثم تعرض لموضوع النظم فقال:
أذكر فيه علل الإنســان بغاية الإيضـــاح والبيان
وأذكر الأعضاء فيه جمعا ذكرا يفيد من وعى واستمعنا
يكون بالرأس بتداء الذكـر ثمت بالرجل انتهاء الأمر
وأذكر العلاج والـــدواء وما يحيل السم والـدواء
وانتهت المنظومة بالحديث عن القوبا وعلاجها من غير أن يكون هناك تناسب بينها وبين ترتيب الكتاب وختمت بقول الناسخ تمت المقابلة على قدر الاستطاعة بعد شق النفس والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
في والورقة الأولى من هذه المخطوطات تحبيس الإمام أحمد المنصور السعدي وفي وثيقة التحبيس ذكر اسمها ونسبتها إلى مؤلفها فليس عنوان خاص يبين حقيقتها ولا أي شيء يدل على أنها لابن طفيل فلو فقدت تلك الوثيقة لانقطعت الصلة بيننا وبين حقيقة هذه المنظومة.
إلا أننا نلاحظ أن هذه النسخة ملفقة من ثلاث نسخ نظرا لاختلاف مسطرتها واختلاف خطوطها واختلاف وضعها ويتجلى ذلك واضحا عند المقابلة بين الورقة الأولى والثانية فهما قد كتبتا بخطين مختلفتين ولولا أن الورقة الثانية قد تكرر فيها بيتنا من الورقة الأولى ما كان عندنا يقين بأنها تنتمي إليها هي وما يشبهها من المضمومات (4) ونقد بالشبهية ما يسير على شكلها ومقاسها وترتيبها ولهذا فإننا نشك في أن الورقة التي تحمل الرقم الثالث عشر بعد المائة من الكتاب كما نشك في كون الأوراق الموجودة ما بين الرقم السابع عشر بعد المئة والرابع والعشرين بعد المائة منه أيضا وذلك لعدم التسلسل الموضوعي أحيانا أو لكون بعض العناوين قد كررت مع اختلاف ما هو موجود في تحليلها. والغالب أن هذا الخلط ناتج من جمعها وضم شتات ما يتقارب منها وربما سيتيسر فيما بعد الوصول إلى الحقيقة إذا وجدنا في الخروج ما نكمل به النسخة أو وجدنا من المخطوطات ما نقابل به هذه النسخة المتحدث عنها.
وعلى كل حال فالمنظومة في حد ذاتها على الشكل الحالي تعتبر من الناحية التاريخية صورة للموضوعات الطبية المطروقة في عصر ابن طفيل فقد ألفها على سبع مقالات جلها مقتبس من الطب القديم المعهود لدى أطباء العرب وسيتضح لمن يطلع عليها أن لابن سينا بصمات في كثير من موضوعاتها وأنها تعتمد على تشخيص المرض وعلى ذكر أسبابه ثم على ذكر ما يتعلق بعلاجه، وفيما يأتي تفصيل الحديث عن ذلك حسب الترتيب الذي سار عليه المؤلف في كتابه وحسب الاهتمامات التي أولاها لموضوعه العلمي الجاد، وقد أدمج في كل مقالة ما يناسبها واستخرج منها ما يتعلق بها.
المقالة الأولى: في أمراض ألراس
وفيها تحدث عن داء يسمى بداء التعلب وعن انتشار الشعر وتكاثره وعما يمنع الشيب قبل وقته وعن الإبرية وهي الحزاز وعن قروح الرأس وعن نوع منها يسمى بالشهدة وعن مرض يعرض بالوجنتين وقذال الرأس ويسمى بالسعفة والربة وعن الصداع وأنواع وأجزائه وعن الشقيقة وأقسامها وعن وجع الهامة وعن البرسام الحر والبرسام البارد (5) ثم تحدث بعد ذلك عن بطلان الذكر وعن السبات والأرق والسهر وإفراط الخمار والدوار وإفراط عرق الرأس وعن العشق والقطوب والكابوس والمانخونيا وهو مرض يعتري الإنسان فيفقد بسببه الانضباط ويصير حينئذ غير متحكم في وعيه، فيتخيل بعض الأشياء التي لا وجود لها في الحقيقة ويضحك بغير سبب ويخلط في الكلام دون تثبيت. ثم تحدث بعد ذلك عن الصرع وهو علة تعطل الأعضاء النفسية عن أفعال الحس والحركة والانتصاب منعا غير تام وعن السكتة وهي علة قال عتها ابن سينا في كتابه القانون (ج2 ص 86) إنها تعطل الأعضاء عن الحس والحركة لانسداد واقع في بطون الدماغ في مجاري الروح الحساس والمتحرك.
ثم تحدث المؤلف عن الفالج واللقوة والتشنج والارتعاش والاختلاج والخدر وعظم الرأس وبذلك أنهى هاته المقالة التي اشتملت على ستة وثلاثين بابا (6) إلا أن الاستفادة تتعذر من أكثرها نظرا لتلاشي جزء كبير منها وضياع الجوانب اليمنى في كثير من أوراقها خصوصا فيما بين الباب السادس عشر والباب الأخير.
المقالة الثانية في الأدواء العارضة في الوجه وتشتمل على واحد وسبعين بابا وفيها تحدث عن انتفاخ الوجه وعن سواد الأجفان وعما يقلع الوشم وعن الكلفة وعما يزيل النمش والخيلان وعن آثار الحروف في الوجه وعن صفرته وعما يبيضه ويحسنه وعن البتور العدسية الصغار التي تعتريه وعن الاحتراق والشقاق فيه.
ثم تحدث بعد ذلك عن الرمد بأقسامه وعن علاجه ثم عن الحول والغرب وهو دم عارض في المآقي ناتج عن تورم فيها يحدث وجعا أليما وعن العذة وهي اللحم الزائد بالمآقي وعن السلاق وهو غلظ في الأجفان مع احمرار وتقرح ثم عن الجساء الذي يعرض للعينين وعرفه بقوله (7):
قد يعرض الجساء للأجفان مع وجع تحسه العـــينان
وحمرة وعسرة انفتاح عند القضاء النوم في الصباح
وسدة ليست مع الصلابه وقلة الحراك والإجابــــة
وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الأذن وأمراضها وعلاجها وعند تعرضه لما ينشب فيها لم يستعمل كعادته النظم في كل ما يتعلق بالموضوع بل وصف علاجا من العلاجات نثرا ثم تحدث بعد ذلك عن مرض اللثة واللسان والأسنان واللهاة وبذلك أنهى المقالة الثانية (8).
المقالة الثالثة في العلل العارضة في الحلق والصدر وآلة النفس (9) تحدث فيها عن الذبحة وعن بحوحة الصوت وعن خشونته وعن ذاته الرئة وهو السل والذبول وعن تفث الدم وعن بلع العلق وعن الربو وعن أمراض القلب وعن أمراض الثديين ونتن الإبطين ثم تحدث بعد ذلك عن المعدة وعن سوء الهضم وعن الشهوة الكلية للطعام وعن شدة العطش وعن الزحير، ولا أدري الدوافع التي جعلته يتحدث عن هاته الأمراض الأخيرة مع أنها لا تناسب موضوع المقالة.
المقالة الرابعة: في آلات الغذاء وفي أمراض المعي والبطن (10) تحدث فيها عن ضعف الكبد وعن أورامها وعن تحجرها وعن كثير من أنواع أمراضها أو الناتجة عنها كمرض الاستسقاء ومرض اليرقان ثم تحدث عن أمراض الطحال وعن المغص وعلاجه وعن القولنج المعروف بإيلاوش وهو مرض يحدث وجعا في الأمعاء ومن عالماته زيادة وهو مرض يحدث وجعا في الأمعاء ومن علاماته زيادة على شدة الوجع الادمان على القيء ويتسبب في نتانة التنفس وفي كراهية الرائحة التي تصدر عن ريح المريض ولهذا كان هناك نوع يقال به المتعاذ منه وقانا الله شر ذلك ولقد أحسن ابن طفيل تشخصيه بأسلوب يدل على براعة في الأداء اللغوي فهو حينما بينه وبين أنواعه قال: (11)
دليله الوجع في الأمعـاء والقيء بالإدمان في استـياء
وربما تقيأ البـــرازا فصار في القيء يرى ممتازا
وذا يسمى المستعاذ مـنه وليس للشاكي خروج عنـه
وهو الذي يقذف فيه الزبل ونوعه الثاني الذي ينــحل
من نفس العليل فيـه نتن كأنه بسلحـــه مستــن
ونوعه الثالث ما الجشاء يحسب فيه أنـــه فـسـاء
ونوعه الرابع ما الرياح تحسبي فيه أنــه ســلاح
وخامس الأنواع فيه الجسم جميعه النتن له يعـــــم
وختم هذه المقالة بالحديث عن مرض البواسير وعن علاج ذلك.
المقالة الخامسة: في أمراض الكلي والمجاري البولية وأمراض الرحم (12) وفيها تحدث عن تولد الحصى وعن عسر البول وسلسه وحرقته وكثرة القيام إليه وفي هذه النقطة تحدث عن هذا المرض الذي كان يعرف عند اليونانيين بديابيطا وقال عنه (13):
تعرف ذي العلة باليونان ديابيطا في منطق اللسان
وهي التي يشرب فيها الماءوليس بالجوق له بغــاء
تهبط في الحين من كــلاه قوته حتي يلي محــراه
ويدفع المجاري للمثانـــه في سرعة ولم تطل زمانه
ويخرج البول بلا تلويــن كأنه مفارق في الحــين
فهو إذا كان كـــذا ردي في حاله ونوعــه وبي
وهو إذا كان بصبـغ صالح ويظهر العلاج فيه ناجـح
وأصله أن تستدر القـــوة رطوبة الكلى بجذب عنوه
فيعتري من ذلك شوق المساء ويشرب العليل بالــدلاء
ويخرج البول بغير حرقـه ودون عسر فيه أو مشقـة
وكلما يشرب ماء بــا لا ولم يطق لثقله احتمــالا
ثم بعد ذلك خصص عنوانا لعلاج هذا المرض ذكر فيه أنواعا من النباتات ومركبات من الدواء منها ما يمكن الانتفاع به على الآن.
ولقد أثارت هذه الأبيات من المنظومة اهتمام عدد من الأطباء الذين زاروا خزانة القرويين فرأوا فيها دقة في الوصف وتتبعا لمراحل المرض خصوصا فيما يتعلق بالتشخيص وذكر العوارض ولم يقتصر الأمر على الذين اطلعوا عليها بل إن بعض البواعث العلمية جعلت بعض الأساتذة في كلية الطب بالرباط يستنسخونها وهم الآن يدرسونها حسب المعطيات العلمية المعاصرة ويوجهون عناية طلبتهم إلى هذا الميدان العلمي التاريخي الذي يمكنه أن يحقق تصورات حضارية في نفوس العرب المعاصرين ليجعلوا من علمائهم السابقين قدوة حسنة تعينهم على البحث المتواصل عساهم بذلك أن يحيوا مجدا غبر وأن يمنحوا أمتهم فرصة أخرى للازدهار الحضاري وللتقدم العلمي.
إن هذه المقالة كانت من أهم ما كتبه ابن طفيل وقد وفق في أسلوبها وفي عرضها وجعلها من الموضوعات التي لا يتحقق الحكم فيها إلا على الاستقراء العلمي وعلى التجارب المتصلة بذلك، وكانت الجوانب الطبية فيها واضحة تمام الوضوح كما أن النتائج الموصول إليها كانت مبنية على خبرة تامة تدل على اعتناء ابن طفيل بأبحاثه وموضوعاته.
المقالة السادسة: خصها للحديث عن أنواع كثيرة من الحميات (14).
ويظهر من تحليله أنه كان يتحدث عن الحميات المرضية وعن الحميات العرضية ويستفيد القارئ العادي من هذه المقالة أسماء عدد من الحميات حسب المصطلحات التي كانت سائدة آنذاك.
فمن ذلك حمي يوم وحمى الدق وهي غير مرتفعة الحرارة وتستمر ثلاثة أيام فأكثر وحمى الغب وهي شديدة جدا يقول عنها في منظومته:
تبدأ بالنابض حمى الغب يوما ويوما لا بأمر صعب
ومدة النابض لا تطول وبردها مقصر قليـــل
لكنها تبدأ بالتسخين ويسرع التهابها في الحين
وحرها يلدغ كف اللامس كأنه لهب نار القــابس
وربما خلط في الكلام صاحبها في شدة المقـام
لا سيما إن كان ذا مزاج محترق ملتهــب وهاج
ثم انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الحمى المحرقة وعن الحمى الدموية وعن الحمى البلغمية النائبة كل يوم، ونلاحظ بعد ذلك وجود ورقة تجمل الرقم الثالث عشر بعد المائة مغايرة في الشكل والخط لما قبلها ولما بعدها أضيفت للكتاب وهي ليست منه وفيها حديث عن الحميات أيضا والدليل على أنها ليست من الكتاب، وجود نفس العناوين أحيانا مع اختلاف النظم المحلل لمعانيها فمن ذلك مثلا الحديث عن حمى تسمى بحمى الغشي، ففي تلك الورقة تجد تحديدها على الشكل الآتي (15):
تحدث للإنسان حنى الغشي كنوب حمى بلغم في السعي
تدور مثل دورها في الأكثر ويذبل الجسم بسر الضرر
ويعتري في وجهه التهيج وذا دليل واضح منتهج
في حين نجد في الأوراق العادية نفس العنوان لكنه يفسر بما يأتي (16).
يحدث بالإنسان حمى غشي كنوب حمى بلغم في المشي
تدور مثل دورها سواء فيذبل الجسم بها استيلاء
ويسقط النبض وتمضي من نوبة حين تنوب عنـوة
ثم يستمر في وصفها وفي ذكر علاجها.
وبعد الانتهاء من ذكر الحميات تحدث عن الجدري والحصية، ثم تسربت أوراق بخط مغاير تعرضت لذكر البحران وأطالت في تحليله وتفسيره ثم تعرضت لتدبير الناقه إلا أنها لم تشرحه (17) وقد أعيد هذا العنوان المتعلق بتدبير الناقه مرة أخرى وشرحه شرحا يتلاءم مع ما هو معروف في الطب آنذاك إذ من المعلوم أن العناية بالناقه أمر كان يهتم به الأطباء كثيرا لما ينتج عنه من النفع ولما يحقق من المصالح الجسدية المتوقفة على الوعي الطبي والتربية الصحيحة، فليس من اللائق أن يبقى المريض معرضا بعد شفائه لبعض الطوارئ التي قد تعيد إليه المرض، بل هو في حاجة إلى التربية السليمة والتعهد المتواصل والرفق الذي لا ينقطع وقد خص ابن سينا لهذا الموضوع نفسه في كتابه القانون دراسة دقيقة مفيدة قال فيها (18) "يجب أن يرفق بالناقة في كل شيء ولا يورد عليه ثقيل من الأغذية ولا شيء من الحركات والحمامات والأسباب المزعجة من الأصوات وغير ذلك ويدرج إلى رياضة معتدلة رقيقة فإنها نافعة جدا..." ونظرا لأهمية هذا الموضوع فإن ابن طفيل لم يهمله في هذه المقالة فهو به قد ختمها وقال عند تحليله (19).
من كان من حماه ذا استقلال فينبغي في أكثر الأحـوال
أن يلزم الشيء الذي اغتداه وقت العلاج قبل أن يفضاه
أو ما يكون زائلا قلــيلا ثم إلى أقوة كذا تعــديلا
مندرجا إلى غذاء الصحة فإنه بذا ينال نجحـــه
وامنعه أن يسهر والحماما إلا إذا البرء له استقامـا
ومره أن يجتنب الجماعـا ولا يضار جوعه إن جاعا
ولا يضار جوعه شديـدا والحمر لا يكن لها مريدا
وامنعه من كل طعام حـار لا سيما إن كان ذا اشعار
وعلى كل حال فإن ابن طفيل اعتنى بهذا الموضوع كاعتناء ابن سينا به لما فيه من الأهمية الصحية التي يجب أن يتنبه إليها المرضى وأن يطبقوها بكل دقة، فإن للمريض مسؤولية كبرى في ممارسة أسباب العلاج فليس الطبيب إلا مشخصا وواصفا أما المباشر لأدوية والمراقب للوقاية في الغالب، فهو المريض الذي يجب أن يعي مسؤوليته وأن يلتزم بها.
وبعد هذا الموضوع أنتقل إلى المقالة الأخيرة وهي التي توضح موضوعها فيما يأتي فيقول:
المقالة السابعة في العلل التي تعتري البدن من الخارج وعلاجها وفي السموم وقد قسمها إلى أربعين باب حسب ما يظهر من الهامش الموجود بطرة الكتاب أثناء ذكر المقالة (20) وفيها تعرض لكثير من السموم وأظهر عوارضها ومفعولها وما يتيسر علاجه منها وما لا يتيسر ويمكن للمختصين أن يطلعوا على هذه الأبواب في الكتاب ذاته فهي مفيدة جدا.
وعلى كل حال فالكتاب ككل يعتبر صورة للتصور الطبي الذي كان سائدا في عصر ابن طفيل نهج فيه ناظمه نهجا تعليميا حيث بدأ بتشخيص المرض وذكر خصائصه ثم يتعرض بعد ذلك لأنواع العلاج ويشير في هذا العرض إلى تجاربه وإلى ما هو متداول معروف ولذلك لا يمكن التثبت بما فيه إلا إذا قوبل بما يتلاءم معه في موضوعه وفي مواصفاته ولا يتيسر الاستفادة منه إلا إذا كانت هناك ثقافة لغوية وطبية في آن واحد فكثير من النباتات والمعادن والحيوانات ظلت لها أسماؤها الموروثة عن الحضارة القديمة، وكثير من الأدوية ارتبطت عند الذكر بمن وضعها ولعلها كانت متداولة آنذاك، فهو عندما يتحدث مثلا عن أقراص جالينوس كوسيلة من وسائل العلاج، لا شك لأنها كانت أقراصا مستعملة ومعروفة لمن توصف إليه وهو عندما يشير إلى بعض النباتات أو بعض المقاييس سيجد ولا ريب آنذاك صيدليات موازية لإنجاز ما يشير إليه، فالازدهار الطبي دائما يعايش الازدهار الصيدلي ولعل الطب الحديث قد استفاد من تجارب سابقيه وهذا أمر لا ينكر إلا أن هذه الاستفادة تقبل المسايرة والاطلاع على أكثر ما يمكن الاطلاع عليه من مخلفات الأجداد فقد نجد إلى الآن فيها شيئا يضفي على ملاحظات المعاصرين ما ينمون به مشاهداتهم وما يغيرون به بعض النظريات التي قد تكون داخلة في باب المسلمات؛ فالمعلم في تطور ولا ينمو العلم إلا بالحرص على المعرفة المتواصلة والبحث الدائم وقد نجد في إحياء التراث ما يحقق تطورا أو يصحح رأيا يفيد الإنسانية في مستقبلها المجهول الذي نتمنى أن يكون خيرا وسلاما.
-------------------------------------------
1) الجزء الثاني من الآنيس المطرب بروض القرطاس المطبعة الوطنية صفحة 176.
2) عن مقدمة كتاب حي بن يقظان بقلم الدكتور جميل صليبا وكامل عيد الطبعة الأولى.
3) لم يكن الشطر الثاني موزونا فعدلناه بإضافة (والعز) ويمكن أن تعوض بكلمة في وزنها مثل (والعلم) مثلا.
4) البيتان المكرران هما:
وإن يفتك القصد بالحجامة في أخذ في قفاه باستقامه
وإن بدا البلغم في المكان لم يغب ذلك عن العيان
5) نبه ابن سينا في كتابه القانون (ح 2 ص 45) أن الورم الذي يكون بالدماغ لا يسمى برساما بالباء وإنما يسمى سرساما بالسين لأن البرسام بالباء يكون بالصدر لا بالدماغ ولكن ابن طفيل لم يتقيد بهذا لأنه أطلق البرسام على ورم الدماغ أيضا.
6) تتكون المقالة الأولى من الورقة الثانية في الترقيم مع أنها الورقة الأولى في الواقع إلى الوجه الثاني من الورقة الحادية والعشرين.
7) الوجه الأول من الورقة 37 من المخطوطة المتحدث عنها.
8) أخذت المقالة الثانية من المخطوطة ما بين الوجه الثاني في الورقة 21 وبين آخر الورقة 47.
9) استغرقت المقالة الثالثة من الوجه الأول من الورقة 48 على الوجه الثاني من الورقة 70.
10) استغرقت هذه المقالة من الوجه الثاني من الورقة السبعين إلى الوجه الثاني من الورقة الثالثة والثمانين، إلا أنه يلاحظ إقحام الورقة الحاملة للرقم الواحد والسبعين فهي ليست من المقالة المذكورة وذلك واضح لأنها لا تتناسب مع الموضع زيادة على أنها كتبت بخط مغاير إلا أنه يلاحظ في وجهها الثاني أنها تتصل بهذا الكتاب من حيث الإشارة إلى إتمام المقالة الثالثة وبداية المقالة الرابعة وبعد مشقة تبين لنا في آخر الورقة نفس العنوان الذي وضع للمقالة الرابعة المتحدث عنها وعلى كل حال فهناك خلط ينبغي أن يعنى به المهتمون بتحقيق هذا الكتاب في المستقبل.
11) المخطوطة الوجه الأول من الورقة الثمانين.
12) استغرقت هذه المقالة من الوجه الثاني للورقة الثالثة والثمانين إلى الوجه الثاني من 104.
13) المخطوطة الوجه الأول من الورقة التسعين.
14) المخطوطة الوجه الثاني من الورقة 108 إلى الورقة 125.
15) المخطوطة الوجه الثاني من الورقة 113 وقد بدلنا في البيت الثاني كلمة الجسد بالجسم ليستقيم الوزن.
16) المخطوطة الوجه الثاني من الورقة 114.
17) الأوراق المقصودة ترقم في الكتاب من 117 إلى 124.
18) كتاب القانون الجزء الأول صفحة 106.
19) المخطوطة، الورقة 125
20) تستغرق المقالة من الورقة 125 إلى آخر الكتاب.





    رد مع اقتباس
قديم 2014-04-07, 19:51 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ابن طفيل بين القصة و الأرجوزة


ابن طفيل

أبو بكر محمد بن طفيل (يُعرف باللاتينية باسم Abubacer Aben Tofail ، 1105 -85 م) عالم أندلسي مسلم متعدد الثقافات ولد بالقرب من غرناطة في أسبانيا، وتُوفي بالمغرب.

وفيما عدا بعض متفرِّقات من شعره، فإن كتاب حي بن يقظان، الذي يسمى أيضًا called Philosophus Autodidactus أو الفيلسوف الذي ثقف نفسه بنفسه، هو العمل الوحيد المتبقي له.
ويُعتبر هذا الكتاب أول رواية فلسفية، ويُعد نسخة عربية سبقت رواية روبنسون كروزوللكاتب دانيال دوفو.

كان للكتاب عظيم الأثر على الغرب. تجرِي أحداث القصة على جزيرة معزولة غير مأهولة بالسكان، حيث قامت ظبية بِإرضاع حيّ، المولود الذي تَيتَّم، إلى أن اشتد بنيانه ونضج تفكيره واستوعب العلوم والحقيقة الدينية.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 10:46 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd