قال لي ابن إحدى طباخات المطعم المدرسي التي تعمل في مؤسسة مجموعة مدارس المعمل نيابة الحوز أن أمه لم تتسلم أجرتها ما يزيد على ثلاث سنوات، أي أنها تعمل بدون اجر كمتطوعة وتتنقل من بينها إلى مقر عملها كل صباح دون كلل أو تعب صابرة محتسبة عسى أن يلين المسئولون لحالها ويصرفون مستحقاتها، مع العلم أن هناك طباخين تسلموا مستحقاتهم، فهل يمكن لأي مسئول في النيابة أن يعمل بدون أجر، بل نجدهم يتهافتون على كل مهمة فيها تعويض بينما يتبرؤون من كل مهمة لا تدر عليهم ربحا. اتصل ابنها بالنيابة للاستفسار حول مآل مستحقات والدته وكان رد المسئول انه ورث ملفا ضخما لا قبل له به وانه يعمل على حل المشكلات تدريجيا وان الميزانية لا تسمح بصرف كل التعويضات والمستحقات حيث أن المستحقات التي لا تزيد عن 2000 درهم يتم صرفها نقدا في حين أن المستحقات التي تفوق ذلك المبلغ تحتاج إلى توقيع شيكات، إلى غير ذلك من التبريرات التي ساقها ذلك الموظف لابن تلك السيدة المنسية. من الأولى بالحل مشاكل العمال والحالات الاجتماعية وتسديد الديون أم مشاكل البنايات والتجهيزات. فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله أدوا العامل أجره قبل أن يجف عرقه. بالإضافة إلى مشاكل صرف المستحقات لا تسهر النيابة على المراقبة الصحية المتجددة لهؤلاء الطباخين والطباخات ولا تقوم بتوزيع الملابس الصحية لمزاولة أعمالهم من وزرات وقفازات ومستلزمات الطبخ كقنينة الغاز التي يتحمل الطباخ ثمنا من ماله الخاص إن كان له مال أصلا، بالإضافة إلى عدم تزويدهم بمواد التنظيف وعشوائية في كيفية تقديم الوجبات وغياب مطاعم مجهزة للأكل. فهل قامت النيابة بزيارات تفقدية مع المصالح الطبية والوقائية لتتأكد من ظروف صرف الوجبات وتوفر الماء والصابون للتلاميذ ومراقبة جودة ما يقدم للتلاميذ حتى أصبحوا يعزفون عن تسلم كسرات الخبز والعدس و السمك ووهبها للكلاب الضالة التي تتجول داخل الفرعيات الغير المسيجة. إن تردي الأوضاع التعليمية لا يقاس فقط بضعف امتلاك النعلمات الأساس والمستوى المتدني لامتلاك الكفايات بل لظروف مزاولة العمل للموظفين والعاملين بالمؤسسة و لظروف تمدرس المتعلمين والعناية بصحتهم وأمكنة تنفيذ كل أنشطة حياتهم المدرسية.
محمد ازوض مجموعة مدارس المعمل مراكش