على رسلك ياقلمي ان ما تكتب غير متجانس ولا متناغم, يحدو حدو منعرج لا يكاد ينتهي او متاهة تنتهي بك الى الجلوس و الاستسلام ويعقب القلم على الكلام قائلا-(ولكنها مذكراتك تتسابق الى مصب الحبر في جموح وانانية .....) ويستانف الكتابة في صمت

...
........... ويعاني الطفل لمعاناة امه , ولكنه اليوم لا يستطيع ان يفصح عن مكامن آلامه اعتقادا منه ان الامر قد سوي تحت طائل الزمن وتوارى الى غير رجعة خلف ستائر النسيان , وكيف لا وقد كان جزءا من قلبه الخصم والجزء الاخر الحكم


وتسير الايام في غفلة من اهلها , لكل مشاربه ومذاهبه ونواديه فهو يقطف منها على قدر فهمه لها واستشرافه للمستقبل فيها فمن اسرف فيها تكالبت عليه صروف الدهر بلا هوادة............
ولقد كانت الحارة على اتساع جنباتها لا تضم الطفل بين اترابه الالحظات محددة وفي اماكن يسهل على الام تفقده ومراجعته فتعودت نفسه على اللعب احيانا كثيرة مع اخته الصغيرة فتعودت نفسه على التوجس من الاخر والابتعاد عنه فألف الوحدة واعتاد عليها ...

وكان الذهاب الى المدرسة يشكل هاجسا دائما بالنسبة لي فانا اتوجس خيفة من اقراني الذين كانو على قدر كبير من المكر والتسلط وقد كانو ينعتونني بشتى انواع السباب الذي لم اكن استطيع الرد عليه فانا لا املك رصيده اللغوي ولا الجرأة فألود بالصمت واتهرب منهم ماتوفر لي ذلك ولعل هدا ما شغلني عن دراستي في المرحلة الابتدائية ...واذكر اني كنت لا استطيع اخبار ابي) بالامر ليس خوفا منهم فقط ولكن على خوف منه (رحمة الله تعالى عليهوصرفا لمشاكل انا في غنى عنها
وتنتهي المرحلة الاولى بالنجاح في امتحان الشهادة الابتدائية فما هي الا ان جيء بسبورة الارقام حتى سطع امامي رقم 1955 - ولم اكن ادرك آنداك انه يمثل سنة ميلادي- فهرعت في سرعة لا تكاد تسعني خطواتي لابشر امي التي كانت على احر من الجمر في انتظاري فبدأت على التو الاهازيج والغناء والمدح وقد كانت الاسرة قلما تحتفل فالمناسبات منعدمة
وهي اميل بطبعها الى الحداد والحزن منها الى غير ذلك فاحسست ولاول مرة اني كنت سببا في اسعادها فاثلج هدا صدري ....
.....





صورة من الملف المدرسي (7 سنوات)

قد يستفيض الالم ببعض الناس فيشغلهم ويشملهم قياما وقعودا فيبكون ...
وتهطل دموعهم كامطار لندن لا تكاد تنتهي حتى تبدا بمعيار اكثر حدة فيكون التوجه الى الله تعالى قبلتهم الوحيدة وملادهم الاوحد...........
هكدا كان طفلنا الدي اصبح يافعا فتغيرت نظرته للواقع الدي يود لتوه ان يغيره فما يلبث ان يواجه سخرية الماضي لحا ضر اشد وطأة وايلاما...................

ويتحرك الشاب معتمدا على عفويته وحدسه الانساني الصرف , فيبدا العطاء على اشده , وكان هدا السبيل الاسمى والخيار الامثل فما من مسارات اخرى يحبدها او مسلك غير هدا يستهويه فيفرط في الادب ويحسن معاملته وينحني خدمة للناس فيهمل هياته ويتناسى تبرجه ويدمن في العطاء للاخرين باحتا عن مكانة له ضمن غدو الناس او رواحهم .....
وتتداول صفحات الايام بين يديه فيخرج من هدا كله بخفي حنين لا يلوي على شيء ويرصف على الهامش مرة اخرى , فللناس وصفات اخرى لم يكن له حظ او نصيب منها
ويحشر في الزاوية في صمت رهيب

وفي يوم ما يمر الشاب من بين ثنايا زقاق ما , ليسمع اول اغنية تستهويه , فيتوقف.., فما غادر الا عند متمها ينظر وراءه متمتما
عدت يا يوم مولدي
عدت ايها الشقي
ليثك يا يوم مولدي
كنت يوما بلا غد