2013-12-10, 09:34
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: في قصص الأنبياء. | بارك الله فيك أخي امحمد وفي تقاسمك الهادف
ونبقى مع سيدنا شعيب عليه السلام ،يسعدني أخي الكريم أن أضيف هذه المعلومات بخصوص بناته اللواتي سيق ذكرهما في القرآن الكريم . ابنتا شعيب عليه السلام
هاتان المرأتان لم يرد اسمهما في القرآن صراحة، وإنما أشير إليهما بأنهما امرأتان تزودان أغنامهما من الماء، فرآهما موسى عليه السلام في ضاحية "مدين" بعد أن خرج من مصر، وحين قصد البئر وجدهما تبتعدان بأغنامهما عن الزحام، فدنا موسى منهم، وسألهما لِمَ لا تسقيان غنمكما؟ فقالتا له ما قاله الله تعالى على لسانهما:
((لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )) ( القصص 23 – 24 )
ووردت الإشارة إلى إحداهن في قوله تعالى:"(( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا )) ( القصص 25 )
وفي قوله تعالى: ((قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ )) ( القصص 26 )
وقوله تعالى فيهما: ((قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ )) ( القصص 27 – 28 ) بعد ذلك ينفصل ذكر إحدى المرأتين في القرآن، ويُشير القرآن إلى الأخرى بقوله تعالى: ((فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ )) ( القصص 29 )
وفي قوله تعالى:"إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا".
وكذلك في قوله عزّ وجلّ: ((وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا )) ( طه 9 – 10 )
فلفظ "أهله في جميع هذه الآيات هو إشارة إلى إحدى هاتين المرأتين. فمن هما هاتان المرأتان؟ وما هو اسمهما؟ وما قصتهما؟ ومن أبوهما؟ بنات شعيب هما "صفورة، وليا" وعند بعض المفسرين "صفراء وصُفيراء".
"صفورة وليا"، اختلف المفسرون في والدهم، فقيل أنه "ثيري أوبثرون"، وهو ابن أخي شُعيب عليه السلام، وقد رُوي عن الحسن البصري ومالك، أن الشيخ والد هاتين البنتين هو شُعيب عليه السلام، ويرى آخرون أنه شُعيب ولكن ليس بالنبيّ، لأن شعيبا النبي كان قبل زمان موسى بمدّة طويلة، وقد يكون والدهما رجلا صالحا من أهل مدين، وكل ذلك محتمل، والله أعلم.
والتي تزوجها موسى عليه السلام هي البنت الكبرى صفراء أو صفورا، وقيل: صافورا، وقيل:صفورة. وهنا ينقطع ذكر "ليا" في القرآن.
لمّا هرب موسى بن عمران عليه السلام من فرعون مصر وجاء إلى مدين وجد عند عين ماء فيها امرأتين يريدان سقى غنمهما، فساعدهما في السقي، وكانتا ابنتي نبي اللّه شعيب عليه السلام .
لما رجعتا إلي أبيهما أخبرتاه بمساعدة موسى عليه السلام لهما في سقى أغنامهما،فطلب شعيب عليه السلام من صفورا أن تذهب إليه وتستدعيه، فذهبت إليه وقالت: إنّ أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، فجاء معها وهى تمشى أمامه لتدلّه علي الطريق، فجاءت ريح فرفعت ثوبها، فقال موسى عليه السلام لها: امشي خلفي، ودليني على الطريق. فلمّا دخل على شعيب عليه السلام قصّ عليه ما عاناه من فرعون وما لاقاه من التعب والجهد حتى وصل إلي ماء مدين.
بعد أن لمست فيه صفراء الخير والعفّة والشهامة اقترحت علي أبيها بأن يستأجره لقوّته وأمانته، فقال لها شعيب عليه السلام : أمّا القوّة فنعم، وأمّا الأمانة فما يدريك بها! فذكرت له ما أمرها من المشي خلفه، فلما سمع ما قالته صفراء تعلّق به وأحبّه وطلب منه البقاء عنده، وبعد مدّة زوّجه من صفراء. وبعد أن أقام موسى عليه السلام عند شعيب عليه السلام عشر سنين سار بأهله إلى مصر، أي زوجته صفورة، ولم يكن أحد معهم، فولد له في الطريق، في ليلة ماطرة، فقدح زناده فلم يورِ الزناد، فبينما هو يحاول ذلك، أبصرنارا عن بُعد، فقال لأهله: ابقِ مكانك لا تبرحيه، إني وجدت نارا، فلعلي أجده اري، وقد قيل إن موسى ضلّ طريقه، فعلم أن النار لا تخلو من موقده، فلما اقترب موسى من النار وجد النار في شجرة عليق، وأنها مُشتعلة لا تنطفئ...والعليق لايشتعل، ولم يجد أحدا من الناس حولها ليسأله عن الطريق، حينئذ سمع صوتا من وسط النار يناديه: (( أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّه رَبّ الْعَالَمِينَ )) ( القصص 30 )، ورجع موسى إلى أهله بعد أن بُلّغ بالنبوّة، وكُلّف بالرسالة، فسار بها إلى مصر ونزل ضيفا على أمه، وهولا يعرفهم، ثم جاء أخوه هارون، فلما أبصر ضيف أمه سألها عنه، فأخبرته أنه ضيف،فدعاه هارون، فلما قعدا وتحدّثا تعارفا، وقام كل منهما إلى أخيه يُعانقه. وعاشت صفورة مع زوجها موسى عليه السلام إلى أن توفّاها الله تعالى إلى رحمته. | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |