2013-08-24, 09:27
|
رقم المشاركة : 36 |
إحصائية
العضو | | | رد: مذهبنا المالكي | قدرة المذهب المالكي على مقاومة الشذوذ الفكري و العقدي
الفقه المالكي يشمل الأحكام العملية والعقدية من الأخطاء العلمية التي يقع فيها كثير من دارسي المذهب المالكي تشطيرهم له وحصرهم إياه في المباحث الشرعية العملية التي تنتظم العبادات والمعاملات والأقضية والجنايات، وهي المباحث التي أصبحت تشكل مضمون الفقه على اعتبار أن الفقه هو .الأحكام العملية أو الفرعية.1 ومعلوم أن اعتبار الأحكام الفرعية أو العملية يقصي الأحكام العقدية أو الأحكام الأصلية التي يتناولها علم خاص، يسمى علم العقيدة أو علم التوحيد، وهي الأحكام التي جمع بعضها أبو حنيفة تحت تسمية "الفقه الأكبر".2. وبصرف النظر عن محاولة بعض .المعتزلة نفي تصنيف أبي حنيفة لكتاب الفقه الأكبر، فإن عامة علماء الحنفية قد حفظوا مواقفه العقدية.3 لقد كان أعلام الفقه المالكي على وعي تام باشتمال المذهب على مباحث العقيدة تحدث عنها مالك رحمه الله، وقد تكون رسالة ابن أبي زيد القيرواني وما صدرت به من قضايا عقدية من أبرز الشواهد على تناول المذهب المالكي لمسائل العقيدة، وتظل المصادر الفقهية المطولة المالكية أكثر استقطابا وتصويرا لقضايا العقيدة المالكية، ويمكن أن نأخذ مثالا على هذا، كتاب الذخيرة للقرافي، فقد أفرد العقيدة بكتاب خاص هو كتاب الجامع، الذي قال فيه: "هذا الكتاب يختص بمذهب مالك، لا يوجد في تصانيف .غيره من المذاهب".4. وقد قسم القرافي كتاب الجامع إلى فروع تلتها تنبيهات عقيدة المذهب المالكي سنية
لقد كانت عقيدة مالك، عقيدة من أدركهم من السلف الصالح لا يحيد عنها، ومن ذلك أنه كان شديد النأي بنفسه عن البدع العقدية قبل العملية، وهو الذي طالما ردد قول الشاعر: وخير أمور الناس ما كان سنة وشر الأمور المحدثات البدائع لقد كان مالك يبغض الابتداع والمبتدعين، وقد سئل عن الصلاة خلف أهل البدع القدرية وغيرهم، فقال: لا أرى أن يصلي خلفهم، قيل فالجمعة؟ قال: إن الجمعة فريضة، وقد يذكر عن الرجل الشيء وليس هو عليه، فقيل: أرأيت إن استيقنت أو بلغني من أثق به .أليس لا أصلي الجمعة خلفه، قال: إن استيقنت.5 .وكان إذا سئل عن أهل الأهواء، قال عنهم: بئس القوم لا تسلم عليهم واعتزالهم أحب إلي .6 ولقد ورث المالكية عن إمامهم كراهية أهل البدع العقدية، فوقفوا بذلك حائلا دون تفشي كثير من الضلالات، التي عانت منها جهات كثيرة من البلاد الإسلامية، يروي القاضي عياض، أن ثلاثة من أعلام المذهب بالقيروان ممن اتصلوا بمالك، وهم عبد الله بن .غانم، وعبد الله بن فروخ الفارسي، والبهلول بن راشد، صلوا على رجل من المسلمين، ثم قدم لهم ابن صخر المعتزلي فامتنعوا من الصلاة عليه .7 أبرز معالم معتقد مالك إن من أبرز معالم معتقد مالك كما صورها القرافي وغيره أنه كان يعتقد في الله أنه واجب الوجود حي بحياة قادر بقدرة يريد بإرادة عالم بعلم سميع بسمع بصير يبصر متكلم بكلام وأن صفاته واجبة الوجود، أزلية أبدية تامة التعلق، فيتعلق علمه بجميع الجزئيات والكليات الواجبة والممكنة، وإرادته متعلقة بجميع الممكنات، وعلمه متعلق بجميع المعلومات، وبصره متعلق بجميع الموجودات، وسمعه سبحانه متعلق بجميع الأصوات والكلام النفساني، حيث كان من خلقه والقائم بذاته، وأن قدرة الله عامة التعلق بجميع الممكنات الموجودة في العالم من الحيوان وغيرهم، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (الشورى 11) له أن يفعل الأصلح، وله ألا يفعل ذلك ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .8.) (الأنبياء23) وكان مالك يعتقد أن التقليد في العقيدة لا يجزئ .9. .وكان يثبت رؤية الله في الآخرة .10 وكان يرى أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وبعضه أفضل من بعض.11. أما عقيدة مالك في الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي تتمثل في معرفة أحواله وصفاته وفي تبليغه وفي وجوب طاعته، وقد ضرب مالك أروع الأمثلة في توقير رسول الله صلى الله عليه وسلم والتأدب معه، وقد كان يعبر عن ذلك بشديد التوقير لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان لا يؤديه إلا على طهارة ومع تجمل خاص، ذكر الحافظ المزي أن مالكا كان إذا أراد أن يخرج للحديث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس .أحسن ثيابه، ولبس قلنسوة ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، فقال: أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.12 ومن معا لم اعتقاد مالك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يرى أنهم خير القرون، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وأن أفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وقيل عثمان وعلي، ولا يفضل بينهما، وروى عن مالك القولان، وأن المهاجرين أفضل عصره عليه السلام، وأن أفضلهم العشرة، وأفضل العشرة الأئمة الأربعة، ثم أهل بدر من المهاجرين، والمهاجرون على قدر السبق والهجرة، وأن من رآه ساعة أو مرة أفضل من أفضل التابعين .13. وقد كان مالك يفتي بأن من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل، ومن شتم أصحابه أدب، وكان يرى أن من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حظ له في فيء المسلمين.14. وذلك لأن الله حصر الفيء في ثلاثة أصناف من المومنين في قوله تعالى: ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم) (الحشر 8) وفي قوله تعالى: (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم) (الحشر 9) وقوله: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين .آمنوا..) (الحشر 10) وشاتم الصحابة ليس من هؤلاء، فلذلك لا يستحق شيئا من فيء المسلمين.15 .ولقد أورد عياض في الشفاء مجمل أقوال المالكية في من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.16 وليس بالإمكان تتبع كل ما نقل عن مالك في قضايا العقيدة، لأن ذلك يستدعي أن تفرد له كتابة خاصة، وإنما أريد أن أشير إلى أن الأخذ بالمذهب المالكي كان فيما يعني الأخذ بكل تلك الحقائق العقدية، وهو ما كان يشكل قاعدة عقدية تمنع فشو الانحرافات .والضلالات العقدية التي تؤدي إلى تمزق المجتمع وتضارب فئاته... منقول للفائدة | التوقيع | " اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا " | آخر تعديل الشريف السلاوي يوم 2013-08-24 في 10:00. |
| |