الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > بنك الاستاذ للمعلومات العامة > سير و شخصيات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2014-05-18, 17:51 رقم المشاركة : 31
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: طه عبد الرحمن فيلسوف الأخلاق


شكرا جزيلا لكم سيدتي الفاضلة





    رد مع اقتباس
قديم 2016-05-06, 12:02 رقم المشاركة : 32
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: طه عبد الرحمن فيلسوف الأخلاق


طه عبد الرحمن يستعرض أركان النظرية الائتمانية للحوار


منتصر حمادة
الجمعة 06 ماي 2016 -



حدث علمي واحتفالي احتضته مدينة الجديدة يومي الثلاثاء والأربعاء، 3 و4 ماي 2016، ويتعلق الأمر بمؤتمر دولي نُظم في موضوع: "إشكال العلاقة بين الحوار والأخلاق في الفكر المعاصر: مشروع الفيلسوف طه عبد الرحمن نموذجاً"، ونظمه مختبر الترجمة والتواصل والآداب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة شعيب الدكالي بالجديدة) بالتعاون مع مختبر الترجمة وتكامل المعارف بكلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة القاضي عياض بمراكش) وفريق البحث في التعليم والترجمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة ابن زهر بأكادير).


تميز اللقاء بمحاضرة افتتاحية ألقاها الفيلسوف طه عبد الرحمن صباح الثلاثاء، وجاءت تحت عنوان: "الممارسة الحوارية بين المسؤولية والأمانة"، وعلى غرار ما جرى مع مضامين المحاضرة الافتتاحية لأشغال المؤتمر الثاني الذي نظم السنة الماضية بمراكش، حيث توقف طه عبد الرحمن بالعرض والنقد مع بعض اجتهادات فلاسفة علم النفس (جاك لاكان على الخصوص)، توقف في محاضرة المؤتمر الثالث بالعرض والنقد مع اجتهادات أحد رموز فلسفة الأخلاق في المجال التداولي الغربي، من خلال عرض ونقد اجتهاداته في موضوع الحوار، والحديث هنا عن الفيلسوف الفرنسي (من أصل ليتواني) إيمانويل ليفيناس.
"مواجهة" ليفيناس و"مواثقة" طه


افتتح طه عبد الرحمن محاضرته بالتأكيد على أن الممارسة الحوارية ليست مجرد صورة من صور الكلام، وإنما هي الأصل في وجوده، وقد خصّ الدخول في هذه الممارسة باسم مشتق من نفس المادة اللغوية، وهو المساءلة، باعتبارها الحوار الذي تتحدد فيه مسؤولية المحاور، مستعبداً التوقف عند الدلالة السياسية للمفهوم، والذي يواجه فيه المسؤول أسئلة الممثلين للشعب، ومفضلاً في المقابل، التوقف عند الحوار الديني الذي تلقى فيه الإنسان سؤال الإله قبل أن يتلقى سؤال الإنسان، تأسيساً على مصدرين اثنين: أحدهما المصدر التوراتي (من سفر التكوين، 4)، والآخر المصدر القرآني (الأعراف، 172 و173)، ومن هنا أسباب التوقف عند أعمال ليفيناس، لأنه كان متشبعاً بعقيدة دينية ومتضلعاً في التراث التلمودي، بل وضع مؤلفات مرجعية، وخَصَّ طه بالذكر كتابه الشهير "الوجود الكلي والآخر اللامتناهي"، وأيضاً كتابه الآخر "مغايرة الوجود".


هذا عن المصدر التلمودي في سؤال الحوار وهو الذي انتهى بليفيناس للحديث عن حوار "المواجهة"، مقابل حوار "المواثقة" عند طه عبد الرحمن في الشق الخاص بالمصدر القرآني، بتعبير آخر، الإحالة على المصدر التوراتي تُخوّل لطه أن يُسمي المسائلة بـ"المواجهة"، وحَدُّها أنها عبارة عن المساءلة التي يتساءل فيها الإنسان عن أداء واجبه، أما الإحالة على المصدر القرآني، فتصب في الحديث عن "المواثقة"، وهي عبارة عن المُسائلة التي يُسأل فيها الإنسان عن الميثاق الذي أُخِذ منه.


والحال أن التعامل مع الأصل الديني للمساءلة يختلف باختلاف هاتين الصورتين، أي "المواجهة" و"المواثقة"، حيث إن التعامل في سياق المواجهة يتأسّس على التنكر لمقتضيات هذا الأصل الديني، وهذا اصطلح عليه طه عبد الرحمن بالتغييب، بينما يقوم التعامل مع هذا الأصل الديني في سياق المواثقة على تذكر الأصل الديني، وهو ما اصطلح عليه بالتشهيد. (ومعلوم أن المحاضر اشتغل على مفهوم "التغييب" و"التشهيد" في كتابه "روح الدين" [2012])، وبالنتيجة، خلُصَ طه إلى أن "المواجهة" حوار يُغيب المسؤولية، بينما "المواثقة" حوار يُشهد المسؤولية.


بعد هذه التوطئة، سوف تتفرع المحاضرة على محوريين اثنين، جاء الأول بعنوان "حوار المواجهة وأخلاق المسؤولية"، وكان عبارة عن تعريف وتفصيل في أعمال إيمانويل ليفيناس، مع الرهان على تمرير ترجمة توصيلية لمفاهيمه، وفي مقدمتها تعريفه للحوار (من باب التذكير، يُفرق طه في كتابه "فقه الفلسفة: الفلسفة والترجمة" [1995]، بين الترجمة التحصيلية والترجمة التوصيلية والترجمة التأصيلية).


وهكذا، انطلق طه عبد الرحمن من تعريف ليفيناس للحوار قصد مناقشته، وجاء التعريف كالتالي: "إنه الخطاب الذي يدور بين الناس، وهو وجهاً لوجه"، متسائلين فيما بينهم ومتبادلين الأقوال والاعتراضات والأسئلة والأجوبة، ويُعرف ليفيناس المواجهة بكونها تربط بين طرفين متقابلين تقابلاً، لا اتحاد معه ولا اختزال ولا تنسيق، وهذا الطرفان هما الأنا والآخر.


وأضاف طه أنه بناءً على هذا التصور للمواجهة الذي يجعل منها حواراً حافظاً بين الأنا والآخر، وضع ليفيناس نظريته في الأخلاق، متأثراً بواقعة المحرقة النازية، حيث سيخلص ليفيناس إلى أن الأصل في الأخلاق هو الآخر [أو "الغيرية" بتعبير طه]، وليس طلب الكمال أو طلب الانسجام، أو مجاهدة الأهواء كما هو الشأن في نظريات الأخلاق السابقة، والنتيجة، أن علم الأخلاق عند ليفيناس ينزل منزلة الفلسفة الأولى، بما تطلب من المحاضر المزيد من شرح ونقد أطروحة ليفيناس، ولهذا السبب طلب طه من الحضور التركيز في المتابعة، من كثرة المفاهيم والتعاليق، خاصة أن المسألة تطلبت الاشتغال على ترجمة مفاهيم من مجال تداولي لآخر، واتضحت مرة أخرى أهمية تمكنه من اللغات الأجنبية في معرض الترحال مع المفاهيم، حتى إنه عرج [مرة أخرى] على اللاتينية في سياق تدقيق مفهوم "الجوابية" مثلاً.


يصعب تلخيص مضامين محاضرة ألقاها رائد الدرس المنطقي في مجالنا التداولي، وأحد رموز الكتابة العلمية الاستدلالية، وبالتالي، نتوقف هنا عند بعض الإشارات التي تضمنتها.


في تفاصيل أخلاق المسؤولية عند ليفيناس، أشار طه عبد الرحمن إلى أن مسؤولية المواجهة لدى ليفيناس تدل على المسؤولية التي يُطالب فيها السائل المسؤولية بإجابتين: إحداهما، أن يجيب عن سؤاله؛ والثانية، أن يجيب عن السائل؛ ليُطلق على هذه المسؤولية باسم "مسؤولية الجواب"، أو مفهوم "الجوابية"،


وهنا يتوقف طه عند مجموعة من المفاهيم المرتبطة باجتهادات ليفيناس، وما يهمنا أكثر في هذا العرض، بسط بعض معالم أشكال التغييب عند ليفيناس، كما سَطرها المحاضر، على أساس أن التغييب ــ حسب التعريف الطاهائي ــ معناه مُمارسة تنكّرية تقوم في إضفاء الكمالات الإلهية التي لا تُبصرها العيون، ولا تحيط بها العقول على ذات الإنسان، رفعاً لرتبته إلى رتبة الآلهة (وهو مراتب تختلف باختلاف هذه الكمالات الإلهية؛ وعلى صعيد آخر، أياً كانت درجته، لا يعني أن رفعه لذات لإنسان إلى رتبة الألوهية يُلغي مجمل صفاته البشرية، بل قد يحفظ بعض هذه الصفات، مستفيداً منها في مزيد المحو للحدود بين خاصية الألوهية وخاصية الإنسانية).


كما اعتبر طه عبد الرحمن أن نظرية المواجهة عند ليفيناس اتخذت لوناً متميزاً من ألوان الممارسة التغييبية في نطاق الحوار، وفي مقدمتها تغييب العلاقة التواجهية، مشيراً في هذا السياق، إلى أن النعوت التي نسبها ليفيناس إلى العلاقة التواجهية بين الأنا والآخر مأخوذة من النعوت التي توصف بها العلاقة الخطابية بين الإنسان والإله؛ حيث جعل ليفيناس من الآخر كائناً مُبايناً للأنا ومتعالياً عليه، وجعل هذه المباينة مطلقةً، وهذا التعالي لامتناهياً، والحال أن "المباينة المطلقة" و"التعالي غير المتناهي"، كمالان من الكمالات التي يختص بها الإله سبحانه، ومن هنا أسباب مؤاخذة طه على ليفيناس بممارسة التغييب، معتبراً أن هذا الأخير، أتى من التغييب ما ينزل الرتبة الثانية، وهي نقل أسماء الصفات الإلهية إلى الآخر، وهي المباينة والتعالي واللاتناهي والإطلاق.


بل أضفى ليفيناس على الأنا النعوت التي يُنعَت بها الإنسان في علاقته بربه، ناقلاً إلى التعامل بين الإنسان وأخيه الإنسان ما يجب في حق تعامل الإنسان مع خالقه، ومن هذه النعوت، ورد طه التكليف والامتثال والمقهورية والمملوكية، وحينئذ، يُضيف طه، لا نستغرب أن يصف ليفيناس الإله بـ"الآخر"، ويُزاوج بين حديثه عن الآخر وحديثه عن الإله، تارة مسوّياً بينهما في الصفات، حتى كأنهما ذات واحدة، وتارة مقارناً بينهما إلى حد أن يدّعي فضل الآخر على الإله، بل إن ليفيناس لجأ إلى الجانب الثاني من التغييب، وهو إضافة بعض الأوصاف الخاصة بالإنسان إلى الإله؛ من قبيل أنه نسَبَ إلى الإله "الافتقار" و"الضعف" و"الغربة"، حتى يَرُدَّ العلاقة بالإله إلى العلاقة بالإنسان الآخر.
توقف طه أيضاً عند معالم التغييب الذي مارسه ليفيناس على مستوى اللغة، وشمل ثلاث مراتب: الذات والصفات والأفعال، إذ جعل وجهَ الآخر المتكلم في رتبة ذات الإله المتكلمة؛ وجعل تكليمَه للأنا في رتبة تكليم الإله للإنسان؛ وجعل اتصالَه، وهو ذات متعالية ولامتناهية، بالأنا في رتبة اتصال الإله المتعالي واللامتناهي بالإنسان؛ وأخيراً، جعل أمرَه للأنا، إلزاماً وامتثالاً، في رتبة أوامر الإله للإنسان، إلزاماً وامتثالاً.
أركان النظرية الائتمانية للحوار
بعد هذا العرض والنقد لمفهوم "المواجهة" عند ليفيناس، آن الأوان للتوقف عند عناصر النظرية الائتمانية للحوار، كما سَطرها الفيلسوف المجدد طه عبد الرحمن، والمؤسّسة على أربعة أركان: الميثاق، الأمانة، الشهادة والمُخالقة، وتستند هذه الأركان جميعاً إلى مُسَلمة أولى، وهي أن المُواثقة تختص ببُعدين متلازمين ومتداخلين، وهما الامتداد والارتفاع: الامتداد لأن حوار المتواثقين يتعلق بشؤون هذا العالم، مادية كانت أو معنوية، بحيث يُصبح الامتداد في العالم هو مجال إسراء المتواثقين؛ وأما الارتفاع، فلأن سيْر هذا الحوار يتطلب التوجيه التقويم تطُلُّبَ الإسراء للدلالة والهداية، ولما كانت المواثقة حوار امتداد وارتفاع في نفس الآن، أي يُزاوج بين النظر الملكوتي وبين النظري المُلكي، لزم أن يتأسس، في كل واحد من أركانها، البعدُ الامتدادي على البعد الارتفاعي (أو البعد المُلكي على البعد الملكوتي).




نبدأ بركن الميثاق،
حيث اعتبر طه عبد الرحمن أن العلاقة الحوارية بين المتواثقين مؤسَّسَة بداية على الميثاق الأول الذي أُخِذَ منه في حوار مشهود، يوم أشهد الخالق سبحانه بني آدم، مخاطباً لهم كما في الآية "ألست بربكم، قالوا بلى..". [الأعراف، 172 ـ 173]، وسَطّر أهم خصائصها في نقاط ثلاث، وهي أن هذه العلاقة الحوارية تتسع لكل الرتب؛ كما أنها تتسع لكل الكائنات؛ وأخيراً، تشهد هذه العلاقة تبادل الثقة بين المتواثقين؛ (في الخاصية الميثاقية الثانية مثلاً، وبما أن المغرب مقبل هذه السنة على احتضان حدث كوني حول قمة الأرض، شاءت الأقدار أن يتوقف طه عند بعض الأمثلة التي تشرح مقتضى هذه الخاصية الميثاقية الثانية، مفادها أنه يمكن أن يُواثق أحد الطرفين الآخر على "حفظ البيئة" أو "حفظ الأرض" أو "حفظ المناخ" أو "حفظ الطبيعية"، باعتباره مُمثلاً للذرية أو البيئة أو الأرض أو المناخ أو الطبيعة التي هي المُواثق الأصلي).




فيما يتعلق بركن الأمانة،
فقد كان أساسه الملكوتي الثاني مُسطراً في آية المسؤولية ["إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض"، الأحزاب، 72]، وتتحدّد العلاقة الحوارية بين المتواثقين بالخصائص الائتمانية الثلاث الآتية: أنها علاقة اختيارية من الجانبين، مهما اختلافا في الرتبة؛ أنها علاقة إبداعية غير امتلاكية؛ أنها علاقة روحية بقدر ما هي عقلية. [ثمة لطيفة دقيقة في مضامين الخاصية الائتمانية الثانية، مفادها أنه لمّا كانت ذمة المُواثق مشغولة بواجب حفظ الأمانة الذي وُكل إليه، فقد أضحى يعتبر أن الأصل في الأشياء، أيا كانت، هو الإيداع، وليس الامتلاك].




أما ركن الشهادة،
فيستند على أساس ملكوتي هو الشاهدية الإلهية، وبناءً عليها، تتحدد العلاقة الحوارية بين المتواثقين بالخصائص الشهادية الأربع التالية: أنها علاقة بصرية بقدر ما هي علاقة قولية؛ أنها علاقة بصيرة بقدر ما هي علاقة بصَر؛ أنها علاقة شهادة بقدر ما هي علاقة مشاهدة؛ وأخيراً، أنها علاقة يدخل فيها نظر الشاهد الأعلى. [في الخاصية الشهادية الأولى مثلاً، يخلُص طه إلى أن تجاوُب البصر بوصف "المشاهدة" يكون سابقاً على تجاوب اللسان بوصف "المشافهة"].




نأتي أخيراً للركن الرابع، وهو ركن المخالقة سالف الذكر،
وأساسه الملكوتي هو الأسماء الحسنى، وتتحدّد العلاقة الحوارية بين المتواثقين بالخصائص التخالقية الأربع التالية: أنها تعاون على التخلق؛ أنها تعاون على المسؤولية؛ أنها تعاون على التجمل؛ وأخيراً، أنها تعاون على الرحمة. (خلُص طه هنا إلى أن الفضاء الحواري الذي يتأسس على الشاهدية الإلهية هو فضاء رحموتي بامتياز).




هذا غيض من فيض، ونبذة مختصرة، أو قل مختزلة، حول محاضرة تطرقت للفوارق الجوهرية بين النظرية الحوارية لأخلاق المسؤولية والنظرية الحوارية لأخلاق الأمانة، وإن كانت كلاهما تصل بين العالمين: المُلكي والملكوتي، بشكل أو بآخر، إلا أن الأولى تسلك طريق التغييب، مسندة الكمالات الإلهية إلى الإنسان كأنه من عالم الغيب؛ بينما تسلك الثانية طريق التشهيد، مخرجة المعاني الروحية المبثوثة في الفطرة إلى عالم الشهادة.






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
قديم 2016-06-10, 10:20 رقم المشاركة : 33
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: طه عبد الرحمن فيلسوف الأخلاق


حوار طه عبد الرحمن ومطاع صفدي على أرضية فلسفة جيل دولوز
















توفي المفكر السوري مطاع صفدي يوم فاتح رمضان1437/6يونيو2016،رحمه الله.


وهو من أكثر المفكرين العرب حماسة لفكر مابعد الحداثة،بعدما طلق نزعته الأيديولوجية البعثية.انغمس في الفلسفة الفرنسية،ودافع بحماسة وشراسة ويقينية عن فكرميشيل فوكو وجيل دولوز وجاك دريدا.وتكاد تكون مجلة#الفكر العربي المعاصر# ناطقا رسميا بهذا الاتجاه الفكري،وكان،رحمه الله، رئيس تحريرها.


اطلعت على كتابه:استراتيجية التسمية في نظام الأنظمة المعرفيه،ووجدت صعوبة في استيعاب الكثير من مضامينه.كما لم أستطع إتمام كتابه:فلسفة القلق،ولا كتابه:نقد العقل الغربي:الحداثة مابعد الحداثة.


ولكن ظللت حريصا على اقتناء مجلة:الفكر العربي المعاصر كلما وجدتها في الأكشاك.وكنت أطلع على دراساته الافتتاحية للمجلة.وعندما أصدر الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن كتابه:فقه الفلسفة2 القول الفلسفي،كتاب المفهوم والتأثيل،سنة1999،من منشورات المركز الثقافي العربي.وجدته في الباب الثالث يتعرض لنماذج من التأثيل المفهومي،وهي: الفلسفة والتأثيل عند هيدغر،وفلسفة الفلسفة والتأثيل عند جيل دولوز.وبعد أن أثبت طه أن فلسفة هيدغر هي ممارسة تأثيلية واسعة للمفاهيم الفلسفية،وأن هيدغر فيلسوف معاني لافيلسوف تصورات،تعرض لفسفة جيل دولوز والذي يعتبر الفلسفة ذات مهمة أصيلة وأساسية وهي:وضع المفاهيم،من خلال استثمار المعاني اللغوية والإمكانات التقابلية.فجيل دولوز يرى أن حاجة المفاهيم الفلسفية للسان الطبيعي أساسية؛إذ لا يمكن وضع الأسماء للمفاهيم دون التوظيف الأمثل للإمكانات الدلالية والتعبيرية لهذا اللسان.


فهذه العملية هي نوع من #التعميد#؛أي أن إطلاق الاسم على المفهوم الفلسفي هو تعميد له،بكل مايعنيه هذا التعميد،بنظر طه عبد الرحمن،من التزكية والتجديد والتحويل.


وهو مايبرز الجانب الإشاري في المصطلح الفلسفي.وقد اشتغل طه عبد الرحمن على كتاب جيل دولوزQU'EST-CE QUE LA PHILOSOPHIE، الذي ألفه مع صديقه فيليكس غاتاري،وهو كتاب مخصص للنظر الاستشكالي في المفاهيم الفلسفية.واستشهد طه عبد الرحمن بنص طويل لجيل دولوز يؤكد فيه أن المفاهيم الفلسفية تقترن أسماؤها بأسماء واضعيها؛فنقول:جوهر أرسطو،وكوجيطو ديكارت،والجزأ الذي لايتجزأ ل ليبنتس،وشرط الإمكان لكانط،وقوة شيلينغ،وديمومة بيرغسون.كما يحتاج بعض هذه المفاهيم الفلسفية إلى ألفاظ غريبة أو مستوحشة أو مستكرهة،وقد يحتاج البعض الآخر إلى ألفاظ مألوفة ومتداولة،تحوي نسقا من الدلالات لا تكاد تدركها أذن غير الفيلسوف.


وبعضها يحتاج المهجور من الألفاظ،والبعض يستدعي اللفظ المولد الذي يجري استثمار معانيه الأصلية بشكل يجاوز الحد المعقول.وهذا العمل الدقيق؛أي التسمية،هو نوع من التأثيل اللغوي كأنه رياضة تختص بها الفلسفة وحدها.فتسمية المفهوم الفلسفي،وفق جيل دولوز،عملية دقيقة وفنية تتطلب ذوقا فلسفيا حقيقيا يأخذ بعنف التصريح أو بلطف التلميح،عملية تنشئ داخل اللغة لغة للفلسفة،ليست مجرد معجم من الألفاظ بل نظاما من التراكيب التي ترقى إلى رتبة الجزالة الفخمة أو الطلاوة الأخاذة.وفي سياق هذا النقاش الفلسفي حول تسمية المفاهيم تعرض طه عبد الرحمن للمفكر السوري المرحوم مطاع صفدي الذي ترجم كتاب جيل دولوز المذكور.الترجمة التي صدرت عن مركز الإنماء القومي بتعاون مع المركز الثقافي العربي سنة1997.


وقد صنف طه ترجمة مطاع صفدي ضمن النوع التحصيلي،ضمن التقسيم الثلاثي الذي يضعه لأنواع الترجمات،كما بسطه في كتابه الضخم:فقه الفلسفة1،الفلسفة والترجمة،منشورات المركز الثقافي العربي،سنة1995.فقد حدد طه أنواع الترجمة في ثلاثة وهي:الترجمة التحصيلية والترجمة التوصيلية والترجمة التأصيلية.فالنوع التحصيلي،وهو الذي يصف به طه ترجمة مطاع صفدي،يجب ترك العمل به ماأمكن؛إذ يبقي على تمام التعارض بين الفلسفة والترجمة،وينقل كل ماتضمنه النص الأصلي،لفظا أو معنى،متمسكا بالصور التعبيرية للأصل على أساس أنها دليل على تمام المضمون الفكري،مما يوقع النص المترجم في تطويل العبارة بما يعقد الفهم ويبعد طريقه على المتلقي،كما أن بعض منقولات النص الأصلي قد تصادم مانشأ عليه المتلقي من اعتقادات في مجاله التداولي.أما النوع التوصيلي للترجمة فلا يتغلب على التعارض بين الفلسفة والترجمة،ولايستقل عن محاكاة النص الأصلي،وإن تجنب محاكاة صورته،كما لا يهتدي هذا النوع للعناصر الخادمة لخصوص التفلسف من العناصر الحاملة لعموم المعرفة،فيقع هذا النوع في التهويل المعرفي مما يوعر طريق الإنتاج الفلسفي على المتلقي.وأما النوع التأصيلي من الترجمة فإنه ينبني على لزوم الفلسفة لما يوافق الترجمة من الصفات،كما لاينقل من النص الأصلي إلا ما يناسب الأصول التداولية التي يأخذ بها المتلقي بعبارة مختصرة،مما يمكن المتلقي من وسائل التفلسف وشق طريق العطاء والإبداع.


فترجمة مطاع صفدي صنفها طه ضمن النوع التحصيلي،ورصد الآفات التي دخلت عليها من حيث الصياغة والإفادة،بما امتلأت به من وجوه القلق في التعبير والغموض في المضمون،فمما جاء في ترجمة مطاع صفدي للنص الذي اشتغل عليه طه وطبق على ترجمته مقتضيات النوع التأصيلي،قول صفدي:كلمة خارقة،ونقول في العربية:كلمة غريبة،أو كلمة غير مألوفة،أو كلمة حوشية،أوحتى كلمة وحشية،وجاء أيضا في نص صفدي:لاتترصدها الأذن،وفي العربية نقول:لاتدركها الأذن،وجاء أيضا:ينحت منطوقات،وفي العربية:يولد ألفاظا،كما ورد:تدشين المفهوم،والصواب تسمية المفهوم،أو وضع الاسم للمفهوم،أو إطلاق الاسم على المفهوم.كما تتبع طه جوانب من مظاهر الغموض المضموني في ترجمة مطاع صفدي؛من مثل ايراده كلمة:بعض،في موقعها الأول غير منسوبة إلى متعلقها،أو استعمال لفظ:الخالص في غير موضعه كما في قوله:الرياضة الفلسفية الخالصة،والمراد في الأصل هو:الرياضة التي تخص الفلسفة أو تختص بها الفلسفة،وفي قول صفدي أيضا:ذوقا فلسفيا خالصا،والمقصود في الأصل هو:ذوقا فلسفيا حقيقيا.واستعماله كذلك لفظ:السياق،حيث المراد في الأصل هو:التعبير المركب في مقابل:اللفظ المفرد.كما سجل طه خلط صفدي بين:علم الاصطلاح،وعلم الاشتقاق،وعلم التأثيل،وغيرها من الأمثلة.


فربما حماس مطاع صفدي لفسفة جيل دولوز وغيره من الفلاسفة الفرنسيين جعله يستهين بالمدخل اللغوي والتأثيلي الذي اقتفاه جيل دولوز بخصوصيته المتغلغلة في لسانه.فقد أثبت طه عبد الرحمن مالم ينتبه له مطاع صفدي في ترجمته لنص دولوز؛إذ وقف طه على إقرار جيل دولوز بالبنية الإشارية للمصطلحات الفلسفية،حتى جعل من التغلغل اللغوي للألفاظ مقصدا تتفرد به الفلسفة،ولو أنه لم يذكر الطريقة العامة التي اتبعها في استثمار إمكانات اللغة لبلورة مفاهيمه الفلسفية،عكس هيدغر الذي يطلع القارئ على طريقته في صناعة المفاهيم وفي تسميتها.ففلسفة جيل دولوز مملوءة بالمفاهيم الغريبة والحوشية والمتوعرة والخشنة،مستثمرا المخزون الدلالي للغته الفرنسية.


وعليه،ليست ترجمة مطاع صفدي لكتاب جيل دولوز،بنظر طه عبد الرحمن:إلا عقبة أخرى في طريق الوصول إلى الإبداع الفلسفي؛فقد أخطأت مقصدها التبليغي،وخاضت في أقوال لاعبارة فيها ولاإشارة تحتها.وهذا مايزيد يؤكد أن إحكام المدخل اللغوي في الترجمة،بكل مقتضايته التأثيلية أو التقابلية،هو المدخل الأساس للإبداع.








محمد همام





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 02:10 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd