الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الأخبار والمستجدات التربوية > منتدى أخبار التربية والتعليم


منتدى أخبار التربية والتعليم خاص بالأخبار والمستجدات التربوية الوطنية والدولية،مذكرات و مراسيم الوزارة ،المقالات التربوية الصحفية ...

شجرة الشكر1الشكر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2013-06-06, 12:35 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رفقا بأرقام التأجير .. معشر الجُباة



رفقا بأرقام التأجير .. معشر الجُباة



محمد طروس
الخميس 06 يونيو 2013 - 11:53
تفتح التماسيح البنكية أفكاكها الفولاذية في اليوم الأخير من كل شهر. تنفلت بقايا الرواتب والأجور نحو أنامل وجيوب الضحايا، ممتصَّة، معصورة، مجففة فاقدة للون والطعم والرائحة. تهرع الكائنات الشهرية من أصحاب السلاليم الأجرية مهرولة، جماعات وفرادى، نحو الوكالات البنكية المتناثرة في الأحياء الهامشية، قربا من البائسين.
ينتظر "الأستاذ أحمد" طلوع النهار بفارغ الصبر. ينهض مسرعا على غير العادة. يخرج من البيت نشيطا. يتجه إلى أقرب شباك أوتوماتيكي مفصِّلا في دماغه المتوثب ما سيتبقى من الراتب تفصيلا دقيقا. يوزعه على الدائنين التقليديين: السكن، الهاتف، الماء والكهرباء، الخضار، البقال، مصاريف المدرسة، وديون الأيام العشرة الأخيرة من كل شهر. نفس الديون المزمنة الضرورية والمصيرية. لا كماليات، لا مصاريف إضافية، لا علاج، لا دواء، لا سفر أو ترفيه. يتم التوزيع الذهني المألوف بسرعة فائقة.
لا يحتاج الأمر إلى عمليات حسابية معقدة. الراتب المتبقى بعد خصم الضريبة على الدخل من النبع، مستحقات شركات القروض. القائمة معروفة. العمليات الذهنية يسيرة ومألوفة. يطمئن على مصداقيته، على صورته لدى الدائنين. تزداد ثقته في قدرته على الاستدانة من جديد.
يقف الأستاذ أحمد ينتظر دوره وسط طابور المنتظرين أمام الشباك الأوتوماتيكي. يأتي دوره. يخرج حقيبته الجلدية القشيبة من قلة الاستعمال بحركة لا إرادية. يستل بطاقة بنكية لا ترى النور إلا عند مطلع كل شهر. يبسمل. يدفع البطاقة داخل الشباك. يركب القن السري بخفة ورشاقة. رقم سري قد ينسى التشهد، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينساه.
تنفتح لوحة المفاتيح. يضغط على زر الاطلاع على الرصيد للاطمئنان على سلامة الراتب، على الأقل، إن لم تكن هناك إحدى المفاجآت السارة النادرة. مسكين. كانت النتيجة غريبة، مخالفة للتوقعات: الراتب غير موجود. الأستاذ أحمد مدين للبنك بمائتين وخمسين درهما. أمر لا يصدق. يعيد العملية. نفس النتيجة. البرامج المعلوماتية لا تكذب. يتأكد أستاذنا من وضعية الرصيد. لا شك أن المؤسسة البنكية نسيت أن تقوم بالتحويل. لا. لا بد أن هناك خطأ ما، أو أنه ببساطة أتى باكرا. يا ليت الأمر على هذه الصورة. الأمر مستبعد. يأتي أستاذ زميل، يشبهه في كل شيء. يستنطق الشباك. يسحب نقوده. يلتفت إلىه باسما: " لقد تم التحويل كالعادة. أحترم في الأبناك الوطنية انضباطها في المواعيد".
ينسحب. يظل الأستاذ أحمد متسمرا في مكانه. تنط أمام عينيه صور الدائنين في رقصات بهلوانية. يستفيق من صدمته. يقرر التحرك بسرعة. يقتحم باب الوكالة البنكية مستفسرا.
يحيله الشخص المكلف بالأمن الخاص على الموظف المسؤول. نفس النتيجة. لا يمكن أن يكون هناك فرق بين المسؤول والشباك. ينصت مدير الوكالة إلى احتجاجه برقة ولطف لا متناهيين. يتفهم وضعه. يجري بعض الاتصالات الهاتفية بالبنك المركزي. نفس النتيجة. لا علاقة للبنك بمصير الراتب. يضاعف المدير من رقته التجارية. ينصحه بالصعود إلى المنبع.
يسابق الأستاذ أحمد الزمن. يطوي المسافة بين الرباط والبيضاء منكمشا في أحد مقاعد القطار المكوكي. يتمنى لو تحقق حلم القطار فائق السرعة. يجتاز تمرين سيارات الأجرة الرباطية بسلام. يجد نفسه وجها لوجه أمام الموظف المسؤول عن مصلحة الرواتب. يسأله الموظف باسما عن رقم تأجيره. يدخله إلى الحاسوب. يخبره دون أن ينظر إليه: " لم تتوصل براتبك. لسبب بسيط" . يبتسم الأستاذ أحمد اطمئنانا. يواصل الموظف: " لقد تم تنفيذ الأمر باقتطاع ما بذمتك من مستحقات ضريبية لفائدة الدولة." يصعق الأستاذ. يتساءل:
" أية ضرائب؟ إنكم تقتطعون كل شهر نصف الراتب تقريبا كضريبة على الدخل". يلتفت إليه الموظف في جدية مفتعلة. " قضي الأمر. تماطلت في أداء ما عليك من ضرائب غير الضريبة على الدخل. نسيت الضريبة الحضرية أيها المحترم ". يصعد الدم حاميا إلى رأس الأستاذ البارد كالثلج. تستولي عليه الرغبة في الصراخ، في الانقضاض على الموظف المتعجرف، في تدمير حاسوبه. يمنعه رأسه البارد من الحركة. يفضل الحوار. يخاطب رئيس المصلحة بهدوء وتودد: " أعرف أنك لست مسؤولا عما حدث، وأعرف أنك أيضا معرض لهذا النوع من العقاب.
لكن هلا فسرت لي هذا الشطط في استعمال السلطة. تقتطعون دون إنذار، دون إخبار أو إشعار. تنزلون القرار كالسيف وكـأننا حشرات سامة أو كائنات طفيلية. ظلم كبير. هذا السلوك المافيوزي لا يليق بدولة تصف نفسها بكل الإيجابيات الموجودة في القواميس ". يمتعض الموظف، ليس دفاعا عن الدولة، وإنما خوفا من أن يساير الأستاذ أحمد في هذيانه وتمرده، فيستسلم للبكاء. " انتهت الزيارة". يلتفت إلى الطابور الطويل من أشباه أحمد: "الرقم الموالي؟"
يستسلم الأستاذ أحمد، يطأطئ رأسه وينسحب. تدور في رأسه جملة رئيس المصلحة الأخيرة. يدرك أنه مجرد موظف بصيغة المفعول، ينضبط للأوامر ويبتلع الخيبات. مجرد رقم في عملية حسابية دقيقة جدا، لا يأتيها الباطل من أي مكان؛ عملية رقمية خالصة معلوماتية مبرمجة بكيفية تلقائية وبقدر عال من الموضوعية والحياد. عملية بيروقراطرقية لتحقيق الموازنة الرقمية بين المداخيل والنفقات، ولا مكان في برمجتها للأبعاد الإنسانية والنفسية والاجتماعية والحضارية، والكثير من الديماغوجية والكلام الفارغ الطنان الذي يتقنه السياسيون والدجالون والجباة. الاقتطاع مجرد عملية رقمية بريئة.
لا يمكن للأرقام أن تحتج على العمليات المتقنة. ولم يحدث يوما أن راسلت الأجهزة الحسابية رقما تشعره أنها ستضاعفه أو تجري عليه عملياتها الأربع أو تسند إليه قيمة سالبة أو موجبة. إحساس رهيب أن يُختزل أستاذ يحيط نفسه بهالة من الأوهام إلى مجرد رقم. لم يسعفه الحقل المعجمي السالب في وصف الصورة الدونية التي كوًّنها عن ذاته. شعر أن عبارت الذل والمسكنة والمهانة والاحتقار وكل محاقلاتها قاصرة وعاجزة عن الإيفاء بالمطلوب. بدا له المعجم السياسي المتداول تافها عقيما مليئا بالدلالات الطوباوية.
يصعد إلى القطار رقما سالبا. ينظر إلى الأرقام المتراكمة في المقاعد المرقمة. يستبق الزمن. تتراءى له زوجته وطابور المدينين الطويل المرصوص أمام بيته في تلهف وانتظار إطلالته الباسمة. تتراءى له ردود أفعالهم العنيفة. يبتسم. تستهويه الحقيقة. إنهم بدورهم مجرد أرقام. الكل أرقام بدون أبعاد إنسانية، بدون كرامة. ما عدا ذلك أكاذيب وأباطيل وأراجيف، وشعارات إصلاحية وتوصيات تتبخر مع نهاية الملتقيات الاستجمامية. يبتسم. يطمئن الجباة، تنتعش الآلة الحسابية .. تتناسل الأرقام.






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=651184
التوقيع

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 17:54 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd