2013-06-04, 23:21
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | حالات اعتداء الأساتذة على التلاميذ .. هل أصبحت تشكل ظاهرة أم مجرد حالات معزولة؟ | حالات اعتداء الأساتذة على التلاميذ .. هل أصبحت تشكل ظاهرة أم مجرد حالات معزولة؟ رضوان الحسني أثارت بعض الأحداث التي شهدتها مؤسسات تعليمية، مؤخرا، نقاشا محتدما حول مدى صحتها أولا، ثم مدى بلوغها درجة «التهويل والترهيب» من فضاءات المؤسسات التعليمية، ففي الوقت الذي يذهب البعض إلى اعتبار تلك الأحداث ظاهرة لا ينبغي المرور عليها مرورَ الكرام، ذهب حسن قرنفل، المتخصص في علم الاجتماع، إلى غير ذلك، وقال إن العشرات فقط من بين آلاف رجال التعليم من يتورّطون في مثل تلك الأحداث، التي اعتبرها مجرّدَ حالات معزولة، قد تحدُث بفعل الضغط اليومي الذي يتعرّض له الأساتذة بشكل يوميّ أثناء مزاولتهم مهامّهم، لكنه يرى كذلك أنها أحداث تقتضي من الجهات المسؤولة إعادة النظر في معايير انتقاء العاملين في قطاع التعليم بصفة عامة، وضرورة إجراء اختبارات سيكولوجية من أجل اختيار العاملين فيه القادرين على حسن الإنصات والاستماع والعطاء..
استأثرت الأخبار التي تناقلتها، مؤخرا، عدد من وسائل الإعلام حول بعض الممارسات التي صدرت عن بعض نساء ورجال التعليم أثناء مزاولتهم مهامّهم، باهتمام الرأي العامّ والمتتبعين للشأن التربوي، وكثرت حولها «التحليلات»، التي ذهب بعض أصحابها إلى نظرية التعميم، ووضع البيض في سلة واحدة.. فسواء صحّت تلك الروايات التي تناقلتها الجرائد والمواقع الإلكترونية أو أنها ما زالت تحتمل روايات أخرى، بالنظر إلى ضلوع بعض الصراعات الخفية داخل قطاع التربية والتكوين، التي «تقتات» في كثير من الأحيان من بعض الممارسات التي تبدو شاذة.. (سواء صحت أو لا) فإنّ الصورة السيئة التي تخلفها مثل تلك الأحداث في نفوس آباء وأولياء التلاميذ وكذا نساء ورجال التعليم الغيورين على القطاع يصعب أن يتم اقتلاعها من مخيلة العديد من هؤلاء، مهْمَا تفرّعت الروايات وتعددت التبريرات.. كما أنّ عددا كبيرا منهم نساء ورجال التعليم هم آباء وأمهات لأطفال، ويشعرون -مثلهم مثل باقي الآباء والأمهات- بغصّة في نفوسهم كلما بلغت إلى مسامعهم مثل تلك الأحداث. لكن ما يمكن التسليم به هو أن أحداثا من قبيل وضْع أستاذة أصبعَها في دبر تلميذها كنوع من «العقوبة» أو إجبار أستاذ تلميذاً على شرب سائل قيل إنه «بولـُه».. وحالات الاتهامات بالتحرّش بالتلميذات... كلها أحداث (إن ثبت أنها حقيقية وأقرّتها اللجن التي توكل إليها مهمّة التدقيق في مثل هذه الوقائع وإنجاز تقارير حولها) فهي تستوجب وقفة تأمل طويلة، وربما تكون بمثابة دق لناقوس الخطر لدى العديد من نساء ورجال التعليم، لتنبيههم إلى ضرورة إعادة النظر في طرُق تعاملهم مع تلاميذهم (الأطفال ) وكذا الانتباه أكثر إلى نوعية العلاقة التي قد تربطهم بهؤلاء الأطفال، الذين يقضون معهم أوقاتا ربما أكثر من تلك التي يقضونها مع أسرهم.. وعلى كل حال فإنّ بعض هذه الوقائع معروضة اليوم على أنظار القضاء للبتّ فيها، وأخرى تنجَز في شأنها تقاريرُ الجهات المعنية في انتظار تحديد ما إن كانت ممارسات «سادية» حقيقية أم إنها مجرد فلتات أعصاب في لحظات مزاج عكر، أو ردود أفعال نتيجة ظرف معيّن قد لا تظهر عواقبها لمرتكبيها إلا بعد تجاوزهم فترات الانفعال .. حوادث معزولة الأكيد أنّ مثل هذه الأحداث لن تمر على الكثير من نساء ورجال التعليم مرور الكرام، فقد اعتبر كثيرٌ منهم أنّ في الأمر «تحامُلا كبيرا» على العاملين في قطاع التعليم، وأنّ أكثرَ من تلك الممارسات ربما تصدر من مسؤولين وموظفين في قطاعات أخرى وبأشكال أبشع أحيانا، لكنها عندما تقع داخل قطاع اسمه «التعليم» تتحول إلى أخبار «ضخمة» وثقيلة، لأنّ العرف يقضي أن يكون رجُل «التعليم» القدوة لتلاميذه، وأن يكون الأكثرَ اتزانا ورزانة واحتراما لموقعه كمُرَبٍّ للأجيال..
واعتبر كثير ممن تلقفوا مثل تلك الأخبار أحداثا معزولة لا يمكنها أن تؤثر على سمعة الآلاف من نساء ورجال التعليم الذين أفنوا ويُفنون زهرة أعمارهم في تربية الأجيال لسنوات طويلة، بكل تفان واجتهاد، وتربطهم علاقة حبّ وود حقيقية بتلامذتهم قد تبلغ درجة ذرف الدموع في لحظات الفراق أو أثناء مغادرتهم هذا القطاع في صمت، أو على هامش حفل تكريميّ «بئيس» بتمويل من مساهمات زملائهم..
وفي تعليقه على الأحداث التي تناقلتها وسائل الإعلام قال حسن قرنفل، أستاذ علم الاجتماع، في تصريح لـ«المساء التربوي»، إن «المفروض ألا تقع الأمور التي قرأنا عنها في مؤسسات تعليمية، والمفروض أن الآباء يأتمنون الأساتذة على أبنائهم، لكنْ لا يجب أن كذلك أنْ نعتبر أنّ كل نساء ورجال التعليم يمكن أن تنطبق عليهم بعض تلك الأوصاف التي أطلقت في حقهم.. فمن بين الآلاف من الأساتذة هناك فقط العشرات ممن يتورّطون في مثل هذه الأحداث، إذ يمكن اعتبار هذه الحالات مجرّد حالات معزولة، يجب التعامل معها بحزم في حال ثبوتها بطبيعة الحال».. وأضاف قرنفل أن وقائعَ مثل هذه تقتضي من الجهات المسؤولة إعادة النظر في معايير انتقاء العاملين في قطاع التعليم بصفة عامة، فلا يكفي أن يكون الأستاذ متوفرا على شهادات عليا مناسِبة أو على معدلات مرتفعة لتقلد مسؤولية العمل في هذا القطاع، لأنّ الأمر -حسب قرنفل- يتعلق بمهنة تتطلب مهارات وصفات معينة، كالقدرة على الإنصات والاستماع والقدرة على العطاء.. كما يجب أن تكون هناك اختبارات سيكولوجية من أجل اختيار هؤلاء الأشخاص. وأكد المتحدّث ذاته أنه مع الضغط اليومي الذي يتعرّض له نساء ورجال التعليم أثناء ممارستهم مهامهم يمكنهم أن يسقطوا في بعض السلوكات، من قبيل التي لاحظناها في الأيام الأخيرة في بعض مناطق المغرب .. دور العامل النفسي قال قرنفل «إن الأمر هنا لا يتعلق بأشخاص أشرار لهم نية الاعتداء على تلاميذ، بل بأحداث تقع في لحظات عدم التحكم في الأعصاب نتيجة إرهاق بدنيّ أو ضغوطات الحياة الأسَرية، التي قد لا يستطيع الأساتذة التخلص منها أثناء مزاولتهم عملهم.. ولهذا لا بدّ من انتقاء أشخاص قادرين على التحكم في أعصابهم».
وقال الباحث في علم الاجتماع إن ما يعطي لمثل هذه الأحداث شحنة قوية وتأثيرا إعلاميا كبيرا هو كونها صادرة عن رجال تعليم مفروض فيهم -في نظر الناس- توفرهم على سلوك نموذجيّ مع الأطفال، ومفروض فيهم أداء أدوار تكميلية لدور الآباء، وبالتالي «يجب أن يشكلوا منبعاً للعطف والحنان في نظرهم.. أما السبب الثاني الذي يُحَول مثل هذه الأحداث إلى عناوينَ بارزة فهو كون من يتعرّضون لمثل هذه الممارسات هم أطفال قاصرون.. والذين لا يجب أن يتم إغفال التأثيرات النفسية التي تخلفها مثل تلك الممارسات في نفوسهم، لذلك فهم محتاجون إلى تتبّع نفسي واجتماعي
لتجاوز تلك المخلفات والتـأثيرات النفسية» .. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=650789 |
| |