2013-04-20, 19:17
|
رقم المشاركة : 5 |
إحصائية
العضو | | | رد: حوافز النجاح:تقدير الذات والاعتزاز بالنفس |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن الاكرمين
ان بنية الذات الانسانية تنطوي على بيانات تتاطر بماهية قوى تتحكم في النتائج الوصفية المحصل عليها ،بينما تكون الحصيلة الوصفية تتميز بالايجابية اوقد تكون عكس ذلك... فماهية القوى الذاتية تنشطر الى ثلاثة أصناف مع امكانية طغيان احد االاصناف على الاخر او التساوي فيما بينهما، فأولى الماهيات هي القوى المعنوية والثاني القوى الروحية،اما القوة الثالثة فهي المادية. فعلو بياينات العمل لدى الفرد يتحدد بمقدار ما يملكه من قوى ،بينما ينحو نسق الفعل المنعكس بالايجابية /السلبية حسب الابواب الثلاثية في تجمعها او في تفرقها... فاذا كانت القوى المادية تمثل العنصر الضعيف في البنية من خلال ارتباطها الوثيق بالوسائل الذاتية لاشباع الشهوات الحسية للجسم ،فان القوى المعنوية تكتسب من خلال التنشئة الاجتماعية ومدى ضبطها لمشروعية العقد الاجتماعي المراد تحقيقه،فيما تستند القوى الروحية الى قدرة الذات في ادراك صلتها بالخالق عز وجل وهي اعلى المراتب فعالية... ولتاطير توجهنا هذا من حيث جوانب منهاج التحليل يلزم ان نقف عند كل عنصر من تلك القوى المتحكمة في الذات: القوى المادية: هي قوة محدودة تبعا لارتباطها بعوامل حسية (الشهوات) وبانفرادها من فرد لاخر من خلال تماثلها او تقاطعها ،ففي ضعفها يتكون عند الفرد تبخيس للذات /الاتكالية/العدمية /التقاعس...ويتولد رد فعل سلبي على الذات والمحيط...فمثلا يكون مترددا واندفاعه في اسوء درجات المحدودية عند وجوب المقاومة / التضحية مثلا..... القوى المعنوية: هي تلك القوى الذاتية المحفزة لتحقيق هدف معين ،وهي رغبة تتجاوز المفاهيم المادية الحسية الى بسط القناعات الذاتية كسلطة مندفعة لتكسير الظلم /الاستعمار ...مثلا القوى الروحية: وهي الاسمى لأنها شعور وجداني ذو نسق مؤطر بالصلة بالله ،فمقدرة انجاز امر ما و قوة وسرعة الفعل مرتبط بالايمان القوي بما يطلبه الخالق من عبده. ان تصريف القوى الروحية على ارض الواقع لهو البعد الديني الذي اشتغل عليه السلف الصالح لنشر ونصرة الدين الاسلامي ...،فالتضحية /التطوع/الجاهزية /النصر...لهي التربية الاسلامية الذي حث عليها الدين ،فروح الانسان مملوكة بيد الخالق جل وعز،من تم كان نيل النصر في معركة او غزوة ما هي تحقيق لأوامر الاله بنيل الشهادة بالفوز الدنيوي /الاخروي.... فالدفع بسمو القوة الروحية كأساس لا ينفي عدم الارتباط بين ما هو مادي/معنوي معها ،فهذه العملية تستوجب التاهيل/التربية /التكوين ...لا ن هناك عناصر خارجية وغير ذاتية موجبة الارساء عند الفرد، وهي عملية تتطلب تداخل شركاء التربية عامة... فاول الفاعلين مؤسسة الاسرة لدورها الريادي في التنشئة وغرس القيم الدينية بشكلها الصحيح،تم تليها ولاية فقهاء الامة في تحديد المقاصد الشرعية للقيم الروحية المستوجبة للتضحية في سبيل الدين /الوطن/الامة... ،ولا ننسى المؤسسة المدرسية ودور الاطر التربوية في زرع الوازع الديني /الوطني ... لا انكر ان الامر اشكل علينا بالتدافع بين الاصالة والمعاصرة،فصرنا قاب قوسين من افتقاد الملمح الديني والوطني إلا من حفظ الله...لا انكر اننا انتقلنا من الذاتية بكل حمولاتها الثلاثية الى الفردانية البراغماتية ذات الصبغة المتحللة من المقومات الدينية/ الوطنية او المتعصبة بشكل مفرط .... ان الاشتغال ضمن منطق الوسطية لهو الامر الامثل لاحتواء كل عمل سلبي وتحويله كفعل ايجابي ،ولن نمتلك هذا الا من خلال خطة عمل امة تحدد الاولويات الواجب امتلاكها عند الافراد كقوى محركة وفاعلة في بناء مجتمع متصالح مع ذاته ... وجهة تظر قابلة للنقاش والتعديل بارك الله فيك أخي محسن على وجهة نظرك في موضوع بناء الفرد واعتزازه بنفسه وبناء ذاته انطلاقا من مقومات التربية الدينية والوطنية التي يتلقاها الفرد داخل المجتمع.
وقد زادت المداخلة الموضوع أهمية وفتحت جوانب أخرى للحوار والنقاش .فشكرا لك على مرورك الجميل وبصمتك الأجملز
تحيتي... | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |