الحياة المدرسية وترسيخ روح المسؤولية - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2012-12-13, 21:41

رقم المشاركة : 1

صانعة النهضة

مراقبة عامة

إحصائية العضو

صانعة النهضة غير متواجد حالياً

الحياة المدرسية وترسيخ روح المسؤولية

تعتبر المدرسة الفضاء الأمثل لتصوير نموذج الحياة الاجتماعية ، فهي التي تنسج الأنشطة المعرفية والقيمية والمهارية لتكوين شخصية االمتعلم (مواطن الغد) وتطعيم ثقافته وتنمية رصيده المعرفي والثقافي والوجداني، بهدف تعزيز إمكاناته الذاتية وقدراته ، ومن بين القيم التي تعمل المدرسة على ترسيخها : ثقافة الحق والواجب وثقافة المسؤولية في المجتمع وتطوير معناها الاجتماعي، ووضعها في سياق التعاون والتكافل والتآزر والتضامن والتكامل.

من أجل ذلك تحتاج المدرسة إلى الانفتاح على محيطها ، ليتم التكامل في توجيه المتعلم ، آباء كانوا أو أولياء أمور أو مجتمع مدني... فالحياة المدرسية كفيلة بصنع نقلة نوعية للمتعلم حتى ينخرط بوعي ومسؤولية في بناء قيمه الدينية والوطنية وأهمها قيمة تحمل المسؤولية.

وأقصد بالحياة المدرسية الحياة التي يعيشها المتعلم في جميع الأوقات والأماكن المدرسية حتى خارج الزمن المدرسي للمتعلم،ومنها فترة استراحته/فترة مزاولة الأنشطة المدرسية والانخراط بأنديتها /مواقع الزيارات والخرجات التربوية/الملاعب الرياضية بالمؤسسة ....والإسهام في تربية المتعلم وتوجيهه من خلال الأنشطة التربوية والتكوينية المبرمجة والتي تطور عنده المهارات المعرفية والقيم الروحية والوجدانية والمهارات الحس حركية التي تنمي ذاته وتصقل مهاراته وتهذب قيمه،و يدخل في الحياة المدرسية كل الفرقاء المعنيين بالتربية والتعليم : متعلمون/مدرسون/إدارة تربوية/أطر التوجيه/أمهات وأباء/جمعيات المؤسسة والشركاء...

فمن خلال هذا التعريف للحياة المدرسية ندرك سعيها لتحقيق الإنفتاح على محيطها الخارجي باعتباره الإمتداد الطبيعي لحياة المتعلم بعد حصة الدرس داخل الزمن المدرسي.

كما يتضح مدى تداخل كل هذه الأطراف في توجيه الأبناء وتربيتهم على القيم ومنها قيمة تحمل المسؤولية ، الشيء الذي ينعكس إيجابا علي المتعلم و يسهم في تحسين التعليم وتجويده، و يزيد من فاعلية المدرسة في تحقيق وظيفتها التربوية، وترسيخ ثقافة المسؤولية لدى جميع أفراد المجتمع .

فالمدرسة الجيدة هي تلك التي تمكن من بناء علاقة جيدة ما بين أفراد محيطها المجتمعي و هي التي تستطيع أيضا زرع العادات الإيجابية وترسيخ القيم المنبنية على الإحساس بالمسؤولية، عن طريق زرعها في المتعلمين الصغار باعتبارها ثاني آلية للتنشئة الاجتماعية داخل المجتمع بعد الأسرة .

إلا أن المحيط الذي ينتمي إليه المتعلم يجب أن يسهم في ترسيخ هذه القيم ولا نترك المجال للمتعلم يلمس التناقض والتناقض الرهيب أحيانا ... فنجنبه السلوكيات السلبية حتى لا يتأثر بها ويصبح رقما مضافا (عند كبره) لثقافة التبرير والتملص من المسؤولية وتحميل مسؤولية الإخفاقات للآخر بدل الإعتراف بالخطأ وثقافة تغليب المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة....

.
فلكي نربي جيلا مسؤولا لابد من تحقيق التفاعل المجتمعي،ولابد من تكاثف الجهود بين مكونات الحياة المدرسية ليستقر ويتماسك أفراد المجتمع ويتمكنوا من صناعة رجال الغد وقد تغذوا القيم الدينية والوطنية المتشبعة بروح المسؤولية حتى ينهضوا ببلدهم ويكونوا خير خلف لخير سلف لا العكس.

بقلم: صانعة النهضة

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=608597

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2012-12-13 في 21:45.

2012-12-19, 07:42

رقم المشاركة : 2

صانعة النهضة

مراقبة عامة

إحصائية العضو

صانعة النهضة غير متواجد حالياً

رد: الحياة المدرسية وترسيخ روح المسؤولية

فمن مظاهرإسهام المدرسة في ترسيخ روح المسؤولية لدى المتعلم ، إستفتاح الأسبوع الدراسي وختمه بتحية العلم التي يؤديها المتعلمون جماعيا وهم مصطفون كل إثنين وسبن صباحا . هذا مظهر جميل في ربط المتعلم بنشيد وطنه وراية بلده للمزيد من تعميق قيم حب الوطن وتحمل المسؤولية.
ولكن ملاحظتي المتواضعة أسجلها في كون بعض التلاميذ يتعمدون التأخر عن تحية العلم ،وآخرون يختبئون بين الأشجار وفي الحديقة ...هروبا من أداء التحية،والبعض يقف في الصف ولا يجرأ على ترديد النشيد الوطني...فما السبب في هذا السلوك؟؟؟ وما دور الأستاذ هنا في مثل هذا المظهر؟