2012-09-05, 16:39
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: "الزهايمر".. خرفٌ يصيبُ المسنين | ( 2 ) ألخرف ... بعكس الهذيان فإن وعي المريض هنا لا يشوش،
غير أنه يفقد القدرة العقلية والفكرية والذكاء والمهارات الاجتماعية، وقد دلت الدراسات على أن نحو 10 في المئة من الناس فوق سن 65
يعانون من الخرف، في حين تبلغ هذه النسبة عند المسنين الذين
يبلغون من العمر 75 عاماً وما فوق 20 في المئة.
وإذا كان المريض تحت سن 65 تدعى حالته
"الخرف ما قبل الشيخوخة" Presenile Dementia،
أما إذا كان المريض فوق سن 65 فتدعى حالته
"خرف الشيخوخة" Senile Dementia.
وأشارت الدراسات أيضاً الى أن 71 في المئة من مرضى الخرف
يعانون من مرض الزهايمر. أسباب الخرف
تقسم الأسباب المؤدية للخرف الى قسمين رئيسيين يؤثران في الدماغ، هما: 1- أسباب داخل الجمجمة:
-الصدمات: صدمات متكررة للرأس (الدماغ)، مثل الملاكمة وكرة القدم.
-العدوى: الإيدز، السفلس، التهاب الدماغ والسركويدية.
- أمراض الأوعية الدموية: التهاب الشرايين الدماغية، انسداد الشريان السباتي Carotid Artery، والخرف متعدد الاحتشاء Multi-infarct.
- آفة تحتل حيزاً: ورم، نزيف تحت الأم الجافية Subdural.
- إنحلال (انحطاط) Degeneration: خرف الشيخوخة، مرض الزهايمر، الشلل الرعاشي Parkinson والتصلب المتعدد Multiple Sclerosis.
- الضمور الكحولي Alcoholic Atrophy. 2 - أسباب خارج الجمجمة: - استقلابي Metabolic: فشل الكبد، التأثيرات السرطانية، وتبلون الدم Uremia (تجمع البول في الدم). - الغدد الصماء Endocrine: ميكسيديما، مرض أديسون، هبوط السكر في الدم، أمراض الغدد نظيرة الدرقية Parathyroid. - نقص الأكسجين Anoxia: فقر الدم الشديد Anemia، فشل القلب والجهاز التنفسي المزمن. - سموم: الكحول، البربيتورات Barbiturates، التسمم بالمعادن الثقيلة. - نقص الفيتامينات: النقص المزمن والملحوظ لفيتامينات B1 و B12 وحامض الفوليك. الصورة السريرية للخرف
تعزى العلامات والأعراض السريرية للخرف الى التدهور العام في الوظيفة العقلية Intellect، وتبدأ تدريجياً بحيث تتمكن التغيرات العقلية المرضية من التقدم والتطور والرسوخ دون ملاحظتها مبكراً.
ويلاحظ أن بعض الحالات المرضية التي تسبب الخرف غير قابلة للإصلاح والتراجع، وبالتالي غير قابلة للعلاج والشفاء،
وأكثر هذه الحالات شيوعاً لدى كبار السن والشيوخ هي:
مرض الزهايمر والخرف متعدد الاحتشاء.
أما الحالات القابلة للتحسن والعلاج، فهي:
الحمى، فقر الدم، الجفاف، نقص الفيتامينات، سوء التغذية،
التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية، فشل القلب والكبد، مرض أديسون، هبوط السكر في الدم، أمراض الغدة الدرقية ونظيراتها
والصدمات الخفيفة على الرأس.
لذلك فإن التدخل العلاجي السريع في مثل هذه الحالات قد يؤدي
الى تلاشي وعدم رسوخ الخرف الناتج منها. المظهر والسلوكيات: يكون المريض غير متعاون مع أفراد عائلته،
ولا يستطيع التعامل مع المواقف والأوضاع الاجتماعية،
وعادة ما يكون شارد الذهن، مشوشاً وغير هادئ.
ومن المحتمل أن يلجأ إلى السرقة من الحوانيت
(غير متعمد، أي دون إدراك ما يفعل)،
كذلك من المحتمل أن يلجأ الى سلوك جنسي وغير أخلاقي،
مستهجنة وغير لائقة اجتماعياً، مثل مداعبته لجهازه التناسلي
أمام الآخرين، أو التبول في الشارع علناً، أي دون الانزواء
في ركن أو زاوية من زوايا الشارع.
ومع تقدم المرض تبدأ علامات إهمال الذات بالظهور،
فنرى المريض لا يهتم بقواعد النظافة والسلامة العامة والذاتية،
ثم يفقد السيطرة والتحكم بالبول والغائط. تدهور الذكاء والقدرات العقلية: يفقد المريض المقدرة على معرفة
المكان والزمان والإنسان، وحتى الذات (تيهان أو توهان).
ويضطرب عنده التركيز والانتباه، ويعاني من فقدان الذاكرة Amnesia (وهذه من أبرز أعراض الزهايمر) وبخاصة الذاكرة الحديثة والجديدة،
مثل نسيانه لمكان ممتلكاته الخاصة والشخصية
(أي أين وضع حقيبته أو نظاراته؟).
كذلك فإن المريض ينسى أين كان قبل فترة وجيزة؟
ومن المحتمل أن يتوه أو يفقد طريقه الى البيت،
أو أماكن عادة ما تكون مألوفة لديه،
ومن الصعب عليه تعلم أو اكتساب معلومات جديدة. تشوش وسوء التفكير: يلاحظ لديه بطء الكلام والتفكير،
ويعاني المريض من ضلالات (توهم) Delusions، وتعرف الضلالات بأنها
معتقدات خاطئة، يتمسك بها المريض عن إيمان واقتناع راسخين،
رغم كل الدلائل والبراهين المعارضة لها
(أي لا يمكن إثباتها بالحجج والبراهين)،
ولا يشاركه معتقداتهالخاطئة هذه أشخاص آخرون من نفس الخلفية
الثقافية والاجتماعية والذكاء. ومن أهم الضلالات التي يعاني
منها المريض ضلالات الاضطهاد Persecutory،
وهي معتقدات تتعلق بأشخاص أو منظمات، حيث يعتقد المريض خطأ
بأن شخصاً أو جماعة من الناس تحاول إلحاق الأذى والضرر به،
أو الإساءة له ولسمعته أو حتى قتله.
فمثلاً، بسبب نسيانه لمكان وضع فيه ممتلكاته الخاصة وعدم تمكنه
من العثور عليها، يعتقد خطأ أن أفراد عائلته أو المقربين اليه يسرقونه، كذلك يعاني من ضلالات زورانية Paranoid، وهي عبارة عن
مجموعة من ضلالات الاضطهاد والعظمة والجنس والغيرة. تشويش الإدراك الحسي: من المحتمل أن يعاني المريض من جميع أنواع الهلوسة Hallucinations وتعرف الهلوسة بأنها تسجيل المنبهات
الخارجية دون وجودها الفعلي
(بمعنى آخر هي إدراك حسي غير قائم على أساس أو
تأثير منبهات خارجية = الحواس الخمسة)،
فمثلاً رؤية المريض لحيوانات أو أشخاص غير موجودة، أو سماعه
لصوت شخص يتكلم معه، بينما في الحقيقة لا يوجد أحد هناك يتكلم،
وهكذا الأمر مع باقي الحواس.
وأكثر الهلوسات الخاصة بالذهان العضوي، هي الهلوسة البصرية Visual، غير أن المريض قد يعاني من باقي أنواع الهلوسة
(السمعية والذوقية والشمية واللمسية). تشويش المزاج: يلاحظ في مراحل المرض المبكرة هيجان
أو قلق Anxiety أو اكتئاب. ومع تقدم المرض يبدأ المريض
بالمعاناة من المزاج المتقلب وغير المستقر. البصيرة الذاتية Insight: تكون البصيرة الذاتية عند المريض مشوشة. وتعرف البصيرة الذاتية بأنها إدراك المريض لطبيعة وأسباب حالته المرضية. غير أن المريض هنا لا يدرك ولا يتقبل حقيقة كونه
مريضاً وبحاجة لعلاج. علاج الخرف
من المهم جداً معرفة المرض الذي يقف وراء حدوث الخرف، ففي حالة كون السبب قابلاً للعلاج يجب علاجه في أسرع وقت ممكن.
أما في حال كون السبب غير قابل للعلاج، فيجب تقديم الدعم المعنوي والإرشادي لعائلة المريض، وإرشادهم عن كيفية العناية به من ناحية الصحة العامة والنظافة والتغذية.
فالدعم والإرشاد لأهل المريض يساعدان على التغلب على الإحباط والقلق والارتباك الذي يدخل عادة فيه الأهل.
وبما أن نسبة كبيرة من المسنين، في المجتمعات العربية والمصابين بالخرف، يبقون في بيوتهم ولا يعيشون في المؤسسات الخاصة بالمسنين، فإنه تقع على عاتق المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية مسؤولية تقديم المساعدة البيتية لهم، مثل إرسال أفراد للمساهمة في التثقيف الصحي للأهل، وبخاصة من جهة العناية الصحية والنظافة وتوفير الغذاء والملابس المناسبة، إذا احتاج الأمر ذلك.
ويفضل عدم إعطاء الأدوية المضادة للذهان أو الاكتئاب إلا في حالات خاصة، لأنها قد تشكل خطراً على المريض وأهله، مثل الهيجان والضلالات والهلوسة، التي قد تؤدي بالمريض الى سلوكيات محرجة أو خطيرة. عواقب الخرف
كما ذكرنا سابقاً، ففي حال كون السبب قابلاً للعلاج فقد تكون النتيجة جيدة، غير أنه في معظم الحالات يكون الخرف غير قابل للعلاج، وبالتالي تكون العواقب وخيمة. فمثلاً يؤدي مرض الزهايمر الى الموت بعد 5 – 15 سنة من تشخيص المرض.
من أهم خصائص مرض الزهايمر انه يسبب فقداناً تدريجياً للذاكرة (نسيان)، يتبعها خرف بطيء التطور.
اما التغيرات التشريحية التي تصيب الدماغ، والمرئية بالعين المجردة، فتتمثل في تناقص حجم، او مقدار، التلافيف gyri المخية للفصين الجبهي Frontal والصدغي Temporal، مع الحفاظ النسبي على كل من القشرة المحركة والحسية. في حين تتمثل التغيرات المجهرية في الدماغ في زيادة ظهور تكوينتين شاذتين، هما: لويحات نشوانية Amyloid Plaques:
وهي عبارة عن كتل بروتينية (زلالية) تتجمع خارج الخلايا العصبية. تشابكات ليفية عصبية Neurofibrillary Tangles:
وهي عبارة عن كتل وتشابكات من الزلال المتغير داخل الخلايا العصبية.
وهذه اللويحات والتشابكات تؤدي الى موت الخلايا العصبية في الدماغ.
وأشارت الدراسات الى ان 4-7 في المئة ممن هم فوق سن 65 عاماً يعانون من مرض الزهايمر، بينما تتراوح هذه النسبة ما بين 35 و 50 في المئة لدى من هم فوق سن 85 عاماً.
وهذا المرض أكثر انتشاراًعند النساء منه عند الرجال،
وذلك لكونهن يعشن اطول عمراً من الرجال.
ونادراً ما يصيب هذا المرض افراداً تحت سن الاربعين عاماً.
ويعتبر مرض الزهايمر من اكثر انواع الخرف انتشاراً عند
الاشخاص فوق سن 65 عاماً. ودلت الدراسات ان 63-71 في المئة
من مرضى الخرف يعانون من خرف الزهايمر. | التوقيع | " أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي '' محمد الحيحي | |
| |