الموضوع: ممارسة التدريس
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-07-24, 16:10 رقم المشاركة : 245
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: ممارسة التدريس


50 التكريـم
21/07/2018
ذ: توفيق بنعمرو
*********************

صِلَةُ وفاء و عرفان، و بادرةُ تواصلٍ و وِصال، و شهادةُ عطاءٍ و نجاح و اجتهاد، و عنوانُ وداع و فِرَاق. عِبْرة و ذكرى للمُحتفى به و لكلّ من حضره أو واكبه أو شارك فيه، تُختَتمُ به مسيرة العمل بتقاعد أو انتقال أو إتمام لفوج دراسي و تتجلّى فيه لُحمة و نبل و كرم أسرة التعليم.

تختلج فيه مشاعر مركبة متراكمة و تؤجج فيه أحاسيس مرهفة مؤثرة و يختزل و يجمع فيه ما عاشه و عايشه المكرّم طيلة المسيرة المهنية.

يختلف الاهتمام به من منطقة لأخرى و من مؤسسة لأخرى و من أسرة تعليمية لأخرى حسب الأعراف و التقاليد المتداولة فيها و حسب طبيعة العلاقات البينية السائدة فيها و يبقى اجتهاداً و مبادرة خاصة بها. و لا يدخل مع الأسف الشديد في المهام الرسمية المنظمة المعتمدة للأكاديميات و المديريات ( و لو للحضور ) و إنما يبقى في إطار أنشطة موازية هامشية يحضى بها البعض القليل، دون اعتبار موضوعي أحياناً، و تهمّش الأغلبية الساحقة من جنود الخفاء الذين أمضوا زهرة عمرهم في ممارسة التدريس بإخلاص و تفان. و قد أشرت لجوانب من هذا في مقالات سابقة، المقال12: أذى المسار و المقال29: الجحود و المقال31: الارتباط بالمكان.

كلمة طيبة، و هدية رمزية، و حضور حماسي وازن، و شهادة تقدير شفهية أو كتابية، و التِفَاتَةٌ أسرية، و الْتِفَافُ تضامن و توديع: كلها لها تأثير بالغ كبير في نفسية المغادر لممارسة التدريس، أو المنتقل من مقرّ لآخر، خاصة إذا واكبها تواجد لأجيال مختلفة من التلاميذ القدامى الذين يجسدون ثمرات العمل و نتاج الممارسة الناجحة.

قد يتلقّى الاستاذ ( ة ) تكريماً بنكهة خاصة و بسعادة كبرى و طعم محبّب شهيّ: هو المقدّم من تلامذته خلال السنة الدراسية أو في نهايتها عبر حفل أو هدية أو رسالة، و هذا النوع من التكريم التلقائي له وقع عميق يجسد العلاقة الطيبة و الفاعلية الناجحة في العمل كما يعكس صفات النبل و أصالة المعدن عند هذه الفئة من التلاميذ.

و يبقى تكريم ربّ العالمين، أجلّ و أعظم و أحسن تكريم يلقاه العبد من مولاه كأفضل جائزة، تتجلى بعض مظاهرها في الدنيا و يجد باقيها مدخرا مؤبداً دائماً في الآخرة، لأنه سبحانه و تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا و لا تضيع عنده مثقال ذرة من خير، و هذا خير بلسم و خير محفز و خير باعث للمثابرة لكل ممارس للتدريس، و الله الموفق.





التوقيع

    رد مع اقتباس