عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-19, 14:33 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 "مدريد "أو مجريط عاصمة أوروبيّة أسّسها المُسلمون تحمل اسماً عربيا أمازيغيّاً


"مدريد "أو مجريط عاصمة أوروبيّة أسّسها المُسلمون تحمل اسماً عربيا أمازيغيّاً



19 مارس 2018


محمّد محمّد الخطّابي*
إضاءات على تاريخ مدريد في كتاب دَانيِيلْ خِييلْ بنو أميّة




عالَم شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) عالم توأم لنا، لصيق بتاريخنا، وثيق الصّلة بثقافتنا، وتفكيرنا، وتراثنا، وعاداتنا، وتقاليدنا، وعوائدنا، ووجداننا، فالعهد الأندلسي الزّاهر بهذه الجزيرة المحروسة كانت له صلة وثقى بتاريخ العرب والأمازيغ المغاربيّين منهم والمشارقة على حدّ سواء على امتداد العصور والدّهور، بحضورهم الفعلي على أرض شبه الجزيرة الأيبيرية، وإسهامهم الوافر في بناء صرح حضارة مزدهرة أشعّت على العالم المعروف في ذلك الإبّان، وأنارت دياجي الظلام في أوروبّا التي كانت غارقة دهرئذ تغطّ في سبات التأخر، وكانت لمّا تزلْ تتخبّط في دهاليز العتمة، والتزمّت، والجمود.


هذا العالم الأوربي- اللاّتيني تربطه بالعالم العربي- المترامي الأطراف علاوة عن العنصر التاريخي، صلات أخرى متنوّعة وثقى، وهي أواصر الأدب، والشعر، والفنون، والموسيقى، والمعمار، والفكر، فضلاً عن الفيض الهائل من الموروثات الحضارية، والتاريخية، والثقافية، والعلمية، والعمرانية، واللغوية، وفي مختلف مناحي الحياة ومرافقها، وذلك بحكم الجيرة والجوار، والمعايشة والتعايش، والقرب والتقارب الجغرافي والتاريخي المشترك؛ الشيء الذي جعل للحضارة العربية حضوراً قويّاً، مشعّاً ومتواصلاً في مختلف شرائح المجتمعات التي تعاقبت، وتوالت، ودبّت، وهبّت على ثرى هذا الفردوس الذي غدا في عُرف البعض فردوساً أرضيّاً ضائعاً مفقوداً...!


هذا الإشعاع الحضاري الوهّاج انعكس بشكل جليّ في مختلف أعمال المبدعين، والشعراء، والكتّاب، والرّوائيين، والرسّامين، والفنّانين الإسبان والبرتغاليين على اختلاف مشاربهم الأدبية، وتباين أساليبهم الإبداعية على امتداد الأزمنة والعصور.


مدريد الإسلامية في كتاب



من أطرف الكتب الصّادرة مؤخّراً في إسبانيا حول مدريد وتاريخها وتأسيسها كتاب للمؤرّخ والمستعرب الإسباني "دانييل خِيلْ بني أميّه" "Daniel Gil-Benumeya" تحت عنوان "مدريد الإسلامية" ""Madrid Islámico، يعالج فيه واضعُه الأصولَ العربية والأمازيغية لهذه الحاضرة الإسبانية التي تعتبر اليوم العاصمة الأوروبيّة الوحيدة التي تحمل اسماً عربياً وهي من بناء المسلمين، من تأسيس الأمير محمّد الأول بن عبد الرحمن الثالث، فيقول:


"مدريد في المائتي وخمسين عاماً الأولى من حياتها كانت قلعة تابعة لبني أمية في الأندلس حيث كان الأندلسيّون يطلقون على هذه المنطقة la Marca Media (الثغر الأوسط).

وهي كانت تحت سيطرة بني سالم الذين شيّدوا حصناً أو قلعة في هذه المنطقة، سرعان ما تحوّلت إلى مدينة تحمل اسمَهم وهي مدينة سالم Medinaceli وهو الاسم الذي عُرفت به عند الإسبان. وبنو سالم قبيل أمازيغيّ (من المصمودييّن) تبتدئ مواطنهم الأصلية الأولى من شمال المغرب الأقصى من حدود بلاد الريف من جهة الشرق إلى المحيط الأطلسي من جهة الغرب من جبال الأطلس الكبير بالمغرب".


ويرجّح المؤرّخ الإسباني في كتابه أن اسمَ مدينة مدريد أو مجريط هو من "مجرىَ"، أو مجري بالإمالة ألحقت بآخرها نهاية لاتينية it للدّلالة على التكثير أو الكثرة، (كما سنرى بعد قليل)، وقد ورد هذا الاسم في كتب وسير مؤرخين ثقات معاصرين لها أمثال ابن حيّان، وابن حزم، وابن بسّام، وبعد ذلك الإدريسي، وابن سعيد المغربي، والحِميري وسواهم.


ويؤكد الباحث الإسباني أنه لا يُعرف عند الدارسين سوى النزر اليسير عن المُوريسكييّن المدريدييّن؛ إذ عندما جاءت عملية الطرد، أو الإقصاء، أو الإبعاد الجماعي للموريسكيين في مجموع التراب الإسباني في الفترة المتراوحة بين 1609 و1612 نجا الموريسكييّون المدريديّون من هذه العملية، نظراً للحماية التي تلقاها هؤلاء من طرف سكان مدريد وأرباضها، وكذا بفضل اندماجهم، واختلاطهم، وانصهارهم في المجتمع المدريدي ونواحيه.

وبذلك، فإنّ الجِذر العربي والأمازيغي ظلّ مُحتفَظاً به في هذه الحاضرة خلافاً لما حدث في باقي المناطق والأصقاع الاندلسية الأخرى.


ويشير المستعرب الإسباني دانييل خيل بني أمية إلى أنه "بعد 1561 عندما استقرّ البلاط الإسباني على أنقاض وبقايا تلك المدينة الإسلامية الصّغيرة، تمّ تشييد مدريد الكبرى التي أصبحت عاصمة للدولة الإسبانية فيما بعد، وقد حاول بعض المؤرّخين الإسبان طمسَ هذه الحقائق التاريخية، إلاّ أن محاولاتهم باءت جميعها بالفشل". ويضيف أن "الغاية من وضع هذا الكتاب هو تسليط الأضواء على التاريخ الحقيقي لهذه المدينة في عهدها الإسلامي الأوّل، وإخراجه من دهاليز الرّفوف الأكاديمية والتهميش والنسيان إلى عامة الناس داخل إسبانيا وخارجها".


حاضرة مجريط ونواحيها


يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس