منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوردية

الطبيب هو الأقرب شخصا من الحياة ..هو الذي يخوض معاركه ضد كل شيء يكون ندّا للحياة ...هو الذي يتعامل مع الأرواح ..
بسهاده ينقذ آلاف الأنفاس ..
ولكن !
في نفس الوقت أدنى تقصير منه او عدم وعي قد يفرز عنه جريمة !
وهي توقف قلب عن ( الخفقان ) ...
و محو إنسانٍ بأكمله من الوجود ..إذن هو الطبيب الواقف بكل جرأة على حدودٍ بين الحياة و نقيضها ..
لذا همّه من أكبر الهموم و واجبه من أثقل الواجبات ...خصوصا حين لا يغفل عن خلدنا بأنه إنسان ليس إلا ...!
ولو اشتغل بجميع قدراته و جل مهاراته , لن يستطيع أن يعطينا رهانا بأنه لا يخطيء ..لا يستطيع أن يعطينا ضمانا على الحياة ...
هو إنسان قد يخطيء أو ينزلق مثله مثل أي عالم أو فيلسوف او مهندس أو قانوني , أنزياحه عن الصواب ليس ببعيد , ولكن !
ضريبة خطأه ثقيلة جدااا ,,,
فإذا ......
.!
( يتبع )

فإذا كان ..

خطأ الميكانيكي عطب آلة أو موتها ..و خطأ كهربجي شرارة كهربائية أو اطفاء مؤقت لمصباح . فخطأالطبيب منع كتلة من الحياة ..إطفاء أبدي لبسمة أنارت بيتا ذات يوم ..إذا كان خطأ مفتٍ ,إبطال صوم عابد , أو نقض وضوء مصلٍّ , فخطأ الطبيب هو إبطال هذه الطلاسم التي تميز الوجود و العدم عن بعضهما البعض ...

لو كان خطأ كاتب أو فيلسوف أو مفكر هو غدر للغة أو لحن في القول , فخطأ الدكتور غدر للحياة بأسرها ..لكل هذا يضع الطبيب نفسه أمام مسؤؤلية عظيمة , وهي الحلف الطبي أو ( القسم الطبي ) و به يعقد قراناً أو عقداً مع ربّه و نفسه ووجدانه , عقدا ً يبقيه مربوطاً بأنفاس الآخرين و حياتهم ..وعداً يجعله كائناً مسؤلا مدى العمر , فعندما ينقض هذا العهد ,كانما تنحّى عن شرف مهنته و بهذا ينقص قدسيته التي يحظى بها ليدخل خانة الشك ..الحلف الطبي هو الموقف الحاسم لتبيين و حسم مشاكل أو شكوك صغيرة التي من الممكن أن تنشأ بينه و بين مريضه , و يجعله يراجع كل سوء تفاهم معه ..إن الحلف الطبي يضع الطبيب في مأزق حقيقي لو جاز التعبير , لآنه يهيب بالطبيب أن يكون كائناً لا يخطيء أو ملاكاً بشرياً , وبالمقابل يجعل من المريض ذاك الكائن الذي يحتاج عون الجميع , أو بالأحرى كل الأشياء يجب أن تصب في مصلحته هو فقط ..

يتبع ...