عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-07-24, 10:12 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 حوار حول جدلية العلاقة بين التربية الإسلامية والفلسفة


حوار حول جدلية العلاقة بين التربية الإسلامية والفلسفة

مع الدكتورعبد المجيد بنمسعود








تسعد”مجلة “تربيتنا الرقمية” بإجراء هذا الحوار الفكري معكم، اعتبارا لازدواجية تكوينكم المعرفي في الفلسفة أولا ثم التربية الإسلامية والعلوم الشرعية ثانيا، وذلك لمناقشة قضية أثارت كثيرا من المداد، يتعلق الأمر بالجدل الذي حصل بين مادة التربية الإسلامية ومادة الفلسفة، ونشكركم على قبول المساهمة في هذا الحوار الذي لا نشك أنه سيميط الكثير من الغموض عن هذا الموضوع.



مجلة تربيتنا: بداية، كيف يمكن للدكتور عبد المجيد بنمسعود أن يقدم نفسه للقارئ؟

عبد المجيد بنمسعود، من مواليد 8 يوليو 1952، بوجدة – المغرب،
* حاصل على الإجازة في علم الاجتماع.
* حاصل على الدكتوراه في الآداب، تخصص مصطلحات القرآن والحديث وعلومهما.
* مفتش ممتاز لمادة التربية الإسلامية بأكاديمية الجهة الشرقية، وجدة المغرب.( سابقا)
*منسق اللجنة الجهوية للتعليم الأصيل الجديد، لجهة الشرق حاليا.
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.

* له عدة إصدارات

(كتب ومقالات…) وهذه بعض الكتب:


– القيم الإسلامية التربوية والمجتمع المعاصر.( سلسلة كتاب الأمة)
– التفكك الأسري، دعوة للمراجعة، بالاشتراك.( سلسلة كتاب الأمة)
– الأخدود، مجموعة قصصية (مترجم إلى الإنجليزية).
– منظومتنا التربوية، إلى أين؟ أضواء نقدية وأفق البديل.
– التعليم بالمغرب بين تحديات العولمة والإصلاح المنشود، بالاشتراك.
– مفهوم السلطة في ضوء المنظومة التربوية الإسلامية.
– مقالات في الشهود الحضاري.
– أية هوية لأية تربية؟ دراسة للنظام التربوي المغربي.
– مفهوم النعمة في القرآن الكريم دراسة مصطلحية وتفسير موضوعي.
– النظم الأصيلة والتحديات المعاصرة( بحث في إطار مشروع نظام تربوي أصيل بدولة قطر.)
– خروق في سفينة المجتمع( يصدر قريبا إن شاء الله).
* له مشاركات عديدة في الحقل التربوي (ندوات، محاضرات، تأطير دورات تكوينية، لقاءات، حوارات…)

======


مجلة تربيتنا:: يزخر الفكر الإسلامي تاريخيا بأطروحات ومواقف مختلفة حول العلاقة بين الدين والفلسفة ونظرة كل منهما للآخر ، فما طبيعة العلاقة بين الدين والفلسفة أو الحكمة والشريعة بتعبير ابن رشد؟


من المعلوم في سنن العمران البشري، أن من خصائص الحضارات الحية والخلاقة، أن تمتلك قابلية عليا للتفاعل مع غيرها من الحضارات، أخذا وعطاء، وربما اتخذ ذلك التفاعل في بعض المحطات والمراحل، صيغة من الصراع الحاد، الذي تكون الغلبة فيه لهذا الطرف أو ذاك من الطرفين المتفاعلين.


وقد يختلف أحد الطرفين عن الآخر من حيث طبيعة موقع كل منهما- حالة جريان التفاعل- على مستوى الحيوية أو الركود الحضاري، أومن حيث طبيعة النظرة أو درجة الانبهار التي يعبر عنها الطرف المتحفز للأخذ من الطرف محل الأخذ والاقتباس، مما يؤثر على طبيعة نتائج هذا الأخير ومآلاته، أي على الصيغ والنماذج، أو القوالب والأنساق الفكرية التي تمثل نتيجة أو خلاصة التفاعل الفكري، سواء أكان ذلك التفاعل هادئا ناعما، أو حادا محتدما. كما أن من شأن متانة البناء الحضاري لأمة من الأمم، وما يتميز به من عمق في مرجعيته الفكرية والفلسفية، بسبب تميزه على المستوى العقدي، أن يمنحه خصوبة عالية من حيث ما يمكن أن يعبر عنه من فهوم ومواقف.


وإذا نحن استصحبنا مضمون هذا الكلام كإطار للجواب على السؤال المطروح حول طبيعة العلاقة بين الفلسفة والدين في نطاق الحضارة الإسلامية، ألفينا انطباقا لكثير من عناصره على ما نحن بصدد بيانه وتحليله في شأن تلك العلاقة.





يمكن للجواب على هذا السؤال أن يتخذ منحيين: منحى تاريخيا، ومنحى تأمليا نقديا. أما فيما يتعلق بالمنحى الأول فيمكن القول بأن العلاقة بين الشريعة – ممثلة في الإسلام باعتباره رؤية للكون والحياة والإنسان والمصير، من جهة- وبين الفلسفة، أو الحكمة بتعبير ابن رشد في كتابه” فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال”- باعتبارها نتاجا للفكر البشري وهو ينظر في مختلف القضايا والإشكالات التي فرضها الواقع الموضوعي، أو تمخضت عنها حركة التفلسف في مستواه التجريدي الصرف من جهة أخرى- كانت علاقة بالغة التنوع في صيغها وأساليبها، أو على مستوى مناهج التناول والتحليل،

ورغم ذلك التنوع، فإن الطابع الغالب لاتجاه الفلاسفة في علاقتهم بالشريعة قد تمثل في التوافق، على أساس ما كانوا يعتقدونه من وحدة الغاية بين كل من الدين والفلسفة، أو الشريعة والحكمة، إذ إن كلا منهما ينشد الحقيقة، وتمكين الإنسان من بلوغ السعادة. وعلى أساس ذلك الاعتقاد راح الفلاسفة على مختلف مشاربهم وأساليبهم يقيمون أنساقهم ونظرياتهم المعبرة عن ذلك التوافق (الكندي، الفارابي، ابن سينا، ابن رشد، ابن طفيل…).

غير أن تعبير الفلاسفة الإيجابي في مجمل مواقفهم من الشريعة، ما كان ليحجب بعض منزلقاتهم على مستوى الفهم والتأويل، التي تمثلت في مخالفة بعض حقائق الشرع الكلية والجزئية على حد سواء1. وهذا ما جعلهم غرضا لسهام النقد من طرف الفقهاء وعلماء الدين (ابن تيمية(728ه)، ابن الصلاح الشهرزوري(643ه)، الراغب الأصفهاني( 502ه)، بل وحتى ممن جمعوا بين الفقه والفلسفة ( الإمام الغزالي( 505ه)، رحمهم الله جميعا.

وحتى تتضح بعض دواعي هؤلاء على الفلاسفة، وليس على الفلسفة في حد ذاتها، أسوق هنا نموذجا يمثل حقيقة موقفهم منهم، يقول الراغب الأصفهاني في كتاب “تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين” :” واعلم أن العقل بنفسه قليل الغناء، ولا يكاد يتوصل إلا إلى معرفة كليات الأشياء دون جزئياتها، نحو أن يعلم جملة حسن اعتقاد الحق وقول الصدق وتعاطي الجميل، وحسن استعمال العدالة وملازمة العفة، ونحو ذلك من غير أن يعرف ذلك في شيء شيء، ولا يعرفنا العقل مثلا أن لحم الخنزير والدم والخمر محرم، وأنه يجب أن يتحامى من تناول الطعام في وقت معلوم، وأن لا تنكح ذوات المحارم، وأن لا تجامع المرأة في حال الحيض، فإن أشباه ذلك لا سبيل إليها إلا بالشرع، فالشرع نظام الاعتقادات الصحيحة والأفعال المستقيمة، والدال على مصالح الدنيا والآخرة، ومن عدل عنه فقد ضل سواء السبيل2”.


وأما فيما يتعلق بالمنحى الثاني، وهو المنحى النقدي، فأسوق هنا تصورا بالغ العمق نابعا من نظرة ثاقبة، كشف عنه الفيلسوف المغربي الكبير الدكتور طه عبد الرحمن، في سياق تحليله لموقف الفيلسوف العلامة بديع الزمان النورسي من العلاقة بين الدين والفلسفة.

فبعد إجراء خطوة يراها أساسية، تتمثل في التصحيح المصطلحي-وذلك بتخصيص لفظ الفلسفة بالمعرفة التي هي نتاج بشري، وتخصيص لفظ الحكمة بالمعرفة التي جاء بها الوحي، ليكون ذلك بديلا عن الصيغة المألوفة عند القدماء، ( وهي استخدام لفظ الحكمة للدلالة على الفكر الفلسفي، مقابل استخدام لفظ الشريعة للدلالة على الدين)، درءا لما يمكن أن يترتب من خلط عن التسمية القديمة، تخرج بمقتضاه الشريعة من دائرة الحكمة.)، انتقل إلى بسط ملابسات انتقال بديع الزمان النورسي:



من موقفه القديم الذي يتبنى من خلاله أطروحة الوصل أو الجمع بين الفلسفة والدين،( على غرار الفلاسفة المسلمين)، وهو جمع يميز فيه:
بين جمع التداخل، الذي يعني أن” الفلسفة والحكمة تدخل إحداهما في الأخرى، فما تقرره الحكمة( أي الدين) تثبته الفلسفة وما تدعيه الفلسفة تؤيده الحكمة، بحيث تنزلان منزلة الأختين الشقيقتين؛ ويقوم هذا الوصل التداخلي، حسب ما جاء في نصوص بديع الزمان، على مبدأين أساسيين:
أحدهما، مبدأ تأسيس النقل على العقل: ومقتضاه أن النقل يُؤوَّل على مقتضى العقل متى ظهر تعارضه معه.
والثاني، مبدأ التوسل بالعقل في النقل: ومقتضاه أن المفاهيم العقلية تكون وسائط في بيان الحقائق النقلية.
وبين جمع التصاحب بين الفلسفة والحكمة: ( الذي معناه) أن الفلسفة والحكمة، ولو أنهما تعبِّران عن حقيقة واحدة، تبقيان مستقلتين إحداهما عن الأخرى، إذ تكون لكل واحدة منهما لغتها وجمهورها ومنهجيتها ومقصديتها الخاصة، فتكون العلاقة بينهما علاقة تساوق وترافق أشبه بترافق الصديقتين؛ والأصل في القول بهذا الوصل التصاحبي هو الاعتقاد بأن الفلسفة تأخذ بمبادئ ثلاثة لا تأخذ بها الحكمة:



أحدها، مبدأ الاندهاش: ومقتضاه أن فعل التفلسف يتولد من الشعور بالدهشة – أو العجب – إزاء الآثار في النفس أو إزاء الأشياء في الأفق.

والثاني، مبدأ الاستشكال: ومقتضاه أن الفيلسوف لا يفتأ يضع الأسئلة تلو الأخرى، باحثا عن الأجوبة عنها.

والثالث، مبدأ الاستدلال: ومقتضاه أن الفلسفة تستند في إثبات حقائقها إلى الأدلة العقلية التي قد تبلغ أعلى مراتب اليقين.




مجلة تربيتنا:: ما هي في رأيكم الاعتبارات المعرفية التي تجعل بعض الفقهاء يحذرون من دراسة الفلسفة واتباع منهجها في التفكير عندما يتعلق الأمر بقضايا إيمانية صرفة؟


يتبع









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس