عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-04-17, 10:37 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف عن تاريخ الكرد و حضارة كردستان هدية للغالية كوردية








بعث الملك الميدي كاوه بسفرائه إلى الملك البابلي "نبوبولاصر" ليعلن له صداقته وليقترح عليه التحالف ضد عدوّهم المشترك المتمثّل في المملكة الآشورية. تعمقت و توثقت العلاقات بين الإمبرطورية الكردية الميدية و البابلية ، خاصة بعد أن وقع "نبوخذ نصر" إبن "نابوبلاصر" البابلي في غرام إبنة الملك الكردي الميدي التي كانت اسمها أميتس (أوميد = آميت)، عندما كانت تصطحب والدها في زيارته لمملكة ميديا، فتزوجها وقام ببناء حدائق بابل المعلقة لها

(وهكذا فأن حدائق بابل الشهيرة بنيت من اجل الآميرة الكردية التي تزوجت ملك بابل نبوخذ نسر - وهنا يجب ان لا ننسى ان ملوك بابل كانوا يلقبون انفسهم بلقب - سر - وهو مصطلح كردي واضح بمعنى الرأس او الرئيس او الزعيم) عندما وجد أن طبيعة بابل كانت غير ملائمة لآميرة الكردية الجبلية (أوميد=آميت) لأن بلادها "ميديا" كانت ذات طبيعة ساحرة فأراد أن يخلق لها طبيعة جميلة كطبيعة مملكتها.

أبرمت مملكة ميديا و بابل إتفاقيات سياسية و عقدتا تحالفات عسكرية، لتفادي الأخطار المتأتية من الأطماع و التهديدات الآشورية لمملكتيهما. التهديد المستمر الذي كان يُشكّله الآشوريون للدولتين، الميدية والبابلية و معاناة الشعوب الرازحة تحت الإمبراطورية الآشورية، دفعت الدولتين الى الإتفاق معاً للقضاء على الإمبراطورية الآشورية. حملات وغزوات السكيثيين المتكررة على الإمبراطورية الآشورية ساهمت الى حد ما في إضعاف الآشوريين.

هيّأ "كاوه=كايخسار=كاى خسرو" جيشه إستعداداً للهجوم على نينوى ولكن بينما كان يتهيأ لتنفيذ خطّته، وردته الأخبار بأن "السكيثيين Scythiques" إنطلقوا من القوقاز ليهاجموا مملكته، فإضطر للعودة إلى ميديا لمجابهة الخطر القادم من السكيثيين. حطّم السكيثيون آسيا ودمّروا كل ما إعترض سبيلهم إلى أن وصلوا الى حدود مصر. يدّعي "هيرودوت" بأن السكيثيين إستقرّوا في المنطقة لمدة ثمانية و عشرين عاماً، في حين يؤكّد مؤرخون آخرون بأنّهم لم يبقوا في المنطقة لأكثر من سبعة أعوام.

قامت الدولتان، الميدية و البابلية، بشن هجوم كبير على الآشوريين، حيث أن الكرد الميديين قاموا بالهجوم على العاصمة الآشورية، نينوى، من جهة الشرق و التقدم نحوها، بينما قام البابليون بالهجوم من جهة الجنوب. بعد أن دارت رحى حرب ضروس بين المتحاربين، سقطت نينوى في شهر آذار 612 قبل الميلاد بيد الكرد الميديين و البابليين. الملك الآشوري، الذي كان حليفاً للفرعون المصري "بسامتيخ"، هرب إلى "حران" للنجاة من الموت و إنتهاز فرصة مؤاتية له للعودة والانتقام من الكرد الميديين، إلا أن الميديين قطعوا عليه طرbn tyيق العودة الى الحكم من جديد، حيث هاجموا "حران - شمال كردستان" وقتلوه هناك.

أمّا السكيثيون، فقد إستطاع الملك الميدي "كاوه=كاى خسرو" إستدراجهم في فخ ولم يبقَ أمام السكيثيين غير ترك المنطقة و العودة إلى بلادهم.

بعد إنهيار المملكة الآشورية والإستيلاء على نينوى، تقاسم الميديون والبابليون فيما بينهم ما تبقّى من مملكة آشور، وهكذا توسّعت المملكة البابلية إلى حدود مصر، بينما إحتفظ الكرد الميديون لهم بمنطقة دجلة العليا والفرات وإمتدّت حدودهم إلى البحر الأسود. لم يتوقف الملك "كاوه" عند هذا الحد، بل حاول بسط سيطرته على كل آسيا الصغرى، حيث "المملكة الليدية Lydie" و كانت عاصمتها " سارد Sarde".

إستمر صراع الميديين مع الليديين لمدّة ست سنوات. بعد توسُّط الملك البابلي " نبوبولاصر" أبرم "كاوه" معاهدة سلام مع ملك الليديين "آليات Alyates" و ذلك في عام 608 قبل الميلاد. وفقاً لهذه المعاهدة، تم تأشير مجرى نهر "هاليس Halys" (Kizil-Irmak)، الذي يصب في البحر الأسود و الواقع قرب مدينة أنقرة الحالية، كحدود بين المملكتين .

بعد إبرام هذه المعاهدة، تميزت العلاقات بين الممالك الثلاث، الميدية والبابلية و الليدية بالهدوء والسلام في عهد الملك "كاوه" الذي إستمر حتى وفاته في عام 595 قبل الميلاد. تقول روايات أخرى أن الحرب بين الميديين و الليديين إنتهت بسبب حدوث كسوف الشمس أثناء فترة الحرب، إذ إعتقد الجانبان بأن هذه الظاهرة حدثت بسبب غضب الإله عليهم نتيجة تحاربهم، و لذلك قرروا إنهاء الحرب بينهم.


كانت الدولة الميدية قوية في عهد "كاوه" التي ساهمت في نشر الأمن في منطقة ميزوبوتاميا وحولها وعاشت الشعوب في أمن وإستقرار، بعيدةً عن اعتداءات الآشوريين. يذكر المؤرخون بأن حرب المملكة الميدية على الآشوريين، لم يكن هدفها الطمع أو التوسع، وإنما كان للإنتقام و وقف إعتداءات الآشوريين و أن إنتصار الكرد الميديين في حربهم على الآشوريين كان لمصلحة جميع شعوب الشرق الأوسط في ذلك الوقت، إذ تميزت سياسة الآشوريين بالعنف والقتل والقسوة و الدمار تجاه شعوب المنطقة.

كان الآشوريون ينظرون الى الإنسان كمخلوق خُلق للحرب، لذلك لم تكن للإنسان أية قيمة عندهم. بما أن النساء لم يكُنّ يشتركنَ في الحروب، لذلك كان المجتمع ينظر إليهن بإستخفاف و خاصة اللواتي كُنّ ينجبنَ إناثاً. لنفس السبب المذكور، كان يتم إهمال الأطفال المصابين بعاهة عقلية أو جسدية، بل كان يتم التخلص منهم. الآشوريون هم الذين أوجدوا الحجاب للنساء وجعلوهنّ أسيرات المنزل، حيث ينحصر عملهنّ على خدمة الرجل و البيت و الإنجاب.


بعد وفاة الملك "كاوه"، تولّى إبنه ووريثه "أستياك Astyages" شؤون الإمبراطورية الميدية و بقي ملتزماً بالمعاهدة التي أبرمها والده مع الليديين في عام 608 قبل الميلاد، حيث وثّق علاقاته مع الملك الليدي "آليات" بروابط عائلية خلال تزويجه من إبنته وفعل الشيء نفسه مع ملك بابل "نبوخذ نصر"، إبن و وريث "نبوبولاصر" عبر تزويج شقيقته منه.

وهكذا توطدت علاقاته السياسية مع الليديين والبابليين وعاشت المنطقة خلال فترة حكمه بلا حروب أو قلاقل تُذكر. لم يكن الملك أستياك بمستوى سلفه من حيث القوة و الشخصية السياسية, لذلك كان حكمه ضعيفاً و التي أدت الى زيادة نفوذ رجال القبائل القوية في البلاد.




إنهيـــار الإمبراطوريـــة الميديــــة
يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس