خبير في السوسيولوجيا يعدد أسباب تنامي العنف المدرسي الأربعاء 25 يناير 2017AD 6:03 م على خلفية النتائج التي أظهرتها الإحصائيات الوطنية مؤخرا حول استفحال العنف داخل المؤسسات التعليمية المغربية، أشار الخبير في سوسيولوجيا التربية، رشيد الجرموني، إلى مجموعة من الأسباب التي يرى بأنها تقف وراء تنامي ظاهرة العنف المدرسي. وأجمل الجرموني، هاته الأسباب في ثلاثة عناصر أساسية، حيث يعود الأول، إلى السياق التاريخي الذي ارتبط بالصراع بين الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية وبين الدولة، خاصة إضرابات الدار البيضاء في الثمانينيات، وبالتالي كان هناك تهميش للمؤسسة التعليمية ورجل التعليم بطريقة رمزية، لتنتقل بعد ذلك إلى الإهانة المادية وهذا السبب السياسي تعمق بالمجتمع مما أدى إلى تزعزع صورة المعلم والمدرسة، يقول المتحدث. ويتعلق العنصر الثاني، يضيف السوسيولوجي ذاته، في حوار نشرته يومية “المساء” ضمن عددها ليوم غد الأربعاء، بتحول القيم بالمجتمع المغربي، موضحا أن هذا الأخير كان يعتبر المدرسة في السابق مؤسسة أساسية في الترقي الاجتماعي، لكن منذ الثمانينيات أصبحنا نلاحظ تزعزع هذه القناعات لتصبح المدرسة سجنا للتلاميذ. وعزى الجرموني، أسباب ارتفاع العنف المدرسي، إلى طبيعة التكوين الذي يتلقاه رجل التعليم، والذي أصبح محط شك باعتبار أن الشغيلة التعليمية أصبحت تقع في مجموعة من الأخطاء المعرفية والبيداغوجية خصوصا مع الدخول القسري للعديد من الأطر بدون تكوين بيداغوجي في السنوات الأخيرة، مما أربك وضعية الأستاذ المعرفية في نظر التلاميذ، مشيرا إلى ترسخ هذه العناصر في ذهن المجتمع المغربي لتفضي إلى هذه الظاهرة الخطيرة، فالعنف لا يقع إلا إذا توفرت له الشروط الموضوعية والذاتية. وحول الحلول المقترحة للحد من تفشي ظاهرة العنف المدرسي، أكد الخبير التربوي، على ضرورة تفعيل الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015/2030 باعتبارها وثيقة طموحة لإصلاح المنظومة التعليمية بكل تجلياتها، داعيا في السياق ذاته، المنتديات الموجودة داخل المدرسة، إلى المساهمة في معالجة هذه الظاهرة وفتح نقاش داخل المؤسسات التعليمية بكل مكوناتها حتى يخفف ولو قليلا من العنف القائم.