عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-01-25, 22:17 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 تطوان: "بنت غرناطة"الحاضنة للحضارة الأندلسية بالمغرب


تطوان: "بنت غرناطة"الحاضنة للحضارة الأندلسية بالمغرب


  • إن جذور الإرث التاريخي الأندلسي عميق في المغرب ومازال ينعكس في سلوك المغاربة وأفكارهم، إلى درجة أنه لا يمكن فهم الهوية المغربية دون الرجوع إلى العنصر الأندلسي، فقد اختلط ما هو مغربي بما هو أندلسي، وشكل مزيجًا حضاريًا فريدًا من نوعه، في فنّ العمارة والفلاحة والصناعة، وفي الملبس والطعام والموسيقى والحدائق وغيرها، بمدن مغربية مختلفة كالرباط وسلا ومكناس وفاس وشفشاون والعرائش والقصر الكبير وخاصة مدينة تطوان”. محمد الشريف، كتاب “تطوان حاضنة الحضارة المغربية الأندلسية.

    وقبل التعرف على بنت غرناطة وكيف حضنت الحضارة الأندلسية لا بد أن نعرج على سياق طرد المورسكيين من شبه الجزيرة الإيبيرية وعرض قصة التنكيل الذي لحق بهم من قبل محاكم التفتيش عقب سقوط الأندلس، حيث كان المغرب بحكم القرب الجغرافي، البلد الذي استقبل أكبر عدد من الأندلسيين المهجرين بعد قرار الطرد سنة 1609م، فاستقر غالبيتهم في المدن الشمالية للبلاد.


  • لقد كان المورسكيون الذين هاجروا قسرًا إلى المغرب يحملون معهم حضارة الأندلس المزهرة بالعلوم والفنون والازدهار، فانتقل شيء من ذلك إلى المناطق المغربية التي عمروها، وبقي البعض من تراثهم الحضاري ذاك يقاوم الزمن حتى الآن.
  • وقبل أن نتعرف عن هذا الزخم الحضاري الذي عرفته مدينة تطوان لا بأس أن نقف على قصة طرد المورسكيين من بلادهم الأندلس .


  • هكذا طُرد الأندلسيون: القصة الكاملة لطرد أهل الأندلس من ديارهم




إن المسلمين أقاموا في الديار (الأندلسية) زهاء ثمانية قرون، وظللنا نحن نحاربهم ثمانية قرون لإخراجهم وطردهم من شبه الجزيرة الإيبيرية.


فكيف يمكن للمرء أن يحارب نفسه؟ ذلك أن الثقافة الإسلامية كانت قد تغلغلت في روح كل إسباني، إن هذه الحقيقة تصدم البعض إلا أنهم إذا عملوا النظر وتأملوا جيدًا في هذا الشأن فلا بد أنهم سيقبلون هذه الحقيقة، فالبراهين قائمة والحجج دامغة…

” الكاتب الإسباني الشهير أنطونيو جالا في حوار له مع صحيفة لاجوراندا المكسيكية".
قبل ستة قرون من الآن عرف العالم حضارة استثنائية، كانت تجمع في انسجام بين العقيدة والعلم والفكر والفن من جهة، وفي تعايش قل نظيره بين الديانة الإسلامية والمسيحية واليهودية من جهة ثانية، إنها حضارة الأندلس التي عمرها المورسكيون، قبل أن تنكل بهم وتطردهم من ديارهم المماليك المسيحية في محاولة لطمس حضارتهم، وذلك بعد سقوط غرناطة آخر قلاع المسلمين هناك في شبه الجزيرة الإيبيرية.


تهجير المورسكيين عبر السفن




كاد العالم الإنساني، وخاصة الإسلامي منه، أن يفقد قطعة منيرة في تاريخ الحضارة البشرية، لولا الصحوة الثقافية والعلمية التي عرفتها إسبانيا في الفترة المعاصرة، حيث انبرى مئات الباحثين والأكادميين والأركيولوجيين (علماء الآثار) الأوروبيين والإسبانيين أساسًا لبعث تلك الحلقة المفقودة في التاريخ الإسباني والإسلامي إلى الحياة، من خلال البحث والدراسة والنقد والتحليل، حتى فاقت اليوم 1000 دراسة أكاديمية رصينة حول الأندلس، في طليعتها “تاريخ غرناطة” للباحث ميغيل لافوينتي ألكنترا، و”تاريخ مالقة” لـ”كيين روبليس” و”إسبانيا المسلمة في عهد النصرانيين” للباحثة الفرنسية “راشيل أريي” علاوة على أعمال “لويس فرنانديث” و”خوان طوريس فوينتيس”، وإنتاجات “لويس سيكودي لوثينا باربديس” الذي كرس حياته في دراسة الأندلس، بالإضافة إلى الرسامين الإسبان الذي أرخوا لتلك الحقبة بلوحاتهم الفنية، وعلى رأسهم الرسام الكبير “دياغ ذا بالثكاث” الذي سطر ملاحم فنية في غاية التراجيديا، تؤرخ لتلك الحقبة الفاجعة بطلب من الملك خوان كارلوس.



وللإنصاف فالكتابات العربية في هذا السياق قليلة، ويغلب عليها الطابع الأدبي الرثائي، ولا سيما المشرقية منها، كما أنها مشبعة بالحس المذهبي الديني والقومي، مما لا يجعلها ترتقي بأي حال إلى الدراسات الأكاديمية التي يمكن الاستناد عليها في تأريخ قصة الأندلس إلا بعض الاستثناءات النادرة.


بفضل تلك الأعمال إضافة إلى الندوات والاحتفالات المهرجانية المجسدة لمأساة الأندلس التي تنظمها الجمعيات الإسبانية سنويًّا اليوم، أصبحنا الآن نعرف جزءًا من حضارة ذلك الفردوس المفقود، التي طالها النسيان والإهمال طوال قرون عن سبق إصرار وترصد.



سنتناول في هذا التقرير شقًّا فقط من حقبة الأندلس، حيث سنحاول الكشف عن سياق تهجير المورسكيين القهري إلى شمال إفريقية.
1- ما سياق التهجير القسري للأندلسيين؟



يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس