عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-01-21, 15:52 رقم المشاركة : 3
ناصر الاسلام
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية ناصر الاسلام

 

إحصائية العضو







ناصر الاسلام غير متواجد حالياً


وسام 2 السيرة 1438ه

افتراضي رد: الفصل بين التلاميذ المتفوقين والمتوسطين في الأقسام.. حل أم تعميق للأزمة؟


ما هي البيداغوجيا الفارقية ، و كيف يمكن توظيفها في الفصول الدراسية ؟

تاريخ النشر : 2014/06/25 الكاتب : الحسين اوباري


كان المدرسون فيما مضى يتعاملون مع طلابهم باعتبارهم كتلة متجانسة ، سواء من حيث الذكاء أو من حيث وتيرة التعلم ، مما ضيع و لقرون مضت فرصة التعلم و إظهار المواهب على الكثير من الطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، و أدى إلى الفشل في كسب رهان ديمقراطية التربية ( مراعاة مبدأ تكافؤ الفرص ) ، و الحد من ظاهرة الفشل الدراسي والهدر المدرسي .


في العصر الحديث ، و تبعا لتطور مختلف العلوم ذات الصلة بالتربية و التعليم ، و التي أظهرت اختلاف الطلبة في وتيرة تعلمهم ، أصبح التفكير في استراتيجية تربوية تعليمية تأخذ بعين الاعتبار وجود فروق فردية بين المتعلمين ، ضرورة تربوية و إنسانية . و هكذا تأسست البيداغوجيا الفارقية differentiated pedagogy بهدف دمقرطة التربية و التعليم و توفير تكافؤ الفرص بين المتعلمين ، و أخذ خصوصيات كل تلميذ أو كل مجموعة من التلاميذ بعين الاعتبار ، ومساعدة كل تلميذ على تجاوز تعثراته و تحقيق الكفاية المنشودة.
فما هي إذن البيداغوجيا الفارقية ؟ و كيف يمكن توظيفها في الفصول الدراسية ؟

1- ما هي البيداغوجية الفارقية ؟


أ- تعريف

التعريف الأول

استخدم هذا المفهوم لأول مرة سنة 1973م من طرف المربي الفرنسي ” لويس لوغران” Louis Legrand في سياق البحث عن آليات جديدة لتطوير التدريس و محاربة ظاهرة الفشل الدراسي المدرسي. وقد عرف ” لوغران” البيداغوجيا الفارقية بأنها طريقة تربوية تستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية التعلمية قصد مساعدة الأطفال المختلفين في العمر و القدرات و السلـوكات ، و المنتمين إلى فصل واحد ، على الوصول بطرق مختلفة إلى الأهداف نفسها. بمعنى أن هذه المقاربة تؤمن بوجــــود فروق فرديـة بين المتعلمين، وتكيف عملية التعليـم و التعلم حسب خصوصياتهم، بغية جعل كل فرد داخل الفصل يحقق الأهداف المحددة له.


و نستخلص من هذا التعريف أن البيداغوجيا الفارقية مقاربة تربوية:


– تقوم على مبدإ تنويع الطرق و الوسائل التعليمية التعلمية.


– تأخذ بعين الاعتبار تنوع المتعلمين واختلافهم من حيث السن و القدرات و السلوكات.


– تتسم بخصوصيتها التفريدية للمتعلم، وتعترف بالتلميذ كشخص له إيقاعه الخاص في التعلم و تمثلاته الخاصة.


– تفتح المجال لجميع المتعلمين في الفصل الدراسي الواحد، لبلوغ الأهداف المنشودة بدرجة متساوية أو ملائمة.
التعريف الثاني

يمكن تعريف البيداغوجيا الفارقية بكونها مقاربة تربوية تكون فيها الأنشطة التعليمية وإيقاعاتها مبنية على أساس الفروق والاختلافات التي قد يبرزها المتعلمون في وضعية التعلم ، وقد تكون هذه الفروق معرفية أو وجدانية أو سوسيوثقافية ، وبذلك فهي بيداغوجيا تشكل إطارا تربويا مرنا وقابلا للتغيير حسب خصوصيات المتعلمين والمتعلمات ومواصفاتهم .
ب- الأصول النظرية للبيداغوجيا الفارقية

ترتبط البيداغوجيا الفارقية بالمدارس التقليدية (الكُتَاب) ، حيث يتألف الفصل من تلاميذ يختلفون في المراحل العمرية و المستويات التعليمية ، و يوظف فيها المعلم أساليب تقليدية تكيف التعليم مع خصوصية كل مرحلة عمرية أو دراسية .


إلا أن إرساء الدعائم النظرية للبيداغوجيا الفارقية ارتبط بالقرن العشرين ، فقد وظف هذا المفهوم من طرف لوكران louis legrand في السبعينيات خلال تقديم مشروعه إلى وزارة التربية الفرنسية لحل معضلة الفشل الدراسي ، و عموما يمكن تلخيص أهم الأصول النظرية للبيداغوجيا الفارقية فيما يلي :


1 – علم النفس البنائي خاصة مع جان بياجي ، و الذي قسم عملية نمو الطفل إلى عدة مراحل تبين أن القدرات الذهنية للطفل تبنى تدريجيا و بشكل كامن ، بل قد ترتد إلى الوراء ، لأن التطور لا يكون بشكل كرنولوجي حسب السنوات ، و إنما حسب وتيرة الطفل و إيقاعه الخاص ، و تبعا لمتغير داخلي (تطوره الذاتي ، إدراكه لذاته) و متغير خارجي ( السياق الاجتماعي المحيط به ) . مما يعني ضمنيا أن الفئة العمرية أو السن الذي يعتمد حاليا كمعيار لتوزيع التلاميذ ، لا يمكن أن يعتمد كمنطلق لتنظيم الفصول الدراسية ، و لا يخول بشكل كاف الإجابة عن الحاجيات الخاصة للتلاميذ.


2- بيداغوجية التمكن ، التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية ، و التي تروم جعل التلاميذ يتفوقون في تحصيلهم الدراسي بمراعاة خصوصياتهم و فروقاتهم الفردية ، و تعمل على بلوغ جميع التلاميذ الأهداف النهائية ، بتصحيح التباينات الموجودة بينهم على مستويات عدة .


3- البيداغوجيات الجديدة التي جعلت الطفل مركز العملية التعليمية التعلمية ، و استحضرت رغباته و خصوصياته, مثل بيداغوجية فريني freinet (البيداغوجيا المؤسساتية) و التي أقامت مدرسة على أساس فارقي و على أساس مفهوم التعبير الحر للأطفال ( حرية اختيار النصوص, الرسوم, جريدة الفصل … )







و في السياق نفسه استفادت البيداغوجيا الفارقية من نتائج أعمال فرناند أوري fernand oury حيث عملت على احترام الحياة المدرسية عن طريق مؤسسات ملائمة ، و ركزت على مبدإ تعلم الحياة الجماعية ، و تشجيع النقاش و أخذ المبادرات الكلامية .




ج- أسس البيداغوجية الفارقية

تنطلق البيداغوجيا الفارقية من مبدأ وجود فروق فردية بين المتعلمين ، يمكن تلخيصها في الآتي :
– فوارق معرفية في درجة اكتساب المعارف المفروضة من لدن المؤسسة ، و إغناء مساراتهم العقلية . و تتحكم هذه الفروق في تمثلاتهم و مراحل نموهم العملي و طرق تفكيرهم ، واستراتيجيات التعلم لديهم .
فوارق سوسيو- ثقافية : و تشمل القيم ، المعتقدات ، تاريخ الأسر ، اللغة ، أنماط التنشئة الاجتماعية ، المستوى المعيشي و الخصوصيات الثقافية.
– فوارق سيكولوجية : تتحكم شخصية التلميذ بشكل كبير في دافعيته ، إرادته ، انتباهه و اهتماماته ، قدراته الإبداعية ، فضوله ، أهوائه ، توازنه و إيقاعاته في التعلم . وما دام للتلاميذ مستوى عيش و شخصية مختلفة , فإنه من المفروض أن تكون بينهم فوارق سيكولوجية ( 1991 p.10Halina Przesmyky) .



د- خصائص البيداغوجيا الفارقية :

يتبع






التوقيع

    رد مع اقتباس